Tuesday 19 March 2013


علي الحمـداني

 

مقال موجز من ثلاث حلقات

              ( 2 )

بعد عشر سنوات

الحكم العراقي السابق في الميزان

 

ــ  عهد صدام أو عهد " الدكتاتورية " : كانت قوى الظلام من شياطين الإنس وأشرار البشر الذين يمسكون بسياسة القوى الكبرى في العالم ، في أوربا وأميركا وإسرائيل ، تعمل دائبة على إسقاط النظام الوطني في العراق بقيادة الرئيس صدام حسين رحمه الله . أما العراق فكان محاطاً بقوى التآمر والعمالة والسفالة ب 360 درجة .. وأعني 360 درجة وإن إختلفت درجات تآمرهم على النظام العراقي .

هذه الحقائق التي كان ينكرها الجميع في التسعينات من القرن الماضي ويعترف بها البعض الآخر على استحياء والتي دخلت حيز الواقع والتنفيذ في آذار 2003 تجعلنا نقف الآن كشعب عراقي مع أنفسنا وضمائرنا وأن نعدل بالقول كما تطالبنا شريعة السماء لنقول : ( إذا كان من يتآمر على العراق هؤلاء .. ومَن احتل أرضه هم هؤلاء .. ومن أوصله الى ماهو عليه الآن وبعد عشر سنوات هم هؤلاء .. أليست هذه شهادة بما لايقبل الشك والريب أن الحكم في العراق كان حكما وطنيا نقيا لاتشوبه عمالة ولا مكان في قيادته لأي تنازل على حساب الوطن .. ألا يكفي ذلك بربكم شهادة على وطنية الحكم والحاكم ..؟ ) ومن يقول غير ذلك فهو يشهد زورا أو غباءا أو عمالة لأميركا وإسرائيل وبقية أنظمة الظلم والإستغلال العالمي .

 

هذه وقفة مراجعة مع النفس للشعب العراقي كما قلنا وقبل أن نسترسل بالحديث .

 

كانت أفاعي مايسمى بالمعارضة العراقية تنفث سمومها في الساحات الأمريكية والأوربية والعربية وفي إيران الشر بالطبع . تتلقى الدعم المالي واللوجستي والإعلامي من أجهزة مخابرات تلك الدول وحكوماتها جهارا عيانا ، حتى أن المجرم أحمد عبد الهادي الجلبي في العاصمة البريطانية لندن حيث كان يصدّر جريدته " المؤتمر " يتفاخر بأنه يتسلم راتبا شهريا من البنتاغون " دونالد رامسفيلد " مقداره 330 ألف دولار شهريا كدعم ورواتب لجريدته تلك ومنها راتب الخائن المرتد حسن العلوي الذي كان يرأس تحريرها والذي إنتهى به المطاف كنائب " مستقل " معين غير منتخب في مجلس نواب حكومة الإحتلال حاليا .

 

كانت الشائعات تملأ الشارع البريطاني في فترة التسعينات من القرن الماضي وأوائل القرن الحادي والعشرين . أقول الشارع البريطاني تحديدا لأنه تميز عن بقية العواصم الأوربية حيث كان يعج بآلاف اللاجئين (العراقيين) وهم في حقيقة أمرهم من التبعية الإيرانية والذين قدموا من إيران ومنحوا اللجوء والإقامة في بريطانيا (!!) وجيوبهم مليئة بالمال ليفتحوا المحال والشركات التجارية ( محصولي إيراني موجود أست ) ويعملوا لحساب نظام طهران . وأيضا نشطت في تلك الفترة المراكز والمدارس ( الدينية ) كمركز ومدرسة الخوئي وتوابعها مدرسة الصادق ومدرسة الزهراء والمركز الإسلامي الإيراني الذي يرتاده هؤلاء ، وجميعها كانت أوكار تجسس وتآمر تعمل لصالح الأحزاب الطائفية المرتبطة بإيران وهي التي حضرت مؤتمر لندن في ( هيلتون متروبول ) بأشهر قليلة قبل الغزو الأميركي للعراق .. وهي الوجوه التي نراها تحكم العراق اليوم .

 

لعل من المفيد أن نذكر بعض شائعاتهم المسمومة آنذاك والتي كانت ومع الأسف موضع تصديق الكثيرين من العراقيين والعرب .. والتي إنكشف زيفها بعد 2003 . نذكرها لكي نناقشها وكذلك لكي نقارنها مع ماحدث ويحدث من قبل أزلام السلطة في المنطقة الخضراء حاليا ومن قبل معممي المرجعية .

 

* صدام حسين يمتلك عمارة ( سنتر بوينت ) وهي عمارة ضخمة من حوالي 40 طابقا تشغلها مكاتب وشركات وتقع على الطريق السريع في غرب لندن المسمى ( نورث سيركلر رود ) .

أنا شخصيا قمت بالتحري في حينها عن هذه البناية ومن يمتلكها .. ووجدت وبشكل رسمي موثق عندي أن هذه البناية مع بناية ثانية تحمل نفس الإسم وبنفس الحجم تقع في وسط لندن على تقاطع ( اكسفورد ستريت ) و

( توتنهام كورت رود ) مملوكة لمجموعة شركات إستثمارية عقارية بريطانية ومن الشرق الأقصى منذ أن تم تشييدهما أوائل السبعينات وحتى يومنا هذا. فتأملوا ..!!

 

* صدام حسين وعائلته يمتلكون سلسلة شركة ( فانتج ) للمنتجات الصيدلانية في بريطانيا ، ويصرّون أنه قد تم شراؤها بكذا مليون باوند إسترليني ويؤكدون أن مقر إدارتها في العنوان الفلاني !! وهي طابق أول من عمارة تقع في " أدجور روود " مع تقاطع " جابل ستريت " قرب محطة قطارات الأنفاق . بعملية بحث واستقصاء بسيطة تبين أن العنوان المذكور لشركة يمتلكها عرب أنشطتها في مجال الترجمة وتصديق الوثائق ووكالة توظيف وفتح دورات تأهيلية ودورات لغة إنكليزية . أما سلسلة شركة الصيدلة فتعود الى عائلة إنكليزية عريقة ولم يتم بيعها على الإطلاق منذ خمسينات القرن الماضي أي قبل أن يأتي حزب البعث أو صدام حسين الى السلطة بما لايقل عن عشرين عاما .. وأن مقر إدارتها في مدينة أخرى في الشمال البريطاني . ومرة أخرى تأملوا ..!!

                                                                          

لعل هناك من سيقول الآن بأن ماأذكره هو محض خيال أو دفاع أعمى وأنني لاشك " صدامي " !!

أقول نعم من الطبيعي أن يحدث ذلك وأتوقعه .. ومن الطبيعي أيضا أن ينسج السفلة الأكاذيب حول الرجل الذي ذهب الى دار الحق لملاقاة ربه ، وأن الشرف والغيرة والدين والأخلاق هي مايدعوني وغيري من حملة الأقلام للدفاع عنه سيما بعد كل مارأيناه خلال العشر سنوات المظلمة من تاريخ العراق . هذا من جهة ، ومن الجهة الأخرى هناك حقائق رسمية وعلى المستوى الدولي أعقبت 2003 . هذه الحقائق وببساطة تقول أن أجهزة المخابرات والسلطات الرسمية في دول العدوان على العراق والأمم المتحدة عجزت خلال عشر سنوات من أن تجد حسابا مصرفيا واحدا يعود الى صدام أو عائلته خلال وجوده على رأس السلطة في العراق وفي أي بنك في العالم علما أن غالبية هذه البنوك يمتلكها أو يديرها اللوبي اليهودي .. وكذلك عجزوا أن يجدوا عقارا واحدا أو إستثمارات معينة وفي أي مكان من العالم مسجل بإسم صدام أو عائلته .. وحتى تخميناتهم عن وجود شركات وهمية أو حقيقية تعود الى صدام ولا تظهر إسمه قد باءت بالفشل ، فكل ماوجدوه عن هذه الشركات سواء في بريطانيا أو أوربا أو أميركا أنها تعود لأثرياء عراقيين ورجال أعمال ومؤسسة من قبلهم وتمارس أنشطتها التجارية والمالية بعيدا عن إي علاقة مع العراق. لقد قامت المخابرات المركزية الأميركية بإجراء تحقيقات مع هؤلاء عام 2003 ونشرت تلك الأخبار في الصحف وتناقلت بعضها أجهزة الإعلام وعرضت بعض الصور على شاشات التلفزة .. وظهر بالنتيجة أن لاعلاقة لهؤلاء بصدام أو أي من أفراد عائلته أو أنهم كانوا يعملون لحسابه بأي شكل من الأشكال . أسماء هؤلاء نعرفها ولايمنعني من نشرها الآن إلا خصوصيتهم واحترام تلك الخصوصية .

هذه حقائق ليست من عندي ولكن من تحقيقات الدول الكبرى ومن أنشطة مخابراتها سواء تلك المباشرة منها في العدوان على العراق كأميركا وبريطانيا أو غير المباشرة كإسرائيل وإيران وأنظمة بعض دول المنطقة العربية المتعاونة معهم . ومن أراد أن يثبت لي العكس أو الخطأ فيما أقول فعليه أن يقول كلمته لغرض مناقشته بالحجة والبرهان والوثائق .

 

نخلص من كل ذلك أن " دكتاتور " العراق والحكم " الدكتاتوري " الذي كانت ثروات العراق تحت يده .. لم يفرط بها . وقد آن الأوان لكي نضعه وفترة حكمه في ميزان العدل . ولنقارن فترة 35 عاما من وجوده في أعلى هرم السلطة مع 10 سنوات من وجود حكومات اللصوصية والنهب في حكم العراق .. لقد كنت أول من نشر قبل سنوات بعضا من فضائحهم المالية عبر نشر العناوين البريدية لأملاكهم وعقاراتهم الخرافية في العاصمة البريطانية ومنهم عائلة المرجع الأعلى السيستاني وقصور أصهاره وبناته وحتى حفيدته ، فضلا عن الآخرين ومنهم مجرد وزراء أو من قيادات " الدعوة " أو الإئتلاف " الطائفي " العراقي ، في وقت يعيش أغلب االشعب العراقي تحت خط الفقر .. والحديث طويل ولنا اليه عودة .

 

تلي الحلقة الثالثة بإذن الله .

 

lalhamdani@rocketmail.com

 

   

 

علي الحمـداني

 

مقال موجز من ثلاث حلقات

              ( 1 )

بعد عشر سنوات

الحكم العراقي السابق في الميزان

 

أسميته الحكم العراقي السابق ، وأعني به الحكم الوطني الذي سبق إحتلال الوطن . قد يسميه البعض حكم " البعث " أو عهد صدام أو الحقبة " الديكتاتورية " أو ربما عند البعض " الحكم الطائفي السنّي " . وكلها قد تكون صحيحة من وجهة نظر قائليها .. ولكن وبعد تجربة عشر سنوات أي عقد كامل من الزمن ، أشعر أنه قد آن الأوان لوضع تلك الحقبة وبكافة هذه المسميات في ميزان عدل لتقييمها .. ولن يكون الكلام حولها عاطفيا أو متحيزا أو إنفعاليا . ولأن ميزان الوقائع لايكذب ، ولأننا جميعا عشنا تلك التجربة ، أي لامحل للكذب والتلفيق ، لذلك سيكون حديثنا متجردا عن كل ذلك .. ينقل الوقائع ويقارن بالواقع .

 

ــ  حكم البعث : أقول نعم كان الحزب الحاكم هو حزب البعث العربي الإشتراكي . حزب لم يولد خارج حدود الوطن العربي .. وعبارة الوطن العربي بحد ذاتها قد تفسرلنا أبعاد التسمية في كلمتي " البعث " و " العربي " . أما الإشتراكية كمفهوم إقتصادي واجتماعي ، فقد عمل الحزب على تطبيقها في كافة مراحل حكمه بدءا بتأميم النفط العراقي وانتهاءا بمعالجة تداعيات الحصار الدولي الجائر الذي فُرض على العراق ومن خلال توزيع الحصص التموينية وعرض الحكم العراقي لثروته النفطية مقابل الغذاء للشعب العراقي .

 

لو قارنا هذه الفقرة بما حدث خلال عشر سنوات ، فإننا سنكون أمام حقيقة نعيشها حاليا . هناك أيضا حكم الحزب الواحد والذي هو حزب الدعوة الإسلامية والذي إنتهت مقاليد قيادته بيد نوري المالكي . وأيضا سأبدأ بمفردات التسمية تماما كما فعلت مع تسمية حزب البعث .. وأتساءل هنا : ما هي هذه الدعوة .. وكيف هي إسلامية .؟ أنا شخصيا لا أجد ماينطبق على مفهوم كلمة الدعوة إلا بقدر إرتباطها ، وهذا ما خبرناه بالتجربة ، بنظام إسلامي التسمية ينحصر بطائفة ويرتبط بتوجيهات مرشد أعلى من خارج حدود العراق ، ولكون هذا المرشد إيرانيا كما هو معروف فإن إهتمامه وهدفه سيكون إيرانيا أو فارسيا أو كلاهما معا . ومن باب المقارنة أيضا مع ماذكرنا حول حزب البعث ، فإن حزب الدعوة وُلدَ خارج حدود العراق وأتى ليحكم العراق .. وأنا لاأعرف له أهدافا معلنة لحد الآن كما كان لحزب البعث .. ولمن يعرف شعاراته وأهدافه عليه أن يمدنا بها لمناقشتها ..! وللمقارنة أيضا أسأل عن تطبيقات " الدعوة " على الأرض العراقية بعد عشر سنوات من حكمه . أما كلمة " الإسلامية " المرادفة للدعوة .. فلم نجد لها نشاطا أو تطبيقا على أرض العراق باستثناء محاربة الغالبية التي تنتمي الى المذهب الآخر .. ولو شاء البعض أن يسميها الأقلية فأيضا سأقول أوافق على ذلك ، ولكنها أيضا تبقى إسلامية .. فماذا فعل لها حزب الدعوة .. أم أن الأصح أن أقول ماذا فعل بها ذلك الحزب ؟

وإذا كان حزب البعث قد نفرد بالسلطة كما يقال .. فماذا عن حزب الدعوة ؟ أليس هو متفرد بالسلطة في الوقت الحاضر ..؟

 

وعلى ذكر التفرد بالسلطة ، فإن ذلك يفهم ضمنا ، أنه لا وجود لغير البعثي في درجات سلم السلطة وهو ماعليه الحال الآن في ظل حكم الدعوة أو الإئتلاف الطائفي بشكل عام .

الحقيقة تقول غير ذلك فقد كان هناك أشخاص غير بعثيين من أعلى سلم الدرجات الوظيفية ونزولا الى أقلها .. وكان هناك أيضا في السفارات العراقية في الخارج الشيئ ذاته مع حساسية تلك المناصب ومغرياتها وتطلع الجميع الى العمل في الخدمة الخارجية .

هنا لابد لي من وقفة عند حادثة أعتبرها فريدة من نوعها وتاريخية أيضا ، قد يعرفها البعض ، ولكنني سأسردها للجميع :

 

في عام 1982 ، كان الأستاذ طارق عزيز وزيرا للخارجية . وقد قام بإصدار قانون أو تعليمات تخص وزارته وجعلها بموافقة القيادة تشمل كافة مرافق الخدمة الخارجية ، أي في الوزارات الأخرى التي لها دوائر ومؤسسات حكومية خارج العراق .. ومنها على سبيل المثال ، الخطوط الجوية العراقية ، وزارة المالية ، وزارة الثقافة والإعلام ، وزارة التربية .. وغيرها . القانون الجديد يقول أنه على كافة الموظفين العاملين في حقل الخدمة الخارجية وفي كافة الدول الأجنبية القدوم الى بغداد لأداء إمتحان تحريري وشفهي في اللغة الإنكليزية في مقر وزارة الخارجية ومَن يجتاز هذا الإمتحان بمعدل 60% على الأقل يبقى في منصبه لإكمال مدة خدمته الخارجية ، أما من يفشل فيه فيعاد بأمر رسمي الى مقر وزارته في بغداد ، الخارجية أو غيرها . كانت الغاية من ذلك  هو التأكد من كفاءة العاملين في مجال اللغة الإنكليزية في الدول الأجنبية . أؤكد هنا وبدون مبالغة والشواهد على ذلك موجودة أن الأوامر الوزارية التي صدرت بنقل الراسبين في الإمتحان المذكور تم تنفيذها فورا .. والأهم من كل ذلك ، أن عدد من أعيد الى العراق من الموظفين البعثيين أكبر بكثير من غير البعثيين .. والحزب الحاكم كان حزب البعث ..!!

سؤال ولكل من يملك ضمير حي : أين ذاك مما يحدث الآن في سفاراتنا ومؤسساتها في الخارج ..؟

وهل كان البعث حزب حزب حاكم متفرد بالسلطة بسكل تسلطي أعمى أم أن ماذكرت يدل على العكس من ذلك ..؟ ولا أريد أن ادخل الآن في تفاصيل أدق في هذا الموضوع لأذكر أسماء من كانوا يعملون في عاصمة أوربية واحدة فقط ، وكم منهم كان يشغل منصب رئيس لدائرة أو مؤسسة وهو غير بعثي أصلا .. وفيهم ، والله يشهد ، من الشيعة أكثر من السنّة !! وقد إستمروا في خدمتهم الخارجية دون أية مضايقة أو تحجيم .

 

تلي الحلقة الثانية بإذن الله

 

lalhamdani@rocketmail.com

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


Friday 26 October 2012


التزييف

حقائق وأحداث تكشف أكاذيب السياسة الأميركية
(8)
 

علي الحمــداني

 

مقدمة الحلقات :

 

الوقائع الواردة في حلقات هذه الدراسة سوف تتناول زيف وخداع وتضليل ماكنة السياسة الأميركية ومن ورائها بعض الإعلام المسيس على عكس الإدعاءات الباطلة التي تروّج لحرية الإعلام والصحافة .

 

الزيف والخداع والتضليل على كافة الأصعدة إبتداءا من صناعة القرار السياسي المعلن للرأي العام ومروراً بحرية الصحافة وإدعاءات حقوق الإنسان ووقوفا عند عمليات تعذيب المعتقلين البشعة واللاإنسانية في سجون السلطة داخل الولايات المتحدة أو سجون الإحتلال خارجها وربما ليس إنتهاءا ببريق الديموقراطية الذي تعلنه وتتغنى به تصريحات المسؤوليين الأميركان كجزء منظم من حملة التضليل والتزييف المنظمة هي الأخرى .

 

الدراسة إستندت على وقائع وحقائق مثبتة وموثقة بالأسماء مصادرها مستقاة من تقارير ومقالات نشرت في كبريات الصحف العالمية المستقلة ومن برامج تلفزيونية تم بثها على محطات فضائية عالمية إضافة الى كتب تم نشرها في هذا الخصوص .

 

هذه المصادر سيتم تثبيتها في نهاية الدراسة لمن يريد الإطلاع عليها والإستزادة من التفصيلات . فالموضوع إذن ليس سردا مجردا ولا من وحي الخيال بل وقائع موثقة قد تصيبكم بالذهول كما صدمتني شخصيا وأنا أمضي بين سطورها .

 

الدراسة سوف تغطي سبع مواضيع رئيسية وعلى عدة حلقات ومن عدة أقسام ، وكما يلي :

 

1-  التزييف في الحرب العدوانية على العراق .

2-  التعذيب وأكذوبة حقوق الإنسان

     آ-  القسم الأول : عتاة المجرمين والقتلة تم توظيفهم سجانين في سجن أبي غريب .

    ب-  معتقلون بإسم القضاء .. قضية معتقل إسمه ماهر عرار مثالا .

    ج-  معتقلون بإسم القضاء .. قضية معتقل آخر إسمه خالد المصري مثالا .

    د-  قضايا أخرى " قضائية " مخزية .

3-  الفلوجة

4-  تسييس الإعلام لإخفاء حقائق قتلاهم والهاربين من الخدمة العسكرية في العراق .

5-  سياسة جورج بوش الرعناء .

6-  قصة " هاييتي " .

7-  حرب بوش المستمرة على الصحافة ومحاولة خنق الكلمة الحرة .

 

---------------------------------------------------------------------------

 

 

الفلوجــة

الجريمة في عصر الإنحطاط السياسي والأخلاقي

 

على الرغم من مرور سنوات على جريمة الفلوجة والتي تم التخطيط والتنفيذ لها من قبل قوى الشر والإجرام الأميركية في عهد حكومة الإحتلال برئاسة العميل أياد علاوي .. أقول في عهد ذاك لأنه كان رئيسا موقتا لحكومة الإحتلال ، إلا أنها كانت ستقع تحت أي حكومة أخرى من صنيعة المحتل سواء الجعفري أو المالكي أو أي عميل آخر ، لأنها أصلا رغبة الإدارة الأميركية في ظل ولاية المجرم جورج بوش .

 

كتب الكثيرون عن التفاصيل المروعة لتلك المجزرة ، ونشرت حولها أفلام وصور يندى لها جبين الإنسانية .. ولازالت آثارها وما تركته من تشوهات خَلقية على الأجنة في بطون أمهاتهم ومضاعفات سرطانية قاتلة شملت العديد والعديد ولا تزال الجريمة مستمرة حتى يومنا هذا .. كل ذلك بسبب إستخدام الجيش الأميركي لأسلحة فتاكة محرمة دوليا مثل اليورانيوم المنضب والقنابل الفسفورية والعنقودية ضد المدنيين في مدينة صغيرة حفرت إسمها في ذاكرة الإنسانية إسمها الفلوجة . تماما كما حفرت المقاومة العراقية أسطورة في ذاكرة التاريخ على الرغم من كل الأسلحة الفتاكة للقوات الغازية وحتى تلك الخيانات التي واجهتها .

 

اليوم أنقل لكم في هذه الحلقة من هذه الدراسة صورا أخرى عن هذا الموضوع ، لادخل فيها للعاطفة أو الغضب ، رغم أن ماأكتبه في منتهى الألم . فأنا هنا سأنقل لكم وجهات نظر وقصص وتحليلات من صحافة وإعلام الغرب وتحديدا من أميركا .

 

وتبدأ قصتنا من هنا :

 

بدأ التخطيط  فعليا لضرب الفلوجة عام 2003 . وبدأت حرب الخداع النفسية  بعد ذلك بفترة وجيزة ومع بداية عام 2004 . كانت الإدارة العسكرية الأميركية تنظر الى المهمة من جانبين .. أولهما جهلها الإستخباري بالكثير من المعلومات المتعلقة بالمقاومة العراقية ، وثانيهما ملاحظتها لتواتر إزدياد القتلى الأمريكيين لاسيما في منطقة الأنبار ( على سبيل المثال فقط ، أسقطت المقاومة العراقية بتاريخ 2 تشرين الأول / اكتوبر ، مروحية شينوك أمريكية أدت الى مقتل 16 جنديا امريكيا وجرح 26 آخرين .. ) . لذلك أعدت خططها إبتداءا من العمل الإستخباري وانتقالا الى الهجوم العسكري . لقد كانت كل الدلائل تشير الى أن الأميركيين شعروا أنهم أمام تحدٍ كبير وهم في أشهرهم الأولى من الإحتلال ، وكأن تجربة فيتنام القاسية كانت لاتزال تعشعش داخل الفكر العسكري الأمريكي رغم مرور أربعين عاما على إنقضائها .

 

أول خطوة تمت مع أواخر عام 2003 ، حيث منعت تعليمات البنتاغون السرية لنفس العام  والخاصة بسياسة عمليات المعلومات ، الجنود الأمريكيين من إدارة العمليات النفسية الموجهة الى الإعلام . كان القرار بتوقيع دونالد رامسفيلد . ولكن ماكانت تضمره الأجهزة الإستخبارية الملتحقة برامسفيلد والمتمثلة بمستشاريه هو العكس تماما .. أي إستخدام الإعلام لنشر الأكاذيب .

 

في الحقيقة ، لم تكن تلك هي التجربة الأولى في السياسة الرعناء التي قادها جورج بوش وإدارته لاسيما دونالد رامسفيلد وزير دفاعه . قبل ذلك بحوالي ثلاث سنوات ، وتحديدا في الرابع والعشرين من أيلول / سبتمبر 2001 ، أي بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر باسبوعين أبرزت صحيفة الواشنطن بوست إعتراف الضابط الأميركي " هوارد كيرتز " حينما قال : " هذه الحرب هي الحرب الأعلى من حيث التكثيف في المعلومات والتي يمكن لأي شخص تصورها .. يجب أن نكذب حول الكثير من الأمور ..!! "

ذلك التصريح أعتبر في وقته كشف للصحافة فيما يتعلق بالحملات النفسية للجيش .

 

في موضوع الإعداد لمعركة الفلوجة .. تم عكس التكتيك وبالصورة التالية :

من على شاشة فضائية " سي . أن . أن " ظهر متحدث بإسم جنود البحرية الأمريكان "المارينز" وهو الملازم الأول " ليلي جلبرت " في شهر آذار / مارس 2004 ليصرح مايلي :

{ أن القوات الأميركية قد بدأت عملية كبيرة للسيطرة على المدينة العراقية ، الفلوجة .. وقد قطع الجنود خط المغادرة  } وأضاف : { ستكون ليلة طويلة } !!

في الحقيقة لم يكن غزو الفلوجة قد بدأ ، بل أنه كان من المقرر أن يبدأ بعد ثلاثة أسابيع من ذلك التاريخ .

بعد أن بدأ الهجوم فعلا ، وبعد ثلاثة أسابيع ، خرجت صحيفة " لوس أنجلوس " لتقول : ( إن إعلان جلبرت المرتب بعناية كان عملية نفسية تهدف الى خداع المتمردين " هكذا أسمتهم " في الفلوجة ، والسماح للقادة الأمريكيين رد فعل رجال العصابات " هكذا أسمتهم أيضا " في حال صدّقوا أن الجنود الأمريكيين سيدخلون المدينة . )

 

في نيسان / ابريل 2004 أطلقت الولايات المتحدة أول هجوم كبير لها على الفلوجة ، متخذة ذريعة مقتل أربعة من المرتزقة وهم عسكريين يعملون في شركة الأمن الخاصة " بلاك ووتر " ولكن في حقيقة الأمر ، لم يكن لمقتل هؤلاء كما أعلنت الدعاية الأميركية ، أي علاقة حقيقية بالهجوم لأن ذلك كان قد أعد له فعليا في أواخر عام 2003 في دهاليز إستخبارات رامسفيلد وكما رأينا .

نحن هنا نتكلم عن معركة الفلوجة الأولى التي إنتهت الى كارثة للقوات الأميركية على يد المقاوميين العراقيين .

 

كان ذلك الحادث أي قتل جواسيس البلاك ووتر نقطة مهمة لتحفيز الروح الإنتقامية لدى القوات الأميركية

بهذه الروح بدأ الهجوم على مدينة تضم 300 ألف شخص .

وبهذه الروح وقف الجنرال " مارك كيميت " المتحدث العسكري بإسم قوات الإحتلال في بغداد ليكرر بعد الإندحار المخزي لقواته :

( سنعود الى الفلوجة وسيكون ذلك في الوقت الذي نختاره ..!! ) .. وأضاف : أنه سوف يجلب السلام الى هذه المدينة (!!)

نعم .. السلام على الطريقة الأميركية تحت إدارة إبن تكساس .

ولنسمع من أفواههم وعبر صحافتهم وإعلامهم كيف كانت عملية السلام في الفلوجة .

 

تمت محاصرة المدينة وضربها وقتل في تلك الضربة الأولى 600 عراقي وجرح أكثرمن 1000 شخص . قالت القيادة الأميركية أن أولئك هم أعضاء من المقاومة .. في حين جاءت تقارير الإعلام لتؤكد أن معظم القتلى والجرحى من المدنيين.. وعلى الرغم من ذلك أصرت القيادة الأميركية عدم وجود أي مدني بين القتلى الستمائة مع أن المعارك دارت في قلب المدينة المكتضة بالسكان . كان برهان القيادة الأميركية على صحة أقوالها هو أن 95% من القتلى هم من الذكور وفي سن الخدمة العسكرية ..!!

فضح الصحفيان البريطانيان روي مكارثي وجوليان بورجر على صحيفة " الغارديان " في عدد 12 نيسان 2004 كذب الرواية الأميركية . وكذلك فعل جيفري كاتلمان في مقاله على صحيفة "نيويورك تايمز" عدد 2 مايس 2004 وتحت عنوان " في قلب الفلوجة "

 

أثناء النهار أخذت مروحيات " سوبر كوبرا " تحوم فوق المدينة وتطلق صواريخ " هيل فاير " . وفي المساء كانت الطائرات " أي سي 130 " تقصف بالأسلحة الثقيلة .

هذا مالم تنكره القيادة الأميركية .. لكنها في نفس الوقت تقول أنهم حققوا تقدما في تجنب ضرب المدنيين .

يقول أرثر نيلسون في صحيفة الغارديان في 21 نيسان ، أنه شاهد قاذفة أميركية تقصف مبنى سكني في الفلوجة لتحيله أنقاض فوق رؤوس ساكنيه ..!!

إنه يتكلم هنا عن معركة الفلوجة الأولى ، حيث نقلت نفس الصحيفة : { إن قادة الجماعات المسلحة " المقصود بالطبع رجال المقاومة " إستطاعوا بالتنظيم من السيطرة على أرض المعركة وأحدثوا إرباكا ملحوظا للقوات الأميركية المهاجمة . لقد إعتمدوا تكتيك حرب العصابات ونصب الكمائن مما أدى الى إفشال الخطة الهجومية للجيش الأميركي . لقد فشلت التتكنلوجيا الحديثة أمام السلاح البسيط .. مما جعل القوات الأميركية تقوم بقصف عشوائي على البيوت والمباني مما أدى الى مقتل عدد كبير من المدنيين }

 

في هذه المعركة صرح مجرم الحرب بوش نصا : (( لقد واجهت قواتنا وقتا صعبا ، وأنا أصلي كل يوم من أجل أن تتراجع الخسائر .. لقد ملأت أرقام الموتى قلبي بالعذاب ..!! ))

 

نعم كان بوش صادقا مع نفسه هذه المرة لأن القوات الأميركية ومن أجل أن تتمكن من إخلاء جثث قتلاها من أرض المعركة قامت بالإستعانة ب ( الحزب الإسلامي ) والذي لعب دوره بإتقان وتمكن من عقد هدنه لهذا الغرض ( كان طارق الهاشمي آنذاك رئيسا للحزب الإسلامي )

 

في إجتماع البيت الأبيض في 16 نيسان 2004 بين مجرمي الحرب جورج بوش وتوني بلير ، إقترح بوش قصف المركز الرئيسي لقناة " الجزيرة " في قطر لأنها توصل أخبار الفلوجة الى المشاهد العربي ..!! هكذا فقد هذا الكاوبوي أعصابه ..!!

تسرب هذا الخبر الى صحيفة " ديلي ميرور " البريطانية ، فسارعت الحكومة البريطانية على تطبيق قانون الأسرار الرسمية ، ومنعت الصحيفة المذكورة وأي صحف أخرى من نشر تفاصيل أية وثائق تكون قد تسربت من الإجتماع ، كما تم إعتقال أثنين من موظفي الديلي ميرور للتحقيق معهما ..!

نشر هذا الخبر الصحفي في الديلي ميرور ، كيفن مكواير في عددها الصادر في 22 نوفمبر 2005 .

 

بعد كل هذه الشهور مابين تهديد بوش بقصف محطة الجزيرة ، ونشر خبر الحظر الحكومي البريطاني على نشر الوثائق بحجة الأسرار الرسمية .. سارع توني بلير ليعترف بذلك وليقول أنه تمكن من إقناع بوش بعدم الإقدام على هذه الخطوة .. ومن الواضح أن بلير كان يكذب ، وأن منع بوش جاء من قبل مستشاريه وقوى سياسية أميركية فاعلة وراء الستار (!!!)

هذا ماذهب اليه أيضا آرثر نيلسون من الغارديان البريطانية في مقاله المذكور .. وكذلك منظمة

" مراسلون بلا حدود " في 3 مايس 2005 تحت عنوان : " الحرب الأكثر دموية للإعلام منذ حرب فيتنام " .

 

أتوقف هنا وسأنتقل في الجزء الثاني من هذه الحلقة الثامنة الى معركة الفلوجة الثانية .

والله المستعان .

 

التزييف

حقائق وأحداث تكشف أكاذيب السياسة الأميركية
(7)
 

علي الحمــداني

 

مقدمة الحلقات :

 

الوقائع الواردة في حلقات هذه الدراسة سوف تتناول زيف وخداع وتضليل ماكنة السياسة الأميركية ومن ورائها بعض الإعلام المسيس على عكس الإدعاءات الباطلة التي تروّج لحرية الإعلام والصحافة .

 

الزيف والخداع والتضليل على كافة الأصعدة إبتداءا من صناعة القرار السياسي المعلن للرأي العام ومروراً بحرية الصحافة وإدعاءات حقوق الإنسان ووقوفا عند عمليات تعذيب المعتقلين البشعة واللاإنسانية في سجون السلطة داخل الولايات المتحدة أو سجون الإحتلال خارجها وربما ليس إنتهاءا ببريق الديموقراطية الذي تعلنه وتتغنى به تصريحات المسؤوليين الأميركان كجزء منظم من حملة التضليل والتزييف المنظمة هي الأخرى .

 

الدراسة إستندت على وقائع وحقائق مثبتة وموثقة بالأسماء مصادرها مستقاة من تقارير ومقالات نشرت في كبريات الصحف العالمية المستقلة ومن برامج تلفزيونية تم بثها على محطات فضائية عالمية إضافة الى كتب تم نشرها في هذا الخصوص .

 

هذه المصادر سيتم تثبيتها في نهاية الدراسة لمن يريد الإطلاع عليها والإستزادة من التفصيلات . فالموضوع إذن ليس سردا مجردا ولا من وحي الخيال بل وقائع موثقة قد تصيبكم بالذهول كما صدمتني شخصيا وأنا أمضي بين سطورها .

 

الدراسة سوف تغطي سبع مواضيع رئيسية وعلى عدة حلقات ومن عدة أقسام ، وكما يلي :

 

1-  التزييف في الحرب العدوانية على العراق .

2-  التعذيب وأكذوبة حقوق الإنسان

     آ-  القسم الأول : عتاة المجرمين والقتلة تم توظيفهم سجانين في سجن أبي غريب .

    ب-  معتقلون بإسم القضاء .. قضية معتقل إسمه ماهر عرار مثالا .

    ج-  معتقلون بإسم القضاء .. قضية معتقل آخر إسمه خالد المصري مثالا .

    د-  قضايا أخرى " قضائية " مخزية .

3-  الفلوجة

4-  تسييس الإعلام لإخفاء حقائق قتلاهم والهاربين من الخدمة العسكرية في العراق .

5-  سياسة جورج بوش الرعناء .

6-  قصة " هاييتي " .

7-  حرب بوش المستمرة على الصحافة ومحاولة خنق الكلمة الحرة .

 

---------------------------------------------------------------------------

 

 

معتقلون بإسم القضـاء

( 2 )

 

القضاء هنا هو القضاء الأميركي .. والتهمة هي " الإرهاب " .. والمتهم ، أي متهم وبأي تهمة وكما هو معروف : " برئ حتى تثبت إدانته " ، فكيف إذا كان الأمر يتعلق بسلطات قضاء :

" زعيمة العالم الحر " ..؟

 

لايهمني مَن هو صاحب هذه القضية .. أو أصحاب القضايا الأخرى .

ولايهمني الى أي حزب أو تنظيم ينتمي أو من أي بلد هو أو حتى  بأي دين أو مذهب يؤمن

أنا أتكلم هنا عن الإنسان وحقوقه التي منحتها له شرائع السماء .. في حين بقيت شرائع الأرض تتغنى بها وكما يحلو لها .. ثم يحدثوننا بعد كل ذلك عن الحرية وحقوق الإنسان !!

 

صاحب قضيتنا في هذه المرة ، يدعى : خالد المصري .. واليكم قصته :

 

ساقه حظه التعس أن تشاجر مع زوجته ليلة راس السنة لعام 2003 .. ولم يكن خالد المصري يعلم أن ذلك الشجار سينتهي برحلة تعذيب وتجويع وسجن لمدة خمسة أشهر على يد " العدالة " الأميركية .. كما لم يكن يدري أن حظه التعس بسبب تشابه بالإسم فقط سيكون كابوسا طويلا عليه وعلى عائلته طوال تلك الأشهر .!!

 

وُلد خالد في الكويت من أبوين لبنانيين عام 1961 ، وانتقل الى ألمانيا عام 1985 هربا من الحرب الأهلية اللبنانية ، واصبح مواطنا ألمانيا عام 1995 ، وتزوج عام 1996 . كان يعمل في ألمانيا بائعا للسيارات وله خمسة أطفال .

 

ترك بيته بعد شجاره مع زوجته .. وقرر الإبتعاد لعدة أيام ، فاستقل حافلة متجهة الى مقدونيا حيث كان يفكر بأن يبقى هناك لبعض الوقت يحاول خلالها مراجعة نفسه بشأن خلافاته الزوجية . أمر عادي قد يحصل لأي شخص .. ولكنه مع خالد أخذ منحىً آخر .

 

أولا إشتبه حرس الحدود المقدوني بأن جواز سفره ربما يكون مزوراً .. فاقتادوه بعيدا للإستجواب . وثانيا بسبب العطلة قاده حظه العاثر الى إستجوابه من قبل موظفة تعمل في محطة الإستخبارات شعرت أنها فرصتها الذهبية لكي تحقق في قضية تخص " الإرهاب " ! وثالثا أن مركز الإستخبارات المقدوني في مدينة سكوبجي يرتبط إستخباريا مع وكالة الإستخبارات الأميركية في ولاية فرجينيا . .! وهكذا تم إتخاذ القرار بحق هذا " الإرهابي الخطير " بنقله الى سجن وكالة الإستخبارات الأميركية .. وأين ..؟ في أفغانستان لكي يتم إستجوابه !!

 

في الثالث والعشرين من كانون الثاني / يناير 2004 ، ألقي المصري في سيارة أخذته الى طائرة تنتظره حيث أعطي حقنة شرجية بالقوة وعقارا ليستيقظ بعدها وهو محاط بجنود أمريكيين في أفغانستان .

 

يحكي خالد المصري قصة معاناته ، فيقول :

 

{ حال نزولي من الطائرة في أفغانستان ، تم دفعي داخل شاحنة .. ومنها الى داخل بناء حيث تم إلقائي على أرض أسمنتية في زنزانة صغيرة وقذرة وتلقيت الرفس والضرب على  رأسي وأسفل قدمي وأسفل ظهري . لم يكن هناك سرير بل مجرد غطاء قذر من النوع العسكري وزجاجة واحده من ماء عفن .

في الليلة الأولى إستجوبني حوالي ثمانية رجال يرتدون ملابس وأقنعة وجه سوداء ، بالإضافة الى طبيب أميركي ومترجم مقنعين أيضا . نزعوا عني كامل ملابسي وصوروني ، وأخذوا مني عينات دم وبول ، ثم أعادوني الى الزنزانة .

مكثت في عزل إنفرادي ، ولمدة أربعة أشهر ، لم يسمح لي خلالها بالخروج لإستنشاق الهواء النقي .

في شهر آذار ، قررت الإضراب عن الطعام بسبب إبقائي في السجن من دون تهمة محددة أو محاكمة . وفي اليوم السابع والثلاثين من الإضراب ، تم أخذي الى غرفة الإستجواب حيث ربطت الى كرسي وتم إدخال أنبوب طعام عبر أنفي الى معدتي .. شعرت بعدها بإنتكاسة صحية ومرض إستمر لأسابيع .

في شهر أيار / مايو .. تم إحضاري الى غرفة الإستجواب مجددا .. وهناك التقيت بشخص أميركي قدم نفسه على أنه طبيب نفساني .. ,اخبرني أنه جاء من واشنطن العاصمة لكي يلتقي بي ويبلغني أنه سيتم إطلاق سراحي قريبا .. ولكن بشرط !! أن لاأذكر على الإطلاق ماحدث معي وذلك لأن الأمريكيون يريدون إبقاء ماحدث في هذه المسألة سرا ..!!

 

في الثامن والعشرين من نفس الشهر ، أخرجوني من زنزانتي في أفغانستان معصوب العينين ومقيد اليدين ، حيث وضعت على متن طائرة متجهة الى أوربا .. بعد أن أخبروني أنني  لن أُرحل الى ألمانيا مباشرة لأن الأمريكيون يرغبون التحفظ على تورطهم في محنتي .

 

بعد أن حطت الطائرة ، إقتادوني بسيارة لعدة ساعات عبر طرق جبلية وأنا معصوب العينين .

وفي نهاية المطاف أعطوني جواز سفري الألماني وأخبروني أنهم سيزيلون العصابة عن عيني ولكن يجب أن لاانظر الى الوراء وإلا سيطلقون النار علي . وهكذا إبتعدت السيارة عني وأنا واقف مذهولا على حافة طريق لكي أعلم بعد قليل أنني في ألبانيا .!

 

عدت أخيرا الى المانيا بعد خمسة شهور لأجد أن زوجتي وعائلتي قد رحلوا .. ثم تمكنت أن أعرف أنهم قد عادوا الى لبنان بعد أن إعتقدت زوجتي أنني قد هجرتها .. فأخذت أطفالي وسافرت الى أهلها في لبنان . }

 

حين تكلم المصري عن قصته بعد ذلك .. إعترفت وكالة الإستخبارات الأميركية بأن خطأ قد حدث .. وأنهم بعد أن عرفوا أن جواز سفر خالد المصري غير مزور .. أطلقوا سراحه (!!)

 

هكذا .. خمسة أشهر في زنزانة في أفغانستان .. تحقيق وتعذيب لكي يكتشفوا بعد كل هذه المدة أن جواز سفره الألماني غير مزور ..(!!!)

 

لقد تم خلال عام 2004 فقط ، وفي ظل إدارة المجرم جورج بوش إعتقال بحدود 3000 شخص بتهمة " الإرهاب " نقلوا الى غوانتنامو أو أفغانستان .. وبحسب تصريح ضابط سابق في وكالة الإستخبارات المركزية .. ولكن لاأحد يعرف تحديدا كم من هؤلاء تم إطلاق سراحه ، وكم منهم بقي في الزنزانات ، وكم منهم إختفى من على وجه الأرض ..؟!

 

ومع كل ذلك ، لنستمع الى تصريح سحاقية الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في كانون الأول / ديسمبر 2005 :

(( إن الولايات المتحدة لا تنقل ولم تنقل معتقلين من بلد الى آخر للإستجواب باستخدام التعذيب ))

 

وحقا إذا لم تستحِ فاصنع ماشئت .

وللحديث بقية .

 

وحسبنا الله ونعم الوكيل   

 

 

التزييف

حقائق وأحداث تكشف أكاذيب السياسة الأميركية
(6)
 

علي الحمــداني

 

مقدمة الحلقات :

 

الوقائع الواردة في حلقات هذه الدراسة سوف تتناول زيف وخداع وتضليل ماكنة السياسة الأميركية ومن ورائها بعض الإعلام المسيس على عكس الإدعاءات الباطلة التي تروّج لحرية الإعلام والصحافة .

 

الزيف والخداع والتضليل على كافة الأصعدة إبتداءا من صناعة القرار السياسي المعلن للرأي العام ومروراً بحرية الصحافة وإدعاءات حقوق الإنسان ووقوفا عند عمليات تعذيب المعتقلين البشعة واللاإنسانية في سجون السلطة داخل الولايات المتحدة أو سجون الإحتلال خارجها وربما ليس إنتهاءا ببريق الديموقراطية الذي تعلنه وتتغنى به تصريحات المسؤوليين الأميركان كجزء منظم من حملة التضليل والتزييف المنظمة هي الأخرى .

 

الدراسة إستندت على وقائع وحقائق مثبتة وموثقة بالأسماء مصادرها مستقاة من تقارير ومقالات نشرت في كبريات الصحف العالمية المستقلة ومن برامج تلفزيونية تم بثها على محطات فضائية عالمية إضافة الى كتب تم نشرها في هذا الخصوص .

 

هذه المصادر سيتم تثبيتها في نهاية الدراسة لمن يريد الإطلاع عليها والإستزادة من التفصيلات . فالموضوع إذن ليس سردا مجردا ولا من وحي الخيال بل وقائع موثقة قد تصيبكم بالذهول كما صدمتني شخصيا وأنا أمضي بين سطورها .

 

الدراسة سوف تغطي سبع مواضيع رئيسية وعلى عدة حلقات ومن عدة أقسام ، وكما يلي :

 

1-  التزييف في الحرب العدوانية على العراق .

2-  التعذيب وأكذوبة حقوق الإنسان

     آ-  القسم الأول : عتاة المجرمين والقتلة تم توظيفهم سجانين في سجن أبي غريب .

    ب-  معتقلون بإسم القضاء .. قضية معتقل إسمه ماهر عرار مثالا .

    ج-  معتقلون بإسم القضاء .. قضية معتقل آخر إسمه خالد المصري مثالا .

    د-  قضايا أخرى " قضائية " مخزية .

3-  الفلوجة

4-  تسييس الإعلام لإخفاء حقائق قتلاهم والهاربين من الخدمة العسكرية في العراق .

5-  سياسة جورج بوش الرعناء .

6-  قصة " هاييتي " .

7-  حرب بوش المستمرة على الصحافة ومحاولة خنق الكلمة الحرة .

 

---------------------------------------------------------------------------

 

 

معتقلون بإسم القضـاء

( 1 )

 

القضاء هنا هو القضاء الأميركي .. والتهمة " الإرهاب " .. والمتهم ، أي متهم وبأي تهمة وكما هو معروف : " برئ حتى تثبت إدانته " ، فكيف إذا كان الأمر يتعلق بسلطات قضاء " زعيمة العالم الحر " ..؟

 

التزييف

حقائق وأحداث تكشف أكاذيب السياسة الأميركية

 

علي الحمــداني

 

مقدمة الحلقات :

 

الوقائع الواردة في حلقات هذه الدراسة سوف تتناول زيف وخداع وتضليل ماكنة السياسة الأميركية ومن ورائها بعض الإعلام المسيس على عكس الإدعاءات الباطلة التي تروّج لحرية الإعلام والصحافة .

 

الزيف والخداع والتضليل على كافة الأصعدة إبتداءا من صناعة القرار السياسي المعلن للرأي العام ومروراً بحرية الصحافة وإدعاءات حقوق الإنسان ووقوفا عند عمليات تعذيب المعتقلين البشعة واللاإنسانية في سجون السلطة داخل الولايات المتحدة أو سجون الإحتلال خارجها وربما ليس إنتهاءا ببريق الديموقراطية الذي تعلنه وتتغنى به تصريحات المسؤوليين الأميركان كجزء منظم من حملة التضليل والتزييف المنظمة هي الأخرى .

 

الدراسة إستندت على وقائع وحقائق مثبتة وموثقة بالأسماء مصادرها مستقاة من تقارير ومقالات نشرت في كبريات الصحف العالمية المستقلة ومن برامج تلفزيونية تم بثها على محطات فضائية عالمية إضافة الى كتب تم نشرها في هذا الخصوص .

 

هذه المصادر سيتم تثبيتها في نهاية الدراسة لمن يريد الإطلاع عليها والإستزادة من التفصيلات . فالموضوع إذن ليس سردا مجردا ولا من وحي الخيال بل وقائع موثقة قد تصيبكم بالذهول كما صدمتني شخصيا وأنا أمضي بين سطورها .

 

الدراسة سوف تغطي سبع مواضيع رئيسية وعلى عدة حلقات ومن عدة أقسام ، وكما يلي :

 

1-  التزييف في الحرب العدوانية على العراق .

2-  التعذيب وأكذوبة حقوق الإنسان

     آ-  القسم الأول : عتاة المجرمين والقتلة تم توظيفهم سجانين في سجن أبي غريب .

    ب-  معتقلون بإسم القضاء .. قضية معتقل إسمه ماهر عرار مثالا .

    ج-  معتقلون بإسم القضاء .. قضية معتقل آخر إسمه خالد المصري مثالا .

    د-  قضايا أخرى " قضائية " مخزية .

3-  الفلوجة

4-  تسييس الإعلام لإخفاء حقائق قتلاهم والهاربين من الخدمة العسكرية في العراق .

5-  سياسة جورج بوش الرعناء .

6-  قصة " هاييتي " .

7-  حرب بوش المستمرة على الصحافة ومحاولة خنق الكلمة الحرة .

 

---------------------------------------------------------------------------

 

 

معتقلون بإسم القضـاء

( 1 )

 

القضاء هنا هو القضاء الأميركي .. والتهمة " الإرهاب " .. والمتهم ، أي متهم وبأي تهمة وكما هو معروف : " برئ حتى تثبت إدانته " ، فكيف إذا كان الأمر يتعلق بسلطات قضاء " زعيمة العالم الحر " ..؟

 

لايهمني مَن هو صاحب هذه القضية .. أوالقضايا الأخرى التي سنسردها لاحقا

ولايهمني الى أي حزب أو تنظيم ينتمي أو من أي بلد هو أو حتى  بأي دين أو مذهب يؤمن

أنا أتكلم هنا عن الإنسان وحقوقه التي منحتها له شرائع السماء .. في حين بقيت شرائع الأرض تتغنى بها وكما يحلو لها .. ثم يحدثوننا بعد كل ذلك عن الحرية وحقوق الإنسان !!

 

صاحب القضية إسمه : ماهر عرار . وتعالوا تستمع الى قصته :

 

إنه سوري المولد .. كندي الجنسية . ترك سوريا مع أسرته وهو في السابعة عشرة من عمره مهاجرا الى كندا حيث أكمل هناك دراسته ليتخرج في جامعة " ماك جيل " في مونتريال مهندس كومبيوتر .

 

في يوم 26 أيلول / سبتمبر عام 2002 ، كان م القضاء هنا هو القضاء الأميركي .. والتهمة " الإرهاب " .. والمتهم ، أي متهم وبأي تهمة وكما هو معروف : " برئ حتى تثبت إدانته " ، فكيف إذا كان الأمر يتعلق بسلطات قضاء " زعيمة العالم الحر " ..؟

 

ماهر الذي كان في الثالثة والثلاثين من عمره عائدا من تونس حيث كانت عائلته تقضي عطلتها هناك . وصل عند الظهيرة الى مطار جون كينيدي في نيويورك . ليتابع سفره الى منزله في أوتاوا في كندا .

 

بعد أن طبع موظف الجوازات اسم عرار على الكومبيوتر ، طلب منه الوقوف جانبا بانتظار تعليمات إضافية . وبعد حوالي ساعتين ..!!  وصل ضباط بالزي الرسمي لتدقيق البصمات والتصوير قائلين له أنها إجراءات عادية .. كذلك تم تفتيش حقيبته ومحفظته . بعد ذلك وصل مسؤولين من شرطة نيويورك و " أف . بي . آي . " لإستجوابه مؤكدين له أنه سيتمكن من اللحاق برحلته الى مونتريال . عندها طلب ماهر محاميا .. وكانت الإجابة أنه لايملك هذا الحق لأنه ليس مواطنا أمريكيا .

 

في الساعة الرابعة عصرا ، جاء محقق من أف . بي . آي .. لإستجوابه مجددا مركّزا على نقطة واحدة ، وهي علاقته بشخص يدعى عبد الله المالكي وهو سوري أيضا . إستمر هذا التحقيق لخمس ساعات ، أنكر خلالها ماهر عرار أية معرفة له بالمدعو عبد الله المالكي . ثم حضر شخص آخر ليستجوبه لمدة ثلاث ساعات أخرى ، وهذه المرة عن عضويته في مجموعات إرهابية .. أنكرها مهندس الكومبيوتر الكندي بشدة . بعد ذلك وضعت الأصفاد في يديه واقتيد الى بناء في مطار جون كينيدي حيث وضع في غرفة بدون سرير .

 

في الصباح حضر محققان آخران ليسألاه لخمس ساعات أخرى عن اسامه بن لادن والعراق وفلسطين . أنكرها ماهر وطلب مجددا حضور محامي .. لكن المسؤولين تجاهلوا طلبه . كان قد مضى مايقارب اليومين ولم يأكل شيئا ..

 

في ذلك المساء ، جاء ضابط الهجرة ليعرض عليه أن يتطوع ويُرسَل الى سوريا . رفض الرجل العرض طالبا إرساله الى كندا .. وبدلا من ذلك تم إرساله الى مركز إعتقال في منطقة بروكلين في نيويورك ليبقى هناك مدة 13 يوما ..

 

عند الثالثة صباحا بعد هذه المدة ، وفي الثامن من تشرين الأول / اكتوبر ، أوقظ ماهر ليقرأوا عليه وثيقة بقرار مدير الهجرة لترحيله الى سوريا ..!

 

هذا كله ، ماقاله ماهر عرار في مقابلة تلفزيونية لاحقا في تشرين الثاني / نوفمبر 2003 ..

واليكم القصة لما حدث لاحقا وكما رواها في برنامج " الديمقراطية الآن " .

 

ولكن قبل ذلك نحتاج الى وقفة صغيرة مع تصريح لمسؤول سابق في وكالة الإستخبارات المركزية الأميركية وهو : روبرت بيير . يقول :

{ في حال رغبتنا في إستجواب جاد لعربي نرسله الى الأردن . وإذا أردناه أن يلقى التعذيب نرسله الى سوريا ، أما إذا أردناه أن يختفي ولا نراه مجددا فنرسله الى مصر ..!! يمكن للأمريكيين إرسال الأسئلة في الصباح الى مخابرات هذه الدول ليحصلوا على الإجابات في المساء . } ـ  لا تعليق !! ـ

 

يقول عرار : (( نزلت في عمّان عند الثالثة صباحا ، مقيدا بالسلاسل ومعصوب العينين . تم وضعي في شاحنة حيث أوصلتني الى الحدود السورية وتم تسليمي الى رجال المخابرات السورية الذين كانوا بانتظاري على الحدود . ( لاحظوا التنسيق بين مخابرات أميركا والمخابرات السورية هنا وهو مايؤيد مقولة روبرت بيير أعلاه ..!! )

 

أخذوني الى بناء للإستخبارات العسكرية السورية يعرف بإسم الفرع الفلسطيني .. وهناك بدأت عملية التعذيب .. إبتدأوا أولا بضربي بسلك كهربائي .. كنت أسمع أيضا في غرف مجاورة صيحات أشخاص آخرين يتعرضون للتعذيب . بعد أيام من التعذيب كنت جاهزا لكي أعترف بأي شيئ يريدونه لكي يتوقفوا عن تعذيبي . من وجهة نظري كانوا يريدون فقط إرضاء وإسعاد الأمريكيين .

بعدها وضعوني في زنزانة مظلمة تحت الأرض بعرض ثلاثة أقدام وعمق ستة أقدام وارتفاع سبعة أقدام مع فتحة في السقف يدخل منها بعض الضوء .. كان هناك غطاءان فقط على الأرض  لاماء ساخن ولا مراحيض . لقد بقيت في تلك الحجرة عشرة أشهر وعشرة أيام .

 

قادت زوجتي منى من كندا حملة متواصلة مع جمعيات حقوق الإنسان .. وقابلت أعلى المستويات في الحكومة الكندية والتي طالبت بإطلاق سراحي .

في الخامس والعشرين من تشرين الأول / أكتوبر 2003 ، تم أخذي من الزنزانة وتم تسليمي الى مسؤولين في السفارة الكندية . لم توجه لي أي تهمة ولم أحاكم  .

 

أعتقد أن عملية شفائي وعودتي الى عملي ستستغرق وقتا طويلا .. لقد تم تدمير حياتي ومستقبلي

لست قادرا على تصديق ماحدث لي ومن بلد يثني على الديمقراطية ويحترم حقوق الإنسان كما يقولون .. إسمه الولايات المتحدة الأميركية . ))

 

بعد ثلاثمائة وأربعة وسبعين يوما من نزوله في مطار جون كينيدي في نيويورك .. تم إطلاق سراح ماهر عرار .. ولم يتم إصدار أي تهمة بحقه إطلاقا .

 

بعد أيام من إطلاق سراحه .. وقف جورج بوش في خطاب من البيت الأبيض قال فيه نصا :

( الديكتاتوريون في العراق وسوريا قد تركوا ميراثا من التعذيب والبؤس والفساد ...!!! )

 

مرة أخرى .. حسبنا الله ونعم الوكيل

والى حلقة قادمة