Friday 20 July 2012

حسـن نصر الله ورفاق السلاح





في أعقاب تفجير مبنى الأمن السوري يوم الأربعاء 18/7 ،  ومقتل عدة قياديين بارزين في النظام السوري منهم وزير الدفاع وبينهم صهر بشار الأسد . ظهر حسن نصر الله رئيس حزب إيران فرع لبنان على الفور خطيبا في جموع من مريديه وأنصاره يرفعون الأعلام الخضر والصفر في إحدى ساحات بيروت العربية ليتكلم عن ( الفاجعة ) وعن ( المتآمرين والخونة والإرهابيين ) !!! ويعزي العرب والمسلمين بفقدانهم .
هذا كله لابأس به ولا ضير منه ، فالرجل تربطه بنظام دمشق علاقات سياسية وغير سياسية والتأبين والتعزية عادات أخلاقية نلتزم بها كعرب وكمسلمين .. وكذا تفعل كل أمم الأرض .

لم أرَ حسن نصر الله متشنجا ومهوسا كما رأيته وهو يلقي خطابه في نفس اليوم . وفي الحقيقة فالرجل لايُعتب عليه ولا يلام كما قلنا ، فهو شريك النظام السوري الذي هو شريك المخططات الإيرانية في المنطقة .. وهو شريك جرائم عصابات الميليشيات الطائفية في العراق والذي بدوره يخضع للهيمنة الإيرانية .. وهو من قام بتدريب بعضها وأسس لما يسمى حزب الله العراقي .
وهذا أيضا سنتجاوزه وذلك لأسباب معروفة لاتخفى على أحد ، ونقول :

ليس هذا هو المقصود تحديدا من كتابة هذه الأسطر .. لأنه ببساطة تحصيل حاصل لما يحدث وجزء من المخطط . وماحدث في دمشق إن كان قد أخذ اليوم عقل حسن نصر الله فسيأخذ غدا عقول غيره وربما منهم القابعين في المنطقة الخضراء في بغداد ، وعقول عمائم القابعين في قم  ومشهد وطهران .. وكله قادم لامحالة ، وكل شيئ في أوانه واقرأوا التاريخ القريب والقريب جدا.

المقصود هنا تحديدا بعض العبارات الرنانة التي أطلقها حسن نصر الله بصوت عالٍ متهدج ومضطرب لاينقصه إلا عملية لطم على الرأس والصدر ..!! حيث وصف القتلى في إنفجار مبنى الأمن في دمشق بأنهم : (( رفاق سلاح وعقيدة )) و (( أعداء إسرائيل وهم مَن تصدى لها )) .

فهمنا سبب كل ذلك أيضا وماذا يعني في قاموس الطائفية ، وأيضا لانلوم نصر الله عليه ..!
ولكن لو فرضنا جدلا صحته فيما يتعلق بمواجهة إسرائيل والتصدي لها وكذلك رفقة السلاح ، فلابد لنا إذاً أن نسأل ( السيد ) :

ــ  في العراق المحتل .. وهو بلد إسلامي عربي ، إحتله غزاة أميركان من جماعة الشيطان الأكبر ودخلته الموساد الإسرائيلية وأقامت فيه ولازالت .. كان هناك جيش وطني من طراز متميز أنتم تعرفون أنه قاتل إسرائيل على الأرض السورية دفاعا عن الجولان المحتل . وقاتل ذلك الجيش أيضا إسرائيل على الأرض الأردنية ، وقاتل كذلك إسرائيل في السماء المصرية فوق سيناء .. وقدم الشهداء الأبطال البررة قافلة تلو الأخرى .
وجاء ( أعداؤك ) الأميركان محتلين الى العراق في 2003 .. وأول عمل قاموا به أن انتقموا من هذا الجيش وبقرار واحد تم حلّه وتسريحه .
فماذا فعلتَ أو على الأقل ماذا قلتَ من أجل رفاق السلاح هؤلاء الذين حاربوا إسرائيل فعلا وهي ( عدوتك ) كما تدعي وتقول ؟؟ أم أنك سكت لأنك تعلم أن ذلك الجيش أجبر إيران وفقيهها على تجرع كأس السم كما قال .. وأن الرغبة الإيرانية من خلال الإتفاق مع الأمريكان كانت وراء ذلك. ألا تعلم ( سماحتكم ) أن الساكت عن الحق شيطان أخرس ..؟

ــ  الجيش العراقي الوطني قام بضرب تل أبيب بالصواريخ بقرار من قيادته الوطنية .. ولعلك تذكر ذلك .. وتعلم أيضا أنه كان الحكم العربي الوحيد الذي ضرب إسرائيل بالصواريخ وذلك قبل سنوات طويلة من إطلاق صواريخك الهزيلة من الأرض اللبنانية تجاه الجليل شمال الأرض المحتلة .. فماذا كانت النتيجة ..؟ لقد أعطيت إسرائيل الضوء الأخضر لإحتلال قرى الجنوب اللبناني وتشريد أهلها ، لابل وضرب بيروت بالطائرات . فمن أولى أن يسمى رفاق السلاح .. مَن هادن وباع أم مَن حاربَ ودافع ..؟؟ فلماذا سكتم عن كل ذلك سماحتكم ، ولم تذكروا مواقف العراق وجيشه لافي خطبكم ولا في أدبيات حزبكم .. ومرة أخرى أليس الساكت عن الحق شيطان أخرس ..؟؟

ــ  قمت بتدريب ميليشيات جيش المهدي الطائفي وغيرها من ميليشيات إيران العاملة في العراق وذلك باستقبالهم في لبنان وقد أتوا اليك عبر الأراضي السورية .!  فهل يتكرم سماحتكم ويخبرنا الأسباب الموجبة لذلك .. يعني مثلا .. هل دربتهم وسلحتهم لغرض مقاتلة الأميركان حلفاء إسرائيل المحتلين للعراق العربي المسلم ..؟ وهل فعلوا ذلك ..؟  أم أنهم قاموا بقتل أبناء الطوائف الأخرى وتدمير اللحمة  الإجتماعية والبنى التحتية العراقية وأنت ومرجعيتك الفارسية تعلمون ذلك ..!؟ هل تعلم سماحتكم من قاتل المحتل الأجنبي في العراق حتى أجبره على الخروج .. أنت تعلم ذلك ، ولكن سأعيده على مسامعكم : إنهم رفاق السلاح الحقيقيون وهم من أطلقتم عليهم الإرهابيين ..!!
نعم ، لعَمري قد أرهبوا المحتلين والمتفقين معهم وعملائهم المنصّبين في بغداد .

مَن تسميهم اليوم رفاق السلاح والعقيدة .. لم يطلقوا طلقة واحدة بإتجاه الجزء المحتل من بلادهم وأعني به الجولان والذي تحتله ( عدوتك ) إسرائيل . هذه حقيقة .. والحقيقة الثانية ،
ماقصة مزارع شبعا ..؟ ولماذا لازالت إسرائيل تحتلها على الأرض اللبنانية .. ولماذا هذا السكوت المطبق من قبلكم على ذلك ..!!؟؟
أم أن مقاتليكم منشغلين بضرب الشعب السوري جنبا الى جنب مع عصابات الميليشيات الطائفية العراقية وما يسمى الحرس الثوري الإيراني .. وهذه أصبحت واضحة باعتراف من سقط أسيرا من هؤلاء بأيدي الشعب السوري .. ومرة ثالثة أليس السكوت عن الحق هو من نزغ الشيطان وأن صاحبه شيطان أخرس ..؟

هل تريد الجواب باختصارعلى كل ذلك ، والذي بات يعرفه حتى الطفل العربي :

أنكم وضعتم أيديكم بأيدي إيران ومن يخضع لإيران .. وهؤلاء أيديهم بأيدي الأميركان والإسرائيليين سواء من تحت الطاولة أو من فوقها .. فأصبحتم مهرجي خطابات وأكاذيب حالكم حال الحكومة البائسة في العراق وفتاوى الفقيه ..!!

وإذا عُرفَ السبب ، بَطلَ العَجَب ..!!  
 20/7/2012

مدونة مقالات الكاتب :




Thursday 19 July 2012

حقل نفطي جديد في ميسان .. وآل شهرستان




شاهد العراقيون يوم أمس حسين الشهرستاني يقف وراء المايكروفونات التابعة لمحطات التلفزة الفضائية في محافظة ميسان يلقي كلمته العصماء بمناسبة بدء الإنتاج في حقل ( حلفايا ) النفطي في محافظة ميسان .

شيئ جميل أن يقف وزير الطاقة أو النفط بحكم منصبه ليعلن ذلك .
وشيئ جميل أن يقول أن إنتاج النفط في هذا الحقل سيكون بمعدل 100 ألف برميل في اليوم  حاليا وسيصل قريبا الى 500 ألف برميل يوميا .
وكالعادة يبشرنا معاليه بالخير الوفير والرخاء الذي سيجلبه ذلك على العراق عموما ، ومحافظة ميسان خصوصا .. وهذا جميل أيضا من حيث مايُفترض أن يكون عليه الواقع الإقتصادي والإجتماعي في بلد منتج للنفط مثل العراق .

تطلعت اليه واستمعت لما قال .. بصفته وزيرا للطاقة أو النفط أو أي منصب آخر ، وهذا كله لايعني شيئا ولا يهمني ، فهو واحد من أركان حكومة الكذابين البائسة في بغداد ..
تطلعت اليه وأنا أفكر في أمرين :

الأول لأنه يقف ربما على بعد كيلومترات من حقل نفطي عراقي آخر إسمه حقل ( الفكّة ) قدّرت الإحصائيات أن ماتسرقه إيران من ذاك الحقل القريب من حدودها هو 75 مليار دولار سنويا من الإنتاج النفطي ، والشهرستاني هو صاحب ( الفتوى ) الشهيرة والغريبة : أن حقل الفكة حقل مشترك عراقي ـ إيراني ..!!
والثاني هو مسألة حسابية  ، لذا تناولت حاسبتي البسيطة لإجراء بعض العمليات الحسابية كمواطن عراقي عادي لاهو متخصص بالرياضيات ولا هو من خبراء النفط .

لنبدأ أولا بمعدل إنتاج حقل حلفايا الآن وهو ماأشار اليه الشهرستاني ، أي 100 ألف برميل يوميا.
الأرقام تقول أن الإنتاج سيكون 36 مليون وخمسمائة ألف برميل سنويا .

وعندما يصل الإنتاج قريبا كما قال معاليه الى 500 ألف برميل يوميا ، معنى ذلك أن الإنتاج السنوي سيصبح 182 مليون وخمسمائة ألف برميل سنويا .

الآن ، لو إفترضنا ، أن حكومة اللصوص في بغداد سوف تخصص مبلغ 5 دولارات فقط من سعر البرميل الواحد ـ  وهو سعر زهيد قياسا لأسعار برميل النفط حاليا ـ لكي تذهب كليا الى تمويل القطاع الخدمي في العراق والذي يهم المواطن العراقي المسكين مثل الكهرباء والماء الصالح للشرب وتبليط الطرق ورعاية الأرامل والعاطلين عن العمل والمتقاعدين والقطاع الصحي وغيرها .. فإن إنتاج هذا الحقل فقط في بدايته سيكوّن ميزانية خدمات مقدارها 180  مليون دولار وذلك فقط من عائد مبلغ 5 دولارات لا أكثر لكل برميل .

ولو إنتقلنا الى ماتفضل به معاليه من أن الإنتاج سيكون قريبا بحدود 500 ألف برميل يوميا .. فالأرقام سوف تصل الى أكثر من  900 مليون دولار أي قرابة مليار دولار سنويا كميزانية خدمات للمواطن العراقي . مع بقاء عشرات المليارات من الدولارات التي تأتي من عائدات النفط لتشكل بقية ميزانية الدولة .

وهناك حقيقة يجب أن لاتغيب عنا ، وهو أننا نتكلم عن حقل نفطي عراقي واحد ، لايعتبر الأكبر ولا الأكثر إنتاجا ولا الأقدم . فالنتصور ماذا لو طبقنا هذه المعادلة البسيطة على مجمل إنتاج النفط في العراق .. فكم من عشرات المليارات من الدولارات سيحصل عليها المواطن العراقي على شكل خدمات أساسية وضرورية وإنسانية ومن مبلغ 5 دولارات فقط لكل برميل ينتج .

ولنتصور أيضا الرقم الخرافي الذي كنا سنصل اليه الآن بعد ست أو سبع سنوات مضت من حكومة نوري المالكي فقط حتى لو أهملنا الحكومات التي قبلها ومنذ الإحتلال في 2003 ، وذلك على إعتبار أنها ( دولة القانون ) وعلى إعتبار أنه ( رجل الإصلاحات ) ..!!!

فأين الخدمات الرئيسية للمواطن العراقي وهو صاحب هذه الثروة النفطية الحقيقي ..؟
وماذا فعلتم ياحسين الشهرستاني وأنت واقف مزهوا كالطاووس تكلمنا عن إنتاج نفط ( حلفايا ) وأنت المسؤول عن الطاقة في العراق ..؟
وكم من محطة كهرباء كان يمكن أن تبنى في العراق خلال هذه السنوات .. وكم من محطة تصفية مياه .. وكم .. وكم ؟ وكل ذلك ليس من مجمل ما يدره نفط العراق من عوائد ضخمة ، ولكن من فرضية تخصيص 5 دولارات فقط من سعر كل برميل .!

كلام بسيط ومعادلة رياضية بسيطة ، ولكن كل ذلك وكل مانقول لايهمكم في شيئ لأنكم لصوص وكذابين .. وأنكم تقولون وتفعلون ماتشاءون ذلك لأنكم لاتستحون ..!!
19/7/2012

مدونة مقالات الكاتب



Thursday 12 July 2012

الهدوء الذي يلي العاصفة ..!.. معركة " ملفات الفساد

barzani2ليس هناك خطأ في عنوان المقال .. فنحن نعلم أن المثل الشائع يقول : الهدوء الذي يسبق العاصفة ولكن لأن كل شيئ في العراق يسير بالإتجاه العكسي لذا فقد وجدت أن هذا العنوان أقرب الى حقيقة الواقع السياسي وغير السياسي العراقي في ظل حكومة ومسؤوليها لاصلة لها بالبلد ولا بالشعب إلا بشكلية الحكم .. يعني بكلمات بسيطة ، طبقة منتقاة وفق معايير وإتفاقات مسبقة تتولى الإدارة فيها مهام التشريع والقضاء أيضا .. ومحكومين على الطرف الآخر عليهم القبول قسرا .. وبين هذا وذاك ، على الجميع حكاما ومحكومين ، أن يتقبلوا اللعبة السياسية ومهما تفرزه من قذارات على مستوى كراسي الحكم أو في الشارع .
ونحن نعلم أيضا ، أن المحكوم في الدول المتخلفة يتقبل عادة ما يفرضه عليه الحاكم ، إما خوفا أو جهلا ، فينتهي به المطاف الى أداة مفرغة من فاعليتها حتى لو كان يقف كليةً على حقيقة مايجري فهو يحمل هما ويقاسي ألما ولا يمتلك مايدفعهما عنه .. في حين تحمل النخب الأخرى ذلك بشكل مضاعف فحوّلت همها وآلامها الى رفض ومقاومة إما بالسلاح وإما بالقلم أو بكليهما .
المقاومة العراقية المسلحة أعطت الكثير وقدمت الكثير على الرغم من كل التعتيم الإعلامي المقصود . والأكثر من ذلك ، كل محاولات التآمر والإلتفاف عليها ، فخرجت من ذلك بصلابة أكبر وتجربة أعمق .. لم تهن ولم تحزن ولم تمت .. وهذا هو حال المناضلين في كل وقت وفي كل مكان والتأريخ خير شاهد على ذلك .
أما المقاومون بالقلم ، سواء من داخل الوطن أو من خارجه ، فقدرهم أنهم يحملون الفكر الى جانب العقيدة ، والجرأة الى جانب الوطنية ، وهم بدورهم قد قدموا القرابين أيضا .. ولازالت أقلامهم تفضح وتكشف مالايريد الخاسئون أن يُكشف ويُفضح وسيستمرون على الطريق بإذن الله
هذا كله فيما يتعلق بالمحكومين .. وهو نتيجة طبيعية للظلم والفساد والقسر .
ولكن .. ماذا عن الحكام ..؟
الحكام في مثل هذه الأنظمة ، وأبرزها اليوم في عالمنا العربي هو العراق ، والسبب أن العراق بلد قد تم إحتلاله عسكريا ، والإحتلال عادة يفرض خريطته السياسية والإقتصادية على البلد المحتل حتى لو إنسحب منه حقيقة أو صوريا .. والمتتبع لتاريخ المنطقة يعلم هذه الحقيقة جيدا في الأنظمة التي سقطت لاحقا أو لازالت قائمة حتى بعد عقود طويلة . إملاءات سياسية من قبل الدول الكبرى ، قواعد عسكرية على أراضيها ، إستحواذ وهيمنة إقتصادية على ثرواتها .
أقول أن الحكام في مثل هذه الأنظمة لايستطيعون أن يخرجوا عن الدائرة المرسومة لهم ، أو ألاّ يكونوا أداة طيعة بيد من أتى بهم الى الحكم لأنهم يدركون العواقب جيدا مهما بلغوا من القوة أو مايعتقدون أنه قوة .
في العراق المحتل ، هناك تميز في حالة العمالة فاق الكثير من الأمثلة حاليا وسابقا . ويتمثل ذلك في جانبين .. الطائفية المذهبية ، وهو سلاح فاعل ، وتفشي الفساد الإداري والمالي وهو سلاح أكثر خطورة .
لقد رأينا إفرازات الطائفية المذهبية وما تركته من تخريب في النسيج الإجتماعي العراقي وهو نسيج كان يعتبر مثاليا بسبب أن العراق مجتمع عشائري أصلا وهناك إلتزام بهذه الروح العشائرية مهما كان نوع الطائفية المذهبية فيها أو موقعها الجغرافي على الأرض العراقية .
الأهم في تقديري ، والذي بدأت آثاره ونتائجه تظهر لنا ، هو إطلاق يد المفسدين والسرّاق واللصوص والمتآمرين وعلى كافة المستويات . وذلك بحد ذاته لم يكن عملا إعتباطيا أو حالة طارئة فرضتها النفوس الضعيفة . والإنسان ، خصوصا ذلك الذي يفتقد الخلفية العائلية الرصينة والتربية السليمة يقع ضحية المغريات لاسيما المادية منها . هذه الحالة إستمر التشجيع لها وإغماض الأعين عنها على الرغم من خرافية الأرقام التي تنهب وتسرق وبمعدل يومي . حتى أصبح الجميع الذين يمسكون بالحكم من الأعلى الى الأسفل متورطين بها .. وأصبح الواحد منهم يتسقط الآخر ويتابع مفاسده حتى أصبحت الكتلة الحكومية بشقيها من الأحزاب والشخوص الحاكمة أو من التي نسميها المعارضة بسبب أنها قد أبقيت خارج السلطة الفعلية متوافقة ومتفقة على الفساد والسرقة .. وظهر أمامنا مصطلح يلوح به الكل تحت مسمى " ملفات الفساد " !!
هذه الملفات قد بدأ إستخدامها اليوم كسلاح جديد على الصعيد السياسي بين الكتل المتصارعة من أجل مصالح أكبر .. أي نسب محاصصة أعلى .. أي أبواب جديدة لسرقات أعلى ..!!
هذا هو الواقع السياسي الفعلي في العراق ، يستخدمه السياسيون تحت مصطلحات مختلفة وعناوين براقة : سحب الثقة من رئيس الوزراء ! إستجواب المالكي أو إستجواب أحد وزرائه ! حل البرلمان ! إجراء إنتخابات مبكرة ! الدستور ! النزاهة !! والى آخر القائمة المتهرئة .
كل ذلك طبعا لم يحدث وسوف لن يحدث والسبب واحد إسمه " ملفات الفساد " .
نرى جعجعة ولا نرى طحين .. نسمع خطابات وتصريحات نارية تتبخر مضامينها حال مغادرة صاحبها منصة المايكروفونات . نرى إجتماعات وقرارات تخرج من أربيل أو النجف أو بغداد وسرعان ماتموت تلك القرارات .
نعم نحن نرى ونسمع .. ولكن الحقائق وراء الكواليس تقول شيئا آخر نجهل تفاصيله ولو أننا نعلم مضامينه .
جميع الأطراف السياسية تمتلك مستندات حول الفساد المستشري في جسد الحكومة العراقية ولكنها لاتستطيع إستخدامها .. وأنى لهم ذلك وكلهم فاسدين مفسدين ، قتلة ولصوص .. وقد قالها المالكي علنا يوما ، أنه يمتلك المستمسكات ضد مَن يريدون إزاحته .. وبدأت بعدها عمليات الحلحلة والتفاهمات و(قادها مقتدى) فأعلن أنه ضد سحب الثقة وضد إستجواب المالكي (!!!) وسقطت ماسميت بمقررات إجتماعات أربيل .
وقريبا سيأتي اليوم الذي يجلس فيه جميع اللصوص والمفسدين حول مائدة التفاوض لغرض إعادة تقسيم الغنائم بجدولة جديدة .. بدأ الإعلام يطلق عليها منذ الآن .. ( الإصلاحات ) التي تنوي حكومة المالكي القيام بها (!!!) .
قرأت مؤخرا مقالة للأستاذ جمال محمد تقي كان قد نشرها في 9/6/2012 بعنوان " لاترفع رأسك .. أنت مسؤول عراقي " .. أقتبس هنا السطور الأخيرة منها :
( لقد إتهم العديد من الوزراء بتهم فساد لاتقبل النقض ومن مختلف الكتل السياسية ، والملفت أن جميعهم يفلتون من أي عقوبة ويبدو أن أعداد المتهمين رسميا هي أقل بمئات المرات من الأعداد الفعلية . وهذا ليس بغريب ، فكل طرف يحمي منتسبيه وإن تحرك طرف ما لفضح مسؤول من طرف آخر فإن ذلك الطرف سيفعل نفس الشيئ تجاهه وعليه أصبحت عملية صمت متبادلة لايكسر قاعدتها إلا الخلافات الشديدة كما هي الحالة هذه الأيام ) ـ إنتهى الإقتباس ـ
نعم إنها عاصفة مفتعلة ، يعلم من أثارها أنها ستقوي مركز مرشح أميركا وإيران .. نوري المالكي !!
والآن سيحل الهدوء بعد العاصفة ..!!
وإذا كان رب البيت بالدف ناقرا ..... فشيمة أهل البيت كلهمُ الرقص

Friday 6 July 2012

مواقـع ومواجـع






لا شك أن الصحافة الألكترونية قد حققت ثورة على الصعيد الإعلامي من حيث عدد القراء وسهولة إيصال الخبر لهم بما عجزت أن تنافسها بقية أجهزة الإعلام الأخرى مثل الصحافة المكتوبة والإعلام المرأي ، فاضطرت معه الى إستحداث مواقع لها على الشبكة المعلوماتية  أيضا لتوفير الخبر لمن لايشتري الصحف أو ليس لديه الرغبة أو الوقت لمشاهدة التلفزة رغم عالميتها من خلال البث عبر الأقمار الصناعية أو مااصطلح عليه بالفضائيات .

هذه الثورة الإعلامية وسهولة إستحداثها قياسا بإصدار صحيفة أو إنشاء محطة بث تلفزيوني أو حتى إذاعة مسموعة ، خلقت الآلاف من المواقع والمدونات والمجموعات البريدية . مايهمنا من كل ذلك المواقع العربية منها أو التي تعنى بالشأن العربي . الكثير من هذه أفرزت ومع الأسف  مردودات عكسية ، فقد عمَد بعضها الى تشويش أفكار القراء ، والآخر الى بث السموم والدعايات المضادة ، والثالث من حيث يدري أو لايدري قد تحول الى التخبط في إنتقاء المواضيع من أجل النشر ، ففقد بذلك البوصلة وأضاع آيديولوجية الفكر .

تصلني كما تصلكم المئات من الرسائل والمواضيع وتطالعنا بين فترة وأخرى أسماء لمواقع جديدة لترسل لنا أخبارها .. ولا شك أنكم تفعلون ماأفعل فترسلون معظم هذه الأخبار بعيدا الى صناديق قمامة الحاسوب إما لضحالتها أو لتكرارها عشرات المرات ..!

لفت نظري مؤخراً على سبيل المثال ، أن أحد المواقع أوالمجموعات البريدية والتي كنت أتسلم منها أخبارا تخص الوطن والقضايا الوطنية ، إذا بها فجأة ترّوج موضوعا وصلتني نسخة منه غريب في عنوانه ومضمونه يتحث عن مقارنة بين من يطلق عليها قصائد لشعراء من العصر الجاهلي منهم أمرئ القيس وبين الرسول محمد (ص) ويعتبر أن بعض ماجاء في القرآن الكريم مقتبس من أشعارهم (!!) .
قرأت الأبيات الشعرية المنشورة ولم أصدق ما أقرأ ولم أتمالك نفسي من السخرية مما أرى .. أبيات شعرية لاتستقيم مع عروض الشعر لا وزنا ولا بحرا ولا حتى قافية ، والمفروض كما يقولون أنها لشعراء هم كما نعرف من فطاحل الشعراء العرب وأئمة الفصاحة والبلاغة .
إستغربت ولعنت الحرب الألكترونية .

مواقع أخرى تنتمي كما يقولون الى الخط الإسلامي ، الأسماء والشعارات وتعلوها الآيات القرانية أو الأحاديث الشريفة ولاينقصها سوى أن نلبسها مما يلبسون من عمامة وجبة ولحى على ( الفوتو شوب ) .
معظم كتابها لاهمّ لهم سوى مهاجمة الأديان الأخرى وبالذات الدين المسيحي وبطرق مقززة .. ولا أستطيع أن افهم الهدف من وراء ذلك سوى إشعال نار الفتنة . والقرآن نفسه فيه من الآيات التي تنكر مايكتبون وتنهى عنه بالأمر . لا أشك مطلقا أنهم إن كانوا ذوي توجه إسلامي  أنهم لم يقرأوها أو يطلعوا عليها ولكنهم يبدو أنهم إما يخضعون لتوجيهات معينة ويترزقون من ورائها أو أنهم لاشأن لهم بالإسلام أو التوجه الديني ، وأن الموضوع بأكمله عبارة عن فبركة تحركها أصابع مشبوهة .. ومن الطبيعي ، وبالمقابل من ذلك فقد نشطت مواقع مضادة لذلك كرّست نفسها لمهاجمة الدين الإسلامي ، وينطبق عليها ماينطبق على الأولى ، إما الجهل ، أو العمل لحساب آخرين ، أو أن وراءها أصابع لاعلاقة لها أصلا بالدين أو العقيدة المسيحية ..!!
ومرة أخرى أستغرب وألعن الحرب الألكترونية ..

مواقع إسلامية أخرى تعود بلا شك إلى أحزاب وجماعات هنا وهناك ، وتموّل من قبلها وبسخاء  كل همّ كتابها والناشرين عليها هو تسفيه وتكفير هذا وذاك ..
السني يتطرف ويكفر الشيعي .. والشيعي يتطرف ويكفر السني .. ووصل الحد بهم أنهم نقلوا معاركهم السخيفة الى الوراء والى قرون مضت من الزمن ..  فبدأوا في هذه الجهة بالتجاوز في الكلام والألفاظ المشينة على أئمة كرام من آل البيت النبوي المطهر .. وفي الجهة الثانية ،  التجاوز وبوقاحة أيضا  على الصحابة من مهاجرين وأنصار ومن السابقين والخلفاء الراشدين وأمهات المؤمنين ..
أسماء مستعارة برّاقة ، واستشهادات بقرائن ماأنزل الله بها من سلطان !
تقرأ لهم ولا تجد سوى أمراض نفسية متأصلة يريدون نشرها وتسويقها على القراء . ولا تجد سوى العبث وإثارة الفتنة وتأجيجها .
ومرة ثالثة يزيد إستغرابي وألعن الحرب الألكترونية .

وما رأيكم بمواقع الفتاوى .. أسماء جميلة يفترض بها أن تحمل مضامين فيها من المعرفة والإرشاد بما يفيد القارئ الذي تهمه مثل هذه المعلومات .. بعضها يحمل إسم علماء ورجال دين ، والبعض الآخر أسماء مراجع دينية  أي أنها مواقع شخصية لهم .. ولكنها تحولت الى منابر لاأعرف والله ماذا أطلق عليها .؟  
بعضها ينشر الصفحات في أسئلة وأجوبة عن إطالة اللحية من عدمها ، وما يتعلق بالشوارب ، أو طول الثوب وقصره ، وإدخال جميع ذلك ضمن إطار الحلال والحرام .. والجنة والنار ، مع مافي ذلك من أهمية مفرطة كالشعرة تفصل بين الإثنين ، ولكنهم ثبتوها وبإسرار غريب على أنها  فتاوى لازمة التطبيق ..! فنصبوا من أنفسهم بإسم الفقه حكاما يقررون مصير الآخرة لبشر لازالوا في دنياهم .
قرأت مؤخرا مقالا لطيفا للدكتور يونس حنون ، لاأعرف الرجل ، ولكنني شعرت حياله بإحترام شديد . وبعد أن إستعرض بإسلوب ساخر بعض الفتاوى الخاصة بالشوارب واللحى .. ختم مقاله بأجمل مما بدأه بالقول :
الشوارب رجس من عمل الشيطان ؟ هذا ما يكتبه ويفتي به من نسميهم العلماء الاجلاء في القرن الحادي والعشرين : زيان الشوارب من الايمان !!!!
بينما قال الشاعر العظيم المتنبي قبل الف عام :
أغاية الدين ان تحفوا شواربكم ...... يا امة ضحكت من جهلها الأمم ؟
ولكم ان تقيسوا كم تقدمنا منذ الف عام وحتى الان !!

 أما البعض الآخر ، وهي مواقع لمن يُطلق عليهم مراجع دين وفقه ، ينشر الصفحات الطوال من الأسئلة والإجابات عليها ومعظمها يتعلق بزواج المتعة وأصول النكاح ، لا بل قد خصصوا قسما من مواقعهم  لها ( يبدو لأهميتها !!! ) .. تقراؤها فتظن أنك تقرأ من موقع إباحي أو موقع جنسي سواء في الأسئلة المطروحة أو في تفصيلات دقيقة وفاضحة عند الإجابه .. ويقولون لنا (لاحياء في الدين) لا والله ، إن الحياء هو عند الكلام في الدين أو تطبيقه .. وأنا هنا يمنعني الحياء من نشرها ولا أشك أنكم قد إطلعتم عليها ..! ولمن فاته ذلك عليه الدخول الى موقع آية الله السيستاني على سبيل المثال ليطلع ويتثقف ..!!
لا أتجنى هنا على الرجل .. فقد وجدت ماهو أعجب على موقع من الطرف الآخر .. خبر نُشر كعنوان لموضوع .. وحين تفتحه لكي تطلع عليه .. تجد الى جانبه روابط أفلام فيديو تتضمن أخبار بعض الفنانات .. صور لحفلة زواج الفنانة اللبنانية الفلانية من شخصية سياسية مصرية سابقة والفضائح في تلك الحفلة !! وماذا تفضل الفنانة الأخرى في الرجل .. وهكذا ..!!
مرة أخرى يمكنكم أن تقيسوا الى أين وصلت وتريد أن توصلنا الصحافة الألكترونية ..؟

وينتهي الإثنان الى نتائج وكأنها كل ماتضمنه هذا الدين العظيم هو اللباس ( اليونيفورم ) واللحى! أو أصول النكاح وأسلوبه .. ثم نريد من العالم بعد ذلك أن يحترمنا .!
أليس ذلك حري بالإستغراب ولعن الحرب الألكترونية ..؟

وأخيرا ، وإذ أقول كل ذلك .. لابد لي ولكم من وقفة إحترام لبعض المواقع الصحفية والمجموعات البريدية والناشرين الذين إلتزموا بالحوار الجاد والمواضيع المتميزة والمواقف الوطنية التي لاغبار عليها فكانوا بحق مجاهدين ومناضلين من أجل القضايا الوطنية وتوجيه الرأي العام بشكل صحيح وملتزم وفضح العملاء وتجار وسماسرة السياسة والدين ..

إنهم المحاربون بالكلمة وهم قادة الحرب الإعلامية الألكترونية الفعليون ويستحقون وبجدارة كل تحية وتقدير .


مدونة مقالات الكاتب :
    

Monday 2 July 2012

هادي العامري .. قومي عربي ..!!



نعرف هادي العامري قيادي في المجلس الأعلى الإسلامي .. وهو إسم التنظيم الحالي والذي كان يسمى وهو في الحضن الإيراني قبل 2003 بإسم : المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق .

ونعرفه الأمين العام لمنظمة بدر الإرهابية التابعة للمجلس الأعلى والتي أسسها محمد باقرالحكيم في إيران والتي كان لها نصيب السبق عام 1991 في الجرائم الوحشية في البصرة والتي فاقت ببشاعتها ماسمعنا وقرأنا عن مجزرة دير ياسين على يد عتاة عصابات الصهيونية في فلسطين . حين دخلت منظمة بدر تحت جناح الحرس الثوري الإيراني الى جنوب العراق فيما يطلقون عليه اليوم تبركا ومكابرة بالإنتفاضة الشعبانية .

ونعرفه خلال سنوات الحرب العراقية ـ الإيرانية 1980 ـ 1988 ، المسؤول الأول عن تعذيب الأسرى العراقيين والتمثيل بهم وهم أحياء من خلال قطع أعضاء من أجسامهم قبل أن يتم إعدامهم . كل ذلك موثق بشهادات من بقي منهم على قيد الحياة .. ولكن آذان العالم ( الحر ) كما يبدو قد أصابها الصمم وألسنتهم قد إخرست وحقوق الأنسان قد أصبحت نكتة يتندر بها ساسة الشر والحكام المنصبين النصابين .

هادي العامري هذا .. وهو لاعامري إلا بالإسم المكتسب حاله حال الزبيدي باقر والربيعي موفق وكبيرهم الذي علمهم السحر . يشغل اليوم منصب وزير المواصلات العراقي من خلال حكومة المحاصصة التي يسمونها الشراكة الوطنية ممثلا عن حزبه مجلس الحكيم الأعلى .

قبل يومين ذهب الى الديوانية ليلتقي بغوغاء المجلس وأعضاء عصابات بدر ويلقي فيهم كلمة خبيثة لاشك أنها موجهة بالرموت كونترول من طهران ، يخال الذي يسمعها أنها تتفجر منها المشاعر القومية العربية والغيرة على بلاد العرب من التدخلات الإقليمية الأجنبية .. ولم ينسَ بالطبع إستعراض قوة العراق الدونكوشوتية .. ولعمري لو أن الكلام الذي أخرجه من فمه كان يخرج من مؤخرته لربما كان يلفت الأنظار أكثر مع يقيني أنه لافرق في الوساخة بين المخرجين.

يقول هادي الملقب بالعامري :
(( إن العراق لن يقف مكتوف الأيدي ولا يمكن أن يسكت عن تجاوزات تركيا في سوريا ..!! ويضيف : أن على تركيا إذا أرادت مصالح وشراكة مع العراق عليها الكف عن تهديد سوريا . وينتقد مواقف الدول العربية التي تسكت عن تهديدات دولة أجنبية لدولة عربية دون الإعتراض على ذلك (!!) ..))

 هكذا إذاً أصبح هادي يتكلم بشعور قومي عربي ضد دولة إقليمية غير عربية .. وقطعا لايعتبرها والزبانية الذين يقفون وراءه أنها دولة ضمن المجموعة الإسلامية أيضا .

لانستغرب أن يصدر تصريحا تافها كهذا من شخص مثل هادي العامري بكل ماضيه وحاضره الأسود ..  ومع ذلك أردت أن أكتب بضع سطور لعل المذكور يقراؤها .
ولكن ، قبل ذلك ، هل أن ماتناقلته الأنباء عن إدخال صواريخ إيرانية الى العراق مع كوادرها من الإيرانيين  له علاقة بتصريح البدري الإرهابي ..؟
هذا أولا .. وثانيا هل تريد إيران إحالة العراق الى رأس حربة في صراعاتها الإقليمية ..؟
نحن نعلم أن إيران قد وضعت كامل ثقلها الى جانب سوريا النظام مستغلة ذلك سياسيا مع بعض الأطراف الدولية لكسب الوقت وتحقيق مكاسب أكبر في برامجها النووية ومن خلال إتفاقات جانبية وضغوطات حتى وصل الأمر الى مطالبة بوتين روسيا بأن تكون إيران طرفا في المفاوضات بخصوص سوريا والمستندة الى مبادرة كوفي أنان .

أما هادي العامري .. فنقول له : هل أن موقف تركيا من سوريا وإحتضانها لبعض عناصر المعارضة السورية على أراضيها يختلف في شيئ عن إحتضان إيران في السابق وقبل إحتلال العراق ( للمعارضة ) العراقية من المجلس الإسلامي وغيره ولسنوات ..؟
وهل أن إيران لم تتجاوز على الأراضي العراقية وارتكابها لجرائم ضد الإنسانية فيما تطلقون عليه الإنتفاضة في 1991 .. وإذا كنتم عراقيين فعلا فكيف سمحت لكم أنفسكم وقبلتم ذلك .. ماهو الفرق علما أن تركيا لم تقم بفعل مشابه أو أقل منه ضد النظام السوري ..؟
وهل أن إسقاط طائرة تركية لم تقم باستهداف عسكري هجومي على الأراضي السوري عمل مبرر بأي شكل من الأشكال ..؟

لندع كل ذلك جانبا من منطلق أن من نخاطبه هو عنصر صفوي فارسي قلبا وقالبا خُتمت قلوبهم وأسماعهم وأبصارهم . ولكن تبقى هناك بعض الأسئلة والتعليقات في أذهان من قرأ أو سمع تصريحك الفذ .

أليس من الأجدر والأهم بالنسبة لكم الخروج من المأزق الذي تعيشونه فيما يسمى الحكومة العراقية قبل أن تهدد وتتوعد ولا ( تسكت ) عما تسميه تجاوزات تركيا على سوريا ..؟
ثم ماالذي تستطيعون القيام به وأنتم حفاة عراة كدولة أو كمؤسسة عسكرية .. اللهم إلا أن تسمحوا لإيران بالعدوان على تركيا من أراضيكم .. وهذا إن حدث أو سُمِحَ لكم به فهو يعني أنكم دولة بلا سيادة وحكومة عاجزة بلا قرار ..!
لانستغرب أن يخرج غدا من يقول أن تصريحكم كان يعبر عن وجهة نظركم وليس وجهة نظر الحكومة .. فهذا ديدنكم عندما يسقط أحدكم في وحل الجهل السياسي لاسيما في حكومة أحزاب وتكتلات المعممين والجهلة حيث تتضارب تصريحات مسؤوليها كل يوم .

بعد كل هذا .. هل يمكن أن تفسر لنا إنتقادكم لمواقف الدول العربية من ( إعتداءات ) دولة إقليمية غير عربية هي تركيا ..؟
ماهي إيران إذاً ..؟ أليست هي دولة إقليمية غير عربية  .. أم ماذا ..؟
وماذا تسمي تدخلاتها السافرة في بعض الدول العربية مثل البحرين والسعودية والإمارات واحتلالها لأراضي عربية وتدخلها في الشأن العراقي والعراق يفترض به دولة ذات سيادة  .. ماذا تسمي كل ذلك .. وما هو فرق إيران عن تركيا عن غيرهما ..؟
ولماذا لم نسمع منك أو من غيرك في حكومة قراقوزات العراق إدانة واحدة لإيران أو وقفة واحدة مع حق الدول العربية وسيادتها ..؟
لماذا أقمتم الدنيا ولم تقعدوها عندما أرسلت السعودية قوات عسكرية هي قوات درع الجزيرة الى البحرين .. والقرار صدر من تجمع إقليمي معترف به وهو مجلس التعاون الخليجي ، وكلا السعودية والبحرين هما عضوين في هذا المجلس ..؟  وكيف تستقبلون صواريخ إيرانية مع كوادرها من الجيش الإيراني على الأرض العراقية .. وبموجب أي إتفاقية دفاع مشترك تم ذلك ؟

ياهادي العامري .. تاريخك وتاريخ مجلسك وتاريخ أعضاء حكومتك تاريخ أسود ومخزي ومكشوف ..

ياهادي العامري .. هل تريد أن تبيع على العراقيين والعرب مواقف عربية قومية .. وهل وصل غباءكم الى هذا المستوى لكي تعتقدون أنكم قادرون على الكلام وغيركم يقبل التصديق ..؟

ياهادي العامري ..  ياوزير مواصلات العراق .. حاول أن تحل مشكلة الخطوط الجوية العراقية مع الكويت وهي من صلب مهامك .
وبالمناسبة .. أين ذهبت تصريحاتكم العنترية كوزير مواصلات حول ميناء مبارك الكويتي .. ولماذا سكتم فجأة ..؟ وما هو الثمن ..؟!

حقا إذا لم تستحِ فاصنع ماشئت .
 2/7/12

مدونة مقالات الكاتب :