Thursday 23 August 2012

الكويت بين " ساهر الليل " وسهرات أميرهم


saherمع تواتر الحديث عن المسلسل الكويتي التافه " ساهر الليل " في شهر رمضان .. أقدم هنا لقرائي الكرام مقال كنت قد نشرته في تموز 2009 .. كهدية عيد بسيطة لهم .

_____________

منذ أن ظهر مقالي الأخير حول الكويت في 10 من الشهر الجاري ، والمعنون { رفع الإجراءات المتخذة بحق العراق بموجب الفصل السابع .. أما الكويت فستبقى أسيرة الشهر الثامن ! } وصلتني رسائل عديدة جلّها من عراقيين وعرب .. والبعض منها ، ولدهشتي ، من قراء من إخواننا الكويتيين.

البعض سألني عن قصيدة الشاعرة الكويتية سعاد الصباح ، والتي نشرت مقاطع منها في مقالي .. فيما سألني البعض الآخر عما أشرت اليه في نهاية المقال حول الملف الخاص وما أقصد بذلك وطالبني بالإيفاء بوعدي بنشره ، وطلب مني معظمهم ، بما فيهم الإخوة الكويتيين ، نشر خبر هذا الملف ، ونشر القصيدة الكاملة لسعاد الصباح .
مِن أهم ماوردني حول المقال ، هو رسالة من أستاذ فاضل معروف ، يلفت نظري فيها الى بعض المعلومات التي تضمنها المقال السابق .. ولأهميتها ، فإنني أدرج فيما يلي نصها ، متمنياً على القراء الكرام أخذ ذلك بنظر الإعتبار :
( أود لو سمحت أن أشير الى الفقرة التي ذكرت فيها أن محمد أبو الحسن هو صاحب فضيحة الحاضنات ، والحقيقة أن صاحب الفضيحة هو الشيخ ناصر الصباح الذي كان سفيراً للكويت إبان الإجتياح العراقي ، وقامت إبنته ( نيرا ) بالتمثيل ودفع أكثر من مليوني دولار لشركة علاقات عامة أمريكية متخصصة بالتزوير . أما محمد أبو الحسن ، وإنني على معرفة جيدة به ، فهو السفير محمد أبو أحسن بني صدر ، مندوب الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة من العام 1979 لغاية العام 2002 ، وهو من أرومة إيرانية حتى لكنته العربية تطغى عليها اللكنة الفارسية .
لقد قام هذا الإيراني بدور خبيث إبان الحرب العراقية الإيرانية حيث كان يتلاعب بالتعليمات التي كانت ترد اليه من الشيخ صباح وزير الخارجية مما حدى بالسيد طارق عزيز بلفت نظر وزير الخارجية الكويتي الى ذلك عدة مرات لكن من دون جدوى . واستمر بدوره الخبيث بشراسة في التسعينات حيث كان حلقة الوصل لتقديم الرشاوى الى بعض سفراء الدول العربية والأجنبية للتصويت أو إلقاء كلمة ضد العراق .
الآن ، أرسل الى نيويورك لتجديد دوره الخبيث من جديد لإيذاء العراق وشعبه .. فمشكلة الكويت كما ذكرت ليست مع حكام العراق ولكن مع العراق وشعبه . )
كذلك سألني أحد القراء الأعزاء عما إذا كان المقصود بالملف هو ما أشار اليه يوماً طارق عزيز في حديث له وبعد أن ألقاه أمام أمير الكويت السابق في مؤتمر القاهرة ، ولاحظ جميع الحضور آنذاك إرتباك وإنهيار على وجه الأمير بسبب أن الملف كان يحتوي على صور جنسية مخزية له . وقد أجبت القارئ الكريم بالنفي وقلت له أن الملف الذي يذكره في رسالته والذي ألقي أمام الأمير هو غير ماقصدت في مقالي ، مع علمنا أن عشرات غيره من أفلام فيديو تسجيلية مقززة تدل على مرض أصحابها قد وجدت فعلاً وتم نقلها الى بغداد .. وأصحابها ، حشرات الليل ، يعلمون بذلك !
لقد ذكرت في مقالي السابق وبالنص : (( الملف " الخاص " الذي وجدته القوات العراقية في قصر الأمير المقبور وأوصلته الى صدام حسين الذي أطلع عليه الملك حسين في إحدى زياراته الى بغداد ، وضحك الملك وهو يطلع عليه .. فلذلك حديث آخر ، ووعد مني أنني سأخبركم عنه في مقال قادم ))
وها أنا ذا عند وعدي لكم :
[ يعود تاريخ قصتي الى عام 2001 تحديداً ، حيث كنت في زيارة الى عمّان ، وأمضيت هناك بضعة أسابيع .
يسكن في إحدى الضواحي الجميلة في العاصمة الأردنية صديق لعائلتي كان قد تقاعد من الجيش العربي الأردني برتبة فريق . رجل من عشيرة عربية معروفة ، واسع الثقافة ، عمل خلال السنوات الأخيرة في خدمته العسكرية في مناصب مرموقة .
وفي إلتفاتة كريمة منه ، دعاني في إحدى الأمسيات ضيفاً على العشاء في داره . ولاحظت في غرفة الإستقبال العديد من الصور له مع الملك حسين وشقيقه الأمير حسن وبدافع الفضول بدأت معه بعض الأسئلة وكان حديثه معي يدور حول غزو الكويت وبعض وجهات نظر الملك فيما حدث في الشهر الثامن من عام 1990 . وقد جرّنا الحديث وبعد تطابق وجهتي نظرنا في الدور القذر الذي لعبته السلطة الكويتية ضد العراق ووقوف قوى كبرى وراء ذلك التصرف الكويتي اللامسؤول إلتفت إلي فجأة بعد إطراقة قصيرة ، وقال سوف أحدثك بقصة تدل على عقلية ونوعية الحاكمين في الكويت :
قال : كنت أحد أعضاء وفد صغير مرافق للملك حسين في زيارة لبغداد . وفي إحدى صالات القصر الجمهوري في بغداد كنا نجلس مع الرئيس العراقي صدام حسين ، وكان الحديث يدور بين الملك والرئيس حول الكويت وحرب الخليج وغزو العراق من قبل القوات الأجنبية عام 1991 . وفجأة إلتفت صدام الى أحد مرافقيه في الإجتماع وطلب منه إحضار ملف معين موجود على منضدته .
تناول صدام الملف وألقى نظرة عليه ثم سلّمه للملك حسين .. ولاحظنا الملك يقلب الأوراق التي في الملف بعناية والدهشة بادية على وجهه ، ثم إبتسم ضاحكاً وأعاد الملف الى صدام الذي كان يبتسم أيضاً .. وبدون تعليق .
على الطائرة الخاصة ، وفي طريق عودتنا الى عمّان ، يقول الفريق : كنت وبحكم علاقتي القريبة والطيبة بالملك وأنا أجلس قريباً منه ، أحاول أن أسأل جلالته عن ذلك الملف ، ولكنني كنت متردداً وأحسب أن سؤالي له سيكون غير مناسب أو محرج وخارج اللياقة ، فآثرت السكوت . ويبدو أن الملك وبذكائه الحاد الذي عرف عنه ، شعر بما كان يدور في خلدي .. فالتفت إلي مبتسماً وقال : ياأبا ( ... ) ، أتعرف ماذا كان موضوع ذلك الملف الذي أطلعني عليه صدام ..؟ إنه يحتوي على عقود زواج لأمير الكويت ، وكان قد أُشر في بدايته وربما بخط صدام ( 164 عقد ) .. ولاحظ الملك الدهشة على وجهي ، فأكمل مبتسماً : العقود التي ألقيتُ عليها نظرة سريعة كانت قد عُقدت على فتيات بأعمار 18 و 25 عاماً ، ومن جنسيات مختلفة ، مع قسائم طلاقهن ! بعض هذه الزيجات إستمر شهراً واحداً فقط !!
وضحك مضيفي الكريم وهو يقول : والله لقد عقدت الدهشة لساني فلم أجب الملك بشيئ سوى إبتسامة أحسبها إرتسمت على وجهي بصعوبة في لحظة أشاح الملك وجهه لينظر الى شباك الطائرة . ]
هذه هي قصة الملف .. وقصة الأمير الذي ترك بلده وهرب الى الحدود السعودية حافيا وبملابس النوم !!
قصة أمير المشيخة التي أوقعت العراق ولا تزال بمشاكل ومصائب لاأول لها ولاآخر ..!
قصة أمير المشيخة الذي رفض أن يتبرع لإستصلاح أراضٍ زراعية في السودان العربي ، وتبرع في نفس السنه بملايين الدولارات لحديقة حيوانات لندن ..!
الأمير الذي يؤمن كما يبدو بمثَلِهم التافه السخيف الذي يقول ( زواج الأبكار يطوّل الأعمار ) !!
الأمير الذي فتح أرض بلده وسمائها ومياهها لأسياده الأمريكان وغيرهم من قوات العدوان لكي يعبروا الى العراق ..!
الأمير الذي خليفته ، الأمير الحالي يعمل على إستمرار هدم العراق وتجويع شعبه ويطالب علناً الأمم المتحدة بإبقاء العراق تحت عقوبات وإجراءات الفصل السابع ..!
وحسبنا الله ونعم الوكيل .
lalhamdani@rocketmail.com
 

Tuesday 21 August 2012

قال مصدر رفض الكشف عن إسمه


iraq01سألني صاحبي : أين كتاباتك ياحمداني ؟ لم نقرأ لك شيئاً طوال شهر رمضان . هل هو تعب الصوم ..؟ قلت : لا والله ليس ذاك . المعدة الخاوية وشوقي الى فنجان قهوة الصباح يحفزانني أكثر لأن أكتب .. ولكنني وفي كل يوم وأنا افتح بريدي تطالعني أخبار على بعض المواقع أو ممن هم على قائمتي البريدية أسميها أخبار ( إستنساخ ولصق ) حسب لغة الحاسوب .. أقرأوها فلا أجد حتى الرغبة في التعليق عليها ناهيك عن الكتابة في موضوعها ، وأحس بالأسف على القراء الذين تتشوش أفكارهم جراء ذلك وهم بالمئات وربما الآلاف .
 لغة الإعلام المقروء أصبحت اليوم وخصوصا في ظل الصحافة الألكترونية إستنساخا ممجوجا للغة الإعلام المرئي على الفضائيات العربية ، والأخيرة قد حققت في هذا المجال سيطرة فكرية على ذهن المتابع لأن تأثير الصوت والصورة لاشك أكبر بكثير من تأثير سطور مطبوعة .. ورحم الله أيام زمان حينما كانت الصحيفة تلعب دورها بجدارة وينتظر القراء صدورها ليبحثوا عن الخبر أو عن مقال كاتبهم المفضل .
مع ظهور البث التلفزيوني عبر الستلايت .. وبدأت الفضائيات العربية البث للمشاهدين ، ثم بدأت الفضائيات الإخبارية بالظهور وبتمويل ودعم مالي خرافي في بعضها .. وبعد أن أفقنا من نشوة الإثارة الخبرية على هذه الفضائيات وبدأت الأحداث السياسية على الأرض تفرض نفسها .. علمنا ماذا تعني هذه القناة أو تلك ومَن يقف وراءها وأي وجهة نظر تمثل والأهم ماهو الهدف الذي تسعى اليه في بث الأخبار والصور . وللأسف سرعان ماتلقفت مواقع الأخبار الصحفية على الشبكة العالمية وأقلام بعض ممن أخذته حمى الكتابة السياسية ، وكأنها هواية جديدة ، الأخبار من تلك الفضائيات وبدأت بالبناء عليها بالتحليلات الخاطئة والتعليقات المضطربة لندخل دوامة عصر فوضى الفكر السياسي . أقول ذلك ، ولاشك ، أنني أستثني بعض المواقع التي تمثل فكرا سياسيا واضحا وملتزما وعقائديا ، أو تنتقي بعناية ما تنشره مما يصلها من القراء .
خلال أسبوع واحد حصرت أكثر من خمسين خبر ومقال وتعليق من هذا النوع على بريدي فقط ، ولا شك هناك العشرات منها مما لم يصلني ولكنه أخذ طريقه الى العديد من القراء غيري .
المقالات الدينية .. حدث ولا حرج وقد أصبح كتابها يتصورون أنفسهم في كرسي الإفتاء .. هذا يتساءل : هل تُم قبول صومك ؟ أصول الرضاعة للكبار والصغار ! هل أن النقاب خاص بالمسلمات فقط ..!؟ قال الرافضي وحكى الناصبي وفعل الشيعي وترك السني .. والى آخر هذه الإسطوانات المشروخة التي تصل لحد الغثيان . وأكاد أقسم أن كتابها ومَن يقف وراءهم لاهدف لهم إلا زرع الفتنة الطائفية وإلا تشويه سمعة الدين واللعب بعقول السذج من القراء .
أترك هؤلاء .. وأترك نماذج التعليقات على الأخبار ، واترك تلك القصص التي تشبه قصص الخيال العلمي التي تنشر على أنها حقائق . وأقف عند الأخبار والمقالات السياسية وهي الأخطر في وقت تتحول فيه حمم البراكين العربية الى رماد .
مقال يتحدث عن : " من حفر حفرة لمرسي وقع فيها " على وزن المثل المعروف " من حفر بئرا لأخيه وقع فيه " وأخيه هنا ليس بالضرورة أن يكون " إخواني " !!
مرسي هذا يستعد لزيارة إيران نهاية الشهر الحالي .. ولا تظنون أن الزيارة خاصة مثل زيارات " الأخ " الآخر خالد مشعل ، فقد كذّب مرسي الأخبار التي تحدثت عن قرب زيارته لإيران في الأسبوع الأول لتوليه السلطة في مصر .. وإذا بنا نعلم أن مؤتمر دول عدم الإنحياز سيعقد في طهران نهاية الشهر وأن الرجل سيرأس رسميا بلده العضو في الحركة التي تم تشييعها الى مثواها الأخير قبل عقود .. ويا للبشرى السارة لشعوب العرب ودول عدم الإنحياز !!
ورحم الله أيام قمم عدم الإنحياز عبد الناصر وتيتو ونهرو وسوكارنو .

مقال آخر يتحدث عن رغبة سعد البزاز في الترشح لرئاسة الحكومة العراقية ..!!
قرأت المقال أو الخبر ، وظننت أنه من المقالات الساخرة ولم أعلق .. وإذا بالتعليقات تتوالى وكأن الأمر حقيقة باتت قاب قوسين أو أدنى . ليس دفاعا عن البزاز ولكني أقول رفقا بعقول القراء واقرأوا ثوابت المعادلة السياسية في العراق .. لماذا طبّقت والى ماذا تهدف ..!!

وهناك ماهو أهم من كل ذلك في الأخبار السياسية التي تطالعنا يوميا على بريدنا موشحة بموضة " أعلن مصدر رسمي أو أعلن مصدر مطّلع رفض الكشف عن إسمه ..!! " على غرار أخبار الفضائيات الإخبارية المقدامة .
لاأفهم كيف يصرح مصدر رسمي لصحفي مهمته الحقيقية كشف الأخبار وتحقيق السبق ، ولا نعرف من هو هذا المسؤول ؟
من الممكن أن يصح التعبير لو كان الأمر يتعلق بقيادي في حركة ثورية أو مقاومة مسلحة أو حزب محظور حيث تقتضي الضرورة إخفاء إسم المصدر .. أو أن يكون الصحفي ناقل الخبر لاعلم لدية فعلا بالمصدر الأصلي وإنما نقلا عنه . أما أن يكون المصرّح شخصية رسمية أو سياسية فهذا ما لاأفهمه .
واليكم آخر نموذج طازه من هذا النوع نقلا عن دبلوماسي عربي في عمان !!!
عنوان الخبر أن مبعوث الأمم المتحدة الجديد الى سوريا الأخضر الإبراهيمي يحمل مخططا لتقسيم العراق .

وأنا أستجمع الكلمات لأعلّق على ذلك وصلت بريدي رسالة من أحد كتّابنا الوطنيين الناشط الأخ صباح الخزاعي وقد سبقني بالتعليق .. فلم أجد سوى أن أستنسخ تعليقه وأنقله لكم .. وأقول وأعيد وأتوسل من أجل قضيتنا الوطنية أن ترفقوا بعقول القراء .. واتركوا تصريحات المسؤوليين الذين يرفضون الكشف عن أسمائهم .. فكل شي قد غدا اليوم مكشوفا .
يقول الأستاذ الخزاعي :
هذا التقرير الاخباري هو باطل جملة وتفصيلاً، وقد تم فبركته
من قبل أعوان إيران وأعوان ما يسمى بالتحالف الوطني الصفوي
وبالاخص ما يسمى بإئتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي
لأنّهمْ مرعوبين من تسارع الاحداث في سوريا وأحتمال جداً
حسمها لصالح قوى المعارضة التى سوف تنهي والى الابد النفوذ الصفوي
في كلٍ من سوريا ولبنان وهذا سوف يؤثر حتماً على درجة صمود
رموز ومجاميع ما يسمى بالعملية السياسية في العراق
وخاصة عصابات المنطة الخضراء

وكما قال باقر صولاغ القيادي في المجلس الاعلى لعائلة الحكيم
و وزير الداخلية أيام المذابح الطائفية ثم بقدرة قادر وزيراً للمالية
في حكومة المالكي الاولى المشهور عنة بكنيَّة باقر دريل،
قال حرفيّاً
أنَّ سقوط الحكم في سوريا سوف يفتح نار جَهَنّمُ علينا
وسوف نجد أنفسنا نقاتل على أسوار بغداد
هذا التصريح الخطير يبشرنا نحن المتابعين من الخارج
بأن قوى الشعب العراقي المناهضة والمعارضة والمقاومة للاحتلال وأذنابه
هي بالفعل متهيئة ومتأهبة للزحف بأتجاه المعاقل الكارتونية في المنطقة الخضراء

أعتقد أنه قريباَ جداً سيزحف الشعب العراقي بأتجاه جلاديه وسارقيه
في المنطقة الخضراء وبمسيرة سلميّة
لكنه سيدافع عن نفسه إذا تعرّضت له ميليشيات الخونة والمحتلين
والنصر قادم إن شاء الله، إنني شخصياً آراه كما أرى هلال العيد
والله يفعل ما يشاء إنه على كل شيئ تعالى قدير

صباح الخزاعي
إنكلتره
---------------------------------------------

استودعكم الله .. والى لقاء قريب حيث سنضع النقاط على الحروف في المرة القادمة إن شاء الله
Lalhamdani@rocketmail.com
مدونة مقالات الكاتب :
http://www.blogger.com/profile/18395497774883363689

Thursday 2 August 2012

الإنتخابات الأميركية القادمة .. تكريس أم تغيير ..؟

 

usacrimesandelectionفي شهر تشرين الثاني / نوفمبر القادم ، أي بعد ثلاثة أشهر من الآن سوف تجري إنتخابات الرئاسة الأميركية .
باراك أوباما الرئيس الحالي عن الحزب الديموقراطي ، ومنافسه عن الحزب الجمهوري ميت رومني . عندما دخل أوباما البيت الأبيض في 2008 ، كان جورج واكر بوش ، أو ( دبليو ) بوش قد قضى ثمان سنوات رئيسا لأميركا من خلال فترتين رئاسيتين متتاليتين 2000 ـ 2008 ، فاز خلالهما على منافسَيه الديمقراطيين آل غور وجون كيري .
تلك الحقبة الزمنية كانت منعطفا كبيرا في السياسة الخارجية الأميركية حيث شهدت حدثين مهمين ، الأول هو تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر 2001 ، وما أعقبها من ( ظهور ) الحرب على الإرهاب في العالم لاسيما في أفغانستان ، بل ووصل الأمر الى إتهام الحكم الوطني في العراق بالوقوف وراء تلك التفجيرات ..!! . الثاني هو إحتلال العراق بقوة عسكرية غاشمة وبمؤامرة إقليمية ساهمت فيها كل من إيران وقطر والسعودية والكويت .

هذان الحدثان قد تمّا خلال الفترة الرئاسية الأولى لجورج بوش 2000 ـ 2004 ، وكان من نتائجهما البدء برسم سياسة عالمية جديدة تتعلق بالإرهاب والإرهاب ( الإسلامي ) بالذات .. وكذلك البدء بإعادة رسم الخريطة السياسية إقليميا في منطقة الشرق الأوسط وتحديدا في المنطقة العربية . وفي النتيجتين كانت إيران المستفيد الأكبر من هذه السياسة الأميركية ، في حين بقيت على الصعيد الإعلامي العدو الأكبر لأميركا والغرب ..!!
لقد حصلت إيران جراء ذلك على الدعم السياسي والتقني واللوجستي من كل من روسيا والصين اللتين إستثمرتا ولأبعد مدى الثغرات الضعيفة في تلك السياسة وأصبحتا شوكتين في الخاصرة الأميركية .
كانت فترة الرئاسة الثانية لجورج بوش 2004 ـ 2008 مرحلة تكريس وتطبيق لنتائج الخطط التي إبتدأ تنفيذها سواء في العراق أو أفغانستان أو الخليج مضافا إليها صرعة الإرهاب العالمي والقاعدة ..!!
وجاء أوباما في 2008 بعد أن تم تثبيت أسس بناء تلك السياسة وتمهيد الأرضية للمرحلة التالية . ولو عدنا قليلا الى الوراء والى تسعينات القرن الماضي ، لوجدنا أن تلك الخطط كان قد تم التصريح بشإنها أو إن صح التعبير أنها كانت جزء من الأدبيات الإعلامية للسياسة العالمية بما عُرف عنه ( مشروع الشرق الأوسط الجديد ) لصاحبه ومتبنيه جوزيف بايدن .. وكان ذلك قبل سنوات من غزو العراق ووقوع أحداث 11 سبتمبر .. وصولا الى أحداث ( الربيع العربي ) .

ولعل من الأمور الملفتة للنظر والتي لم يتطرق الى تحليلها الكثيرين هي إبقاء إدارة أوباما الديموقراطية بداية على أساطين السياسة من الجمهوريين .. جوزيف بايدن نائبا للرئيس .. وروبرت غيتس وزيرا للدفاع .. والأخير كان يشغل ايضا حقيبة وزارة الدفاع في ظل رئاسة جورج بوش ..!!
فهل أن ذلك قد جاء من قبيل الصدف ..؟ أم هل أن حكومة أوباما هي حكومة إئتلافية ..؟ أم بسبب كونها حكومة تكريس للسياسة العالمية ، والصهيونية تحديدا ، والتي إبتدأ بتنفيذ خططها جورج دبليو بوش ..؟

أنا أقف مع الرأي الأخير .. ولنطلع على معطيات وتداعيات تلك السياسة في ظل حكومة أوباما :
ـ الموقف المائع والضعيف من برامج إيران النووية في وقت تتبنى روسيا دعمها تقنيا .
ـ الموقف الأكثر ميوعة من مسألة الحصار الإقتصادي على إيران !

ـ نفس الموقف فيما يتعلق بالمعارضة الإيرانية كمنظمة مجاهدي خلق وغيرها والتي يفترض أن تتبنى أميركا دعمها إذا كانت فعلا تريد تقويض النظام الإيراني . العكس هو الذي حدث من خلال إبقائها على قائمة الإرهاب وإغماض الأعين عما حدث ويحدث في معسكر أشرف والأماكن البديلة التي نُقل اليها سكان أشرف في داخل العراق المحتل أميركيا ..!!
ـ وأخيرا ، وقطعا ليس آخرا ، بدء أحداث ماسميت بالثورات العربية أو الربيع العربي في تونس وليبيا ومصر واليمن وانتهائها بتبديل أنظمة الحكم وشخوص الحاكمين . ثم إبقاء النار المدمرة مشتعلة في سوريا بمؤامرة فاضحة أطرافها الجامعة العربية ومجلس الأمن من جهة .. وإيران وروسيا والصين من جهة أخرى ..!!
والآن ، ومع قرب بدء الحملات الإنتخابية في أميركا .. بدأت أجهزة الإعلام المسيّرة والمسخرة هناك بالحديث عن ميت رومني المرشح الجمهوري ( الصلب ) وإحتمالات قيامه بضرب إيران عسكريا لو فاز بالرئاسة (!!) .. في حين نشطت الإستطلاعات الى جانب هذا المرشح وذاك .. وتلعب السذاجة السياسية دورها في ذلك لدى البعض من أن أوباما كان ضعيفا على مستوى السياسة العالمية وأن حظه في ولاية رئاسية ثانية أكثر ضعفا ..!!

أنا هنا ، ومن تحليلي المتواضع للأحداث والتجارب السابقة ، أرفض هذا الرأي الأخير .. وأعتقد أن أوباما سينال فترة رئاسية ثانية لكي يكتمل المخطط تماما كما حدث في ولاية بوش الثانية . ومرتكز تحليلي في كل ذلك يستند الى عدم وجود مايسمى تغيير في السياسة الخارجية الأميركية وفي ظل جميع الرئاسات الأميركية سواء من الحزب الديموقراطي أو الجمهوري ، إلا بالقدر الذي تسمح به الخطط السياسية الصهيونية التي يعمل قادتها مع الرئيس أو في الظل بعيدا عن المناصب السيادية .
مشروع الشرق الأوسط الجديد ، والذي كتبت عنه منذ أكثر من ست سنوات ، وكتب فيه الكثيرين ربما قبل ذلك وبعده .. ماضٍ في التنفيذ .. والخارطة السياسية الجديدة للمنطقة قد تم وضعها والمصادقة عليها . وأستطيع أن ألخص أحداث المرحلة القادمة بشكل عام من منظور ماذكرته في هذا المقال بعدة أمور ، لعل أبرزها :

ـ خلق أنظمة سياسية دينية تتولاها أحزاب الإسلام السياسي الشيعية و السنّية .. وكلا الطرفين يتعامل بالعلن أو بالخفاء مع منطلقات السياسة العالمية ، ويعلمون جيدا أنها هي من جلبتهم للحكم سواء عن طريق الإنقلابات أو سرقة الثورات الشعبية .
ـ سوف تجعل هذه الأنظمة المتأسلمة المنطقة العربية ، منطقة صراع طائفي ، بدءا بالكلمة والإعلام وانتهاءا بالبندقية والصراع المسلح .. وقد تم التمهيد والإعداد لذلك جيدا من خلال خلق ميليشيات مدربة ومسلحة لهذه الأحزاب تقف وراءها دول غنية بالمال والسلاح .
ـ هذه الصراعات ستكون محصلتها في مصلحة إسرائيل حيث ستؤدي الى حالتين رئيسيتين بشّرت بإحداهما السياسة العالمية على لسان بوش حين إعتبر الإسلام هو العدو المتبقي بعد أن تم القضاء على الشيوعية . وحمل مخطط بايدن الحالة الثانية في تمزيق وشرذمة الدول العربية الحالية الى دويلات تقوم على أسس عرقية وطائفية ودينية .. والسودان مثل ليس ببعيد .
ـ والحالة هذه فإن النظر الى عملية ضرب إيران ماهو إلا وهم كبير ، ولا أستبعد أن يُسمح لها بامتلاك القنبلة النووية ـ وقد سمحوا لباكستان إمتلاكها من قبل ـ مادام النظام الإيراني الحالي قد عقد التحالفات والإتفاقات ليس مع أميركا فقط بل حتى مع إسرائيل . ليس هذا فقط ، بل أنه قد قدّم
لهما العديد من المكاسب ، ولعل ذلك هو السر الذي يكمن وراء ميوعة موقف إسرائيل واميركا من إيران واكتفائهما فقط بحرب إعلامية تضليلية ضدها ..! ولعلي لاأكون مبالغا بالقول ، أن إيران لو امتلكت السلاح النووي فذلك كفيل بتركيع أصحاب منابع البترول العربية أكثر مما هم عليه الآن وذلك من قبل أميركا وحلفائها .
العرب كانوا ولازالوا يحسبون ألف حساب لقوة إسرائيل النووية .. ودويلات الأحزاب المتأسلمة ستحسب الحسابات نفسها في الحالة الإيرانية وذلك من شأنه إدامة حالة الصراع والتآكل داخل المنظومة الإسلامية والعربية لتجعل نهايات الخيوط كلها في الأصابع الإسرائيلية .

هذه النقاط الأربعة وربما غيرها أيضا ، تصب في تقديري الى جانب إبقاء أوباما رئيسا لتطبيقها أو لتحقيق معظمها قبل الإنتقال الى رئيس جديد يجد الأرضية أمامه ممهدة لإضفاء الشرعية الدولية والقانونية على الخارطة العربية الجديدة والتي كان رسمها وتنفيذها قد بدأ أصلا وللمرة الأولى في العصر الحديث عام 1917 من قبل الفرنسي فرنسوا جورج بيكو والبريطاني مارك سايكس وزيري خارجية البلدين حيث نقلت المنطقة العربية من بداوة القبائل الى الإنتدابات الى الحكومات الملكية والمشيخات في الجزيرة العربية والشرق العربي والشمال الأفريقي .. وما تلى كل ذلك من ضرب ووأد للحركات القومية والوطنية وأنظمة الحكم في كثير من هذه الدول لكي يصل الحال الى ماهو عليه الآن بعد قرابة مائة عام شهدت خلاله أميركا وبريطانيا والغرب بشكل عام حكم مختلف الأحزاب والرؤساء ، فضلا عن حربين عالميتين وحرب باردة إستمرت سبعون عاما ولا زالت ذيولها مستعرة ولم تتغير السياسة الدولية لأنها تعود أصلا الى مؤتمر بازل لحكماء صهيون في أواخر القرن التاسع عشر وبنصف قرن على الأقل قبل قيام إسرائيل .

الصفحة الجديدة من المؤامرة قد إبتدأت منذ سبعينات القرن الماضي حين أسقطت أميركا والغرب أو سمحا بسقوط نظام الشاه في إيران وقد كان من أكبر حلفائهما على الإطلاق .. وأمثلة من هذا النوع كثيرة أيضا .. والسؤال هو :
هل يعقل أن يكون كل ذلك غباء سياسي أم هو دهاء سياسي ..؟؟
أترك الإجابة على ذلك .. لأنها ستكون بينة وواضحة ليس قبل وقت بعيد .
lalhamdani@rocketmail.com
مدونة مقالات الكاتب
http://www.blogger.com/profile/18395497774883363689