علي الحمداني
ما أقدمه للقارئ العزيز في هذه الحلقات ، هو ليس من أفكاري أو جهدي الشخصي ، ولا فضل لقلمي فيما سأكتب .
إنه عبارة عن نقل وبتركيز لكتاب صدر قبل سنة ، في آذار 2007 . وقام بتأليفه مجموعة من الكتّاب والمفكرين العراقيين .
إسم الكتاب : ( العراق المغدور ـ نافذة على بعض ماأخذته يد النظام الإيراني الآثمة من العقول والكفاءات العراقية ـ )
إنها
نافذة جديرة بالنظر منها على ماجرى ويجري للعراق الذي تم ذبحه بدم بارد من
قبل الإحتلال الغربي ، والإحتلال الإيراني ، وأزلام وأذناب وعملاء
الإحتلالين ممن يسمَون (حكومات عراقية )
إنها حقائق الماضي والحاضر .. لكي لاننسى في المستقبل ..
فيما يلي الحلقة الثانية :
-------------------------------------
-------------------------------------
الإرهاب هو الآلة الرئيسية لسياسة النظام الإيراني الخارجية :
"
المسلمون مجموعة واحدة فيجب عليهم أن يعيشوا تحت خيمة حكومة واحدة ويجب أن
تدار كل أرضهم بواسطة حكومة واحدة ليتحقق الدفاع عن كيان الإسلام وحماية
مصالح المسلمين " .
( عن كتاب : نظرة الى السياسة الخارجية لجمهورية إيران الإسلامية . من إصدارات وزارة خارجية النظام الإيراني )
ـ
المجلس الأعلى لأمن النظام الإيراني والخاضع لإشراف رئيس الجمهورية في
النظام ، وهو المركز الرئيس لصنع القرار لتنفيذ العمليات الإرهابية خارج
البلاد .
ـ لجنة خاصة في مكتب خامنئي تضم كلاً من وزارة المخابرات
وقوة " القدس " التابعة لقوات الحرس الثوري ، ومقر " نصر " الإرهابي ،
ومنظمة الثقافة والإتصالات الإسلامية ، ووزارة الخارجية ، ومؤسسة "
المستضعفين " وقد أوكلت اليها مسؤولية تنفيذ العمليات الإرهابية .
ـ
إن الإرهاب في نظام " ولاية الفقيه " ومكتبه ، مثلما هو القمع والكبت ،
ليس موضوعاً يخدم جناحاً واحداً فقط وإنما خصوصية " تفوق الأجنحة " في
السلطة برمتها .
ـ بعد موت خميني ، حاول النظام الإيراني أن يسد
الفجوة الناجمة عن موته بواسطة تصعيد وتوسيع العمليات الهادفة الى تصدير
الرجعية والإرهاب .
كتبت صحيفة " لوموند " في عددها الصادر يوم 16
كانون الثاني / يناير 2002 تقول " اليوم هناك إجماع بأن الإيرانيين ـ نظام
الملالي ـ هم الآمرون بالإعتداءات التي تمت في باريس عام 1986 وأسفرت عن
مقتل 11 شخصاً ، وإصابة 150 آخرين . "
إن وصول خميني الى السلطة عام
1979 ، يمثل بالتأكيد منعطفاً في تاريخ الإرهاب بإسم الإسلام ، فخميني كان
يعمل على تصدير مايسمى الثورة ، وإحياء الخلافة العثمانية ، ولكن هذه
المرة بإسمه وكما يروق له ولمعتقده ومن بلاد فارس . ولم يكن ذلك هو فقط
فكرة وغاية ، وإنما برنامج وهدف .. وكل ماتلى ذلك من أحداث وتصريحات وخطط ،
يصب في ذلك الإتجاه ، بما فيها الحرب مع العراق .!
العراق هو المرشح الأول لتصدير الثورة اليه :
لأسباب
محددة للغاية إختار خميني العراق أول بلد لتصدير الثورة اليه ولإتخاذه
بوابة لدخول العالمين الإسلامي والعربي . ففي يوم 13 نيسان / ابريل 1980 ،
وفي لقاء له مع خميني ، طلب منه خليفته المنتظر آنذاك " منتظري " ، أن
يتولى " قيادة ثورة العراق " ، وقال منتظري لخميني في ذلك اللقاء ( إن
إخواننا العراقيون يراجعوننا بإستمرار ويقولون إننا نتوقع من سماحة الإمام
خميني أن يتولى قيادة الثورة العراقية أيضاً كما قاد الثورة الإيرانية
وكللها بالنصر ..)
فوجود الشيعة ، ومراقد أئمة أهل البيت عليهم
السلام في العراق ، وحدود العراق الطويلة مع إيران ، كان قد جعل العراق
مرشحاً مطلوباً لتصدير الثورة اليه ، خاصة وأن خميني وحاشيته كانوا قد
عاشوا في العراق لمدة 12 عاماً .. ولهذا عيّن خميني سفيره في العراق المدعو
" دعائي " ..
دعائي هذا كان مرافقاً لخميني خلال فترة إقامته في مدينة النجف .
إن
تصريحات خميني النارية ، وتدخلاته في شؤون العراق عامي 1979 و1980 ، تسببت
في إندلاع الحرب الفتاكة .. وبعد إندلاع الحرب ، نبذ خميني كل المجاملات
وطرح شعاره المشهور : (فتح القدس يتم عن طريق كربلاء ) ! وبذلك زج بكل
إمكانات البلد المادية والبشرية لخدمة هذه الحرب المدمرة .
( تعقيب :
اليوم وقد تغيّر الوضع وكما أراد خميني ربما ، وأصبح العراق يحكم من قبل
أعوان إيران وتلاميذ خميني وبإشراف السياسة الإيرانية وتوجيهها للسياسة
العراقية .. وهي حقيقةٌ لم يعد بالإمكان نكرانها وحجبها والتضليل بشأنها .
لقد خرجت من دائرة ( التقية ) الى نور الشمس ..!
السؤال هو كيف سيمر
الطريق الى القدس من كربلاء .. والعراق قد أصبح مرتعاً لمكاتب ووكلاء
المخابرات المركزية الأمريكية والمخابرات الإسرائيلية " الموساد " في ظل
الحكومة العراقية ذات الولاء الإيراني وبمعرفتها ، ومعرفة الكل أن إيران هي
السند القوي للنظام العراقي الجديد ..؟؟ )
لجنة العمليات الخاصة ( المكتب الخاص لخامنئي ) :
بعد
موت خميني ، أصبحت جميع الأجهزة الإستخبارية والعسكرية والخاصة تتركز
وتنتظم في مكتب خامنئي ، وقد تولى شخص خامنئي قيادة قوات الحرس والجيش
ونظمها في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة ، ثم إستعاد من " رفسنجاني "
منصب نائب القائد العام للقوات المسلحة الذي كان خميني قد أوكله الى
رفسنجاني .
في مكتب خامنئي هناك لجنة تسمى ( لجنة العمليات الخاصة ) وتسمى إختزالاً ( اللجنة الخاصة ) ،
يرأسها " محمد حجازي " .. وترتبط بها الأجهزة التالية :
ـ
وزارة المخابرات : منذ تأسيسها كانت وزارة المخابرات المنفّذ الرئيسي
للإغتيالات داخل وخارج إيران ، وكذلك عمليات القمع والتعذيب . تشلرك هذه
الوزارة من جهة في جميع جلسات ( المجلس الأعلى للأمن القومي ) وإتخاذ
قراراته .. وتنسق من جهة أخرى مع ( لجنة العمليات الخاصة ) في مكتب خامنئي
ومع الأجهزة الأخرى في المكتب .
هناك ( مديرية الشؤون الداخلية ) ،
أو مديرية الأمن .. ترتبط بهذه الوزارة .. وأحد الشخصيات الذي تولى
رئاستها هو " سعيد إمامي " عندما كان " ري شهري " وزيراً للمخابرات في عهد
رفسنجاني وذلك في الفترة التي تم فيها إغتيال كاظم رجوي ، ووضع خطة عملية
تفجير في مرقد الإمام الرضا وقتل قساوسة مسيحيين .. وكل ذلك تم بالتنسيق مع
مدير مكتب خامنئي واللجنة الخاصة : محمد حجازي .
وبإشراف الأخير أيضاً
.. وضعت خطة إغتيال " مريم رجوي " أثناء تجمع خطابي في مدينة "دورتموند"
الألمانية عام 1995 ، وحضر الى المانيا لهذا الغرض المدعو " تقوي " رئيس
دائرة الإرهاب في وزارة المخابرات .. ولكن المؤامرة فشلت بعد أن تم كشفها
من قبل " مجاهدي خلق " .
ـ قوة " قدس " : كانت مديرية الإستخبارات
في قوات الحرس الثوري تتابع وتنفذ الأعمال الإرهابية منذ السنوات الأولى
لتأسيس الحرس . وكان أول قائد لمخابرات الحرس " محسن رضائي " والذي خلفه
لاحقاً " أحمد وحيدي " قائد مخابرات الحرس .
لقد أسست مخابرات الحرس عدداً كبيراً من المعسكرات لغرض تنظيم العمليات الإرهابية ومنها :
معسكر (بلال) مسؤول العمليات الإرهابية خارج البلاد بشكل عام .
معسكر ( رمضان ) مسؤول العمليات الإرهابية في العراق .
معسكر ( أنصار ) مسؤول العمليات الإرهابية في دول الجوار الإيرانية العربية وغير العربية .
والأخير هو من نفّذ الهجوم على مقرات مجاهدي خلق في مدينتي كراتشي وكويتا الباكستانيتين عام 1987 .
( تعقيب :لاحظ هنا أن معسكراً خاصاً قد تم إعداده للعراق فقط ، في حين تتولى المعسكرات الأخرى عدد من الدول في انشطتها ..! )
خامنئي
، هو من أسس قوة " قدس " عام 1990 .. وأوكل رئاستها الى " احمد وحيدي "
قائد مخابرات الحرس ، الذي وصف القوة بالقول : ( إن هدفنا من إنشاء قوة قدس
هو تأسيس الجيش الإسلامي الأممي ) .
( تعقيب : لاشك أننا الآن وبعد
هذه السنوات على تأسيس قوة قدس ، نعلم وبشكل واضح ومعلن الدور الذي تقوم
به في جنوب العراق خصوصاً البصرة ، وكذلك مكاتبها المنتشرة تحت أسماء
ثقافية ودينية وخيرية في محافظات الجنوب وفي كربلاء .. وكذلك إنضواء عدد
كبير من أفرادها الى المؤسسات الأمنية العراقية كالشرطة والأمن ، بعد تسهيل
ذلك لهم من قبل المجلس الأعلى الإسلامي في العراق وحكومتي حزب الدعوة
الأخيرتين برئاسة الجعفري والمالكي ..! )
يلي القسم الثالث
No comments:
Post a Comment