Tuesday 24 April 2012

الحرب على الحقيقة



ــ ترجمة مختصرة ــ
علي الحمـــداني
(15)

11/9 .. هل هو إنهيار للمخابرات .. أم إخفاق سياسي ..؟

بالرجوع الى 1995 ، فقد كانت لدى الإدارة الأمريكية معلومات حول خطط لمهاجمة مركز التجارة العالمي .. تلك المعلومات قد تم تأييدها من قبل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية إبتداءا من ذلك التاريخ ووصولا الى عام 2001 ، وبمئات التقارير والمستندات ..
مع ذلك لم يتم إتخاذ اية خطوة لمنع هذا الهجوم .. وكذلك تكررت نفس العملية مع مكتب التحقيقات الفيدرالي وتقاريره ومستنداته الثبوتية ..!

جميع هذه المعلومات والتقارير لم ( تقنع ) هؤلاء بأن مايجري من عمليات تدريب على الطيران ومن قبل أشخاص تدور حولهم الشبهات بإنتمائهم الى القاعدة ، بان الغرض الممكن من هذه التدريبات ، هو إحتمال القيام بهجوم أو عمل إرهابي بشكل أو بآخر ..! ولكن ذلك كان خطأ قاتل إرتكبته الأجهزة الأمنية ، لأنها كانت تعلم ، وكما سبق ذكره ، من أن القاعدة كانت تخطط لعمل كهذا .. ولديها أسماء بعضهم ، كما لديها الإثباتات اللازمة والأدلة الملموسة .. ولم يبق إلا سؤال واحد مَن ..ومتى ..؟ أي من هم الذين سيقومون بالهجوم المتوقع .. ومتى سيكون موعد التنفيذ ...؟!

كنتيجة للمراقبة المكثفة فقد توصلوا الى جواب على سؤال ( مَنْ ) ، إنهم الأشخاص الذبن يأخذون الدروس المركزة والمتواصله على قيادة الطائرات في مدارس الملاحة الجوية في الولايات المتحدة أو على الأقل بعض منهم مرشح لعمل كهذا ..! . كذلك ، وأيضا من أكثر من تقرير صادر ومن أكثر من مصدر وخلال أكثر من مراقبة لتحركات مشبوهة ، أصبح سؤال ( متى ) أيضا قريبا الى الفهم وتم التقرب منه لدرجة دقيقة .. إلا أن كافة هذه المعلومات أوقفت عند موانع وضعها مكتب التحقيقات الفيدرالي .. وبقي السؤال الذي لم يجد الجواب هو ( لماذا ) ....!!

المعلومات وصلت الى درجة من الدقة لتقول أن أسامة بن لادن قريب جدا من القيام بهجوم داخل الأراضي الأمريكية . ثم ذهب بعضها الى درجة لاتصدق من توقعات التوقيت ، فأشار الى أن الموعد ربما سيكون بحدود 11 سبتمبر ... ومع ذلك ، لم يلتفت أحد الى هذه التحذيرات ..!!

نص ما ذكر من قبل مجموعة التنسيق الأمني ، وهي لجنة تتعامل مع المؤسسات الأمنية هو مايلي :
( إن الأسبوع الذي يتوقع فيه حدوث هجوم إرهابي هو في سبتمبر ويحتمل أن يكون إما العاشر أو الحادي عشر من الشهر .. أما الهدف ألأكثر إحتمالا للهجوم فهو برجي مركز التجارة العالمي ، مع إحتمال وقوع هجوم مشابه على واشنطن العاصمة .. أما طريقة الهجوم فهناك حدس أن تتم بواسطة طائرات تجارية مختطفة لإستعمالها في عمليات إنتحارية كقنابل ....!!!)

بإختصار فإن النقاط التالية قد تم تثبيتها ، وكانت تمثل الحقيقة كاملة ، كمن يقرأ في كتاب مفتوح وهي (1) منفذي الهجوم من جماعة القاعدة (2) الموعد المتوقع حوالي 11/9 (3) الطريقة المتوقعة في الهجوم هي إستخدام الطائرات المدنية (4) الأهداف المتوقعة أبنية برجي التجارة في نيويورك ، وأبنية أخرى في واشنطن ، قد تكون البيت الأبيض أو وزارة ادفاع ( البنتاغون ) ...!

لاأحد يعرف بالضبط ، كيف تم التوصل الى معلومات أو تكهنات بهذه الدرجة من الدقة ..؟ ولا أحد يعرف بالضبط ، كيف يمكن أن تهمل معلومات مثل هذه ..؟
لعل هناك بعض الحقائق التي تجدر الإشارة اليها للوقوف على الصورة الحقيقية :

إبتداءا ، فإن سبب ماأصاب الأجهزة الأمنية الأمريكية من تخبط وخطا ، تقف وراءه البيروقراطية التي تشكل تعاملات هذه الأجهزة وسياستها . فما بين وكالة الإستخبارات المركزية ومكتب التحقيقات الفيدرالي ، وأجهزة الأمن القومي ، ومؤسسات أخرى مشابهة ، إضافة الى تقارير المخابرات الأجنبية تقف البيروقراطية في التعامل حجر عثرة في طريق إنسياب المعلومات وإعتمادها الواحدة على الأخرى ..
هناك معلومات محفوظة بدرجة من السرية والأمن في أجهزة الكومبيوتر لدى هذه الأجهزة ، ليس من السهولة فتحها والإطلاع عليها من قبل أي جهاز آخر ضمن المجموعة الأمنية . من ذلك مثلا من ضمن هذه المعلومات أسماء أشخاص يعتقد أنهم سيقومون بتنفيذ هجمات إرهابية .. هذا كله صحيح من الناحية النظرية ، ولكن ليس على مستوى التطبيق الذي يجب أن يعتمد على التنسيق فيما بين هذه الأجهزة . فهناك فرق كبير بين أن يكون بين يديك كتاب ، وبين أن تعرف بالضبط مايحتويه ذلك الكتاب ..!
هكذا كان حال المعلومات القابعة في كل جهاز من هذه الأجهزة ...!
لكن اللوم هنا لايجب أن يلقى بالكامل على تخبط الدوائر الأمنية .. بل أن ذلك يتعدى الى مراكز القوى السياسية في البيت الأبيض ، أي إدارة بوش بالذات وإخفاقاتها بهذا الصدد ....!

إذا كانت المعلومات لدى المخابرات لم تستغل من قبلها كما يجب ، فهناك نقطة مهمة ، ألا وهي أن هذه المعلومات لم تكن حبيسة فقط في تلك الأجهزة ، بل كانت تصل الى طاولة صانعي القرار السياسي في البيت الأبيض كما يقتضي نظام العمل ، ولكنها ربما وجدت نفسها هذه المرة حبيسة فعلا في أدراج هذه الطاولة ...!

الحقائق تقول أنه لم يتخذ قرار سياسي إيجابي واحد لتفعيل هذه التقارير السرية والخطيرة في نفس الوقت وذلك من قبل إدارة الرئيس بوش .. والمشكلة بحد ذاتها لاتتعلق فقط بإدارة بوش ، فالمعلومات ترجع الى سنوات عديدة الى الوراء .. أي بكلمة أخرى هي بقيت على هذا الحال من عدم الإكتراث تحت إدارة الديمقراطيين ( الرئيس كلينتون ) والجمهوريين ( الرئيس بوش ) .

ولكن لماذا هذا الموقف السلبي ..؟
يمكننا فقط الحكم من خلال إدارة بوش قبيل وقوع الأحداث وما بعدها ..

لو أخذنا كمثال ، مجلس الأمن القومي الأمريكي ، الذي عادة مايرأسه شخص يحمل لقب ( نائب الرئيس لشؤون الأمن القومي ) ، فإن هذا المجلس يجتمع وبشكل دوري ، ويضم في أعضائه الرئيس نفسه ، ونائبه ، ونائبه لشؤون الأمن القومي رئيس المجلس ، وزير الخارجية ، وزير الدفاع ، وزير المالية ، رئيس المخابرات المركزية ، ومدير مكتب الرئيس في البيت الأبيض . بينما لايحضر بقية الأطراف من الدوائر الأمنية إلا عندما تقتضي الضرورة دعوتهم الى المشاركة بالإجتماع ..

قرار الدعوة هذه محصور بيد مساعد الرئيس لشؤون الأمن القومي .. وفي تلك الفترة كانت كوندليزا رايس ( وزيرة الخارجية حاليا ) والتي كما يبدو أغفلت دعوة تلك الأطراف لمناقشة موضوع خطير كتوقعات هجمات سبتمبر ، وعدم وضع ذلك على قمة الأجندة أو جدول أعمال الإجتماعات ..!
وفي مرات محدودة تمت دعوة تلك الأطراف ولكن لم يتم الخوض بالتفاصيل كما ينبغي ، وحين وضعت بعض المقترحات والتوصيات من قبلهم ، لم تؤخذ على محمل الجد ...!

خلاصة القول ( أن كوندليزا رايس ، كانت وراء تعطيل القرار السياسي في هذا الموضوع ...! )

لم ينعكس تعطيل القرار السياسي فقط على تعطيل دور المخابرات ، بل تعداه الى الجيش والقوة الجوية الأمريكية ، وهذا ما عكسته لاحقا وزارة الدفاع الأمريكية على يد دونالد رامسفيلد ولكن بشكل أقرب الى الميوعة منه الى الصلابة والجدية .
لعبت كوندليزا رايس دورا مهما في تمرير وقوع أحداث سبتمبر مستخدمة نفوذها وتأثيرها على الرئيس بوش نفسه ...!!!

وقعت الهجمات في 11 سبتمبر .. وحدث ماحدث .. ثم توالت بعض التقارير العلنية والسرية .. الأمنية والتقنية والعسكرية لتثبت حقائق مذهلة :
ــ الإدارة الأمريكية كانت على علم بما سيحدث ، حتى باليوم والتوقيت ..!
ــ الإدارة الأمريكية لم تتخذ اية خطوة إيجابية للحيلولة دون وقوع ذلك .
ــ الإدارة الأمريكية برئاسة بوش ترتبط بمصالح مالية وإستثمارية معقدة مع بن لادن مدبر ومدير هذه الهجمات .
ــ كوندليزا رايس نفذت رغبة الإدارة الأمريكية في تمييع الأحداث بل وقوعها
ــ التقارير الفنية تشير الى إستحالة إسقاط برجي التجارة بضربهما في الطوابق العليا بطائرة مدنية
ــ التقارير الفنية تشير الى إستحالة قيادة طائرة مدنية كبيرة بإرتفاع منخفض جدا لضرب البنتاغون في واشنطن .
ــ التقارير الفنية أيضا تشير الى عدم العثور على أي آثار للطائرة التي قيل أنها ضربت البانتاغون
ــ التقارير الفنية والعسكرية لم تقتنع بأن الفجوة التي أحدثتها الطائرة التي ضربت البانتاغون ، ناتجة عن إرتطام طائرة وذلك من حجم ومواصفات الفجوة ، وترجح أنها نتيجة فعل صاروخ أرضي ...!

أسرار كثيرة .. وغموض كبير .. ولكنهما يصبحان مقبولان عندما أستخدم الهجوم ( الإرهابي ) ذريعة للحرب على ( الإرهاب العالمي ) و ( أسلحة الدمار الشامل ) و بروز السياسة الأمريكية الجديدة في السيطرة على العالم لاسيما في منابع الإرهاب كما تسميها في الشرق الأوسط .. والأحداث التي تثبت كل ذلك تقع يوميا ...!

أنتهت ترجمة كتاب ( الحرب على الحقيقة ) وبشكل مختصر جدا ، وستكرس حلقة يوم غد للنتائج والتحليلات والمحصلة التي خرجت بها من الكتاب

No comments:

Post a Comment