Friday 18 May 2012

الغضب الشعبي من العاطفة الى القوة الضاربة 2



نواصل الحديث لما بدأناه في القسم الأول من هذا المقال ، والذي أعتبره رسالة مفتوحة أضعها بكل تواضع أمام إخوة النضال والوطنية العراقية أينما كانوا على أرض العراق وأيّ كانت إنتماءاتهم وأسلوب مقاومتهم للإحتلال وآيديولوجياتهم من أجل تحرير الوطن وكنس الخائنين عنه
لأنهم في النهاية يجمعهم هدف واحد عليهم أن يعملوا على تجنيبه التفتيت والتشرذم في وقت يعمل فيه أعدائهم على تكريس هذه الحالة من أجل إضعافهم ومن ثم تمييعهم .

الرهانات الخاسرة :

قبل الخوض في موضوع المقال ، أرى من الضروري ، أن نقف وقفة قصيرة لننظر الى المشهد العراقي الآن لكي ندرك أبعاد اللعبة الخبيثة التي أوصل العراق اليها المخطط الشيطاني . أولاً لكي لانقع في الفخ ، وثانياً لكي نستشف أبعاد المرحلة أو المراحل القادمة .

بدأت هذه اللعبة الخبيثة الجديدة تأخذ دورها التطبيقي مع مايسمى الإنتخابات العراقية التي جرت في آذار الماضي .
الذي حدث فعلياً مِن وراء اللعبة الإنتخابية ، وهو ماكان مقررا وبشكل مسبق مهما كانت النتائج التي ستؤول اليها تلك الإنتخابات ، هو إدخال العراق في حالة فوضى سياسية تلازمها فوضى أمنية لتحول أنظار الشارع العراقي من هدف تحرير العراق من المحتل الأجنبي وأعوانه القابضين على السلطة ، الى الرغبة في إيجاد مخرج لما يسمى أزمة العملية السياسية وتشكيل الحكومة ! وتشتيت أفكارهم وتوجهاتهم مابين هذا الطرف السياسي وذاك متناسين أن هؤلاء  الأطراف جميعاً قد خرجوا من رحم واحد ورضعوا من ثدي واحد ودخلوا الى العراق جميعاً في قطار واحد هو القطار الأمريكي . لقد كانوا جميعهم أدوات تنفيذ مخططات الإحتلال على الأرض العراقية . وها نحن نرى الشعب المنهك والمغلوب على أمره وفي الشهر التاسع من الفراغ السياسي يتطلع الى حل على أيديهم قد يحمله لنا هذا الطرف أو ذاك ، أو هذه القائمة أو الكتلة أو تلك ، أو هذه الدولة أو تلك .. كل ذلك تصاحبه ولغرض إذكائه وتفعيله فوضى أمنية وإرهاب دولة يتصاعد مع مرور الأسابيع والأشهر ليحصد أرواح المئات من العراقيين الأبرياء  ويركز بشكل خاص على حياة الفرد العراقي البسيط وليس على مؤسسات أمنية أوحكومية أو عسكرية فيضرب الأسواق والشوارع والكادحين من الناس والتجمعات السكانية والمساجد والكنائس لكي يخلق لدى الشارع العراقي حالة من الإحباط واليأس تجعله يحلم بحل لكل ذلك ويلتمسه  سواء عند أياد علاوي أو مسعود البارزاني أو عمار الحكيم أو مقتدى الصدر أو نوري المالكي .. كالمستجير من الرمضاء بالنار ..
وما هو قادم سيكون أعظم ..!

تلك هي الفوضى الخلاقة التي وعدنا بها دونالد رامسفيلد ..! حين يتطلع الجميع الى الحل لدى واحد من العملاء في وقت تحرك الأصابع الخفية هذا الحزب أو تلك الكتلة أو ذاك التيار أو ذاك التحالف ضمن شبكة العملاء للإنضمام الى هذه القائمة أو تلك وتعقيد الأزمة ..!
إنهم كالسجناء يحاولون الإنتقال من زنزانة الى أخرى إلتماساً لوهم الراحة .. متناسين أنهم يعيشون في سجن واحد ، وأن السجّان مهما أختلف شكله لن يبقى سوى كونه سجّان وحارس عليهم ويتلقى أوامره ممن وضعه في منصبه .

هذه هي الرهانات الخاسرة التي نعيشها والتي لاندري الى أي مدى ستذهب بنا .. ولكننا أصبحنا ندرك أن نهاية الشوط تعني تكريس الحالة السياسية الشاذة أو مايسمونه العملية السياسية والتي تسير جنبا الى جانب مع محاولات تحجيم ثم تفتيت ثم إنهاء المقاومة الوطنية لكي يصبح البلد المزرعة الهادئة المثمرة التي تؤتي أُكلها لشركات النفط والإستثمارات الأمريكية والإسرائيلية والأجنبية وبأقل الخسائر في صفوف المحتل وأعلاها في صفوف الشعب العراقي وبناه التحتية  ولعلنا ندرك الآن أسباب الإلتزام الأمريكي ( الشريف ) بالتصريح بالوفاء بوعوده وسحب بعض قواته خارج العراق والبعض الآخر الى قواعده في الداخل والتعهد (!!!) بالإنسحاب الكامل عام 2011
وأخيرا وقطعا ليس آخرا جاء تصريح روبرت غيتس وزير الدفاع الأميركي في 9/11 من أن الإدارة الأميركية تدرس تمديد بقاء قواتها في العراق الى مابعد 2011 إذا ماإستمر الوضع العراقي على ماهو عليه من قبل السياسيين العراقيين ..!!
ونحن نقول : أن الوضع سوف يستمر سيئا ويزداد سوءا والأميركان يعرفون ذلك ..!!  

هذه المحصلة أصبحت الآن حقيقة واقعة يمكن إجمالها بما يلي :

ـ في حالة حدوث أي إتفاق بين الكتل السياسية المتصارعة على الكراسي والغنائم فسيصب هذا الإتفاق في صالح الكتلة الكردستانية التي يبدو أنه قد تم إختيارها لهذا الدور ، وبالتالي سيصب في المصلحة الأمريكية ـ الإسرائيلية والتي خططت لسنوات طويلة من أجل ذلك حتى قبل الإحتلال وإسقاط النظام الوطني وتدمير إستقلال العراق . الكتلة الكردية المتمثلة بالحزبين الرئيسيين هي من تمسك بيديها الآن أوراق اللعبة دون الإفصاح عن موقفها بشكل واضح إلا بعد الموافقة على نقاطها المطروحة والتي وضعت لها بعناية مع يقيني مِن أنها قد تسلمت الضوء الأخضر من أميركا الى جانب مَن يجب أن تقف ..!  

ـ في حالة إفتراض أي حالة يسمونها إنفراج للأزمة السياسية سواء أكانت متمثلة بنجاح المالكي بالإستمرار في رئاسة الحكومة لولاية ثانية ، أو فشله ، فذلك لايعني شيئا لإن الموقف الأمني العام سيظل مضطرباً بل ستتصاعد وتيرته الى فوضى عارمة أكبر بين من سيمسك الدفة ومَن قد خسر الكعكة وقد تتحول الى تصفيات ومواجهات مسلحة بين الكتل التي تمتلك جميعها ميليشياتها واسلحتها ومصادر تمويلها ودعمها ، وقد يمتد ذلك الى صراع الطوائف والأعراق .. ووقود كل ذلك وضحاياه هو الشعب العراقي .

ـ في كلا الحالتين سيكون الموقف العام وحتى تنهي أميركا وحلفائها إنجاز إستثماراتهم وعقودهم إقتصاديا وسياسيا في إحكام السيطرة على العراق لسنوات طويلة قادمة ، يعيش حالة فوضى وتدمير وعدم إستقرار وذلك هو المناخ المناسب والمطلوب لتحقيق الصفحة التالية من عملية إحتلال العراق عسكريا الى إحتلال سياسي وإقتصادي شامل ومن خلال إستخدام شلة العملاء الذين يُدعَون السياسيين حالياً ، والذين لا أشك أن دورهم سيضمحل وينتهي على يد من جلبهم أول مرة واستخدمهم خلال هذه المرحلة الإنتقالية التي إستغرقت لحد الآن ثمان سنوات . مع عدم نسياننا وإغفالنا للخطط الموسعة الموضوعة للمنطقة بشكل عام والتي كانت بدايتها من العراق .

لقد تم تحويل البوصلة السياسية في الشارع العراقي مِن التطلع الى حكم وطني مستقل يقود البلد الى التمسك بعميل دون آخر على أمل إنقاذ الوضع المتردي !!
ولكي نجعل كل ذلك يترنح ويتهاوى .. أمامنا أسئلة علينا الإجابة عليها ، ومهام علينا تنفيذها .

 ماذا عن قوى الشعب ، وطنيين وأحرار ومقاتلين وتنظيمات وأحزاب ..؟
 هذا هو السؤال الكبير .. الذي بدأنا في التحدث عنه في القسم الأول ..
والأهم ماهو دور الشعب العراقي الذي أكسبته تجربة هذه السنوات الخبرة والثقافة السياسية وفرز الأعداء من الأصدقاء ..
والأهم أيضا ، أن استراتيجية التدمير والفوضى بقدر ماكانت خلاّقة للمحتل ، كانت أيضاً خلاقة للقوى الوطنية .. فكيف سيتم توظيف ذلك لصالح القوى الوطنية ؟
ويبقى السؤال الكبير .. كيف ستعمل هذه القوى الشعبية والتنظيمات المسلحة وغير المسلحة وقادتها ورؤساء العشائر العراقية العربية وقواعد هؤلاء جميعا من أبناء العراق من أجل أن لايبقى الغضب الشعبي محصورا في زاوية العاطفة دون أن يتحول الى قوة ضاربة ..؟   

ساعود هنا الى فقرات ذكرتها في القسم الأول من مقالي هذا في محاولة لتوضيحها وبلورتها ووضعها على الطاولة أمام القوى الوطنية .

آفاق العمل الوطني وضروراته :

تكلمنا عن عملية مراجعة شاملة وصحيحة وعملية نقد ذاتي ، وحجر الزاوية في كل ذلك هو ماأطلقت عليه كلمة " الإخلاص " .
كلامنا كان يتمحور حول القوى الوطنية وخاصة الكبيرة والمنظمة منها وخصوصا بعد التجارب المرة والمؤلمة التي مرت بها وهي تقارع الإحتلال . وقلنا أن القوة يجب أن توظف لخدمة الهدف لاسيما وأن الهدف هو واحد . وهل سيكون إستخدام القوة وفق استراتيجية جامدة أم يمكن اللعب بالعملية التكتيكية أيضاً لكي لانعيد أخطاء الماضي ولانبقى حبيسي المدرسة التقليدية القديمة في عالم قد تغير كثيراً .
كان ذلك في محاولة للوصول الى أفضل السبل لتوحيد الجهود أولاً ، ولإستغلال الغضب العاطفي حالياً لدى الشارع وحالة نفاد الصبر لديه وتوجيههما الى سلاح فاعل من الصعب مقاومته .
وكان ذلك يدورضمن حالة الفوضى والإرهاب اللذين تتبناهما الأجهزة الحكومية بأمر من رئاسة الحكومة وبدوره بأمر من المحتل وصانعي القرارعالميا وإقليميا ، وتحديدا إيرانيا ..!
وكان أيضا من منظور الموقف الأميركي ومشاكله المستعصية في العراق وأفغانستان وسياسة الرئيس أوباما في معرض تساؤلنا عن إمكانية فرض التغيير من واقع الوجود الأميركي في العراق وأشرنا الى ماأسميته محاولة مد جسور تكتيكية مع الأميركان .
وكان حديثنا أيضا عن المجلس السياسي للمقاومة ودوره في الداخل العراقي وعلى صعيد العالم الخارجي . وضرورة الصراحة مع أنفسنا وفتح قلوبنا كمناضلين ووطنيين ومقاومين بالبندقية والقلم والتكلم بعيدا عن المجاملات أو الدخول في مساومات .
واختتمت القسم الأول بأن ذلك سيكون حديثنا في القسم الثاني .. وهو ما أحاول أن أطرحه الآن في محاولة لوضع النقاط على الحروف لإزالة أي إلتباس ربما يكون قد علق بذهن بعض القراء .

على ضوء كل ماتقدم ، والذي أصبح واضحا أمام الجميع فيما يتعلق بوضع العراق المتردي والنوعيات الأكثر تردياً من سياسييه القابعين في كراسي الحكم وعلى مستوى سلطاته الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية المسيسة أيضا .. والوضع الأميركي الحرج والمتخبط رغم المكابرة التي نشهدها .. ونمو الوعي الجماهيري والتطور النوعي في المقاومة المسلحة والسياسية والإتصالات التي يحاول المخلصين إتمامها بين الفصائل المهمة والكبيرة لغرض ولادة وحدة حقيقية بينها وهو ماكنا نأمل وندعو الله مخلصين أن يحدث وعلى مدى ثمان سنوات

على ضوء كل ذلك ، أوجز ماأريد .. ولعله مايدور في ذهن كل عراقي مخلص وغيور بنقطتين  أعتبرهما حجر الزاوية للمرحلة الحاسمة المقبلة :

ـ  تحدثنا عن ضرورة توحد كافة ، ونعني كافة ، فصائل المقاومة المسلحة وأجنحة أحزابها الواحدة توحداً " مخلصا " بما هو أبعد من حتى مسمى المجلس السياسي الى جبهة وطنية موحدة للقوى المناهضة للإحتلال .. يعني التفاوض ، ثم التفاوض ، ثم التفاوض وبدون ملل أو كلل مع مايصاحب ذلك من تقديم التنازلات من قبل البعض للبعض الآخر والإستمرار في التفاوض الى أبعد الحدود ، بل وأبعد من الأبعد حتى يتم التوصل الى الوحدة الحقيقية الضاربة بجناحيها العسكري والسياسي .. وإذا ماعجزنا في المرحلة الحالية ولأي سبب من الأسباب عن تحقيق هذه الوحدة فعلى كافة الأطراف وعلى الأقل القيام بالتنسيق بدراية وحكمة ومهنية عالية ، وإذا ما نشأت نقاط خلاف مستعصية على سبيل المثال فيجب ترحيلها الى إجتماعات قادمة ومحاولة الوصول الى تسويات معينة بخصوصها بمعنى أن لانجعلها عائقا بوجه عمليات التنسيق المطلوب بإلحاح في هذه الفترة وهو الحد الأدنى الذي يريده العراقيون من المقاومين والوطنيين لكي يقوموا بمهامهم داخليا على مستوى الشارع العراقي وخصوصا مع العشائر العراقية وكافة المناهضين للإحتلال وحكوماته واستثمار الغليان الشعبي والغضب العاطفي ونفاد الصبر وتردي الأمن والخدمات وانتشار الفساد المالي والفوضى والإرهاب .. والقيام بمهام الإتصالات الخارجية أو ماتعني ضمنا السياسة الخارجية لحكومة الإنقاذ الوطني .. وهو النقطة التالية :

ـ  محاولة بناء الجسور مع المحتل الأميركي (كما وردت في القسم الأول من المقال) ، أعني بها تحديداً أن نقوم بفتح قنوات إتصال ومن موقع القوة خصوصا بعد أن تجمع كافة الأطراف وحدة من نوع ما أو تنسيق عال وبمستوى المسؤولية . وهذا لايعني ، وليكن هذا واضحا أيضا ، وقوفنا وبأي شكل من الأشكال مع السياسة الأميركية.. بل إستثمار الوضع الأميركي العسكري داخل العراق ، والسياسي على المستوى العالمي ، والورطة الأميركية في العراق وأفغانستان وتحديدا في الأخيرة حيث تقف المقاومة موحدة وفاعلة بوجه الغطرسة والسلاح الأميركي وتوظيف كل ذلك بما يخدم خططنا التكتيكية السياسية جنبا الى جنب مع القوة المسلحة .

هذه المحاولة يجب أن تبدأ عن طريق وسيط من القوى الوطنية أو من القوى الدولية أو من كليهما وهذا ليس بالأمر المستحيل مع توقعاتنا بأنه سيواجه عقبات في بداياته ، ولكن الأميركان سيسمعون في نهاية الأمر لأن مصالحهم ووضعهم أصبح مهيئا للبحث عن مخرج من الأزمة التي وضعوا أنفسهم فيها ووضعتهم فيها كذلك أحزاب السلطة العراقية بدعم من إيران ، وأميركا تدرك ذلك جيدا بعد أن أصبحت مثل ( بلاع الموس ) كما يقول المثل العراقي ..!!
التحاور عبر هذه الجسور يجب أيضا أن يكون تحاور الند للند وليس من موضع الضعف .. فكما أننا بحاجة لهم لتفتيت سياستهم في العراق ، فهم أيضا بحاجة الينا عندما نصبح قوى فاعلة موحدة ومؤثرة في الشارع العراقي وقادرة على تحريكه .. وهذا ليس منطق من الخيال ، فقد سبقتنا اليه ونجحت فيه مقاومات مسلحة وسياسية في دول وقعت تحت الإحتلال وخصوصا الإحتلال الأميركي والتاريخ شاهد على ذلك ، وحتى الحاضر ، حيث أميركا تتمنى اليوم أن ينفتح عليها مقاومي طالبان في أفغانستان على سبيل المثال وهي التي تسعى لمد الجسور معهم مرة بعد أخرى .

لعبت أيران مع الأميركان دورا مشينا ضد العراق وافغانستان .. ولعبت قبل ذلك دورا تكتيكيا معهم منذ أزمة رهائن سفارتهم في طهران عام 1979 وبعد إنتهاء الحرب مع العراق عام 1988 بخسارة مهينة للإيرانيين .. وبقي التعاون من وراء الستار وأحيانا لوي الأذرع بين الإثنين وحتى هذه اللحظة ولا يزال .
على الرغم من كل ذلك ماظهر منه وما خفي .. يقف سفير إيران في بغداد دنائي فر قبل أيام قليلة ليصرح وبالحرف الواحد ، مع علمه يقينا ببطلان ذلك ، بما يلي : أن أميركا تسعى لإعادة البعثيين الى حكم العراق (!!!)
إنها إستمرار سياسة الشد ودبلوماسية المراوغة والكلام المبطن بألف معنى ..!!
ودنائي فر .. لايجهل ماقاله محمد أبطحي وغيره من تصاريح رسمية : أنه لولا إيران لما إستطاعت أميركا غزو العراق وأفغانستان ..!!
وهو يعلم أن إمامه الخميني هو مَن أعادته أميركا الى طهران على متن طائرة ( إير فرانس ) لكي يسقط حليفها شاه إيران الذي كان بجيشه وأمنه وسافاكه لايزال في طهران ..!
وهو بلا شك ، لايجهل أسباب وملابسات حجز دبلوماسيي أميركا في طهران لمدة 444 يوماً بالتمام والكمال .

كنت قد تعمدت تأخير إرسال هذا المقال للنشر وسط تصاعد حدة عاصفة الأزمة العراقية المفتعلة وما ستسفر عنه مع توقعاتي بتنصيب نوري المالكي لرئاسة الحكومة في المرحلة الحالية .. وكنت شخصيا قد نشرت قبل أكثر من سنة ، أي قبل أن تجري الإنتخابات التي كانت مقررة في كانون الثاني 2010 ثلاث مقالات حول هذا الموضوع أشرت فيها الى أن أميركا سوف تنصب المالكي من جديد . كانت المقالات في 21/9/2009 : ( إستقراء الأحداث السياسية لعام 2010 ) وفي 2/10/2009 :  (الإنتخابات أسلحة الدمار الشامل الحقيقية ) وفي 3/11/2009 : ( بين الصراع العراقي والرغبة الأميركية ) .
(( سأعيد نشر هذه المقالات والمواقع التي نشرت عليها وتواريخ نشرها قريبا ))

والآن قد تم ذلك ، وفي ظل وضع سياسي ليس فقط متأزم ، بل مشوّه ، حيث قد أصبح لدينا ثلاث حكومات داخل حكومة واحدة تفصل بينها الطائفية والعرقية .. وهذا هو الإنذار الأول لحالة الفوضى العارمة التي سيقبل عليها العراق ، وهو ماسأتناول تفاصيله وخفاياه في مقال قادم .
كنت أيضا قد نشرت مقالاً بتاريخ 29/9/ تحت عنوان : ( إنتهت مرحلة الصدمة والترويع وبدأت مرحلة الفوضى الخلاقة ).

الآن ، ولكل ماتقدم شرحه ، هو الوقت المناسب لإستغلال النار التي ستندلع من تحت الرماد ..!

فهل آن الأوان لنا أن نتعلم أصول اللعبة السياسية ومراوغاتها ونخرج من القوقعة ونطرح خلافاتنا وراء ظهورنا ..؟
أم ماذا ننتظر ؟؟

12/11/10
            

  




No comments:

Post a Comment