Friday 18 May 2012

إنتهت مرحلة الصدمة والترويع .. وابتدأت مرحلة الفوضى الخلاّقة




باكتمال السنوات السبع على إحتلال العراق ، والتي تم معها توقيت ( عملية ) الإنتخابات العامة في شهر آذار من هذه السنة بعد أن تم تأجيل إجرائها لمدة ثلاثة أشهر ، أي من موعدها المقرر في كانون الثاني 2010 الى شهر آذار . يكون الوضع العراقي قد دخل مرحلة التنفيذ الفعلي للمخططات التي تم وضعها منذ عشرين سنة ، بدءاً بحرب الكويت ، ومروراً بمرحلة الحصار على العراق ، ثم غزو العراق عسكرياً ، مروراً أيضاً بعمليات التدمير المتعمد لكافة مرافق الحياة في العراق ، وإنتهاءاً ، كما أعتقد ، بعملية جني ثمار العمل الدءوب لعقدين من الزمن من قبل الأمريكان وإسرائيل .

الوضع العراقي وتداعياته ..!
عندما قامت الإدارة الأمريكية تحت رئاسة جورج بوش ومعه اللوبي الصهيو ـ مسيحي ، أو من يسَمَون المحافظين الجدد ومن أبرزهم من الذين ظهروا في الصورة أمام الرأي العام " دونالد رامسفيلد " الذي كان وزير الدفاع ، بعملية الغزو العسكري بالتنسيق السياسي واللوجستي مع كل من إيران وبعض دول الخليج وعلى رأسها الكويت . ظهر مصطلح  (الصدمة والترويع ) على لسان رامسفيلد .
وبسبب من طبيعة الغزو والضربة العسكرية  والتي فاقت كل التصورات من حيث كثافتها واستخدامها لأسلحة إستراتيجية محرمة دولياً بحيث نجحت في نهاية الأمر من إسقاط النظام الشرعي وأوقعت البلد في حالة من الدمار الشامل والشعب العراقي في حالة من الذهول والرعب والفوضى .. إعتقد الكثير أن ماحدث هو تطبيق لإستراتيجية رامسفيلد ، أي الصدمة والترويع .
لقد كان ذلك صحيح الى حد ما ، ولكن ليس بالمطلق ، فماحدث لم يكن إلا بداية الخطة والتي قدّر لها بعد ذلك أن تستمر لسنوات قادمة ضمن حالة الصدمة والترويع .
وفي حين كنا نعتقد أن ( الفوضى الخلاقة ) هي ماحدث ويحدث حتى اليوم في العراق بعد سقوطه تحت الإحتلال في 2003 ، فذلك أيضاً صحيح الى حد ما ، ولكن ليس بالمطلق أيضاً ، فمرحلة هذه الفوضى وما ستخلقه وتحققه من مكاسب للمحتل على حساب العراق والشعب العراقي لم تبدأ فعلاً في التطبيق وإعطاء ثمارها إلا قبل أشهر عديدة فقط ، وأعني بالضبط الشهر الثالث من هذا العام ومع إجراء الإنتخابات العامة في العراق .

قبل أكثر من سنة من الآن ، كنت قد نشرت سلسلة من مقالات في قراءة المشهد العراقي وخفاياه .. كان المقال الأول منها في أب 2009 ، تحت عنوان ( جواد ونجاد وتعبيد طريق الخيانة بالبلدوزر الأمريكي) ، والمقصود بجواد هنا : نوري المالكي . المقال الثاني كان في أيلول 2009 بعنوان ( قراءة في الأحداث وإستقراء للعام 2010 ) توقعت فيه عدم إجراء الإنتخابات العامة في موعدها المقرر ، كانون الثاني 2010 .. وجاء المقال الثالث من هذه السلسلة في 2/10/2009 ، تحت عنوان ( أسلحة الدمار الشامل وأسلحة التفاهم الكامل والإنتخابات " الديموقراطية " أداة التنفيذ الفاعل ) . وعندما أجريت الإنتخابات العراقية في شهر آذار الماضي ، جاء مقالي الرابع ( الإنتخابات هي سلاح الدمار الشامل الحقيقي كما يبدو ) ..!!
إختلف معي الكثيرون من الإخوة القراء ومن الأصدقاء الذين يحملون هموم متابعة أحداث المشهد العراقي فيما ذهبت اليه ، من أن حالة الفوضى الحقيقية ـ والتي إعتبرها  رامسفيلد حالة خلاّقة ، أي الفوضى التي ستعود بالنفع الحقيقي على الأمريكان كنتيجة لغزوهم العراق ـ هي التي ستبدأ فعلاً مع الإنتخابات العراقية وعملية اختيار رئيس الوزراء والحكومة المقبلة  .. وها نحن على أعتاب الشهر السابع من إنتهاء تلك الإنتخابات وظهور نتائجها ، وحالة الفوضى في تصاعد مستمر وبمعدل يومي ، سواء على مستوى الصراع السياسي للقيادات الجديدة والتي لاأشك مطلقاً من أنها صراعات مفتعلة تتحرك " بالرموت كونترول " ، أو على مستوى الشارع العراقي وتدهور الوضع الأمني والخدمي للمواطن .

أبعاد المؤامرة ..!
من هنا أبدأ مقالي هذا في إستقراء متواضع للوضع العراقي ، وبعد كل الإشارات التي بدأت تظهر في الأفق السياسي ، والتي هي في واقع الأمر محصلات مدروسة بشكل جيد ، وموجّهة بشكل أفضل ، للوصول الى النتائج النهائية التي تهتم بها الإدارة الأمريكية ، وتتفق عليها  ب 360 درجة ، دول الجوار العراقي . ونبدأ بتداعيات الوضع السياسي العراقي :

ـ  إتساع قاعدة التكتلات والأحلاف السياسية وتعددها داخل المكون الشيعي . هذا التوسع كان نتيجة إفراز طبيعي إستغرقته أحداث سبع سنوات لوضعه بهذا الشكل . من أبرز مؤشراته وما إنتهت اليه كنتيجة حتمية هي :
أولاً : ظهور التحالف أو التكتل الرباعي ، ثم تفتته في مرحلة لاحقة لكي ينتج عنه :
ثانياً : شق حزب الدعوة الى قسمين أحدهما تابع لنوري المالكي والثاني لإبراهيم الجعفري .
ثالثاً : إنسحاب الكتلة الصدرية الى موقع المعارضة ، مما نجم عنه قيام المالكي وأجهزته بضربها وبقسوة في البصرة ومدينة الصدر والنجف وكربلاء وبعض مدن الجنوب العراقي الأخرى بعد تصاعد أنشطتها وفي خطوة أراد المالكي إستثمارها لإحاطة نفسه بهالة القوة والهيمنة وسيطرة القانون ، فتم جراء ذلك إضعاف الخيط الذي يربط بين دعوة المالكي ، والذي أتى أصلاً الى السلطة بأصوات الصدريين ، وبين الصدريين الذين يعتبرون أنفسهم مؤسسي حزب الدعوة في العراق ، وهي حقيقة .
رابعاً : إصطفاف الصدريين الى جانب المجلس الأعلى الإسلامي ، لاحقاً الإئتلاف الوطني ، والذي كان قد بدأ بالإبتعاد عن جناح دعوة المالكي وإبتعاد المالكي عنه ، خصوصاً بعد إنضمام جناح الجعفري الى الإئتلاف .
خامساً : إنضمام أحزاب وكتل شيعية  صغيرة أخرى مثل الفضيلة والمؤتمر الوطني وغيرها من التي لاتمتلك رصيدا فاعلا في عدد مقاعد البرلمان الى الإئتلاف تحت راية المجلس الأعلى ، خصوصا بعد وفاة عبد العزيز الحكيم ، والذي قد سبقه مقتل شقيقه محمد باقر .. في حين بقي الجناح العسكري للمجلس الأعلى وهو منظمة بدر برئاسة هادي العامري يعمل ظاهرياً ككتلة مستقلة ضمن الإئتلاف .
سادساً : أخيراً ، وليس آخراً قطعاً ، ذهاب الصدريين وجماعة الجلبي وحزب الفضيلة ومنظمة بدر للتفاوض مع إئتلاف دولة القانون ، أي نوري المالكي قبل يومين ، بعد تلميحات أولية بتأييدهم إعادة ترشيحه لمنصب رئيس الحكومة لولاية ثانية ..! في وقت يعلن فيه عمار الحكيم بقاء مجلسه الأعلى بعيداً عن ترشيح المالكي ، وتمسكه بمرشحه عادل عبد المهدي ، وتلميحه بالإتفاق مع القائمة العراقية ، أي أياد علاوي ..! ثم وبعد 24 ساعة يتراجع الصدريون عن موقفهم بحجة ( الضغط الشعبي ) من قبل جماعة ومؤيدي التيار .!

ـ  إتساع قاعدة التكتلات والأحلاف السياسية وتعددها داخل المكون السني . هذا التوسع أيضاً كان نتيجة إفرازات الفوضى السياسية على مدى سنوات الإحتلال السبع . والذي إنتهى لحد الآن الى :
أولاً : تشرذم قيادات الحزب الإسلامي العراقي ومسانديهم بدءاً من محسن عبد الحميد الى إنتقال حاجم الحسني الى الضفة الأخرى وإنسحاب طارق الهاشمي الذي صرح بأن الحزب الإسلامي أصبح يمثل بالنسبة له تاريخاً ، الى ظهور أياد السامرائي وإعلان ولائه لإيران لضمان منصب رئيس مجلس النواب ، الى إنزواء عبد الغفور السامرائي واكتفائه برئاسة ديوان الوقف السني وتقربه من المالكي ، الى إختفاء عدنان الدليمي في منفاه الإختياري في عمّان ، الى تحجيم هيئة علماء المسلمين وضبابية موقفها من مقرها في الأردن واكتفائها بإصدار البيانات والإدانات .
ثانياً : إضمحلال ماكان يعرف بجبهة التوافق وتشرذم قياداتها أيضاً .. مابين إعتزال للعمل السياسي ، أو الإنضمام الى كتل أخرى مثل حركة الوفاق والقائمة العراقية برئاسة أياد علاوي . وحتى هذه الأخيرة تعاني كما نسمع من بعض التسريبات الإخبارية من إنشقاق جديد يقوده هذه المرة طلال الزوبعي من داخل القائمة العراقية يؤيده كما يقال 30 نائباً عن القائمة .
ثالثاً : ظهور مايسمى بمجالس الصحوات بدعم أمريكي كامل بحجة ضرب عناصر القاعدة ومحاربة الإرهاب ، وإغراق قادتها بالدولارات الأمريكية ، مما أحدث شرخاً كبيراً في عمل فصائل المقاومة المسلحة وكشف ظهرها والذي عانت ولازالت تعاني من تبعاته .. في وقت وقفت فيه حكومة المالكي بالضد من أنشطة الصحوات ومن منطلق طائفي صرف . والآن تعاني هذه الصحوات من تخلي الأمريكان عنها فتحولت الى مجاميع منبوذة يطالها القتل من كافة الأطراف سواء الحكومية أو المعارضة أو المقاومة ، وانتقل بعض قادتها بملايينهم من الدولارات للعيش خارج العراق ..!
رابعاً : تجمع العديد من شخوص وتكتلات هذا المكون ، أي السنة ، تحت راية أياد علاوي وقائمته العراقية كخطوة لابد منها للوقوف بالضد من إستحواذ المالكي أو غيره من المتطرفين على السلطة . وحينما جاءت نتيجة الإنتخابات لصالح العراقية ، وحتى بعد إعادة فرز الأصوات بناء على طلب المالكي كإحدى مناوراته لإطالة مدة بقائه في السلطة ، كان ذلك هو بداية عمليات تصاعد الفوضى وفقدان الأمن الذي يغذيه المالكي لصالحه ، وبالتزامن مع الإعلان الأمريكي عن الإنسحاب أو بكلمة أدق إعادة إنتشار القوات العسكرية الأمريكية ضمن المخطط السياسي الموضوع سلفاً ..!

ـ  بقاء التحالف الكردستاني بحزبيه الرئيسيين جالساً على السياج حسب المثل الإنكليزي ، يمسك أحد قادته برئاسة الجمهورية العراقية ، ويمسك الثاني برئاسة إقليم كردستان ، ويلعب الإثنان دوراً تنسيقياً مرحلياً لما قبل الإنفصال بالإستفادة الى الحد الأقصى من الثروة العراقية وإستثمار الوضع الراهن بكافة تداعياته لتغذية طموحاتهما بما في ذلك الإستحواذ على بعض الوزارات السيادية في حكومة بغداد . ماصدر ويصدر عن هذا التحالف لحد الآن هي مجرد تصريحات هلامية وضبابية مثل الوقوف على الحياد في الصراع على السلطة في بغداد ، وعدم تأييدهم لتحالف أو لشخص ضد آخر ، مع الإبقاء على مطالبهم الرئيسية كالمادة 140 ، وقضية كركوك وديالى ونينوى وصلاح الدين كونها ورقة لعب ضاغطة على التحالفات والتكتلات السياسية التي تتطاحن على السلطة في بغداد ، تستخدمها بذكاء وعناية وبتوجيه ودعم أمريكي ـ إسرائيلي .

الخطط المستقبلية  .. ماذا بعد والى أين ...؟

بنظرة واقعية وعقلانية الى الوضع السياسي العراقي الآن ، وبمحاولة ربط ذلك بما تقدم ، نكاد نرى أبعاد اللعبة الأمريكية القذرة بصفحتيها الصدمة والترويع والفوضى الخلاّقة ، قد بدأت تتبلور ومن خلال المعطيات التالية :
ـ  في حالة تشكيل حكومة عراقية ، برئاسة المالكي أو علاوي أو عبد المهدي أو أي من الوجوه السياسية المعروفة .. فإن الوضع الأمني سيسير نحو تدهور أكبر مما هو عليه الآن في دولة محكومة أصلاً بمليشيات حزبية وطائفية تمتد جذورها الى مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية .
ـ  في حالة بقاء الوضع كما هو عليه الآن تحت المماطلة والتسويف والصراعات .. فإن الوضع الأمني بدوره معرّض أيضاً الى تدهور أكبر مما هو عليه الآن ، ونحن نرى حالياً التصعيد في حالة الفوضى من تفجيرات وقتل وإغتيالات .   
ـ  في الحالتين سيصل الوضع العام الى مرحلة تستدعي التدخل المباشر أممياً من خلال الأمم المتحدة وبتوجيه أمريكي ، أو داخلياً بعملية إنقلاب سياسي تكنس كافة الوجوه التي برزت لحد الآن واستبداله بنظام ووجوه بديلة وبتنفيذ وإشراف أمريكي أيضاً .
ـ  السؤال الذي يمكن أن يُطرح هو : كيف ستضمن الإدارة الأمريكية تنفيذ كل ذلك من دون ظهور معوقات قد تجعل زمام الأمور يفلت من أيديها ..؟
الجواب على ذلك ، أن مثل تلك المعوقات قد تحدث في حالتين ، إما بتدخل إقليمي لإستغلال تداعيات الوضع المتدهور ، أو بمبادرة داخلية وطنية للإستحواذ على السلطة .
كلا الإحتمالين يبدو غير ممكن التطبيق . فأميركا وبعد سنوات طويلة من التحالف السري بينها وبين إيران فيما يتعلق بالعراق ، بدأ هذا التحالف يظهر مؤخراً ، بل ويعلن على الإعلام في عملية الصراع الموجودة حالياً على تشكيل الحكومة العراقية ، وعلى لسان محللين وسياسيين أميركان وعرب وحتى على لسان رئيس الجمهورية الطالباني في كلمته أمام الأمم المتحدة .. وهو إتفاق كل من أميركا وإيران وسوريا على ترشيح المالكي ..!! لم يعد هناك مجال لإخفاء هذا التحالف ، إن لم تكن مقتضيات المرحلة تستوجب تسريبه وإعلانه تمهيداً لأتفاقات أوضح وبشكل علني مستقبلاً .
هذا فيما يتعلق باحتمالية  التدخل الإقليمي ، والمرشح الأوحد في هذا التدخل هو إيران .
أما على المستوى الداخلي فليست هناك من إمكانية لقوة أو قوى وطنية لتلعب دوراً حاسماً في تغيير الوضع والإستحواذ على السلطة أو حتى لعب دوراً فاعلاً ومؤثراً في مسار الأحداث ، على الأقل في الوقت الحاضر .
كما يبدو أن بقية مجموعة دول الجوار قد اعطت موافقاتها على الخطط الأمريكية ، كما كان حالها دائماً
وهناك سؤال مهم آخر يطرح نفسه .. كيف ستحقق أميركا الفوائد الإقتصادية لها في ظل فوضى عارمة في العراق قد تصل الى حد المصادمات المسلحة أو الحرب الأهلية ..؟
والجواب باعتقادي ، أن أميركا قد ضمنت من خلال الإحتلال والإتفاقات المصدر المهم وهو النفط العراقي ، كما أن الشركات الأمريكية قد إستحوذت على حصة الأسد فيما يتعلق بإعمار العراق الذي هدّمته القوات الأمريكية .! إضافة الى الإتفاقية الأمنية ببنودها المعلنة والسرية .. وعلى الرغم من أن أميركا والغرب يمران حاليا بأزمة وكساد إقتصادي ، إلا أن الخطط الموضوعة ضامنة للعائدات والفوائد الإقتصادية في أي مرحلة لاحقة في العراق بالنسبة لأميركا التي تتطلع الى الدور السياسي لها أولاً ، وتعلم كما نعلم ، أن إنسحابها من العراق ماهو إلا ضرب من الوهم يعتقده البعض ولكنه في واقع الأمر أصبح الأمر الواقع لعقود قادمة في ظل أوضاع داخلية وإقليمية وعربية متردية ، ونظرة واحدة الى القواعد العسكرية الأمريكية التي تم إنشاؤها في العراق كفيلة بصحة ماأقول .

بقي أمر واحد ، يجب أن لانغفل عنه ، فيما يحصل الآن من تجاذبات سياسية ، وتكتلات وتحالفات هنا وهناك ، وبشكل يكاد يكون يومياً ، يزيد من تعقد وتشابك الوضع السياسي وكأنه تمهيد لما تنبأنا بحدوثه في المستقبل المنظور .. ونلقي نظرة عليها وبشكل عقلاني أيضاً ، لنرى أنها كلها تدور في منطق اللامعقول ، وأنها عبارة عن عملية توزيع للأدوار ناجمة عن إتفاق حقيقي أميركي ـ إيراني ـ إسرائيلي .
وأنا هنا أتطلع الى من يجيبني على بعض الأسئلة ، لكي أعترف ربما بخطأ تحليلاتي :
كيف يقف عمار الحكيم والمجلس الأعلى بالضد من الرغبة الإيرانية بإعادة تولي المالكي لرئاسة الحكومة ..؟ ومّن هو اقرب الى إيران سياسةَ ونسباً وآيديولوجية وتاريخاً من آل الحكيم ..؟؟ والشيئ نفسه ينطبق وبشكل أوضح على منظمة بدر وهادي العامري الإيرانية حتى النخاع وهي تتخذ موقفاً مغايراً لموقف المجلس الأعلى ، وهي أصلاً الجناح العسكري للمجلس ...؟؟؟
ولماذا يقف الصدريون فجأة الى جانب المالكي بعد تجربتهم المريرة معه ، وتصريحات قياداتهم بما في ذلك مقتدى نفسه حتى اسبوع مضى ، من أنهم لن يؤيدوا المالكي ولن يشاركوا في حكومة يرأسها ..؟
وكيف تؤيد سوريا المشروع الأميركي ـ الإيراني بتأييد المالكي ، وهي قد رفضت حتى من إستقباله رسمياً قبل أسابيع ..؟
وكيف تسكت السعودية ودول الخليج على دعم إيران للمالكي .. وهي التي إمتنعت أيضا عن إستقباله كرئيس وزراء للعراق ..؟
ثم ماذا يعني إنسحاب علاوي وقائمته من العملية السياسية كما يلوحون في حالة تولي المالكي للسلطة ثانية ً .. وهل تتفق الرغبة الكردية مع رغبة علاوي هذه كما نسمع  ، أم أن هناك توجهات أخرى سيعلن عنها في حينها ..؟
كذلك ، والكل يعلم ، وقد أصبح الموضوع واضحاً لدى الداخل العراقي والخارج أيضاً ، أن معظم من يمسكون بالسلطة اليوم في العراق ممن تم جمعهم من منافيهم وإدخالهم مع الإحتلال ، هم قد رضعوا من الثدي الإيراني ، وحملوا في الحضن الأمريكي ، وترعرعوا على الدولارات الأمريكية ، ولايزالون يعيشون في حماية الجيش الأمريكي في المنطقة الخضراء .. كيف ، والحال هذه تعجز أميركا من فرض رأيها لحل أزمة الحكومة وتشكيلها ..؟ لاشك أن الجواب المنطقي  :
 هو أن أميركا وبالإتفاق مع إيران وأطراف أخرى داخلية وخارجية تريد لحالة الفوضى بالأستمرار ، وهو ماأتينا على ذكره .
أسئلة كثيرة ، وأحداث متلاحقة بالساعات وليس بالأيام .. فقد يصل هذا المقال الى أيدي القراء الكرام بعد ساعات من الآن ، حيث تكون هناك مستجدات جديدة ومفاجأت غير متوقعة قد حدثت ..!!
أسئلة كثيرة .. ولكنني أرى أجوبتها بمجملها تقف عند خط تغذية وإذكاء حالة الفوضى السياسية والخدمية والأمنية وزيادة تدمير العراق تمهيداً لخطوة قادمة ...
ويبقى مشروع تقسيم العراق حياً في الملف الصهيوني المسمى الشرق الأوسط الجديد ، وحتى حين ..!
29/9/10
 

   

No comments:

Post a Comment