Tuesday 22 May 2012

ارتياح ايراني لبقاء قوات الاحتلال حماية لحكومتهم (الصنيعة)



( أخذا عْلِيك ْوردّا عليّا )
مثل نجفي يعرفه ويتداوله قلّة من الناس في هذه المدينة العراقية العريقة والسبب ربما هو عدم أخلاقيته وانحطاطه لدى فئة معينة من المتداولين له وانحطاطهم الشذوذي . ومع ذلك لم أجد أنسب منه عنوانا أختاره لهذا الموضوع لإنطباقه على واقع الحال فيما يسمى ( العملية السياسية ) في العراق وخصوصا في موضوع الساعة ، ذلك هو موضوع الإنسحاب العسكري الأميركي من العراق في نهاية هذا العام كما يُقال . الذي يشاغل ولا يشغل أفكار وآذان وعيون ( القادة ) السياسيين العراقيين والأمريكان على حد سواء بما يذكرنا كما كانت تسمعنا أم كلثوم وهي تقول :
ياما عيون شاغلوني .. لكن ولا شغلوني ..!!
القيادة الأميركية السياسية والعسكرية تعلن انسحابها ( إيفاءا بتعهداتها ) .. وقد بدأت فعلا بإخلاء بعض قواعدها . وأقول بعض وليس كل .. واختيار هذا البعض جاء إختيارا إعلاميا لقواعد بنيت أصلا لتكون قواعد موقتة في جنوب او وسط او شمال العراق .. معروفة للناس العاديين من جهة لأنها كانت أصلا معسكرات أو قواعد جوية للجيش العراقي في السابق وأنها ذات قدرات عسكرية وتعبوية محدودة من ناحية التسليح والعدد بالنسبة للأميركان من الناحية الثانية .
أما القواعد العسكرية التي صرفت عليها مليارات الدولارات من أموال الشعب العراقي وبعلم أساطين وعرّابي العراق الجديد من عراقيين وإيرانيين سواء ماكان منها على سطح الأرض أو تحته .. فهي خارج اي إتفاق إنسحابي ولايعلم بأمر ذلك أوالإتفاقات بشأنه إلا المقربون .!!
تلك قد بنيت لتبقى .. ومّن كان لديه شكوك حول ذلك أو يريد تكذيب ماأقول ، فأحيله الى كافة القواعد الأميركية التي بنيت منذ إنتهاء الحرب العالمية الثانية قبل اكثر من خمسة وستون عاما ولازالت باقية لحد يومنا هذا ومعظمها في دول حليفة بعضها دول أوربية .. إبتداءا من اليابان مرورا ببعض دول جنوب شرق آسيا ومرورا بدول الخليج العربي وتركيا وبعض دول حوض البحر الأبيض المتوسط وصولا الى ايطاليا والمانيا .
أما ( القيادة ) السياسية العراقية ومَن يقف ورائها في طهران وقم ، أو ممن يعرف اسرار اللعبة وأصولها في انقرة او الرياض او الدوحة .. فهي متفهمة للموضوع جدا ومتفاهمة بشأنه أكثر .
واليكم هذه الشذرات من لعبة (أخذا عليك وردا عليا) بين حكام العراق ومحتليهم من الأميركان :
ـ القيادة العسكرية الأميركية تصرح ومنذ بداية هذا العام أنها تريد قرارا سياسيا عراقيا بشأن إنسحاب قواتها من بقائها . وتضغط بعد ذلك للحصول على هذا القرار لأن الوقت يمر (!!) .
هذا صحيح الى حد ما ، على الرغم من معرفتها أن حكام العراق الذين نصّبتهم لديهم الجواب النهائي وفق تخطيط مسبق ، ولكنها أيضا تريد سحب قواتها من شوارع ومدن العراق ، ومن القواعد العسكرية المعروفة داخل المدن وعلى أطرافها بدون إعطاء المزيد من الخسائر البشرية كما ان القيادة السياسية الأميركية تطمح في تأييد الشارع الأميركي في الإنتخابات القادمة وها هي ستعيد ( الأولاد ) الى أهليهم كما وعدتهم بعد تحقيق ( الإنتصار ) العسكري والسياسي ..!
ـ حكام العراق الجديد وأحزاب السلطة وكتلها السياسية في تجاذب بين مؤيد للإنسحاب الأمريكي وبين معارض له وبينهما المتخوفين من عدم جاهزية ( القوات ) العسكرية والأمنية العراقية لتسلم مهامها بعد ..!! ومثل ( الصدك ) تحتدم المناقشات داخل قبة ( البرلمان ) ومجلس الوزراء وتطرح الإجتهادات والآراء ولا نتيجة تذكر (!!)
ـ تدخل وزارة ( الدفاع ) العراقية على الخط .. وهي كما معروف تدار من قبل المالكي مباشرة ، شأنها شأن الداخلية والأمن ، لتعقد صفقة أسلحة مع الجانب الأميركي تبداؤها بالطائرات المقاتلة أف 16 ، والتي تكاد تخرج من الخدمة في القوة الجوية الأميركية ، ومليارات الدولارات تذهب الى الإقتصاد الأميركي شبه المنهار .. هذه المرة فوق الطاولة !! ولا ندري ما أهمية طائرات مقاتلة لجيش لايمتلك الدبابة ولا الصاروخ ولا المدفعية ولا حتى المشاة او الصنوف العسكرية الأخرى أو الأفراد المدربين عليها فعلا .. ولا حتى القادة المؤهلين من المحترفين والمهنيين ..؟؟
ـ يخرج علينا ( دولة ) رئيس الوزراء ظنا منه أنه البدر الذي يُفتقد في الليلة الظلماء ليعلن أمام المايكروفونات عن جاهزية القوات العراقية وعن الإنسحاب الأميركي مع نهاية العام .(!!) . والتقط الأميركان الإشاره ليعلنوا عن الإنسحاب المزعوم وعن إحلال أفراد الشركات الأمنية الخاصة محله ( لحماية ) العراق !
ـ ويكمل رئيسا الحزبين الكرديين توقيت لعبة التصريحات بإعلان تخوفهما من تدهور الوضع الأمني العراقي إذا ماإنسحبت القوات الأميركية ... ياللهول !! ويبدأ التلميح الى تصريحات مسعود البارزاني قبل اكثر من خمس سنوات .. أن إقليم كردستان سيعلن إستقلاله ( المقصود إنفصاله ) في حالة نشوب حرب أهلية في العراق .. ويكمل الإتحاد الكردستاني الطالباني أنه قد آن الوقت لإعلان دولة كردستان ..!! ويزداد الموقف السياسي تعقيدا وبكافة جوانبه بين حكومة بغداد وحكومة الإقليم .
ـ الإعلان الأميركي فيما يتعلق بشركات الحماية الخاصة يتضمن وحسب الأرقام المعلنة 25 ألف عنصر لحماية السفارة الأميركية ومنشآتها في بغداد . وتم الإعلان عبر بعض وسائل الإعلام الغربية والعربية أن الإدارة الأميركية في العراق بصدد التعاقد مع 5000 شركة حماية امريكية . لو صح ذلك ، وهو صحيح على الأغلب ، فإن عدد أفراد مايسمى بشركات الحماية الخاصة سيفوق عدد القوات الأميركية التي ستنسحب من العراق .. مع الفوارق التالية :
* القوات التي ستنسحب هي في أغلبها قوات نظامية تخضع للعقيدة العسكرية تم إبقاؤها في العراق طوال هذه السنوات تحت ذريعة مظلة الأمم المتحدة وقراراتها .
* قوات شركات الحماية الخاصة هي قوات مرتزقة تتكون من مجرمين ومغامرين من أجل الحصول على أموال طائلة مقابل خدماتهم وتمتلك هذه الشركات من قبل مسؤولين حكوميين أميريكيين . بكلمة أخرى مبسطة ، لايُعرف من سيحاسب هؤلاء المرتزقة في حالة إرتكابهم لجرائمهم في العراق ، وهل سيخضعون لإدارة عسكرية رسمية ومحاكم عسكرية أم لا .. والأغلب أنهم خارج نطاق هذه الأطر الرسمية الحكومية أو العسكرية .
وتعالوا لنتصور حجم الفوضى الجديدة التي سيخلقها الإتفاق العراقي ـ الأميركي في نفس الوقت الذي يوفّر حماية أرواح الجنود الأميركان ويترك المرتزقة كالوحوش الضارية يدافعون عن وجودهم وحياتهم . ولعل ذلك مادعى أحد مسؤولي الحكومة ليعلن قبل ايام أن العراق مقبل على حالة من الفوضى .
الفوضى هذه بلا شك ستخدم المشروع الكردي ـ الصهيوني بالدرجة الأولى أو ماتبقى لغرض تنفيذه بالكامل .
ـ إذن ، وبتنسيق عالي المستوى ، بين مّن نصّبه الأميركان رئيسا للوزراء في العراق بعد
( الإنتخابات النزيهة ) ، وبين الأوامر الأميركية سيتم تطبيق مخطط استبدال الجيش الأميركي من مدن وشوارع العراق بجيش من مجرمي المرتزقة ، تدفع لهم رواتبهم الخيالية في معظمها من الخزينة العراقية .. أي سيدفع العراقيون من أموالهم لمن سيذلهم ويقتلهم ..!!
ـ الإدارة الإيرانية تبدي إرتياحها من الإنسحاب الأميركي وتعزيه الى بطولاتها في العراق ..!
وكأنهم لايعلمون أن هناك في العراق على الأقل ستة قواعد عسكرية اميركية ثابتة بعددها وعدتها وسفارة اميركية تقدر بالآف الجواسيس العاملين فيها تحت المظلة الدبلوماسية ، وتحت حماية عشرات الآلاف من مرتزقة مدربين كميليشياتهم في العراق .
ـ إثر هذا الإرتياح الإيراني ، واخيرا ، قام ( سماحة القائد ) مقتدى ، بإعلان موافقته الضمنية على الإنسحاب الأميركي من العراق ولكن ( بشروطه ) !! وأهم تلك الشروط أن تتركز مهمة من سيبقى من القوات الأميركية على التدريب فقط . وكأنه هو الآخر يجهل حجم القوات الأميركية وما تمتلكه من سلاح في قواعدها الباقية في العراق .. أو حجم السفارة الأميركية في بغداد وما تمتلكه من أحدث تنكلوجيا التجسس والمخابرات .
وتكاد الحلقة تكتمل ..
ومؤخرات مسؤولي العراق الجديد من اصحاب البدلات ( الديزاينر ) وعمائم السحت الحرام قد أخذت مالها وردت للأمريكان ماعليها .. وانطبق المثل النجفي الشهير .
ولله في خلقه شؤون

No comments:

Post a Comment