Tuesday 22 May 2012

الكاتب والصحفي العراقي ( علي الحمداني ) : الاوضاع في العراق تسير من سيء الى أسوأ

أكد الكاتب والصحفي العراقي ( علي الحمداني ) إن الاوضاع المتردية التي يشهدها العراق منذ الاحتلال الغاشم الذي قادته الادارة الامريكية في آذار عام 2003 تحت ذرائع واهية وادعاءات زائفة تسير من سيء الى اسوأ .
وأعرب ( الحمداني ) في حوار اجراه معه مراسل الهيئة نت في العاصمة الاردنية عمان ( جاسم الشمري) عن ثقته بان المقاومة العراقية ستواصل جهادها وعملياتها البطولية ضد قوات الاحتلال الامريكية حتى تحرير ارض العراق الطاهرة من رجس المحتلين الغزاة وطرد عملائه الاذلاء الذين تسلطوا على رقاب العراقيين زورا وبهتانا .. موضحا ان الادارة الامريكية فشلت في تحقيق مشروعها الخبيث في هذا البلد الجريح بالرغم من نجاحها في احتلاله عسكريا.
وفي ما يأتي نص الحوار :
الهيئة نت: اليوم ونحن في السنة التاسعة للاحتلال، كيف تنظرون الى الساحة العراقية؟، وهل نجح المالكي في تحقيق الاستقرار في هذا البلد ؟
// الحمداني: كل المحللين السياسيين يجمعون على ان الساحة العراقية ومنذ بدء الاحتلال الغاشم عام 2003 تسير من سيء الى أسوأ، وليس رأي شخص مثلي يعارض الاحتلال وحكوماته المتعاقية وذلك لان الاوضاع الامنية التي يعيشها العراق لا تزال في قمة الإضطراب والفوضى فالاوضاع المعاشية والخدمية للمواطن العراقي في تراجع مضطرد، كما أن الوضع السياسي الداخلي والخارجي لا يحسد عليه، فحكومة المالكي الحالية لم يكتمل تشكيلها رغم مرور عدة اشهر على تسلمه رئاستها، ما يؤكد فشل المالكي في تحقيق إستقرار العراق .

الهيئة نت: هل نجح المشروع الأمريكي في العراق؟
// الحمداني : لقد نجح المشروع الأمريكي في جانبه العسكري من خلال احتلال العراق ، لكنه فشل في تحقيق الاهداف التي خططت لها لما بعد هذا الاحتلال السافر، وان المتابع للسياسة الأمريكية على مدى نصف قرن، يرى أنها تكرر نفس الأخطاء التي ارتكبتها إداراتها منذ ستينات القرن الماضي وحتى الآن ، فما تكاد تخرج من مستنقع حتى تدخل آخر ابتداء من فيتنام مرورا بكمبوديا والصومال وأفغانستان وانتهاء بالعراق .

الهيئة نت: هل تظن أن أمريكا ستنسحب من العراق نهاية العام الحالي؟
// الحمداني : إذا ما تم أي نوع من الانسحاب فهو لا يعدو أن يكون انسحابا تكتيكيا وإعادة انتشار لقوات الاحتلال، لان أمريكا لن تتخلى عن مصالحها، وهناك حقيقة لابد من الاشارة اليها وهي أن القوات الأمريكية لاتزال في قواعدها العسكرية والجوية التي شيدتها منذ أكثر من ( 65 ) عاما في المانيا واليابان وإيطاليا وتركيا ، أي منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، وهذه الدول ذات أنظمة سياسية ديمقراطية مستقرة .. فهل يمكن ان تنسحب أمريكا من العراق بهذه البساطة ؟

الهيئة نت: برأيكم، هل التظاهرات التي يشهدها العراق منذ شباط الماضي ستؤتي أكلها ؟
// الحمداني : لاشك أنها ستؤثر بشكل إيجابي على الرغم من التحديات والصعوبات والتعقيدات التي تواجهها .

الهيئة نت: ما هي أسباب تأخر الثورة الشعبية في العراق ضد النظام الحالي بالرغم من انتشار الفساد والمحسوبية ؟ وما هي تداعيات الثورتين التونسية والمصرية على الشعب العراقي؟
// الحمداني : إبتداءا لا يمكن مقارنة أو تطبيق الثورات الشعبية التي حدثت في كل من تونس ومصر بالثورة العراقية لعدة أسباب، اهمها ان ألانظمة السياسية في تونس ومصر كانت منذ عقود تمارس سياسة خنق الحريات وسرقة المال العام ، وحين تفجرت تلك الإنتفاضات الشعبية تمكنت من أسقاط هذه الأنظمة الفاسدة بسرعة قياسية، وهذه الحالة لا تنطبق على العراق الذي يعيش تحت نير الاحتلال الامريكي والذي يدعم الحكومات الفاسدة التي شكلها في هذا البلد، كما يشهد العراق انقسامات طائفية ومذهبية وقومية ، حيث يسعي الاكراد الى الانفصال عن الوطن الأم وتتطلع الأحزاب الشيعية المدعومة من إيران الى اقامة ما تسمى الاقاليم في الجنوب، كما عشائر العراق منقسمة على نفسها وفقا للتطرف المذهبي ، وهناك شريحة كبيرة من بسطاء الناس في الشارع العراقي لازالت مغيبة ويشوب توجهاتها الكثير من الغموض .

الهيئة نت: كيف تقيمون أداء الحكومات المتعاقبة التي نصبها الاحتلال الأمريكي ؟
// الحمداني : أعتقد أننا أجبنا على ذلك ضمنيا وبصراحة ، كما أن صيغة السؤال تجيب على ذلك ، فهي حكومات نصبها الاحتلال الغاشم وليس لها أي أداء يذكر لخدمة الوطن والمواطن .

الهيئة نت: ما هو تقييمكم للدور العربي إزاء الواقع الذي يشهده العراق منذ عام 2003؟
// الحمداني : للاسف ان الدور العربي الرسمي ازاء ما يتعرض لها العراق منذ اكثر من ثماني سنوت سلبيا ، ولا أعتقد أنني أتجنى على الحكومات العربية عندما أقول أنها لا تمتلك حرية القرار السياسي في ما يتعلق بالعراق لأسباب لا تخفى على أحد .

الهيئة نت: ماذا تقول لمن يدّعي بإن المقاومة العراقية قد انتهت ولاسيما بعد الانتخابات الأخيرة التي جرت في العام الماضي ؟
// الحمداني : كلا .. ليس هناك شيء يسمى انتهاء المقاومة لا في العراق ولا في كل البلدان المحتلة ، وهذه هي سنة الحياة عِبَر التاريخ، فالمقاومة قد تتعرض لانتكاسات او تمر بفترات ضعف واختناقات لأسباب عديدة، لكنها لن تنتهي ابدا، وما نتمناه للمقاومة العراقية أن تعمل على توحيد صفوفها وان تواصل طريقها والتغلب على كل الأزمات التي تواجهها، وان تستمر في تنفيذ عملياتها النوعية ضد قوات الاحتلال الغازية، وانا على يقين بان التعتيم الإعلامي على الجهود التي تبذلها المقاومة العراقية في مقارعة الاحتلال لن بقت في عضدها او ينال من دورها الوطني الذي يشهد له القاصي والداني.

الهيئة نت: برأيكم ما هو مستقبل العراق، وهل تعتقد انه يسير ـ لا قدر الله ـ إلى حرب أهلية؟ وما هو الحل الأمثل للخروج بهذا البلد إلى بر الأمان؟
// الحمداني : لا أعتقد أن العراق سيشهد حرب أهلية، ولو كان ذلك واردا لحصل منذ سنوات لا سيما بعد أن لعبت الأصابع الخفية أدوارا قذرة لتحقيق هذا الهدف، ومن بين تلك الادوار على سبيل المثال تفجير قمة الإمامين العسكريين في مدينة سامراء، ان الوضع الآن أصبح مختلفا عما كان عليه قبل بضع سنوات .
أن مستقبل العراق والحل الأمثل لخروجه إلى بر الأمان يكمن في إسقاط الحكم المشوه القائم الان وعدم الاعتماد على السياسيين الذين جاءوا مع قوات الاحتلال، لانهم يحملون نفس الأجندة ويعملون على تنفيذ مخططات الاحتلال البغيض وتحقيق مصالحهم الذاتية .

الهيئة نت: كيف تنظرون الى التدخل الإيراني السافر في شؤون العراق الداخلية؟
/ الحمداني : ان النظام الايراني الحاقد على الشعب العراقي منذ قرون، وجد الطريق ممهدا له في ظل التحالف والتعاون السري مع امريكا قبل الاحتلال الذي قادته الادارة الامريكية ضد العراق، كما ان ولاء الحكومات المتعاقبة التي نصبها الاحتلال لإيران ساهمت بشكل كبير في تسهيل تدخله وتمدده في العراق .

الهيئة نت: ماذا تهدف الكويت من بناء ميناء مبارك الذي سيخنق المنفذ المائي الوحيد للعراق؟
/ الحمداني : تسعى الكويت إلى تحقيق مكاسب على حساب العراق أرضا وشعبا وثروات، وما تقوم به الكويت الان يذكرنا بالتدخل الإيراني فكلاهما ما كانا يحدثا لولا تشجيع الولايات المتحدة غير المعلن بهدف إبقاء حالة الفوضى السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي يشهدها العراق منذ ابتلائه بالاحتلال المقيت .

الهيئة نت: كيف تقيمون الأداء السياسي لهيئة علماء المسلمين في العراق؟
// الحمداني : أعتقد أن الهيئة تؤدي مهامها السياسية بشكل دؤوب ضمن الإمكانات المتاحة، امتثالا لقوله تعالى (( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون )) .

يشار الى ان الكاتب والصحفي العراقي ( علي الحمداني ) المقيم خارج العراق منذ ثلاثة عقود، حاصل على شهادة البكلوريوس في الاقتصاد وشهادة الماجستير في إدارة العلاقات العامة ، وعمل في الصحافة العراقية، كما كتب مقالات في الحقول الاقتصادية والإدارية في عدد من الصحف العربية، واعتزل العمل الوظيفي بدرجة مدير عام بعد احتلال العراق عام 2003 ليتفرغ للأعمال الحرة .

No comments:

Post a Comment