Friday 18 May 2012

المــؤامرة



 
على مدى ثمان سنوات من عمر المؤامرة الكبرى على العراق بشكل خاص والمنطقة العربية بشكل عام والتي بدأت باحتلال العراق بالقوة العسكرية الهائلة والخيانات الداخلية والإقليمية عام 2003 .. ونحن ندرس ونراقب ونكتب ونحلل الأحداث المتتالية بالسنوات والأشهر حتى وصلنا الى مرحلة التقييم اليومي لا بل المتغيرات التي تطرأ بالساعات ، مما لم يدع أي مجال لشكوك مِن أن مايجري هو خطة محكمة التخطيط ، مرتّبة التنفيذ ، واضحة ومعروفة الهدف ذات سقف زمني محدد وأدوار موزعة بشكل دقيق بين كافة أطراف التآمر سواء من السياسيين العراقيين الجدد داخل العراق وخارجه من كافة المذاهب والأعراق والأديان أو من دول المنطقة ، عربية كانت أم غير عربية .

الكثير منّا وقع ضحية التضليل الإعلامي الذي واكب كل خطوة على مدى هذه السنوات ، فبدأنا نكتب بشكل خاص عن الأحزاب الطائفية الشيعية المدعومة من إيران والتي إستحوذت على مقاليد السلطة في العراق المحتل . عن أميركا واسرائيل وحلفائهما ، عن دول الجوار الإقليمي وتصدير الإرهاب الذي جعلنا نتصور أن ما يجري في العراق هو فقط عبارة عن ساحة معركة بين هذه الأطراف أفرزت لنا حالات الفوضى والدمار .

كل ذلك صحيح لاشك فيه ، وكله قد ساهم بشكل أو بآخر في خيوط المؤامرة .. ولكن ذلك كله أيضا ليس بالمطلق .

المؤامرة لايمكن لها أن تتبلور وفق الخطة المرسومة لها إذا مااعتمدت فقط على ماتم ذكره لتصل الى المرحلة التي وصلت اليها اليوم .. وقد تم إحتساب ذلك بدقة في مرحلة الإعداد لها والتي استمرت لسنوات طويلة قبل آذار 2003 . وتم إعداد ( الخلطة ) بشكل دقيق لكي تشمل  إضافة الى عناصرها الرئيسية ، شيعة النظام الإيراني والقيادات الكردية الإنفصالية ، كافة المكونات الأخرى بشكلها الظاهري متمثلة في واقع الحال من عناصر خيانية وعميلة في الداخل والخارج بما في ذلك بعض مَن كانوا محسوبين على حزب البعث الحالكم على سبيل المثال .. بكلمة أخرى ضمت الخلطة سياسيين علمانيين وقوميين ومن الخط الإسلامي من السنّة والأحزاب الإسلامية السنيّة  ومن المحسوبين على الخط الوطني .. من شيوعيين ودعاة تحرر وتقدمية ، من عرب وقوميات أخرى ، من مسلمين ومسيحيين ، من منشقين عن النظام السابق وممن كانوا من المنتفعين منه أيضا ..!
خلطة عجيبة لعبت دورها مع رؤوس التآمر الدولية قبل الإحتلال وبعده بوجهي العملة الواحدة . عميلة تنفذ دورها قبل الإحتلال .. وعميلة تنفذ دوراً مغايرا بعد الإحتلال فانساق وراء بعضها مع الأسف بعض من شعروا أن حقوقهم قد غمطت وأعني تحديدا العرب السنّة ، وأيد بعضها الآخر في العملية الإنتخابية أحزاب سياسية لها وزنها بما تصوروا أنه عملية تكتيكية لضرب الأحزاب الطائفية .. !
لقد نسي الجميع أن شخوص هؤلاء وجميعهم بدون إستثناء قد دخلوا مع المحتل الى العراق وتناوبوا على لعب أدوارهم التدميرية إبتداءا بالعربي السني العشائري غازي الياور وانتهاءا بالعربي الشيعي العلماني أياد علاوي ..! وبين ذلك كثير من مختلف الألوان والأطياف ممن سنأتي على ذكرهم ، سواء إنتهى المطاف بهم في كراسي السلطة أو لازالوا يلعلعون بتصريحاتهم على الفضائيات أو يكتبون منظرين ومحللين على المواقع الصحفية وصفحات الجرائد والمجلات المشبوهة أصلا ..!

الغريب حقا ، وقبل أن ننشر الغسيل القذر لهؤلاء العملاء ، أنهم ومنذ ثمان سنوات يتكلمون عن عراق موحد ، وينبذون ويشجبون دعاوى الإنفصال التي تتبناها الأحزاب الطائفية الشيعية والحزبين الكرديين الإنفصاليين .. !!
ثم فجأة وفي ظل الحكومة الجديدة لنوري المالكي والتي ساهموا في تثبيتها وساهموا بالعمل تحت مظلتها ، بدأوا هم بالتبشير وعلى إستحياء ، ربما كبداية في هذه المرحلة على الأقل ، بدعوات إنفصالية على غرار إقليم الأنبار ، أو صلاح الدين ونينوى .. كما يفعل  عدنان الدليمي وصالح المطلك أو اسامة النجيفي الذي بدأ يسوّق نفسه للداخل والخارج كرئيس (لجمهورية ) السنّة العرب في العراق ( المحرر ) !!!

هؤلاء سنتناولهم الواحد تلو الآخر بالأسماء وبالتفصيل .. ولن ننسى مَن هم في صف الإعلام السياسي كبعض محطات التلفزة الفضائية وأدبياتها الجديدة التي بدأت بطرحها .. والكتّاب والصحفيين ممن لازالوا يستغفلون الشارع العراقي بمقالاتهم النارية متناسين ماضيهم ومواقفهم المشينة ، لا بل حاضرهم الذي هو أمرّلا وأخزى ..!
كل ذلك يأتي في وقت بدأت فيه خيوط المؤامرة تتوضح على المستوى العربي والإقليمي وتنفذ بالنيابة عن أميركا وإسرائيل وبداياتها مع زيارة عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية (التاريخية) والتي ستعقبها زيارات أخرى له كما قال لنا ، وزيارة أمير دولة الكويت (الشقيقة) الى بغداد ..!!
وبالأحضان ياحكومة المالكي !!!

والى المقال القادم .. وانتظري أيتها الوجوه الغَبرة ، التي ترهقها قَتَرة .. ( أولئك هم الكَفَرة الفَجَرَة )

11/1/11
       

No comments:

Post a Comment