Friday 18 May 2012

أحزاب ( التسييس الإسلامي ) وفتحها أبواب بلداننا أمام الأعداء




قبل أن يفتح البعض النار عليّ وهو يقرأ عنوان هذا الموضوع .. أود أن أقول له كلمة صادقة يعلمها الله تعالى وأشهده عليها ، وهي أنني لست علمانياً بالمفهوم الذي يتم فيه تسويقه هذه الأيام ، ولست ملحداً ولم أكن يوماً كذلك ، وأنني أنام على ذكر الله وأصحى عليه وأمارسه في يومي وليلي ولكنني :

لاأنتمي ولاأؤمن بشيئ إسمه (حزب إسلامي)  ومن أي لون كان ولاأقف ضمن تنظيم حزبي آخر ..
لم ولن أكن ظهيراً لهم ليس من باب التعصب أو الكراهية كما قد يتصور البعض ، وإنما كمحصلة للتجارب على مدى أكثر من نصف قرن في عالمنا العربي والإسلامي .
والأكثر مِن ذلك .. أنني أرى فيهم مصيبة المصائب التي حلت بالدين الإسلامي تاريخياً من جهة ، ومفتاح مصائب مايحل بنا الآن من جهة ثانية .
وفوق كل ذلك .. أنه ليس هناك في العقيدة والشرع والفقه والفلسفة الإسلامية مايسمى حزب إسلامي بمفهوم الأحزاب السياسية كما هو حالها وصيغ عملها وممارساتها الآن ..
ومِن هنا أبدأ :

تعريف الحزب السياسي وكما هو معروف في العلوم السياسية ، هو عبارة عن تجمع تنظيمي لأناس يحملون فكراً وآيديولوجية معينة ومحددة ولديهم منهاج عمل لتحقيق ذلك ، وعادة مايكون التنظيم هرمياً يبدأ بقاعدة منفّذة وينتهي بقيادة أو رئيس يتولى التخطيط تنزل منه اليهم وتنفذ من خلالهم تعليمات العمل التنظيمي وفق آيديولوجية التنظيم أو  وفقاً للمستجدات في ساحة عمل الحزب . للحزب عادة خلايا ومراتب تنظيمية تختلف بإختلاف الأحزاب كما أن له حتماً مصادره التمويلية خصوصاً عندما يعمل خارج نطاق السلطة الحكومية ، أي عند عدم هيمنته على الحكم ليقوم حينئذ بتسخير مصادر الدولة التي يحكمها لتحقيق سياسته وأهدافه .

هذا هو مفهوم الحزب السياسي بشكل عام .. أما الآيديولوجية والهدف فمن الطبيعي أنها تختلف بين حزب وآخر وقد تتقاطع فيما بينها أو قد تتفق في بعض الجزئيات ..
التقاطع مصدره العقيدة والمنهاج ، والإتفاق في الجزئيات بسبب هدف الوصول للإمساك بالسلطة السياسية من خلال قيام التحالفات أو الجبهات التي غالباً ماتكون مرحلية لأنها تقوم على المصلحة الذاتية في حين يبقى جوهر الهدف متباعداً في كل الأحوال .
فالأممية لاتلتقي بالقومية ولا الدينية ، والقومية لاتتفق والدينية ، والدينية قد تبتعد عن مفهوم الوطن الواحد وكذا تفعل القومية وأيضاً الأممية ، ولكن برغم ذلك فهناك إختلاف جوهري بين الجميع بسبب العقيدة والفكر والمنهاج .. والجميع مابين ليبرالية أو كلاسيكية تقليدية أو ديكتاتورية يختلفون على سبيل المثال في وجهات نظرهم للديموقراطية ومفاهيمها ، فهناك من يؤمن بها ككل ، وهناك من يؤمن بها جزئياً ، وهناك من يكفر بها ويعتبرها بضاعة مستوردة لاتتفق وعقيدتهم ، وهناك من يتخذها تكتيكاً مرحلياً للوصول الى الهدف ، بل أن هناك حتى مَن يرفع شعار الديمقراطية ويطلقها كتسمية على حزبه .. ولكن من دون تطبيق حتى بالحد الأدنى .

هذا المفهوم العام للأحزاب السياسية يكاد يكون واحداً سواء في منطقتنا العربية والعالم الثالث أو في دول العالم الأخرى الأكثر تطبيقاً للمنهج الديموقراطي ، مع فارق رئيسي مهم ، وهو مايتعلق بالمنافسة للوصول الى السلطة .. فبينما تعتمد بعض الدول النهج الإعلامي وأساليب الدعاية وأحياناً التطرف في إستخدامها لفضح ممارسات معينة أو غير قانونية لحزب منافس من قبل حزب آخر بغية تعريته وإضعاف موقفه أمام الرأي العام .. نرى الموقف في عالمنا العربي على سبيل المثال مختلف تماماً فيما يتعلق بهذه الناحية ، حيث تلعب الأحزاب ضمن خيارين رئيسيين ، إما الإستحواذ على السلطة بالقوة عن طريق الإنقلابات العسكرية أو بدعم من إحتلال أجنبي ، وعند اللجوء الى الخيار الثاني وهو إستخدام الناحية الإعلامية أيضاً والمظهر المتحضر في إستخدامها كما يحاولون إظهاره ، سرعان ماينتقل الى معارك دونكيشوتية على أجهزة الإعلام ، وليته يقف عند هذا الحد .. بل يتحول الى إستخدام السلاح والعنف والمواجهات القائمة على الصراع الدموي والهدم في سبيل الوصول الى الكرسي .. وخلال هذه العملية يكون الحزب الذي في السلطة بالطبع ، أي موقع القوة قد إستخدم كافة وسائله إبتداءاً من سرقة المال العام لمصلحته ، الى رمي معارضيه في غياهب السجون أو تصفيتهم ، كل ذلك من أجل ضمان بقائه ( ديموقراطياً ) .. وكأنني بالجميع يعمل  هنا وفق قاعدة ( الغاية تبرر الواسطة ) !!

وبالعودة الى مايسمى الأحزاب ( الإسلامية ) ، نرى أنها ومن خلال ممارساتها لاتكاد تخرج عن الأطر التي قدمنا لها إلا بالتسمية فقط .. ولكنها في نهاية المطاف تبقى أحزاب ذات صبغة سياسية حتى لو تبنت مناهج إسلامية ، وحتى لو كانت قواعدها مؤمنة بسمو الهدف .. فغيرها أيضاً يتبنى مناهج يؤمن بها تماماً .. كأن تكون أممية أو ليبرالية أو قومية أو حتى فاشستية أو عنصرية شوفينية 
هذا ماأود أن أتطرق اليه من منطلقين : الأول وهو الإسلام ، والثاني تجربة الأحزاب الإسلامية في الدول العربية والإسلامية وتعارضها الواضح مع الإسلام مما أدى الى نتائج كارثية صبت في خدمة مصالح الدول الكبرى التي تعمل على الهيمنة على السياسة العالمية ومقدرات الدول الصغيرة .

الإسلام كدين سماوي تضمن أسس دينية تدخل ضمن الشرع والفقه تم تحديدها وتنظيمها بالقرآن الكريم وبالأحاديث النبوية الشريفة .. وكمنهاج عمل وتطبيق تضمن أسس ومفردات هذا العمل بكل جزئياتها وبذلك أصبح منهاج حياة متكامل لمن يريد الإيمان به وتطبيقه بشكله الصحيح ، ولكن ..! السؤال المهم الذي يطرح هنا هو هل أن تأسيس أحزاب إسلامية سوف يبقي على النقاوة الدينية دون أن يشوبها مايعكرها كأي حزب سياسي آخر يعمل ضمن أفكار قائد الحزب أو رئيسه أو مَن يقف وراءه ..؟ ومَن يستطيع أن يضمن ذلك أو أن يثبت لنا العكس ..؟ ناهيك عن الممارسات من هذا النوع والتي عرفناها بالتجربة وعلى مدى عقود من الزمن ..!

عندما قرر حاخامات وزعماء اليهود في العالم تأسيس حزب يهودي تم تصويره لليهود على أنه  ينبع من أصول  وتعاليم اليهودية ويعمل مِن أجلها ومن أجل خلاصهم ، كان أن ولدت بسبب ذلك الحركة الصهيونية وتلاشى ماتبقى من التوراة ليتحول الى تلمود خطّه بعناية وذكاء وتوجيه مقصود حكماء صهيون .. ومع ذلك نجد اليوم أن بعض اليهود المتدينين في العالم سواء كانوا أفراداً أو تكتلات وحتى بعض الحاخامات نراهم يقفون ضد الصهيونية ، في وقت نجد أن هناك مَن ينتمي الى الصهيونية وهو ليس يهودياً . إنها إذن السياسة وألاعيبها القذرة تركب الموجة الدينية ..!

لو أردنا أن نأخذ هذا المثال ونطبقه ـ مع الفارق بالطبع ـ على الأحزاب الإسلامية الحالية وبمسمياتها المختلفة ، سوف نقع في نفس الهوة التي خلّفها التسييس الديني في أي دين آخر إبتداءاً من هيمنة الكنيسة على أوربا في القرون الوسطى والحروب الصليبية وزرع الخرافات في عقول العامة من أجل مصالح الكبار الى الحركة الصهيونية ولعبها الدور الأكبر في الحرب العالمية الأولى ثم الثانية ثم إغتصاب فلسطين وما تلى ذلك ..  والأمثلة كثيرة وملموسة في عالمنا العربي والإسلامي ، كما أن نتائجها السلبية قد بدأنا بحصادها منذ زمن ، وأصبح الواقع المر لهذه الأحزاب وممارساتها يفرض نفسه علينا ويكرس الإبتعاد عن جوهر الإسلام من أجل عيون السياسة .. وهو المطلوب وغاية مايسعى اليه أعداء الأمة ومَن يحاول أن يقول غير ذلك فقد كفر إن لم يحل دمه ..!

عندما تتصارع المصالح السياسية تسقط المُثل والمبادئ الدينية وتتشوه الصورة :

لو أننا أردنا أن نلقي نظرة سريعة على خارطة الأحزاب الدينية الإسلامية اليوم فسوف نجد بالإضافة الى الكم الهائل منها ، الحقائق التالية :
ـ  خُلقت من نطفة التطرف وحُملت في رحم مصالح سياسية تحت مسميات الإصلاح وولدت على أيدي نُظم سياسية مشبوهة أوتيارات إسلامية محدثة بمسمياتها المختلفة .
ـ  تمت تربيتها ورعايتها وبعد أن رضعت مِن أموال البترول وأموال المرجعيات الدينية واشتد عودها على طريق الصراع السياسي بعد أن أُحسنَ تغليفها بالدين وشعارات العمل من أجله .
ـ  إنتقل صراع الأدبيات الدينية الى ساحة الصراع المسلح واستباح بعضها دم البعض الآخر .
ـ  وكنتيجة لذلك وما آل اليه وضع هذه الأحزاب ، فقد فُتح الباب على مصراعيه لتبني القوى السياسية الكبرى المخفية والعلنية لهذه الجماعة الدينية أو تلك في تحقيق أهدافها السياسية في هذا الجزء من العالم أو ذاك .. والأمثلة كثيرة وتمتد من المغرب غرباَ وحتى أفغانستان والشرق الأقصى شرقاً حيث قاتلت الأحزاب ( الإسلامية ) ولا زالت تقاتل في بعض الدول بالنيابة عن الدول الكبرى ، أو تقاتل بعضها البعض في دول أخرى ، أو ترفع السلاح ضد حكومات بلادها بحجة خروج حكامها عن الدين .. وهكذا .
ـ  وكنتيجة أبعد من تلك عملت تلك القوى الكبرى ، وبيد هذه الأحزاب نفسها ، وبعد أن أكملت مهمتها الأولى بنجاح ، على ضرب الإسلام بكل مايمثله من جوانب روحية وقيم ومبادئ وتشريع وفقه وتكامل ، فكان أن تحول بفضل هذه الأحزاب ( عالمياً ) الى ( دين الإرهاب ) فأصبح الخاصرة الضعيفة التي نفذ منها الإعلام المعادي وقد تهيأ جيداً لإتمام عملية الإجهاز على ماتبقى .
ـ  ثم جاء دور الممارسات الخاطئة والمتناقضة مع الإسلام والتي تبنتها هذه الأحزاب مستندة في ذلك الى فتاوى تيارات محدثة ودخيلة ، أو فتاوى صادرة من مراجع دينية وما يسمى ( علماء ) دين هذه الممارسات كانت الفتيل الذي تم إشعاله ولم يعد بالإمكان إطفائه .. وكان لها الفضل الكبير في شق الصف الإسلامي وبسبب التسييس الديني من خلال أحزاب إسلامية .
ـ  بدأت أجهزة إعلامنا عن قصد أو عن غباء إستخدام مصطلحات غريبة ، لو نظرنا الى أسبابها لرأينا أنها نبعت أيضاً من تلك الأحزاب .. على سبيل المثال أصبح فلاناً من الناس أو التيار الفلاني يُعرّف لنا على أنه شخص إسلامي أو تيار إسلامي .. وهذا فعلاً إصطلاح غريب ومدسوس إذ الأصل أن تكون التسمية مسلماً وليس إسلامياً ، على وزن شيوعياً أو بعثياً أو قومياً أو وطنياً .. وهكذا فاكتسبت الصفة لوناً سياسياً .. ولما لا ، إذا كان هناك مايسمى الحزب الإسلامي والجماعة الإسلامية ..!! 
ـ  لو إفترضنا ، ولو بنسبة واحد من مليون ، مع يقيني أن النسبة أعلى من ذلك بكثير ، أن رئيس الحزب الإسلامي الفلاني قد تم شراءوه وتوظيفه من قبل جهة معادية وعمل على تسيير سياسة حزبه بشكل أو بآخر ضمن ( عقد ) العمل هذا .. فماذا سيعني ذلك ..؟
يعني أن القواعد الحزبية ستعمل وفق أجندة خارجية وبشكل مضلل وبدون علمها فأصبح مثلهم مثل ( ويحسبون أنهم يحسنون صنعاً ) . وهنا مكمن الخطورة في تبني سياسة حزبية من أجل الإسلام .
وهذا في واقع الحال مايحدث اليوم بدون أدنى شك وتحت يافطات التقويم والدعوة والجهاد والخلافة والى آخر القائمة .. والأمة في حقيقة الأمر يتم إبعادها عن كل ذلك يوماً بعد آخر وتحسب في المنظور المحلي والدولي وبمجملها على مجموعات وتنظيمات التخلف والإرهاب والعنف .. فتكون هذه الأحزاب ( الإسلامية ) من حيث تدري أو لاتدري قد قدمت لأعداء الإسلام هدية ثمينة على طبق من ذهب ( وهم لايشعرون ) ..!!
ـ  ماوصلنا اليه اليوم بعد عشرات المؤتمرات الإسلامية الفاشلة ومنظمة المؤتمر الإسلامي على الرغم من ضعف هذه أصلاً وعدم فاعليتها .. وصلنا الى مؤتمرات حوار (المذاهب الإسلامية ) كما هو حال مؤتمر الدوحة / قطر مؤخراً . ولا أدري ماذا يهدف المؤتمر والى ماذا يريد أن يصل .؟ ومَن ياترى سيأخذ بتوصياته ويلتزم بها والمذاهب الإسلامية تدار من قبل الأحزاب الإسلامية ..؟؟
قناة فضائية ( إسلامية ) الصبغة ، معروفة ٌمصادر تمويلها البترولية ، وفي نفس التوقيت ، تدير حوارات مذهبية تصب من خلالها الزيت على النار قطرة فقطرة بشكل (حنون) وبأسى مفتعل من قبل مالك القناة ومقدم هذه البرامج الحوارية ..!!
آية الله تسخيري رئيس وفد إيران الى ذلك المؤتمر القطري يصر على أنه لايعرف ماذا يقصد بمرقد أبو لؤلؤة فيروز في إيران ومّن هو ..! وينسى عيد فرحة الزهره وزيارة ذلك المرقد الرمزي المسخ ..! وهذا يحدث في مؤتمر تقريب بين المذاهب ( كذا ) ، وآية الله هذا عالم دين يفترض به أن لايكذب حتى سراً ، فإذا به يكذب على الله والناس علناً وفي مؤتمر ..!!
واحد يضحك على الآخر .. وتضحك علينا بعد ذلك الأمم ..!!
ـ  ممارسات الرذيلة واللاأخلاقية بإسم الإسلام بل وبفتاوى من معمميه ممن يفترض أنهم العلماء و(أئمة يهدون بالحق ) . وقبل أن أسوق الأمثلة على ذلك ، أرى مع الأسف أن معظم هؤلاء إضافة الى كونهم مراجع في مذاهبهم وتياراتهم وفرقهم ، فإنهم يرأسون أحزاباً إسلامية أو مراكز سياسية مهمة وأنهم يعملون ضمن أطر هذه الأحزاب والكتل في آخر المطاف ..
عالم دين يفتي بتفخيذ الرضيعة !
ومرجع آخر يحلل المتعة !
وإمام يذهب الى أبعد من ذلك فيقول أن المتعة ( الجماعية ) بأجر سبعين ضعفاً عند الله ( سبحانه جلا وعلا عن ذلك علواً كبيرا )
رجل دين مهم يفتي ويبيح مايسمى المسيار أو زواج المسيار !
كل ذلك تتناقله فضائيات العرب والإسلام وتدير من أجله ندوات حوارية .. يعني نشر فضائحنا على الهواء ..!!
ثم يعودون ليقولون لنا أن الحجاب فريضة .. وبعضهم من هذه الأحزاب في العراق ذهب الى حد أجبار طالبات مسيحيات في جامعة الموصل وبالسلاح والإرهاب على إرتدائه !! 
نعم هو فريضة شرعية في الإسلام .. ولكن أسألكم بالله هل من بعد كشف العورة بالمتعة أو المسيار يفيد غطاء الرأس بشيئ ؟؟!!
ـ  بعد هذا العرض لاأظن أنني بحاجة الى الدخول في تفاصيل تسميات الأحزاب ( الإسلامية ) وقد أصبحت معروفة للجميع وهي بالعشرات ماشاء الله !! منذ التحرير والإخوان في الأربعينات والخمسينات من القرن العشرين الى القاعدة وحزب الله وحزب الدعوة طبعة القرن الحادي والعشرين ..!! .. ولايخفى أيضاً كيف أنها غدت أوراق لعب رئيسية في أيدي لاعبي السياسة الكبار من حكام ومنظّرين لدرجة المساومة وعقد الإتفاقيات تحت الطاولة .
وأنا أكتب ذلك تتناقل الأخبار خبر إعتقال زعيم جماعة ( جند الله ) عبد الملك ريغي .. فبينما تقول طهران أنها أجبرت طائرته القادمة من فيرغيزستان والمتوجهة الى دبي على الهبوط في مطار بندر عباس الإيراني وإعتقاله ، وأنه كان في قاعدة أمريكية قبل أربع وعشرين ساعة .. تقول المخابرات الباكستانية أي ( اسي آي أي )  أنها قد إعتقلته وسلمته الى إيران قبل أسبوع ..!! .. مساومات ، وإتفاقات ، ولعب بالعقول وتضليل .. وعند أميركا الخبر اليقين .. فما هي ياترى الصفقة التي تكمن وراء ذلك والمتعلقة بالعراق أو أفغانستان أو بكليهما ( !!! ) ..؟

نقتل بعضنا بعضاً بواسطة أحزابنا وبإسم الإسلام .. وحكامنا وولاة أمورنا وعلماء ورجال ديننا مع الأسف يُبقون على أبواب بلادنا مشرّعة لدخول الأجنبي ..!
وقبل أن تسألوا إسرائيل ، إسألوا ياأهل العراق إيران والسعودية والكويت وقطر ..
وتريدوننا بعد ذلك أن نسكت ونترك الأحزاب المتأسلمة والحكومات الحاكمة بإسم الإسلام لكي نسلّم لها عقولنا ورقابنا ..؟!

حين بدأت هذا المقال كان كل تفكيري منصباً على الأحزاب الإسلامية بشكل عام أين ماوجدت ومهما كان لونها ومذهبها ، وقد لاحظتم ذلك قطعاً .. أما وأني أذكر العراق وأهل العراق ونحن على أبواب إنتخابات قريبة .. فإن الكلام يكاد أن يخرج من حنجرتي صياحاً وليس سطوراً على ورق :

إياكم .. ثم إياكم .. أن تنتخبوا حزباً ( إسلامياً ) شيعياً كان أم سنياً ..
لقد آن الأوان لكي تتحدوا وتتحدوا لكي تنتخبوا على الرغم مما يلوح في الأفق من عمليات لعب وتزوير ..!
لقد آن الأوان لكي نقول : كفى !!
21/02/10

   

No comments:

Post a Comment