Thursday 17 May 2012

الولي الفقيه : الديمقراطية الدينية والعناية الإلهية ! فماذا عن زيارة سفيركم لوزير الخارجية البريطانية ..؟ هل هناك صفقة شرعية ..؟




خطبة الجمعة الرئيسية في طهران ( نماز جمعة ) 19 / 6   ، يلقيها المرشد الأعلى علي خامنئي بدلاً من هاشمي رفسنجاني كما جرت العادة !
خطبة الجمعة هذه ألقيت من جامعة طهران للمرة الأولى ..!
لم نسمع أي تعليق أو تعقيب على الإنتخابات والإنتفاضة الشعبية إحتجاجاً على نتائجها لامن قبل هاشمي رفسنجاني ولا من قبل محمد خاتمي ، حتى عندما تم إعتقال إبراهيم يزدي أول رئيس وزراء للخميني وهو راقد في المستشفى في طهران ..!!
الصبي المدلل محمود أحمدي نجاد .. بقي هو الآخر ساكتاً على استحياء ..!!
خطبة خامنئي ( الولي الفقيه ) .. و( المعصوم ) .. تضمنت عبارات تجدر الإشارة اليها ، حتى ولو بدون تعليق ، لأنها تتكلم عن نفسها وما يعرفه صاحبها مما لانعرف في الوقت الحاضر على الأقل من ذلك مثلاً :  أن سفير إيران في لندن قام قبل يومين من هذه الخطبة العصماء بزيارة لوزير الخارجية البريطاني وبناء على طلب من السفير .. فماذا حمل معه ياترى ..؟ هل هناك صفقة تجارة سياسية من جديد من قبل القادة الإيرانيين المعروفين بشطارتهم التجارية ودهائهم السياسي ، أم أن الوضع السياسي في المنطقة لايحتمل هذه المرة صفقات جديدة كما حدث في السابق ..؟
ثم بعد خطبة خامنئي .. إستدعت الخارجية البريطانية السفير الإيراني للإحتجاج على ماورد في الخطبة من إتهامات ومهاجمة لبريطانيا ..!!
فهل أن ذلك يمثل الحقيقة ، أم نصف الحقيقة .. أم أنه عملية ذر رماد في عيون الرأي العام الغربي والإقليمي العربي ..؟
عندما سمعت خامنئي يهاجم الغرب الأوربي ، ويصف بريطانيا ( بالشيطان ) .. !
إستعذت بالله من الشيطان الرجيم ، وقلت هل يعيد التاريخ نفسه ، وهل دخلت العمائم الفارسية في صفقة مع أوربا وبريطانيا بالذات هذه المرة .. فقد حدثت فعلاً صفقة مماثلة قبل ثلاثة عقود مع الولايات المتحدة الأمريكية ، حدثت بعدما وصف سلفه  خميني أميركا ( بالشيطان الأكبر ) ...!!!
لقد قلت في مقال سابق قبل أسبوع ، أن نتائج الإنتخابات سوف تحسمها العمامة الكبيرة .. ليس الشارع الإيراني وليست صناديق الإقتراع ، وها هو خامنئي يحاول ان يحسمها.. ولكن ، هل سينجح هذه المرة ..؟  فإذا ما نجح وسكت بقية الساسة من متطرفين وإصلاحيين أيضاً ، فمعنى ذلك أن ثمن الصفقة دسم  وسوف يظهر عاجلاً في كل من العراق وأفغانستان بما يخدم السياسة الأمريكية والبريطانية .!
وإذا آل الوضع الى سد الأبواب في وجه صفقات التجارة السياسية هذه المرة .. فإن رياح تغيير من نوع ما بدأت تهب من جديد ..! هذا الموضوع في طريقه الى الحسم وقريباً كما يبدو .
إن أكثر المحللين السياسيين للوضع الإيراني وعلى مدى سنوات ، كانوا يميلون الى الرأي القائل ، أن حل الغلو الإيراني عندما يحين وقته فسيكون من الداخل وليس من الخارج كما حدث مع العراق
مهما يكن الأمر .. فالقضية المهمة والرئيسية ليست قدوم الإصلاحيين الى الحكم برئاسة مير موسوي ، أو إحتفاظ المتطرفين أو المحافظين كما يسمونهم بقيادة أحمدي نجاد برئاسة الحكومة لأن كلا الجناحين متطابقين تماماً في الآيديولوجية ، وما الإختلاف بينهما إلا هامشي وسطحي لايغير من الواقع شيئاً .
كلاهما يؤمن بولاية الفقيه كأساس للنظام السياسي في إيران
وكلاهما من تلاميذ مدرسة خميني وممن عملوا طوال ثلاث عقود وفق هذا النهج المتمثل في محاولات بسط النفوذ الفارسي في المنطقة وخلق القلاقل والإضطرابات فيها منذ أن كان موسوي رئيساً لوزراء خميني وقام بتوجيه أعمال الشغب المعروفة في الكعبة المشرفة ، وكل مافعله ويفعله نجاد منذ أن تم وضعه رئيساً للجمهورية بعد أن كان نكرة غير معروفة منذ أن بدأ حياته السياسية مع الطلاب في محاصرة السفارة الأمريكية في طهران وإحتجاز موظفيها كرهائن ، ودوره خلال السنوات الأربع الماضية فيما يتعلق بالعراق ودول الخليج ولبنان وغيرهم ..!
كلاهما يدخل تحت لائحة ( نظام الملالي ) ، فلا إصلاحي ولا محافظ  ولا ( بطيخ ) !!
الكلمة الفصل للرئيس الحقيقي للحكومة والجيش والأمن والسياسة الخارجية والسياسة الداخلية والسياسة الإقتصادية .. الولي الفقيه ، المرشد الأعلى علي خامنئي ..!!!
وأي صفقة يمكن أن تتم سوف تخرج من أدراج مكتبه .. ومَن يظن غير ذلك فهو واهم .
أما الغليان الشعبي الإيراني أو الإنتفاضة أو مايمكن أن تتحول اليه ، فماهو في الحقيقة إلا بركان إن تفجر فعلاً فسيكون على أيدي أبناء الشعب الإيراني من الطبقة المثقفة ومن التقدميين واليساريين وعموم الكادحين والمظلومين وهم المتضررين فعلاً من نظام متخلف ومتحجر كالنظام الإيراني . 
فتعالوا إذن نبحر بعد ماتقدم في كلمات الولي الفقيه ففيها من الدلالات مافيها :
ـ  الإنتخابات الإيرانية حققت أعلى نسب مشاركة في العالم 85 %  وتصويت 40 مليون شخص وأثبتت نجاح " الديمقراطية الدينية " !
( لا ، وانت الصادق ، ففي دول عالمنا العربي أرقام غينيس أعلى فقد بلغت 99,9 % !! في ظل الديمقراطيات الديكتاتورية )
ـ  محاولة التشكيك في نتائج الإنتخابات تهدف الى هز شرعية نظام الجمهورية الإسلامية !
( صدقت ، سماحة المرشد الأعلى ، وإلا فما هو دوركم ومنصبكم الأعلى والى أين سينتهي إذا لم يخضع الجميع لقراركم في فرز الأصوات !! )
ـ  المرشحين الأربعة هم أنصار النظام ، وأن المعركة لم تكن كما صورها الغرب بين أنصار النظام ومعارضيه .
( صدقت والله .. وقد قلنا ذلك قبل قليل ..!!)
ـ  حرية التعبير من مظاهر المجتمعات الديمقراطية .
( لقد كذبت والله .. فلماذا إذن سياسة القمع وضرب المتظاهرين بالرصاص ونزول المدرعات العسكرية الى الشوارع واعتقال أصحاب حرية التعبير .. لماذا .. ولماذا ..؟ )
ـ  الشباب أثبت أن الحيوية السياسية لاتزال حية ، مثلما كانت الحيوية في عهد الثورة .
( صدقت هذه المرة .. فهناك تشابه كبير بين 1979 , 2009 .. ولكن الشباب الذي حركتموه في 1979 وطائرة " إير فرانس " التابعة لإحدى دول الغرب ( الكافر ) تنقل خميني عبر أجواء أوربا وتركيا وفوق القواعد الأمريكية ( بسلام ) لتحط به في طهران الشاه .. هم غير الشباب الذين يهتفون في وجوهكم اليوم بالسقوط ! )
ـ  أنا أعرفهم ( أي المرشحين للرئاسة ) ، ولاأوافق على كافة آرائهم وتصرفاتهم . أرى البعض أنسب من الآخر لخدمة البلاد !
( صدقت أيضاً .. ولذلك أعلنت نتائج تصويت " 40 " مليون بعد ساعات فقط ، وكلها تصب في صالح ولدكم البار نجاد .. لماذا إذن الإنتخابات وأنت تعرف من هو الأصلح إبتداءاً ..؟
ولماذا تقول في موضع آخر من خطبتكم العصماء : أن الحكومة الحالية تعرضت لحالة من عدم الإنصاف في المناظرات .. أليس هذا تحيزاً من جانب سماحتكم لحكومة نجاد حتى قبل بدء التصويت عندما كانت تجري المناظرات ..؟؟ ثم تكرر ، ولاأدري هل ذلك نتيجة غباء أم إستغفال أم أنه من نتائج الديمقراطية الإسلامية ، في موضع آخر من الخطبة :
رأي رئيس الجمهورية الحالي هو أقرب لرأيي وأن إتهام النظام والمسؤولين بالفساد ليس صحيحاً .. فما هذا ( الخبط ) ياسماحة المرشد ..؟)
ـ  علينا أن نلتزم بنتائج الإنتخابات ولا نذهب الى الشوارع ..!
( سبحان الله .. ألم تقل قبل قليل أن حرية التعبير هي من مظاهر المجتمعات الديمقراطية .. أم هو خريف العمر ياترى ..؟؟ )
ـ  يقول عن الدول الغربية ، ويقصد طبعاً حكومات الدول الغربية .. ، : بعد نتائج الإنتخابات إرتبكوا وأدركوا أن عليهم أن يرضخوا لمواقف كثيرة في العديد من القضايا الهامة ..!
( من أجل ذلك سبق سماحتكم الحدث ، وقام سفيركم قبل الإنتخابات بالإجتماع بوزير خارجية (الشيطان) بريطانيا ..!!! )
ـ  عملاء الصهيونية قاموا بإحراق المباني والممتلكات العامة .
( ولكن ، قد نقل الينا ومن خلال بعض المواقع ، ومن خلال إحصاءات وإستطلاعات داخل إيران ، أن يهود إيران قد أعطوا صوتهم لمحمود أحمدي نجاد ..! الحقيقة ، ياسماحة المرشد ، أن الحرائق ما هي إلا ثورة الشباب الذي وصفتموه أنتم في خطابكم بالحيوية السياسية ..! ولاتنسى ، ياسماحة المرشد ، وقد كنت الذراع الأيمن لخميني ، دور الصهيونية وإسرائيل في فضيحة (إيران كونترا ) خلال حربكم مع العراق .. أم تراه مرة أخرى ، خريف العمر ..؟ )
ـ  وفي خطابه للغرب يقول : هل تؤمنون بحقوق الإنسان ؟ من الذي دمر أفغانستان ؟ ومن إحتل العراق ؟
( عجيب غريب أمر قضية ..!!! أليس هكذا نقول ؟ لماذا لاتسأل خاتمي وأبطحي ، أحدهما رئيس جمهورية سابق والآخر مدير مكتبه .. وقد أقريت بلسانك قبل قليل أن الجميع من أنصار النظام الإيراني وليسوا معارضيه ، لماذا لاتسألهم عن تصريحهم الشهير في كانون الثاني 2005 : على أميركا أن لاتنسى أنه لولا إيران لما إستطاعت أن تحتل أفغانستان أو العراق ..!!! وهل نسيت ، ولا نلومك على ذلك فاللعمر سلبياته ، تصريح هاشمي رفسنجاني : أن إحتلال العراق وأفغانستان قد خدم إيران كثيراً   )
ويمضي المرشد الأعلى ، الولي الفقيه ، المعصوم ، الفارسي ( الهاشمي العدناني اليعربي ) !! بهذا النهج الخطابي المتناقض والمهزوز ، كما تهتز اليوم أرض إيران تحت قدميه ،  ويعتقد أن صيحات ( الله أكبر ) مِن المُستَغفَلين والمغيبين ممن تجمعوا أمامه ، هو علامة النصر والتأييد الأكبر .. وتمضي الأحداث بغير مايقول .. وتأتي الرياح بغير مايشتهي ..
أم تراني كثير التفاؤل والصفقة الكبرى الجديدة في طريقها الى التنفيذ خصوصاً بعد أن غاصت أرجل الأمريكان والبريطانيين الى الركب في المستنقع العراقي والأفغاني .؟
الليالي في المخاض .. والمولود قادم .
22/06/09   

No comments:

Post a Comment