Friday 18 May 2012

المؤامـــرة الرباعية مقال من قسمين




ـ القسم الأول ـ

لم أكتب في الوضع العراقي والإنتخابات العراقية وما يمكن أن تفرزه الإنتخابات من تداعيات  وذلك منذ آخر مقال نشر لي في هذا الموضوع في 30 كانون الثاني / يناير الماضي ، حتى أنني أطلقت على المهزلة الإنتخابية وما سيصاحبها من تضليل وتآمر بإنها سلاح التدمير الشامل الحقيقي بيد قوى الإحتلال وعملائه ومؤيديه من دول الجوار الإقليمية ، وكانت قد سبقته سلسلة مقالات بدأتها في آب / أغسطس من العام الماضي 2009 ، ثم أعقبتها أربعة مواضيع في أيلول / سبتمبر ، تشرين الأول / أكتوبر ، تشرين الثاني / نوفمبر ، وكانون الثاني / يناير 2010 .

المواضيع كانت :

ـ  (جواد ونجاد وتعبيد طريق الخيانة بالبلدوزر الأمريكي) . نشر في 6 آب .

ـ  (قراءة في الأحداث السياسية وإستقراء للعام 2010 ) . نشر في 22 أيلول .

ـ  (أسلحة الدمار الشامل وأسلحة التفاهم الكامل والإنتخابات ( الديموقراطية ) أداة التنفيذ الفاعل). نشر
  في 3 تشرين الأول .

ـ  (بين الصراع الداخلي المفتعل والرغبة الأمريكية في تثبيت الواقع المّر تحت مسمى الإنتخابات
   العامة ) . نشر في 4 تشرين الثاني .

ـ  الإنتخابات العراقية .. حملات إنتخابية أم حملة إنتخاباتية . نشر في 20 كانون الثاني .

----------------

وصلتني رسائل من بعض الأصدقاء والقراء يتساءلون فيها عن سبب توقفي عن الكتابة في هذا الموضوع خصوصاً في فترة الحملات الإنتخابية وما تلاها منذ إعلان النتائج من أنشطة مشبوهة تثير ألف علامة إستفهام ..!!
كنت أجيبهم أنني لم أجد فيما يحدث وبشكل يومي خروجاً على تحليلي المتواضع ضمن ماكتبت وأنني بانتظار ما أطلقت عليه " رصاصة الرحمة " التي ستوجه الى رأس " المارقين " حسب المصطلح الأمريكي ، وهم هنا أولئك الذين غفلوا أو تغافلوا عن فهم أبعاد المخطط  الصهيوـ أمريكي في إحتلال العراق أصلاً مع أن بعضهم كان يعمل ويتآمر ويعقد الصفقات مع دول أجنبية ضمن مخطط إحتلال وطنه حتى قبل أن تطأ أحذية جنود الإحتلال أرض العراق الطاهرة ، وهو مايسمى بقوانين السماء والأرض ( الخيانة العظمى ) واتخاذ أعداء الله أولياء من دون الله .. وبعضهم إنضم الى الركب وفق مبدأ " واقع الحال " أي إنتهازية الحصول على قطعة من الكعكة ..! ومن أجل المصالح تم القفز على الأكتاف وتشابكت الصورة فرأينا مثلاً ( التقدمي والليبرالي والأممي ) حليفاً ينضوي تحت راية تكتل إسلامي طائفي ( الشيوعي حميد مجيد موسى ) . ورأينا الإسلامي حليفاً لأحزاب كردية قومية متطرفة بسبب كرديته التي غلبت كما يبدو إسلامه ( قادة الأحزاب الإسلامية الكردية الثلاث ) . كما رأينا الإسلامي السني والعروبي ينزع عمامته ليصبح بوقاً لحكومة طائفية من أجل المنصب ( عبد الغفور السامرائي الذي أصبح رئيس ديوان الوقف السني ومن غلاة مؤيدي الحكومة الطائفية ) . والآخر ومن أجل رئاسة البرلمان يذهب الى طهران ويقف ليقرأ الفاتحة على قبر الخميني .! ( أياد السامرائي رئيس الحزب الإسلامي العراقي ورئيس البرلمان ) ورأينا إبن العشائر العربية التي ضربت بأسلحة الدمار الأمريكية في الأنبار (يصحى) ليصطف الى جانب الأمريكي المحتل خائناً ومنكّلاً بمن يحمل السلاح دفاعاً عن شرف العراق من أبناء العمومة ( أبو ريشة ومن لف لفه ) .. والآخر يتحالف مع قاسم سليماني وينسق معه بعد أكثر من زيارة الى طهران ، توّج إحداها بزوجة إيرانية ( محمود المشهداني رئيس البرلمان السابق ) . والآخر إسلامي يرأس جبهة التوافق ويبايع تحالف الإئتلافين الوطني ودولة القانون ( أسامة التكريتي ) والآخر وهو قيادي في التحالف الكردستاني ( روز نوري شاويس ) يبدي إستعداد تحالفه لتأييد التحالف الجديد ، أي العودة الى التحالف الرباعي داخل البرلمان السابق .. وهكذا  

اليوم ، لاأجد حرجاً في الكتابة بسطور عامة أو إيماءات صحفية تحكمها ضوابط المهنة أو الخطاب السياسي .. بل أجد نفسي مؤمناً بأنه قد آن الأوان في هذا المقال أو فيما سأتناوله في المستقبل بضرورة وضع النقاط على الحروف لكي تنزع ورقة التوت المتبقية على بعض السؤات سواء أعجب ذلك الساسة والحكام أم لم يعجبهم ..!

---------------

أنقل في أدناه فقرات من مقالاتي المشار اليها في صدر هذا المقال لأهميتها مع إعتذاري للقارئ الكريم للإطالة :

{ في واقع الحال ، مابنينا عليه إستنتاجاتنا حول سخونة صيف عام 2009 ، ومفاجآت الأشهر الخمسة المتبقية من السنة ، كان محكوماً بأمور عديدة بدأت تتكشف تدريجياً .. وبعضها قد وصل الى حد سقوط ورقة التوت لتُظهِر السؤات القذرة كما سقطت الأقنعة عن الوجوه قبل ذلك بسنوات لتكشف النتن والفساد

مِن أبرز هذه الأمور تعثر المخطط الأمريكي الحالي عسكرياً وسياسياً ، وإنقلاب بعض فقراته وبالاً غير متوقع على الأمريكان بحيث أصبح إجراء بعض التعديلات والرتوش عليه أمر مهم .

وفيما إذا كان تقديري هذا صحيحاً أم لا .. إلا إننا بدأنا نشهد ومنذ أسابيع أحداث إقليمية لاأشك ولو للحظة واحدة أنها أمور جرى ويجري الطبخ لها وليست محض صدفة ، وأعتقد ومن خلال مؤشراتها وإفرازاتها الأولية التي ظهرت لنا لحد الآن أنها بدأت تُبَلور بعض أبعاد الخطة الأمريكية والتي ستتوضح وهي في طريقها للتكامل خلال الأشهر المتبقية من السنة ، أي حتى إجراء الإنتخابات العامة القادمة في العراق في 16 كانون الثاني القادم وتثبيت جواد ( نوري ) المالكي لفترة رئاسية جديدة كما تم تثبيت نجاد لفترة رئاسية أخرى في أيران ، مع الفارق في السيناريو والإخراج الهوليوودي وهو أن الإنتخابات الإيرانية قد صاحَبها زعيق أمريكي بكاءاً على الديمقراطية والحريات المهضومة على إعتبار أن أميركا وإيران ( عدوين لدودين ..!!! )  أما في العراق فإنها ستكون بمباركة إعلامية أمريكية ستتناول نزاهة وشفافية الإنتخابات بعد حدوثها كدليل ناصع على الديمقراطية التي جلبوها لنا وعلّمونا عليها والتي بدأت تؤتي ثمارها ومن خلال اليد الأمريكية المباركة ..! }
مقال ( جواد ونجاد وتعبيد طريق الخيانة بالبلدوزر الأمريكي ) 6 آب / أغسطس 2009

{ المجلس وقيادته وقائمته كما هو معروف هم جزء من نظام طهران ، تأسيساً ورعايةً وتمويلاً وتدريباً وتوجيهاً .. والغريب أن إندحار المجلس إنتخابياً ( في إنتخابات مجالس المحافظات ) تم على يد ذراع آخر من أذرعة إيران في العراق وهو حزب الدعوة ( قائمة دولة القانون ! ) بقيادة جواد أو نوري المالكي ، الذي هو أيضاً حزب ولد وترعرع ورضع من الثدي الإيراني حتى إشتد عوده ، فلما بلغ أشده آتاه الأمريكان حُكماً ( بضم الحاء ) وعَلماً ( بفتح العين واللام ) وجعلوا من الإثنين المجلس والدعوة إئتلافاً حاكماً مع بعض الإمعات الآخرين . }
مقال ( جواد ونجاد وتعبيد طريق الخيانة بالبلدوزر الأمريكي ) 6 آب / أغسطس 2009

{ في 6 آب / أغسطس الماضي كتبت مقالاً نشر لي تحت عنوان : ( جواد ونجاد وتعبيد طريق الخيانة  بالبلدوزر الأمريكي ) .
لم تكن حينها قد وقعت أحداث الأربعاء الدامي في بغداد ..
ولم يكن أحد يتصور آنذاك أن حكومة العراق ستكيل التهم والشتائم للحكومة السورية وتناصبها العداء ، وسوريا أحد حلفاء النظام الإيراني ..
ولم يكن هيكل ( الإئتلاف ) في العراق بشكله الجديد قد ظهر أو أعلن عنه بعد بتحرك حثيث من قبل المجلس الأعلى ليضم بين جنباته البعض من أعداء الأمس في خطوة واضحة لتهميش جماعة الدعوة خصوصا بعد أن إنضم اليهم جزء من جزء من تنظيم العراق وهو جناح عبد الكريم العنزي وغياب جناح هاشم الموسوي ، ثم التيار الصدري وكتلة التضامن وتيار الإصلاح والمؤتمر الوطني العراقي
( أحمد الجلبي ) ومجلس إنقاذ الأنبار وجماعة علماء العراق فرع الجنوب وتجمع عراق المستقبل ، إضافة طبعاً الى المجلس الأعلى ومنظمة بدر !
كان الشارع الإيراني يغلي بعد الإنتخابات ، وكانت أفغانستان تستعد لإنتخاباتها ، والعراق الآن ينتظر دوره بهذا الخصوص في كانون الثاني 2010 ..! وكأن (لعبة ) الإنتخابات قد دخلت رقعة الشطرنج الأمريكي في المنطقة . ويبدو أن هناك بعض الثمار ستنضج وتطرح من خلال ذلك ..!
كان الصراع السياسي اللبناني في تشكيل الحكومة في قمته ولايزال ..
كما أن المفاوضات السورية / الإسرائيلية كانت تجري على إستحياء تحت الرعاية التركية ..
كل ذلك وأكثر كان يحدث ، أو بكلمة أدق ظهر على السطح وخلال أسابيع قليلة فقط ..! }
مقال ( قراءة في الأحداث السياسية وإستقراء للعام 2010 ) 22 أيلول / سبتمبر 2009

{ ماذا إذاً عن الإنتخابات العراقية القادمة في كانون الثاني 2010 ..؟
المجلس الأعلى حاول ونجح في إستقطاب عدد من الأحزاب والكتل الدينية وغير الدينية ضمن الإئتلاف الجديد .. وعمار الحكيم لايزال يردد دعوته في إنضمام حزب الدعوة ويقصد المالكي الى هذا الإئتلاف !
حزب الدعوة من جانبه وعلى لسان علي الأديب أعلن يوم أمس 20/9 ، أن إئتلاف دولة القانون لاينوي الإنضمام الى الإئتلاف الجديد ..!
المالكي ومن خلال إئتلاف دولة القانون نجح في كسب الأصوات في آخر إنتخابات للمجالس المحلية للمحافظات ..!
الإئتلاف الكردستاني هذه المرة لم يعلن عن إنضمامه الى إئتلاف حكومة بغداد أو الإئتلاف الجديد وهو الأمر الذي يحدث للمرة الأولى منذ سقوط العراق تحت الإحتلال ..!
الحزب الإسلامي هو الآخر في موقف لايحسد عليه وخصوصاً بعد أن أعلن طارق الهاشمي أن الحزب بالنسبة له أصبح تاريخ وأنه بصدد دخول الإنتخابات بقائمة مستقلة ..!
ولكن .. فوق كل ذلك ، فإن نبض الشارع العراقي ومن خلال الناس البسطاء وهم الأداة الإنتخابية التي لايمكن إغفالها لايزال يقف موقف الريبة من الأحزاب الدينية وخصوصاً المجلس الأعلى الإسلامي والمتحالفين معه من أحزاب وكتل دينية أو علمانية كأحمد الجلبي الذي تسبقه سمعته السيئة وتاريخه كلص دولي ودوره فيما جرى على العراق من ويلات نتيجة الإحتلال ، والتي دفعته الى الإنضواء تحت راية المجلس الأعلى ، أي بكلمة أخرى فشل مؤتمره الوطني ككتلة مستقلة ..!
والأهم ، أن من يقود السياسة العراقية الحقيقية وهم الأمريكان .. وأمام الخطط موضع التنفيذ والتي أشرت اليها سواء فيما يتعلق بالعراق أو المنطقة بشكل عام وتحت ضغط الإنهيار الإقتصادي العالمي .. هم بحاجة الى تجميد الوضع العراقي في الوقت الحاضر الى حين .. ولاأجد أمامهم خيار أفضل من بقاء حكومة ضعيفة في العراق وشخص مثل نوري المالكي لإبقائه في الوقت الحاضر على رأس الحكومة .!
رأي صائب يحتمل الخطأ .. أو ربما رأي خاطئ يحتمل الصواب ونحن نطرح مجرد قراءة سياسية للوضع العراقي خصوصاً .. ولكنني أجده الخيار الذي سوف يؤخذ به ولحين تنفيذ كافة الصفحات الأخرى من الخطط الجديدة .
هكذا تعلمنا من السياسة الأمريكية في إستنفاد أدوار شخوص مسرحياتها السياسية الفاشلة ، قبل أن تنزل الستار عليهم .
وحينها سوف يعاد ترتيب رقعة الشطرنج من جديد إستعداداً  لجولة أخرى وتصفيات جديدة قادمة . وإذا ماأصرت الولايات المتحدة على إغفال الدور الوطني العراقي المتمثل بالأحزاب والشخصيات والمقاومة الوطنية ، فإنها تكون قد إختارت الغوص في المستنقع العراقي ، وبعد أن أصبحت في الوقت الحاضر شبه وحيدة في قوات ( التحالف الدولي ) التي غزت العراق قبل قرابة سبع سنوات وبعد أن تساقطت مبررات الغزو الكاذبة الواحدة تلو الأخرى أمام العالم .. وبعد أن سقط العديد من الخونة ممن كانوا يوماً أدوات تنفيذية فاعلة لسياستها في العراق ولم يكن هذا الإسقاط يوماً بالمفاجئ لواضعي السياسة في البيت الأبيض وكواليسه ..!! }
مقال ( قراءة في الأحداث السياسية وإستقراء للعام 2010 ) 22 ايلول / سبتمبر 2009

{ ليست الإنتخابات القادمة في العراق في 16 كانون الثاني / يناير 2010 ، بمعزل عن المخطط القذر إنها ( الميك اب ) الأمريكي لنظام فاقد للشرعية .. ولعل تقليعة الإنتخابات قد أصبحت جزءاً من إستراتيجية التمرير والضحك على الذقون .. وقد سبقت الإنتخابات العراقية ، الإنتخابات الإيرانية وعلى الرغم من كل ماحدث في الشارع الإيراني من إحتجاجات ورفض لها بسبب أعمال التزوير فقد تم تنصيب محمود أحمدي نجاد لفترة رئاسية قادمة .. وكذلك تم تنصيب كرازاي في أفغانستان عبر الإنتخابات أيضاً ..! 
وسيتم تثبيت نوري المالكي في إنتخابات العراق القادمة ..!!

يقول المفكر والكاتب الفرنسي الساخر " فولتير " :
(إن من عيوب الديموقراطية هو حصر السلطة في جمع أصوات العامة ، وقد ينتخب الشعب أكثر الناس بلادة وغباءاً ويضعهم في أعلى مناصب الدولة لالشيئ إلا لمقدرتهم على تملقهم للشعب وخداعه . )

لو نظرنا الى الخارطة السياسية المضطربة في عراق الإنتخابات القادمة ، سوف نرى مايلي :
ـ  رفض المالكي الإنضمام الى كتلة الإئتلاف بقيادة المجلس الأعلى وكما كان الوضع في الإنتخابات السابقة .
ـ  رفض الكتلة الكردية فتح الحوار مع حكومة بغداد إلا بعد الإنتخابات .
ـ  تأكيد حسن السنيد ، القيادي في حزب المالكي أن مجموع الكتل والأحزاب التي إنضوت تحت قائمة المالكي ( إئتلاف دولة القانون ) بلغ 40 كتلة ، ومن المتوقع إنضمام 30 كتلة أخرى ( اللهم زد وبارك..!! )
ـ  إنضمام الجلبي الذي أفلس سياسياً الى إئتلاف الحكيم ، وكذلك حزب الفضيلة والصدريين المترنحين وجناح من حزب الدعوة وغيرهم ، وهؤلاء جميعاً من أزلام إيران المعلنين .. في وقت يحاول فيه المالكي أن يظهر بمظهر الذي يبتعد عن إيران وهو أقرب حلفائها وبمباركة الأمريكان !
ـ  أياد علاوي مثل ( بلاع الموس ) فلا هو قادر على الإنضمام الى أحد الإئتلافين ( الحكيم أوالمالكي ) ، ولايستطيع السباحة ضد التيار بنزوله الى الحلبة بقائمة مستقلة لوحده كالسابق ..!!
ـ  طارق الهاشمي ، أعلن ( براءته ) من الحزب الإسلامي بقوله أن الحزب أصبح بالنسبة له تاريخ في وقت يقوم أحد أزلامه وهو أياد السامرائي بزيارة ودية حميمية الى طهران لضمان بقائه في منصب رئيس البرلمان أياً كان الفائز ، فالكل أزلام إيران وأحباء الأمريكان ..!!

الصورة تكاد تكون واضحة المعالم وتنتظر الرتوش فقط من الفرشاة الأمريكية لتخرج لنا لوحة العراق الجديد في ظل الإنتخابات ( الديموقراطية ) !!
لو فرضنا جدلاً فوز الإئتلاف الحكيمي .. فمن هو الشخص الذي سيسمى رئيساً للوزراء .. عمار ، الجلبي ، الجعفري ، العنزي ، أو علاوي فيما لو إنضم اليهم .
كل ذلك من المستحيلات .. أو أن يقبل رئيس وزراء سابق ، عضو حالي في الإئتلاف أن يتسلم حقيبة وزير أو نائب رئيس ..! هذا من جهة ، ومن الجهة الأخرى فالكتل الصغيرة المستقلة لاحظ لها ، وغاية ماتطمح له هو مقعد في المجلس النيابي ..!
إذاً ، محصلة كل هذه الصراعات الظاهرية وطريقها المرسوم هو واحد ..
إبقاء نوري المالكي رئيساً لحكومة العراق لفترة رئاسية قادمة .. ولكنني أشك أنها ستكون فترة رئاسية كاملة هذه المرة .. فالمخطط أكبر مِن مَن سيكون رئيساً لحكومة بغداد
فلننتظر ...!! }
مقال ( أسلحة الدمار الشامل وأسلحة التفاهم الكامل والإنتخابات الديمقراطية !! أداة التنفيذ الفاعل ) 3 تشرين الأول / اكتوبر2009

{ لايكاد يمر أسبوعاً ونحن نقترب من موعد الإنتخابات القادمة ، حتى يتم الإعلان عن ظهور تحالف أو تكتل جديد وتحت مسميات مختلفة لخوض الإنتخابات . الملفت للنظر في هذه التكتلات هو التناقض الايديولوجي الواضح في شخوص قيادات الأحزاب المنضوية في هذه التكتلات إنطلاقاً من تجربة سبع سنوات في التخبط السياسي في ظل الإحتلال الأجنبي للعراق . وهذا إن دل على شيئ فإنما يدل على الإفلاس السياسي والشعبي لهذه الأحزاب سواء تلك التي ساهمت في العمل مع حكومات الإحتلال ثم إنسحبت منها ، أو تلك التي نالت حظها في رئاسة الحكومة العراقية كما هو الحال مع قائمة أياد علاوي ، الذي يعمل الآن ضمن إئتلاف يضم صالح المطلك على سبيل المثال  والأخير كان ولسنوات يجلس في عمان كمعارض لحكومات الإحتلال بما فيها حكومة علاوي في حين كان قبل ذلك قطعة على رقعة شطرنج بول بريمر ..!
والشيئ نفسه ينطبق على طارق الهاشمي وتخليه عن حزبه ( الإسلامي ) ..! وعدنان الدليمي وأحمد الجلبي ومساعده إنتفاض قنبر ، إبراهيم الجعفري والناطق بإسمه ليث كبه ، وحتى علاوي ومدير إذاعته في براغ ضرغام جواد والذي كان خلال فترة رئاسته لايفارقه كظله .. والكثير الكثير من عملاء الدبابة الأمريكية التي دنّست أرض العراق .
هذه العشرات من الكتل لم تعد تمثل أمام المواطن العراقي أكثر من كونها دكاكين وصالونات سياسة لاتمتلك شيئاً شأنها شأن بقية المتسلقين للوصول الى كرسي رئاسة الحكومة وليس لديها اية مشاريع جدية وواضحة للخروج من المأزق السياسي العراقي وحالة الفوضى التي يعيشها البلد والمواطن العراقي . ولذا وكتحصيل حاصل فإنها لاتمتلك الفرصة الحقيقية في الفوز وبالتالي فهي ليست سوى مجرد لافتات صورية لتعزيز الأسطورة الكاذبة التي يطلق عليها (الديموقراطية) في العراق والتي يروّج لها المحتل الأمريكي ويعمل على إستنفاذها واستنفاذ أصحابها حتى القطرة الأخيرة قبل أن يرميهم في أقرب سلة زبالة وهي حقيقة مرّة ربما بدأ يدركها جيداً أصحاب هذه الدكاكين والصالونات السياسية}
مقال ( بين الصراع الداخلي المفتعل والرغبة الأمريكية في تثبيت الواقع المر تحت مسمى الإنتخابات العامة ) 4 تشرين الثاني / نوفمبر 2009

{  منذ أن بدأ الوطيس يحمى في ( المعركة ) الإنتخابية .. بدأنا نقرأ مستجدات وظواهر أعتبرها غريبة . ولاأعني بها ما يحدث من إجتثاث مرشحين وكتل سياسية للإنتخابات ، والتلويح بإجتثاث عشرات الآلاف من عسكريين وموظفين مدنيين بحجة ( بعثيتهم ) ، فهذه كلها أصبحت مادة إعلامية يومية وموجهة والشغل الشاغل في أحاديث السياسيين لإشغال عامة الشعب العراقي ومادة دسمة للمناقشات السفسطائية على الفضائيات المشبوهة المملوكة لهذا الشخص أو ذاك أو هذه الدولة أو تلك .. فهي إذن لايمكن أن تكون الإستراتيجية الحقيقية لما يجري فعلاً بل هي ناتج جانبي لما هو مخطط له فعلاً ، وقد سمح بها الأمريكان الذين يهيمينون على تسيير الدفة الحقيقية للحكم في العراق على الرغم من إعتراضاتهم الإعلامية وجولاتهم المكوكية والتي أنتجت لنا تصريحات طازجة غير متوقعة على غرار دفاع رئيس الجمهورية جلال الطالباني عن البعثيين ، والأدهى من ذلك تصريحات عمار الحكيم عنهم ودعوته بضرورة التفريق بين البعثي والصدامي ..!! فتأملوا .

إنني أنظر الى العملية من زاوية أخرى خارج زاوية مايحدث ويشغل تفكير الجميع حالياً .. تلك هي ماذا يُكتب بين السطور ؟  وما الهدف ، على سبيل المثال ،  من توقيت عمليات الإجتثاث قبل أسابيع من الإنتخابات ؟  وكأن إسقاط حكم البعث قد تم الآن وليس قبل قرابة سبع سنوات ..!

في الأشهر الأخيرة من العام الماضي 2009 ، بدأنا نقرأ ونسمع عن إحباطات الشارع العراقي وفقدان الثقة في إية إنتخابات قادمة ، والتلويح بمقاطعة الإنتخابات من هذه الجهة أو تلك .. ومن الطبيعي أن ذلك هو غير ماترغب فيه سلطة الإحتلال أو حكومتها في بغداد التي كانت قد أعادت ثقة المواطن بها بعد إنتخابات مجالس المحافظات تحت مسمى دولة القانون ، وقبل أن تنتكس هذه الدولة مجدداً في عيون المواطن العراقي نتيجة عدم الإيفاء بالوعود الإنتخابية وعودة حليمة الى عادتها القديمة المتمثلة هنا بالطائفية !! ثم تلت موجات الإنفجارات التي بدأت بالأحد الدامي ثم الأربعاء الدامي .. والآن نكاد أن نضع كلمة الدامي بعد كل يوم من أيام الأسبوع ..!!

ماأريد أن أخلص اليه ، أن الرغبة الأمريكية وجميع من يمثلها في الحكومة العراقية بأطيافها من الأحزاب الطائفية المنحى ، يريدون في واقع الأمر دفع المواطن العراقي الى صناديق الإقتراع ، أي أن من المهم أن تجري إنتخابات بمشاركة واسعة .. وكلٌ يتغنى بليلاه .. وكلٌ يتمنى الفوز (الساحق ) !! فنوري المالكي يقيم اللقاء بعد الآخر بالعشائر والطلبة وغيرهم محاولاً الظهور بمظهر رجل القانون العادل الذي يريد أن يملأ العراق عدلاً بعد أن ملئ جوراً .. وكأن مَن ملاءه جوراً هم من خارج حكومته ووزرائها وهيئاتها ومنتفعيها وعلى مدى أربع سنوات ..!!
لقد قال مؤخراً في كلمته أمام طلبة الجامعة المستنصرية ( أنه لايهمه من يفز ليكون رئيس وزراء قدر مايهمه المشاركة في الإنتخابات ..) وهذا بالضبط ماأشرت اليه .
وعلى نفس الوتر ، يعزف عمار الحكيم وجوقته ، وهو يدعو الشعب العراقي الى الذهاب الى صناديق الإقتراع ..!!
ومِن واشنطن يصرح عادل عبد المهدي بالمثل قبل أن يستقل طائرته متوجهاً الى طهران ..!!

إنها الرغبة الأمريكية في الإستخدام الأقصى لسلاح الإنتخابات بالترويج لحملة ( إنتخاباتية ) في وقت لانكاد نرى الكثير من الحملات الإنتخابية للمرشحين بل برامج مطاطية بصياغات لغوية رنانة كما يجب أن تكون وكما يحدث عادة في أية إنتخابات وفي أي بلد ..!  ولم تتطرق بجدية الى تخليص العراق من الإحتلال .

ويبقى السؤال .. كيف نجعل المواطن العراقي ، فاقد الثقة بحكوماته و ( إنجازاتها ) على مدى ست سنوات ، يعود الى الإنتخاب بحماس ورغبة آملاً وحالماً بتغيير وضعه ووضع البلد المتدهور ..؟
لابد إذن من تكتيك الأسابيع والأيام الأخيرة قبل بدء الإنتخابات . وقد بدأ بعضها :

ـ  إجتثاثات هيئة المساءلة والعدالة ..!
ـ  زيادة أعمال العنف والقتل والدمار كماً ونوعاً ..!
ـ  ثم ظهور التكتلات الجديدة من أحزاب وشخصيات ذات إتجاهات علمانية أو غير طائفية تعبر عن رفضها لحكم الأحزاب الدينية أي كان لونها ..! ولاندري أين ستنتهي تحالفاتها ومع مَن في حالة فوزها ؟ وهل أن شخوصها أهل للثقة الى هذه الدرجة ..؟
ـ  إعلان الكتلة الكردية عن تريثها حالياً في مجال التعاون مع حكومة بغداد حتى تتوضح الأمور ..!
ـ  التركيز إعلامياً على السخط وحالة التذمر التي تسود المحافظات الجنوبية بشكل خاص ..!
ـ  التصريحات الرسمية فيما يتعلق بالبعثيين وتصنيفهم مابين بعثي إعتيادي وبعثي صدامي ..!
ـ  تصريحات هيلاري كلينتون حول توقعاتها بازدياد أعمال العنف في العراق ..!
إذا كانت السيدة كلينتون تستند على معلومات إستخبارية فلماذا لايستطيع 160 ألف عسكري أمريكي في العراق تدارك حدوث أعمال العنف هذه وكشف من يقف وراءها ..؟ أما إذا كانت تتكلم من موقعها الرسمي في البيت الأبيض فلماذا السكوت على مايحدث والحيلولة دون وقوعه وكشف الحقائق ودور أزلام الإحتلال ، إلا إذا كان مايحدث بمباركة ودعم أمريكي بغض النظر عن الجهة المنفذة ، القاعدة أم إيران أم القوى الظلامية داخل العراق ، وجميعهم على برمجة الرموت كونترول الأمريكي ..؟

كل ذلك هو من عمليات تمهيد الأرضية لدفع المواطن العراقي لكي ينتخب .. والعدد كما يقولون بحدود ثمانية مليون ناخب ..
لحد الآن فقد نجحوا الى حد كبير في خلق أجواء إنتخاباتية ضمن دوائر الصراع الطائفي والأثني بتفصيل كتل ومرشحين تلائم كل مشرب ..!
فماذا سيكون التالي لكل ذلك بعد الإنتخابات ..؟
لقد تم إجراء إنتخابات عراقية ( شفافة ) و ( نزيهة ) وتحت إشراف اللجنة الدولية الفلانية واللجنة العراقية العلانية ، وشارك الشعب العراقي بكثافة في الإنتخابات ( كذا مليون ناخب ...!! ) واختار الشعب ممثليه ..!
وياأبو زيد كأنك ماغزيت ..!! }
مقال ( الإنتخابات العراقية ، حملات إنتخابية أم حملة إنتخاباتية !! ) 20 كانون الثاني / يناير 2010



ـ القسم الثاني ـ


إنتهت اللعبة (الإنتخاباتية) في العراق قبل أكثر من شهرين .. وشهدت إقبالاً واسعاً من قبل الناخبين العراقيين ولأسباب مختلفة منها :
ـ  الرغبة لدى الشارع العراقي في محاولة شبه يائسة وكخيار متاح كما إعتقدوا لإحداث تغيير للظلم والظلام الذي عشعش على العراق في سبع سنوات عجاف حتى لدى أولئك الذين يؤمنون بعدم جدوى أية إنتخابات تتم في بلد تحت الإحتلال ، أي بلد فاقد للسيادة الوطنية أصلاً ..!
ـ  مشاركة الفئات التي قاطعت الإنتخابات السابقة في هذه الإنتخابات وللسبب أعلاه نتيجة البروباكندا التي صاحبت عملية التحضير للإنتخابات وكانت الغاية منها أن يقال لاحقاً أن المشاركة في التصويت كانت كثيفة وشارك فيها الجميع وأن النتائج هي مِن إختيار العراقيين وذلك على أمل لعب دور في عملية التغيير والخروج من العنق الخانق للزجاجة الطائفية وضمان وحدة أرض العراق المهددة بالتقسيم الطائفي والعرقي ، وهذه كانت اللعبة ( الديموقراطية ) الثانية .!
ـ  ثم الوقوع في فخ التضليل الإعلامي الذي مهّد للإنتخابات والقائم على إحداث تغييرات جديدة في أسلوب العملية الإنتخابية مثل إعتماد نظام القائمة المفتوحة على عكس إنتخابات 2005 ، وتدخل مراقبين دوليين في الإشراف على الإنتخابات والذي ثبت لاحقاً أن كل ذلك لم يكن ليخرج عن دائرة التكتيك والمراوغة حيث إستمرت أعمال التزوير وتم منع الآلاف في داخل العراق وخارجه من الإدلاء بأصواتهم تحت ذرائع وحجج واهية .. ثم جاء الدور المخزي لهيئة غير قانونية تسمى إجتثاث البعث تحولت لاحقاً الى هيئة المسائلة والعدالة لكي يكمل اللعبة قبل الإنتخابات وبعدها ..!!

بعد أسابيع من الإنتظار للنتائج الإنتخابية التي يفترض أنها قد تمت ألكترونياً .. ظهرت النتائج النهائية بعد تكهنات عديدة !! وها قد مضى شهران على الإنتخابات ولم تحسم نتائجها النهائية بعد ..!!
( جرت الإنتخابات البريطانية على سبيل المثال في يوم الخميس 6/5 أدلى فيها 44 مليون ناخب بأصواتهم وظهرت النتائج الأولية لها قبل منتصف ليل ذلك اليوم والنتائج النهائية صباح اليوم التالي !! )

ظهرت النتائج الإنتخابية العراقية بتفوق القائمة العراقية برئاسة الدكتور أياد علاوي وحصولها على النسبة الأعلى من الأصوات كما هو معروف .. وخلال نصف ساعة عرضت شاشات التلفزة تصريحاً لرئيس الوزراء رئيس إئتلاف دولة القانون نوري المالكي وهو يتكلم بارتباك وعصبية ظاهرة على وجهه ليقول : أن ماتم إعلانه ليست النتائج النهائية (!!)
كيف ذلك ..؟ ذلك مااستغرب له العراقيون .. ولكنهم بدءوا يدركون رويداً رويداً بعد ذلك أبعاد ماقصده المالكي الخاسر في الإنتخابات ..!

أول وأهم ماحدث هو القرار القضائي الصادر عن مدحت المحمود رئيس مجلس القضاء الأعلى ورئيس محكمة التمييز ورئيس المحكمة الإتحادية وذلك بأن من يقوم بتشكيل الحكومة ليس من حصل على أعلى الأصوات بالإقتراع الإنتخابي بل من يحصل على الكتلة الأكبر داخل البرلمان .. ( التمهيد للتحالفات التي جرت وتجري حالياً لإسقاط فوز القائمة العراقية بأعلى الأصوات واستنادا الى قرار المحكمة الإتحادية ..! )

هنا أجد أنه لابد من وقفة عند شخص مدحت المحمود لكي نعرف من هو هذا القاضي الذي يرأس في وقت واحد ثلاث أعلى هيئات قضائية في العراق وخلافاً للقانون وكأنما قد خلا العراق من القضاة ..!
المعلومات التي ستقرؤنها نشرها القاضي الأستاذ علي الواسطي بتاريخ 3/2/2008 موثقة بمستندات يمتلكها كما يؤكد : *

(( إسمه مدحت حمودي حسين النعلبند وهو من أصول إيرانية وقد بدل إسمه الى مدحت المحمود بدعوى أقامها أمام محكمة الأحوال المدنية في الكرخ أمام القاضي كامل القيسي . سبب تغيير إسمه الى عائلة المحمود كونها عائلة كانت قريبة الى الرئيس الراحل صدام حسين                                                                                            عمل في ظل النظام السابق في المناصب التالية :
ـ مدير عام دائرة التنفيذ
ـ مدير عام رعاية القاصرين
ـ رئيس لجنة مذكرة التفاهم الخاصة بالنفط مقابل الغذاء في وزارة العدل
ـ عضو في محكمة البنك المركزي التي كان يشرف عليها عبد حمود سكرتير الرئيس الراحل
ـ ممثل ديوان الرئاسة في هيئة الأوقاف
ـ رئيس مجلس شورى الدولة بأمر من ديوان رئاسة الجمهورية وحتى 9/4/2003 .

خدماته للرئيس الراحل صدام حسين :
ـ مستشاراً قانونياً لمدة ثلاث سنوات
ـ مستشاراً في مجلس الوزراء لعدة سنوات
ـ محاضر في كلية صدام للقانون
ـ صدر مرسوم من الرئيس الراحل بتعيينه قاضياً في محكمة التمييز إستثناءاً من الشروط المطلوبة وذلك لخدماته الجليلة لديوان الرئاسة
ـ عند إكمال السن القانونية للتقاعد وبأمر من الرئيس الراحل حصل على تمديد خدمته لسنوات أخرى
ـ منح من قبل الرئيس الراحل ولعدة مرات مكافآت دورية بملايين الدنانير وعلى عدة سيارات منها كاليبر ، سيدرك ، سوبر ، كورونا .
ـ كان يحصل على هدايا نقدية من الرئيس الراحل يتسلمها من مصرف الصالحية التابع حسابياً لوزارة العدل
ـ مدحت المحمود هو مَن أطلق تسمية ( البيعة الأبدية ) خلال الإستفتاء الشعبي عام 2002 كما جاء على لسانه في جريدة القادسية الصادرة في 15 تشرين الأول 2002 مع صورته وهو جالس على طاولة واحدة مع الرئيس الراحل
ـ صاحب مقولة ( أعظم قائد لأعظم شعب ) والمنشورة في نفس الجريدة
ـ خلال لقائه للرئيس الراحل والذي تم بثه على التلفزيون ونشر نص حديثه في جريدة الثورة لسان حزب البعث العربي الإشتراكي في 3 تشرين الأول 1999 ، شبّه عدل الرئيس بالرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم .

خدماته للأمريكان :
ـ بعد نيسان 2003 وكان لايزال رئيس مجلس شورى الدولة أسرع الى كبار المسؤولين الأمريكان بتوسط من ابن شقيقته الذي جاء مع الجيش الأمريكي والمتجنس بالجنسية الأمريكية بتقديمه الى كارنر ثم بريمر ليقدم سيرته لهما على أنه ( الشيعي ) المضطهد والمفصول سياسياً من قبل صدام .
ـ تم تعيينه بأمر من بريمر رئيساً لمحكمة التمييز ورئيساً لمجلس القضاء .. وأخيراً اصبح رئيساً للمحكمة الإتحادية العليا .
ـ شارك في تشريعات قوانين بريمر ومنها القانون الخطير رقم (17) لسنة 2004 الذي أعطى الجيش الأمريكي والشركات الأمنية والمتعاقدين حصانة قضائية .. أي أجاز لهم قتل العراقيين ..!! ))
*الموضوع من موقع " صقر العراق "
تلى قرار مدحت المحمود ذاك الذي كان موجه أصلاً وبدون أي سند قانوني أو دستوري ـ كما إعتاد المحمود عند إصدار قراراته الإنتهازية طوال حياته المهنية ـ  من أجل دعم نوري المالكي ، مطالبة الأخير بإعادة فرز الأصوات في محافظة بغداد يدوياً وتوجيه الإتهامات الى مفوضية الإنتخابات التي عملت بإمرته كما هو معروف للجميع وليست فضيحة التلاعب بأجهزة الحاسوب من قبل مجموعة تعمل بأمرة حمدية الحسيني خلال عمليات العد إلا واحدة فقط تم كشفها ، ومع ذلك كانت المؤامرة تسير بدقة كما خُطط لها وانقلب السحر على الساحر .

ثم بدأت الصفحة الأخيرة من صفحات المؤامرة الإنتخابية .. تحركات كخلية النحل لرؤساء وقادة الكتل السياسية داخل العراق ومن خلال زياراتهم لدول الجوار .
ـ  عمار بن عبد العزيز الحكيم  يلقي خطابا سياسيا ناريا بعد الآخر أثار دهشة الجميع .. فمن الدعوة الى مؤتمر مائدة مستديرة .. الى الدفاع عن القائمة العراقية وعلاوي .. الى رفض عمليات إقصاء البعثيين ، ثم ليتوجه بعد ذلك في زيارة الى السعودية والإجتماع بالملك عبد الله بن عبد العزيز .
ـ علاوي يعيب على رؤساء الكتل ومسؤولي الحكومة زياراتهم لإيران ويقول بملئ فمه أنه لاإيران ولاغيرها ستقرر مصير العملية السياسية في العراق .. وفجأة نجد نائبه في القائمة العراقية رافع العيساوي على رأس وفد في طهران !!
ـ المالكي يرفض التنازل وتسليم السلطة ويرفض التحالف مع الكتل الأخرى ، ثم يعلن عن زياراته الرسمية لبعض الدول مستثنياً السعودية بحجة عدم توجيه الدعوة الرسمية له . هل تسلم الآخرون دعوات رسمية أم هم مّن طلب الزيارات وتم الترحيب بهم ..؟ وهل طلب المالكي زيارة السعودية ضمن جولته ورفض طلبه ..؟ وما السر وراء دخول قطر على الخط في إجتماع تركيا الرباعي ( رجب أوردوغان ، حمد آل ثاني ، بشار الأسد ، لاريجاني ..!!) ؟
ـ الإئتلاف الوطني والصدريين يرفضون تجديد الولاية للمالكي وقد بحت حناجر مسؤوليهم سواء بالعمائم أو بالأربطة الحريرية من دعوات وطنية ترفض تهميش الآخرين وتدعو الى وحدة الشعب العراقي والأرض العراقية والإنفتاح على العرب ودول الجوار وعدم السماح للتدخل بشؤون العراق !!
ثم وفجأة يبدي الإثنان الإئتلاف الوطني والصدريين بعض المرونة تجاه ترشيح المالكي وبتاريخ 9/5 وقبل بدء الأخير لزياراته ( الرسمية ) ..!
ـ علاوي وجماعته ، عمار وجماعته ، قادة الصدريين .. يتنقلون من عاصمة الى أخرى .. طهران ، الرياض ، دمشق ، أنقرة ، القاهرة ، بيروت .. ولا ندري ماهو الغرض من هذه الزيارات .؟ وهل أن العراق بسياسييه ، اللهم زد وبارك ، لايتمكن من إتخاذ قرار أو تشكيل حكومة من دون وصاية ..؟! أم أن الموضوع برمته خاضع لتوجيه الأبناء الروحيين في المنطقة بقيادة الأب الروحي الولايات المتحدة؟
ـ القادة الأمريكان وكالعادة يصرحون ويطالبون بوحدة العراق ( المستقل ) ويلوحون بإلتزامهم بالإنسحاب الأولي في نهاية شهر آب القادم والإنسحاب النهائي في عام 2011 .. ويعبرون وبروح ديموقراطية ورياضية أن مايجري في العراق هو شأن داخلي وهم لايتدخلون ومن هذا المنطلق في هذا الأمر ، ويواصلون تسليم القاعدة العسكرية بعد الأخرى والسجن بعد الآخر الى قوات ( الأمن والجيش ) العراقيين ..!!
ـ وحتى عندما إنفجرت فضيحة سجون المالكي السرية في مطار المثنى وغيره .. إندهش ساستنا واستغربوا كأنما لاعلم لهم بها وبما يجري للمواطنيين العراقيين الأبرياء .. وكذا فعل الأمريكان بشجب وإستنكار على إستحياء من قبل قيادتهم في واشنطن وبغداد ..!! 
ـ القيادة الكردية ( الفائز الوحيد في الإنتخابات لحد الآن ) تمسكت بشروطها للتحالف أو الإئتلاف مع اي من الكتل المتصارعة وفق شروطها والتي يمكن إختصارها بعبارة واحدة يعرفها الجميع ولم يفصح عنها أحد : ( الحصول على كركوك ومناطق من الموصل وديالى وصلاح الدين مقابل ذلك !! )
ـ وكما في قصص ألف ليلة وليلة ..!
فجأة وبعد أن علا الغبار وثار ، انقشع الغبار وإذا بثلة من الفرسان .. وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح !!!
فجأة ، تم إعلان إئتلاف الحكيم والمالكي إتفاقهما على تشكيل الكتلة النيابية و ( تأجيل ) البت بتسمية رئيس الوزراء !!  وتسارع بقية الإخوان للتأييد والمبايعة .. الحزب الإسلامي وجبهة التوافق على لسان أسامة التكريتي  ، الأكراد على لسان روز نوري شاويس .. والبقية من قواويد السياسة سوف يأتون طائعين أو كارهين .!

ماذا بقي بعد كل ذلك .. وماذا يعني كل ذلك ..؟
لاأعتقد أننا بحاجة الى إعادة قراءة الصفحة الأخيرة من صفحات المؤامرة الإنتخابية بنقاطها الواردة أعلاه لكي نفهم ماذا كان القصد من إطلاق صفة ( الرباعية ) على كلمة ( المؤامرة ) في عنوان هذا المقال .

هناك ( رباعيتان ) :

ـ الرباعية الداخلية المتكونة من :
الإئتلاف الوطني بأطرافه المجلس الأعلى وحزب دعوة الجعفري والصدريين وبقية الأطراف الأخرى
إئتلاف دولة قانون المالكي
التحالف الكردستاني
وتحالف أياد علاوي ومن إنضوى معه تحت مسمى القائمة العراقية

ـ الرباعية الخارجية المتكونة من :
إيران
أميركا
إسرائيل
السعودية

ولا تستغربوا ولا تعتقدوا أن هناك تناقض ظاهري بين بعض هذه الحكومات مع البعض الآخر .. فهذا التحالف لهذه الدول ، معروف ومجرب ، كما يقول العراقيون ..
هذا التحالف نفسه كان وراء تشكيل الحكومة اللبنانية برئاسة سعد الحريري بعد مخاض عسير .. لعبت فيه أيضاً أطراف أخرى أدواراً أقل أهمية مثل تركيا ومصر وسوريا .. وفي المخاض العراقي لعبت نفس الدول أدوارها الرئيسية أوالثانوية المساعدة .. 
فعلا الغبار علا وثار ولايزال ، وكأنه بركان آيسلنده ، ولكن حين ينقشع الغبار سوف تسكت شهرزاد وغيرها عن الكلام المباح أو غير المباح ..!!

هل عرفتم كيف تشكلت الحكومة اللبنانية في ساعات بعد أن فشل سعد الحريري نفسه من تشكيلها لأشهر
عديدة لدرجة أعلن فيها أنه سوف لن يقبل تسميته لهذا المنصب مرة أخرى ..؟
ثم كيف قام سعد الحريري رئيس وزراء لبنان بعد ذلك بزيارة دمشق.. ثم تبعه وليد جنبلاط أعدى أعداء النظام السوري في زيارة مماثلة..؟
وكيف نشط الدور التركي بعد ذلك في عملية التسوية الإسرائيلية ـ السورية ..؟
وكيف بدأت المباحثات غير المباشرة بين حكومة رام الله وإسرائيل برعاية أمريكية ويقال أنها سوف تستمر لأشهر ..
ولايزال الزعيق الإعلامي الأمريكي ضد سوريا وحزب الله ، تماما كما هو ضد إيران وقنبلتها النووية الموعودة .. ولاندري لماذا ..؟؟

مع بداية أزمة اللعبة الإنتخابية العراقية ، كتب أحد المحللين السياسيين ، لاأذكر إسمه الآن ، قائلاً ، أن الحكومة العراقية القادمة ستكون نتاج إتفاق بين إيران واميركا والسعودية ..

وحين ذكرت في كتاباتي السابقة أن المالكي هو من أضع الرهان عليه ، قال لي البعض بعد أن ظهرت نتائج الإنتخابات أن توقعاتي لم تكن دقيقة كما تصورت .
اليوم نقف أمام مرشحين ثلاث : جعفر الصدر ، إبراهيم الجعفري ، عادل عبد المهدي ، وربما مفاجأة جديدة ( ...) سوف تحملها الأيام والأسابيع القادمة ولن تتجاوز نهاية آب لتشكيل الحكومة وهو الموعد المحدد لإنسحاب جزء من القوات الأمريكية وتسليم الملف الأمني بالكامل للحكومة العراقية  ، وإن تجاوزنا ذلك الموعد فلسنا إلا أمام الواقع الذي سيفرضه الأمريكان بدوافع ( وطنية ) للحفاظ على هشاشة الوضع في العراق .. و ( حرصاً ) على العراق .. !!

إلا أنني لازلت أقول حتى وإن خرج المالكي فإن مَن سيرثه لن يكون أكثر من قناع جديد في حلقة تبديل الوجوه كما يقول علم الإدارة الأمريكي .. ولن يكون أي من هؤلاء أقل خنوعاً من المالكي لتمرير السياسة الدولية الصهيوـ امريكية في المنطقة والتي هي بحقيقتها أبعد من إحتلال العراق .. وهذا ماهو مطلوب تماماً .. ولسان حال الجميع سيقول :

العراقيون قد إنتخبوا .. وهم مَن إختاروا .. ومرحباً بالديموقراطية !
ولاندري كيف يمكن بناء ديموقراطية في ظل إحتلال عسكري وتدخل سافر من دول الجوار الإقليمي حتى في تشكيل حكومة في العراق ..؟؟

لازال الشعب العراقي يدور بفضل ساسته ومَن يقف وراءهم في الحلقة المفرغة .. لايكاد ينتهي إجتماع حتى يبدأ الآخر .. ولاتنتهي زيارة لهذه الدولة أو تلك حتى تبدأ الأخرى .. ولايصدر قرار من هذا المسؤول حتى ينقضه قرار من مسؤول آخر .. !!
  
في عالم السياسة هناك أمور تعلن ولكن ليس كل مايعلن يمثل الحقيقة بالكامل ..
وهناك أمور لاتعلن وهي الحقيقة المخفية ..
وتبقى قرارات الدهاليز السياسية دائماً خطوط حمراء لمن هو خارجها ..
وتبقى الشعوب المغلوبة على أمرها وقود يحترق لتحقيق تلك القرارات ..

وسلاماً على العراق

10/05/10






4 comments: