Friday 18 May 2012

علامات خمس على طريق حكومة العمالة الخامسة





سنقف وقفة قصيرة لننظر الى الحكومة العراقية الجديدة التي شكلها نوري المالكي وبشكل غير شرعي وغير دستوري .. أي حكومة بالإكراه . غير شرعية كونها فرِضت أمريكياً وإيرانيا وأعطيت الحق على الرغم من أنها لم تحصل على غالبية الأصوات في العملية الإنتخابية على الرغم من كل عمليات التزوير .. وغير دستورية لأنها شكلت خلافا للدستور بقرار قضائي من مدحت المحمود وعلى عجالة قبل أن تنتهي مدة الشهر الدستورية لتشكيل الحكومة فأفتى أنه يمكن للمالكي تشكيل جزء من الحكومة ..أي تسمية بعض الوزراء ، وترك وزارات أخرى شاغرة لحين الإتفاق عليها وتولي المالكي لثلاث وزارات رئيسية بالوكالة وهي الداخلية والدفاع والأمن الوطني (!!!) ولأشهر قادمة ..

لا أقول ذلك لأن المالكي هو من إستحوذ على الكعكة ، ولا لأن علاوي أو عبد المهدي أو الجعفري هم خيرٌ وأتقى .. فقد كتبنا عن ذلك ومنذ ايلول 2009 سلسلة مقالات أكدنا فيها أن المالكي هو رئيس الحكومة المقبل ، ويستطيع من شاء أن يرجع اليها أو يطلبها مني لأرسلها له . ذلك لأن المالكي هو الأقدر على تنفيذ الصفحة الثانية من المؤامرة لحساب الأسياد وأن ملفات هذه الصفحة تحتاج لشخص مثله ومعية كالتي أتى بها تحت يافطة ( حكومة المشاركة ) .

والآن ، لو نظرنا الى الأسابيع القليلة التي مضت على تشكيل حكومة الإحتلال الخامسة برئاسة نوري المالكي .. وأضفنا اليها فترة الشهر التي أمضاه منذ أن كلّفه العميل جلال الطالباني رئيس الجمهورية بتشكيل الحكومة بحركة مسرحية ممجوجة من على مسرح مجلس النواب بكلمته التي ألقاها بمناسبة إختياره رئيسا للجمهورية .. لأمكننا التوقف عند علامات طريق خمس مهمة في مسيرة حكومة لم تتكامل بعد .

العلامة الأولى : لاحظنا جميعا ، وخلال الفترة التي أعقبت الإنتخابات العامة في آذار 2010 ، وعلى مدى قرابة تسعة أشهر من صراع (المناورات المفتعلة) على رئاسة الحكومة .. أن بغداد ولاسيما مناطق حساسة منها تقع ضمن حدود مايسمى بالمنطقة الخضراء ووزارات حكومية قد تعرضت لعمليات تفجير ودمار ألقيت تبعاتها على ( القاعدة ) و ( الإرهابيين ) و ( البعثيين ) .. بل أن بيانات رسمية قد صدرت بذلك . فهل نسينا الأحد والأربعاء والخميس الدامي والثلاثاء المدمر .. والى آخر تلك المصطلحات حيث دفع المئات من الأبرياء حياتهم ودمّرت ممتلكاتهم في مناطق يفترض أنها محصنة أمنياً .؟
العجيب .. أنه ومنذ أن رسى المزاد على المالكي رئيسا للوزراء مجدداً .. توقفت تلك الأعمال الإرهابية .!

وهنا نحن أمام إحتمالين : إما أن القاعدة والإرهابيين من بعثيين وتكفيرين ونواصب والمقاومة العراقية هم من أنصار المالكي فتوقفوا عن (الإرهاب) حال تنصيبه رئيسا للحكومة ..! أو أن قوات أمن المالكي وفرق الإرهاب العائدة له أوالمناصرة له هي من كانت تقف وراء الإرهاب الدامي وقتل المواطنين الأبرياء وتدمير مؤسسات الدولة ..!
ونترك الإختيار والإجابة للشعب العراقي . 

العلامة الثانية : تصريحات قادة الحزبين الكرديين أثناء عملية التصارع على كرسي الحكومة وكذلك بعد أن دعموا المالكي وتم تنصيبه .
قبل تسلمه للسلطة وضع هؤلاء شروطهم ونقاطهم في المزاد العلني ، وان من يتعهد بتنفيذها سينال شرف التأييد الكردي .. وتدافع الجميع ، كل يدّعي وصل بليلى .. وقالوا لهم ، انهم يريدون تعهدا مكتوبا بالتنفيذ !! ثم رسى المزاد على المالكي ويبدو أنهم حصلوا على التوقيع المطلوب فبدأوا يطالبون بوزارات معينة لاتزال معروضة للبيع !!!
النقاط والشروط الكردية ، والمهمة منها على الأقل ، تحتاج الى الطائفة الأخرى المغضوب عليها لكي تساعد في تحقيقها ، فلم يكن أمام المالكي سوى إختيار الأنصار من بين هؤلاء ومن خلال الصفقة التي عقدها مع علاوي .. وذلك مايقودنا الى العلامة الثالثة التي ظهرت على الطريق وفي هذه المدة القصيرة ..!!

العلامة الثالثة : تلك هي الخونة من دعاة التقسيم الطائفي للعراق ومن أهل السنّة ولأول مرة منذ إحتلال العراق .
لفترة طويلة ومنذ الإحتلال ، ووفق خطة مدروسة بعناية كما يبدو ، وضعت قوى الشر أسماء بعض السياسيين ومن الطائفة السنية في واجهة الأحداث كمعارضين للإحتلال وحكوماته ، تماما كما فعلت مع مايسمى قوات الصحوة وشراء الذمم بهدف إختراق المقاومة العراقية . ترك معظم هؤلاء السياسيين العراق كمطاردين وملاحقين قضائيا ، وبقوا لسنوات يصدرون التصريحات من على شاشات الفضائيات .. وحين جاء موسم الإنتخابات العامة قرر هؤلاء وتحت مسميات جبهات وأحزاب مختلفة خوض المعركة الإنتخابية وعدم مقاطعتها كما حدث في عام 2005 .. ووجدناهم يتكتلون تحت خيمة القائمة العراقية بقيادة العميل أياد علاوي ، الأمر الذي أوقع في الفخ ملايين الناخبين من السنة بما فيهم بعض الأحزاب الوطنية التي شجعت مؤيديها على منح أصواتهم لهؤلاء كحل وحيد في هذه المرحلة .
المناورة الحكومية المضادة تمثلت في إصدار قرارات سحب أسماء هؤلاء كمرشحين باعتبارهم من المشمولين بقرارات لجنة إجتثاث البعث أو المساءلة والعدالة ، الأمر الذي زاد من حجم التعاطف الشعبي معهم ومع أياد علاوي وقائمته ، في وقت كان علاوي يفاوض في السرالقيادات الكردية وإيران وأحزابها الطائفية وأزلامها في بغداد !!! وبعد أن علم أن الأمرالأعلى قد قضيَ وأن المالكي هو من سيشكل الحكومة .
الآن ظهر الدور الحقيقي لهؤلاء ، العيساوي ، المطلك ، النجيفي ، الدليمي ، أياد ( السامرائي  هذه المرة وليس علاوي ) والبقية تأتي .. مؤامرات تحاك لتنفيذ تعهدات سابقة ، وهم أصلا جزء مما يسمى العملية السياسية أو بكلمة أدق وأصح سياسة الإحتلال الأميركي ـ الإيراني ، والرغبة الصهيونية .. وبشكل أوضح عملاء من كافة الطوائف والملل والقوميات بدأوا دورهم القذر الجديد الآن وهو مشروع تقسيم العراق .

العلامة الرابعة : في غمرة كل هذه التشابكات والتعقيدات التي بدأت معها حكومة الإحتلال الخامسة ، ولكي يبدأ الدور الإيراني في الإنتقال من العمل في الظلام الى العلن .. عاد مقتدى الصدر بعد أن لعب من إيران وبواسطتها دوره التاريخي في تنصيب نوري المالكي وآن له أن  ينتقل الى العراق ليبدأ الحصاد .
وبدلا من أن يقوم القضاء العراقي ( المستقل ) بإمرة مدحت المحمود بتطبيق مذكرة إلقاء القبض على مقتدى بعد إدانته بقتل عبد المجيد الخوئي في النجف .. بدلا من ذلك سكت القضاء المستقل وسكت رئيس دولة القانون .. وتدافع ( القادة ) مرة أخرى للترحيب بمقتدى .. قابله المالكي ، وعادل عبد المهدي ، وابراهيم الجعفري ، واياد علاوي ، وطارق الهاشمي .. واستقبله السيستاني

مقتدى ، وليس كما قد يظن البعض ، هو الأخطر في كل ماجرى وسوف يجري ، إنه الأب الروحي للطائفية التي تسعى الى تمزيق العراق .. ولن أبالغ إذا قلت أن قرارات المالكي سوف لن تمر إلا عبر مقتدى ، شاء المالكي الذليل أم أبى ، لأنه يعلم جيدا أبعاد اللعبة وأبعاد الرغبة الإيرانية وبالتالي الأميركية .

العلامة الخامسة : ولكي توضع لمسات ( الميك اب ) الأخيرة على ( العملية ) السياسية في خطواتها الجديدة .. كان لابد من إبراز الوجه ( العربي ) للعراق .. ومن أجدر برفع هذه الراية من جامعة الدول العربية ورئيسها عمرو موسى .. وأي مناسبة أعظم من مؤتمر قمة القادة والرؤساء والملوك العرب الذي سيعقد بعد شهرين لتكون بغداد حاضنة ( البوبيس ) او الدمى العرب ليرفعوا الأيدي بالموافقة والإبتسامات تعلو وجوههم النيّرة وبالأحضان جلال ونوري وهوشيار ..!!!
هكذا سيبصم العرب على ( عروبة ) العراق
وهكذا سيعطي القادة العرب الشرعية لإحتلال العراق
وهكذا سيشدون على أيدي حكومة الإحتلال الخامسة

علاماتنا الخمسة التي وجدناها على طريق حكومة لم يمضِ عليها سوى أسابيع ..
فيا ترى كم من علامات جديدة أخرى ستظهر على الطريق ..؟
إنها ليست ( خارطة الطريق ) كما ملأوا أسماعنا .. إنها هذه المرة ( الطريق الى الخارطة )
خارطة تفتيت العراق والمنطقة .. ومرحبا بجوزيف بايدن في بغداد !!!

18/1/11
     


No comments:

Post a Comment