Tuesday 22 May 2012

في ذكرى الجيش العراقي رئيس أركان .. ورئيس أركان




وحلّت الذكرى التسعون للمناسبة التي يحني لها رأسه كل عراقي مخلص لوطن إسمه العراق .. تأسيس الجيش العراقي ، جيش الشموخ والكبرياء في 6 كانون الثاني عام 1921 .
لن أكتب في هذه المناسبة لأن الكتابة حولها تعني كتابة تاريخ ، وما أصعب أن تكتب عن تاريخ رجال وتنصفهم عبر مسيرة تسعون عاماً . والأصعب من ذلك أن تكتب عن نهاية هذه السنوات بكل مفاخرها وطريقة إنتهائها وأعني إنتهاء سنوات الشرعية الوطنية لجيش العراق ولا أقول إنتهاء جيش العراق .
موضوعي هذا وربما حتى عنوانه قد أوحى لي به الأستاذ مثنى الطبقجلي بموضوعه الذي نشره قبل أيام تحت عنوان ( الفريق أول الركن عبد الجبار خليل شنشل .. تحية لك بكف اليد اليمنى سيدي ) .. آخر رئيس أركان الجيش العراقي . وأيضاً لن أكتب هنا عن الفريق أول ركن عبد الجبار شنشل فقد كتب عنه الكثيرون والرجل ، أطال الله في عمره ، غني عن التعريف لايوفي سيرته مقال بل يحتاج الى كتاب يحكي سيرته لمن يعشق البندقية . ولكنني هنا أتوقف لأحكي لكم سيرة رئيس أركان آخر في الزمن الردئ 2003 ـ2011 هو ... لاأعرف في الواقع رتبته العسكرية ربما فريق .. بابكر زيباري !! أقدمها الى القراء والى رفاق سلاح الفريق شنشل وهم ربما يعرفونها وأقول لهم : صبراً فإن موعدنا التحرير .
قبل أن أحكي لكم واحدة من قصص تاريخ رئيس أركان جيش العراق الجديد .. اجدني لاأصبر حتى نهاية المقال لأعلق ببضع كلمات ، الآن على الأقل ، حول ماذكره الأستاذ الطبقجلي حول بهلوان كل زمان ، صاحب الفضائية والزمان ، سعد البزاز وكتابه : ( القادة آخر من يعلمون ) !!

وهذه نص الفقرة من مقال الأستاذ مثنى الطبقجلي :
    ويوم كتب سعد البزاز كتابه (القادة آخر من يعلمون) متجنيا على القائد الانسان ابو مثنى..  اتصل بي احد ابنائه معاتبا كوني كنت كاتبا مؤسسا في جريدة الزمان قبل ان تغير انتمائها وولائها  ونائبا لرئيس تحرير طبعة بغداد بعد التغيير...؟  سالني ابنه بألم وعتاب بالغين   قائلا:   ان ماقيل بحقه ليس اكثر من تجني لايدركه صاحب المقال ونعني البزاز ..وما اكثر ما تجنى هذا الرجل.... على رجال اخرين وحتى من عملوا معه ووقفوا الى جانبه ايام المحنة  ...؟ وفي وقتها اعتذرت منه وقلت مجيبا وهل مثل البزاز يجرؤان يتطاول  ويسُم هذا النوع من الرجال  الاصلاء التي  صارت اسماؤهم علما بين الاعلام بمثل ما وسّم , وذاك قائد واسد هصور  يحظى بالتقدير والاحترام بين قادة الجيوش العربية التي تدرب عددا كبيرا من ضباطها الشجعان تحت امرته وامرة ضباطه في الكلية العسكرية العراقية التي نهبها الاوغاد كما نهبت كلية الاركان العراقية متحف العراق العسكري .. ولا اعتقد ان منصفا  ووطنيا وقوميا ينسى لهذا الرجل وقفاته فهي اعتراف بقدرة الرجل ومكانته في الوجدان الشعبي العراقي  والعربي. وربما تمنى في داخله لوكان حاضرا لكي يحارب جنديا دفاعا عن حياض الوطن ..اليس جيش العراق هو سور الوطن ويحميه عند المحن .. امتدت خدمة شنشل العسكرية المهنية إلى سبعون عاما ابتدأها من رتبة ملازم حتى وصل إلى رتبة فريق اول ركن. ومن ثم اصبح رئيسا لاركان الجيش ووزيرا للدفاع ثم وزير الدولة للشؤون العسكرية.  وهو من مواليد محافظة نينوى مدينة الموصل ومن عائلة عربية عراقية
لاأريد أن أضيف تفاصيل الى ماذُكر ، الآن على الأقل ، ولكنني أذكّر الأستاذ الطبقجلي والقراء ، أن ..البزاز كان قد كتب إبان الحرب العراقية ـ الإيرانية كتابا بعنوان ( العقرب ) عن دور إسرائيل المشين في الحرب وعن الصفحات المضيئة لجيش العراق وقادته ومنهم الفريق شنشل .. ويبدو أنها كانت من مستلزمات الشغل آنذاك ومن اللزوميات .. وهي بالطبع ليست لزوميات فيلسوف معرة النعمان أبي العلاء المعري !! وقطعا لدينا عودة الى هذا الحديث وغيره في سلسلة مقالات أقوم بإعدادها وبالقلم العريض تحت عنوان : ( الأصول في فن الوصول ) فكفانا أن نبقى ضحايا خداع ألوان الحرباء ..!!

نعود الى صاحبنا رئيس أركان جيش محمد العاكول الجديد المسمى ظلما الجيش العراقي والمدعو : بابكر الزيباري .
في السبعينات من القرن الماضي ، وفي منطقة تسمى ( جسر سيد صادق ) في شمال العراق حدثت معركة بين الجيش العراقي والمسلحين المتمردين على الحكومة وأعني بهم " البيشمركة " ، وكانوا تحت قيادة الملازم بيشمركة : بابكر زيباري !!!

هرب بابكر بعد تشتت القوة التي معه .. ولجأ الى السليمانية ليقوم بمغامرة من نوع آخر هذه المرة ، فقد قام مع عصابة له بالسطو المسلح على مصرف الرافدين هناك .. وهذه الحادثة مسجلة أمنيا وقضائيا بإسمه .. وقد هرب بالأموال المسروقة الى إيران ليبدأ من هناك إعماله ( التجارية ) حيث كان يصدّر شاحنات وسيارات ومكائن تستخدم في الأعمال الإنشائية ، وهذه حدثني بها أحد الذين يعرفونه جيدا من الإخوة الأكراد الشرفاء .

هذا المتمرد واللص هو اليوم رئيس أركان جيش سلطة العمالة في بغداد .. يحمل الرتبة العسكرية العالية وشارة الركن .. فتأملوا الى أي حضيض وصلنا ..!

رحم الله شهدائك في ذكراك ياجيش الكرامة
ونصر الله مجاهديك وأبنائك البررة
وستبقى ذكراك نبراسا للأجيال ولن ندعها تسقط من الذاكرة
والله المستعان


No comments:

Post a Comment