Tuesday 22 May 2012

حينما يصمت علاوي عن مطالبه ويتناسى السنيد دستورية المجلس، تنكشف خفايا اللعبة


من المعروف أن اللصوص غالبا مايختلفون عند تقسيم السرقات .. وفي أحيان كثيرة يكون هذا الإختلاف رحمة حيث تنكشف عمليات السرقة .
بدون مقدمات .. اللصوص هم حكام ومسؤولي العراق الجدد ممن جمعتهم أميركا من الشوارع والحواري في مدن العالم .. وهنا لاأفرق بين إسلامي وعلماني أو إسلامي شيعي وإسلامي سني أو عربي ابن عربي او كردي ابن كردي ، مسلم او مسيحي أو من اية ديانة أخرى ، من كان محسوبا يوما على اليسارية أو القومية أوالتحررية ومن كان محسوبا على اليمينية او الرجعية .. وسبحان اللي جمعهم بغير ميعاد !!
السرقات هي العراق ، يعني الوطن بأكمله ، ثرواته وأمواله وخيراته وعقوله ، وقبل ذلك إستقلاله وسيادته . مضافا اليها وسائل السرقات وحسب أهميتها وتسلسلها وهي المناصب مِن أكبر رأس في الحكومة الى شرطي السيطرات مروراً برؤساء الأحزاب والكتل السياسية التي أصبحت تعد بالمئات وبأهل العمائم الذين أصبحوا يعدون بعشرات الآلاف وتابعيهم وتابع التابعين من نواب ومدراء عامين ومستشارين وحملة السلاح من الملثمين وغير الملثمين في عجلات الدفع الرباعي وسيارات اللموزين ..!!
وهكذا ، وعلى قدر أهل الشطارة تأتي العوائد !! لعنهم الله وأخزاهم أجمعين .. قولوا آمين .
بدون مقدمات أيضا .. وباختصار لثمان سنوات ونيف .. نتوقف عند محطة مهزلة مايسمى الإنتخابات البرلمانية الأخيرة وما تلاها منذ عامين ، وما سيليها !!
ـ أظهرت الإنتخابات " الديمقراطية كلش " فوز قائمة أياد علاوي بعدد أكبر من المقاعد ، وفي نفس الساعة ظهر نوري المالكي امام عدسات الصحفيين المحليين واالعالميين الذين تجمهروا وبأعداد أكبر من زملائهم في الإنتخابات البريطانية التي زامنت إنتخاباتنا " النزيهة كلش " ليعلن أن المسألة لم تحسم بعد ، ولا ندري كيف رغم إنتهاء فرز كافة أصوات الناخبين .. ولكن ذاك ماحدث وكان محقا ويبدو أنه كان يعرف أمورا نجهلها ربما لقرب سكنه من سكن السفير الأميركي .. يعني جيران !
ـ بدأت في هذه المرحلة حرب من نوع آخر ، ولو أنها لازالت مصنفة تحت عنوان : حرب الحرامية !
فرج الحيدري .. وحمدية الحسيني ومفوضية الإنتخابات ( المستقلة ) من جهة . إعادة فرز الصوات يدويا ، يعني حسبة عرب ! إعتماد نتائج الفائز حسب الكتل في البرلمان وليس اصوات الشعب وبحسب قرار مدحت النعلبند المحمود رئيس مجلس القضاء الأعلى ورئيس المحكمة الإتحادية ورئيس محكمة التمييز .. و .. و .. الخ !!
وتم تتويج نوري المالكي .
لنسمي هذه المرحلة .. حرب العضلات . الحكم فيها أمريكيا ومساعده إيرانيا .
ـ بدأت بعد أن هدأ الغبار وبعد أن علا وسد الأقطار .. سقوط أقنعة المنتفعين والإنتهازيين التي عادة ماتسقطها رياح الغالبين والسادة الحاكمين وعلى رأس هؤلاء أسامه النجيفي ليتبوأ مقعده في رئاسة البرلمان .. وصالح المطلك ليتبوأ مقعده نائبا على يمين المالكي .. وغيرهم كثير ..!!
على الضفة الأخرى .. قام الحرامية الأضعف بالتجمع في كتل تهتف لعلاوي وتطالب له برئاسة مجلس السياسات العليا .. و ( المكرود ) مثل بلاع الموس .
وهذه كانت ، والحق يقال ، حرب تكتيكية لإضعاف الخصم ..!!
ـ هنا بدأت حرب أكثر جدية .. وهي حرب لوي الذراع . أولها التلويح بسحب منصب رئيس مجلس السياسات العليا من علاوي المرشح له .. بل ذهب حسن السنيد الى أبعد من ذلك بالتصريح علنا : أن هذا المجلس غير دستوري !! لأنه وكما تعرفون ، أن كل شيئ عندنا في العراق الجديد هو دستوري ، ماكان منه على المكشوفِ أو ماكان مستوري ..!!
وبدأت عمليات التوسل والتنازلات من أجل المجلس ورئاسته .. ومن أجل الحصول على أحد المنصبين الوزاريين المهمين الشاغرين .. الداخلية والدفاع اللذين يمسكهما المالكي .. وسقطت أسماء كثيرة الواحد تلو الآخر والمرشحة لتولي ولو أحد المنصبين ..!
ـ في هذا التوقيت بالذات .. والخصوم من بقية الحرامية منهكون .. بدأ المالكي بالضرب تحت الحزام .. فإذا بفضيحة عقود الكهرباء ووزيرها مرشح العراقية تظهر فجأة وبمساعدة من وزير سابق في أرذل العمر ، سياسي صاحب تاريخ خياني ، ولص صاحب تاريخ معروف إسمه جواد هاشم يعيش في فانكوفر في كندا وفي نفس المدينة التي يفترض أن فيها مقر الشركة الوهمية صاحبة الفضيحة .. ياسبحان الله ، والله إنها صدفة خير من ألف ميعاد !
ومع وزير الكهرباء الأثول .. ظهرت أسماء بقية ( المتآمرين ) من اللصوص على قوت الشعب العراقي في حكومة ( نزيهة جدا ) .. هما الإخوين كربولي " من العراقية أيضا " . ليس فقط ذلك بل صدور أمر بالقبض والتحقيق مع وزير المواصلات الأسبق في حكومة علاوي أيضا وهو لؤي العرس .. والحديث عن وزير آخر كان من جماعة علاوي وهو أيهم السامرائي وزير الكهرباء الأسبق .
يعني بدأت معركة كشف الحرامية أحدهم للآخر .. و ( مافيش حد أحسن من حد ) حسب قول إخواننا أهل مصر .
ـ بعد أن تمت عمليات جر الآذان حسب الأصول .. تدخلت حمامة السلام .. والتي من مهازل الأقدار وسوء حظ العراقيين اليوم أن إسمها : جلال الطالباني !! فكانت مأدبة العشاء ولقاءات الصلح .. وبدأ الحديث عن مجلس السياسات وتولي علاوي له .. ونسي السنيد دستورية المجلس .. وسكت علاوي .. ووقفت ميسون الدملوجي لتقول لنا عن الإجتماع أنه
كان ناجحا ومبشرا بالخير ... بشرها الله بالخير .!!
وتنتهي قصة حرب الحرامية .. ولكن من غير المعروف حتى ساعة إعلان هذا الخبر .. هل ستكون هدنة طويلة .. أم مرحلية .. أم صلح من أجل إقتسام الغنائم والأسلاب من معركة الإنتخابات ..
وأنت هص .. وانا هص .. وخلي نتقاسم بالنص ..!!

No comments:

Post a Comment