Friday 18 May 2012

توأمان التومان .. واللعب مع الأمريكان !




لاتزال جملتان من مسرحية عراقية قديمة رائعة إسمها ( النخلة والجيران ) عالقتان في ذهني بسبب مدلول وبلاغة النص الفني للمسرحية .. الأولى كانت على لسان شيخ الفنانين العراقيين وفنان الشعب يوسف العاني ، والثانية قالها الفنان الكبير المرحوم خليل شوقي .
يقول يوسف العاني في إحدى مشاهد المسرحية وهو يعبر عن إحساس الكادح ببيئته ومحيطه الإجتماعي الفقير  : ( أشم ريحة حصان ) .. في حين يعبّر خليل شوقي الذي كان يعمل لحساب الإنكليز في دوره في المسرحية حين يحدثه أحدهم عن بلاوي الإحتلال الإنكليزي : ( يمعود ، الإنكليز ياهو مالتهم ، أشو همّا بذاك الصوب واحنا بهل الصوب ) تعبيرا عن جهتي نهر دجلة وحيث كانت مقر المؤامرات في العراق ، السفارة البريطانية تقع في جانب الكرخ من بغداد ! 

ومع تقديري واحترامي الكبيرين لهذين الفنانَين الوطنيين ، فإنني هنا أريد أن أستعير دورهما في تلك المسرحية لأطبقه على المسرحية التي تجري حالياً على مسرح العراق الكبير ، وبالذات على نوري المالكي وعمار الحكيم وشلتهما من شخوص ممثلي ( الإبداع ) السياسي اللاهثين وراء المحتل وهما يريدان أن يلعبا دور الوطني النظيف اليد  ..  وأمام مّن ؟ أمام الشعب العراقي الذي بدأ يبصق وهو يسمع إسماءهم ولو تسنى له لبصق في وجوههم الكالحة الماكرة ، ووجوه من يُمثلهم فيما يسمى مجلس النواب !!

لايختلف إثنان ، أن الإثنان هما عميلان حتى النخاع لحكومة طهران وولي قم الفقيه .. ومنهم يتسلمون سينورياهات أدوارهم في العراق وبواسطة إطلاعاتهم وفيلق قدسهم وميليشياتهم ومجرميهم يقومون بتنفيذ مايريدونه .. حتى أحالت إيران مّن هو في سدة الحكم في العراق ومّن يلعب دور المعارض أيضاً الى دميتين دميمتين تمسك خيوط هذه بيد وخيوط تلك باليد الأخرى وتحركهما كيف تشاء ومتى تشاء أمام محتل متهتك وجمهور ضاحك .. وشر البلية مايضحك !!

الإثنان ، أو التؤامان في اللعبة السياسية في العراق اليوم ، أو ماأصطلح على تسميتها ( العملية السياسية ) ، هما نوري المالكي وإئتلافه دولة القانون (!!) والحكيم وإئتلافه الوطني (!!) .. وما يتفرع عنهما من تسميات وكتل تقف مع هذا أو ذاك لتكتمل بها صورة العهر السياسي في العراق .

المالكي يريد أن يظهر لنا  أنه حامي حمى القانون الذي بدأ مؤخراً يحاول أن يظهر نفسه بصاحب القرار المستقل عن القرار الإيراني ، الواقف الى جنب الشعب الكادح المظلوم ، المتحدث المنصف الى شرائح المجتمع العراقي من رؤساء عشائر وطلبة وعسكريين .. الشخص البعيد عن الطائفية والوطني العراقي الذي لايرتبط بإيران ، وفوق كل ذلك .. (البطل)  الذي وقف يصرح ضد الأمريكان وينتقد تدخل السفير الأمريكي كريستوفر هيل في الشأن العراقي ( !!!)  
على الأقل ماقاله المرحوم خليل شوقي على المسرح تمثيلاً عن المحتل الإنكليزي أنه ( بذاك الصوب ) ، أما صاحبنا البطل وهو يصرح على مسرح العراق وتمثيلاً أيضاً ينسى أنه وكريستوفر هيل جيران و ( نِعمَ الجار )  في المنطقة الخضراء وأن جنود هيل هم مّن يحميه ويحمي معيته وأزلامه ومعارضيه أيضاً .. ولكنه لايستطيع إلا ان يكون الكذاب الأشِر .. ولله في خلقه شؤون .

أما تؤامه الصبي ، فإن آخر تصريحاته أو فتاويه على إعتباره معمم وسيد .. ( أن شراء أصوات الناخبين حرام !! ) .. يدافع لنا عن الإستقلالية في القرار ، ويرسل عادل عبد المهدي الى واشنطن ثم إيران .. ويرسل هادي العامري في مهمة مستعجلة لعدة ساعات الى إيران أيضاً .. ولعله نسي أن الدم الذي يجري في عروقه هو دم فارسي ، ولا ضير في ذلك ولا عيب فكلنا لآدم وآدم من تراب . ولافرق لأعربي على أعجمي إلا بالتقوى .. ولكن الكذب على الناس والنفاق هو العيب بعينه ، وهو المكر والخداع ، وهو الخيانة .
وكما يعلم عمار المعمم  ( إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ) .
يكلمنا عن عدم مشروعية شراء أصوات الناخبين .. وينسى سرقته شخصياً لنفط العراق وبمعدل شهري . أليس ذلك من الحرام ياسيد عمار وياأهل العمائم السود والبيض ..؟!
لقد آن الآوان وبعد مقالات عديدة كتبتها مشيراً الى ذلك وبالأحرف فقط ، ووعدت قرائي بكشفها يوماً ..  أقول لقد آن الآوان لأضع النقاط على الحروف ولكي أسأل السيد هنا أن يخبرنا من هو السيد ( لواء القاضي ) ولماذا ترك الأردن الى أميركا ..؟
هل يريدني أن أخبره عن عدد الصفقات غير المشروعة للنفط العراقي التي تم بيعها على شكل سرقة ولصوصية رخيصة لحسابه بواسطة الشخص المذكور من ميناء جيهان التركي وبمعدل مليوني برميل في المرة الواحدة وبسعر أقل من السعر الحكومي للنفط العراقي بسبع دولارات ؟  يذهب  دولارين منها عمولة للقاضي والوسيط أو الوسطاء في بريطانيا أو أميركا أو أوربا أو الشرق الأقصى ، وتذهب الخمسة دولارات الباقية ( على وزن الخُمس ) تذهب الى حساب السيد .. يعني بحسبة بسيطة : مليونين برميل مضروبة في خمس دولارات ، تساوي عشرة ملايين دولار مرة في الشهرعلى الأقل !!! والشعب العراقي يموت جوعاً وعطشاً ومرضاً وإرهاباً ..!
أو إذا أراد السيد فلدينا أسماء بعض الشركات التي إشترت النفط العراقي العائد للشعب المسكين المظلوم  ولازالت تشتري وبهذه الطريقة من عمار الحكيم وصور من العقود .. وكأن نفطنا العراقي إرث المقبور أبيه .
( تف ) على وجه ملتح ، لايستحي أن يعظ ويبكي على أمير المؤمنين وقدوة الزاهدين علي بن أبي طالب وإبنه سيد الشهداء عليهما السلام .

هذا أيضاً ، ومَن يعمل معه مثل سارق مصرف الزوية ، يريد أن يتسلم حكم العراق .. ويريد أن يقنعنا أنه ضد الإحتلال وأميركا .. وأنه الوطني إبن الوطني .. وها هو اليوم يدعو الى تظاهرات في الجنوب يدفع لأصحابها من أموال النفط المسروق لتهتف ضد قرار الهيئة التمييزية .. وسيدعو ويعمل غداً وبالتنسيق مع إيران وإسرائيل وأميركا لتقسيم العراق وفصل ( إقليم الجنوب ) لصالح نظام الولي الفقيه ! بل لقد تم التلويح بذلك من قبلهم في حالة السماح للمجتثين من هيئتهم المساءلة والعدالة لصاحبها أحمد الجلبي بالدخول في الإنتخابات .. بأمر إيراني ، وبعِلم أمريكي .. ولاتقولوا لي بايدن أو هيل أو كلينتون رفضوا ذلك .. إنها اللعبة الأمريكية ـ الإيرانية القذرة ..!!!
خطط تم حبكها بإحكام .. وعمالة تم إختيارها بعناية !

توأمان .. تجمعهما مصلحة إيران .. ومخطط إيران لاينفصل عن مخطط الأمريكان .. اللعبة مشتركة .. ولاتصدقون الخلافات التي خدعتنا بها وسائل الإعلام ولا زالت وعلى مدى سبع سنوات عجاف . الأمريكان يهاجمون الإيرانيين .. والإيرانيون يهاجمون الأمريكان .. وساسة العراق يهاجمون اميركا والإحتلال ويدّعون بإستقلالية القرار والسيادة والقانون ورحيل المحتل ، لاتصدقون .. !!

معقولة .. هل نسوا بهذه السرعة كيف أدخلهم الأمريكان الى العراق وبالتنسيق مع إيران ..؟
وما الذي تغير .. ولازالوا يعيشون مع أولي الأمر والنهي من الأمريكان ( بصوب واحد !! ) بل وجيران ، ولكن ..
لسان حالهم لازال يردد ( أشم ريحة دولار ..!! )
08/02/10



 

No comments:

Post a Comment