Thursday 17 May 2012

السمسرة السياسية

في جلسة مع صديق قديم لي ممن أدمنوا حمل الهم العراقي فوق أكتافهم وفي داخل رؤوسهم ، وفي ركن من بيتي المتواضع .. كنا نتحدث وكالعادة في المواضيع السياسية وأحداث الساعة وما يحدث من أمور في العراق مما يقع خارج نطاق العقل البشري .. وجرنا الحديث الى ماحدث من سرقة مصرف الزوية من قبل فرسان المجلس الأعلى ، وموضوع الكاتب والشاعرالعراقي أحمد عبد الحسين ومعاناته بسبب 800000 بطانية من بطانيات سادة الإئتلاف ، أي بسبب كلمة حق خطها قلمه ، وتحدثنا عن بعض المواقع الألكترونية وما تنشره لبعض الكتّاب الذين باعوا ضمائرهم عن طيب خاطر من أجل ثمن بخس يرضي عقدهم النفسية التي تعشعش داخلهم ، وجيوبهم التي يدسّ فيها المال الحرام من أموال العراق ، فبدأوا بكيل المديح والتمجيد لهذ اللص أو ذاك المجرم .
قلت لصديقي : والله إنني أفكر أحياناً بالتوقف عن الكتابة السياسية بعد أن بدأت أرى أنها وبسبب بعض الأقلام بدأت تتحول الى تجارة سياسية ربما الغرض منها مقصوداً لإدخال الملل واليأس الى نفوس القراء والشعب المثقل بهموم حياته المعاشية اليومية بشكل عام لكي يخلى الجو للصوص السلطة لكي يلعبوا وكيف شاءوا  ..
قال صديقي : نعم تجارة سياسية ، ولكنني أراها أقرب الى مصطلح ( سمسرة سياسية ) ! أجبته : لقد إستخدمت في مقالاتي الكثير من المصطلحات التي تعبر عن واقع سياسيي العراق اليوم ولكن هذا المصطلح ( سمسرة سياسية ) يستحق أن أكتب عنه موضوعاً جديداً .. إبتسم وقال : لاتزال مدمن للكلمة كما عرفتك ومنذ اكثر من ثلاثة عقود من الزمن !


(الدكتور) عادل عبد المهدي مع أحد أساتذته ! راكعاً على ركبتيه وكأنه أمام ربه ، مُكتفاً يديه كتلميذ وإبن بار ..!!  ـ  بئس المولى ولبئس العشير .

السمسرة في السياسة لم تعد كما يبدو عيباً ، ويبدو في حقيقة الأمر ، أن السمسرة بحد ذاتها قد رُفعت من قاموس البعض بعد أن كان يمارسها على ضفاف الخليج العربي وأرجو أن لاتزعجه كلمة العربي لأنني ان يجب أن أسميه كما يحلو لهم الخليج الفارسي .. فإذا به اليوم يجلس في الطوابق العليا من هرم السلطة في العراق ليتحدث بإسم السلطة يتاجر بالكلمات والجُمل التي تناقض كل منها الأخرى وآخر تقليعاته : ( لايجوز لأميركا أن تتكلم أو تفاوض بإسم العراق ) .. ولا أدري كيف يفكر هذا ( الدكتور ! ) ..؟
أليس جندي الإحتلال الأمريكي في كل زاوية من زوايا العراق ..؟
أليس المستشارين الأمريكان في كل وزارة من وزارات العراق ..؟
أليست هذه هي السمسرة السياسية بعينها ..؟؟

كاتب يصف لنا نائب رئيس الجمهورية ( بصاحب فكر ليبرالي ) ! وتتبع ذلك أقلام كتّاب آخرين يتسابقون في الكتابة وكأنهم يريدون منا أن نصدق أنه لاعلاقة لمجلسه الأعلى بسرقة مصرف لحسابهم ومن قبل حراسه الشخصيين الذين قتلوا بدم بارد حرس المصرف .. والأدهى أنهم يقولون أنه لولاه لما تمكنت وزارة الداخلية من القبض على الجناة وإستعادة الأموال المسروقة التي وُجدت في مقر صحيفتة العدالة التي يمتلكها ..!
( حرامي بيت ) !! كما يقال .. كان عليه أن يستفيد من خبرة (جلبي) سرقات المصارف في الأردن ولبنان الذي تقطع ميليشياته شوارع بغداد لمرور موكبه من المطار وحتى مسكنه في شارع الأميرات في المنصور وهو يجلس في سيارته شامخ الرأس والهامة .. ولايزال يصول ويجول .. يتآمر ويسرق ، وإسمه على قائمة مطلوبي الأنتربول أو الشرطة الدولية !
هكذا الدهاء والتدليس وإلا فلا ..!
صورة البرئ النزيه الليبرالي مع هذا المقال تشهد على ليبراليته وفكره التقدمي .. ولايجب أن ننكر عليه ذلك بعد أن جرّب الإنتماء الى كافة الأحزاب على الساحة العراقية ، وانتهى به المطاف أمريكياً في خدمة جيش الإحتلال .. وإسلامياً في خدمة إيران ..فهو مثل غيره :
إذا الريحُ مالتْ مالَ حيثُ تميلُ .!
أليس كلهم وجلهم هكذا ..؟
أليست هذه هي السمسرة السياسية بعينها ..؟؟

حرية الكلمة التي يدّعون أنها مصانة بعد أن كانت الأفواه مكممة .. وقد قتل وشرّد من الصحفيين والكتّاب والمفكرين والمثقفين والعلماء والأساتذة العراقيين خلال سنوات حكمهم ما لم يشهده العراق في تاريخه القريب والبعيد ، وما لم تشهده دولة أخرى .. والأخير وليس الآخر احمد عبد الحسين .. ثم يخرج علينا عادل عبد المهدي بتصريحه الملائكي حول ذلك في وقت كان عليه فيه أن يستقيل أو يُقال بعد فضيحة مصرف الزوية ، يحاول أن يُحَسّن صورته أمام الرأي العام ( التصريح منقول عن موقع قناة الشرقية في 13/8 ) :
{ قال نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي أن مَن يتصدى للعمل السياسي ويؤمن بحرية التعبير والرأي ويضع نفسه كرجل خدمة عامة ، فإنه يجب أن يقبل مسبقاً بأن يضع نفسه تحت المساءلة العامة (!!) وأضاف رداً على سؤال وجهه له مكتبه الإعلامي بشأن حدوث تشهير إعلامي في تغطية قضية مصرف الزوية أن على المسؤول أن يتوقع من الصحافة بعض المقالات المزعجة والخاطئة وهذا أمر يجب أن يدركه الجميع وهي ضريبة الواجب مقابل الصلاحيات والإمكانيات الكبيرة والتي تشكل رقابة الصحافة إحدى الوسائل لعدم التعسف بتلك الصلاحيات ، داعياً المسؤولين وغير المسؤولين الى أن يتعاملوا مع الصحافة والإعلام بهذا الفهم !! وأوضح عبد المهدي أنه يجب حماية الإعلاميين والصحفيين للتعبير الحر والكامل (!!) والذي لن يخلوا أحيانا من بعض الروايات الوهمية وان لاتستخدم ضدهم إجراءات قد تفسر بأنها تحد من هذه الحرية (..!!!) }

لاتعليق لدي .. وأترك التعليق لكم .
أليست هذه هي السمسرة السياسية بعينها ..؟؟

كاتب إسمه باسم العوادي ، إعتاد أن ينشر على موقع (كتابات) ، بين الحين والآخر بعض المقالات وتعرفونه أيضاً من خلال لقاءات معه على شاشات بعض الفضائيات !
العبد الفقير كاتب هذا المقال يعرفه عن كثب حيث كنت أسكن ليس بعيداً عنه ولدي عنه أرشيفاً كاملاً ، ماضيه وحاضره وما أن ظهر مقاله حتى تسابقت أقلام البعض للتمجيد بما كتب ، وكأن أمراً قد صدر اليهم بذلك .. ولمن لايعرفه أو نسي مانشره وصرّح به من قبل أو أن ذاكرته قصيرة أود أن أنقل له بعضاً من ذلك :
يقول باسم العوادي في مقال له نشر على ( كتابات ) بتاريخ 22/8/2008 ، عنوانه : ( يامعاوية إيران أشبعتكم ضرباً وأنتم أشبعتموها سباً )
{ الإعلام الإيراني صامت لايسب ولا يشتم ولايتبنى برامج طائفية بينما يركز على الإنجازات الكبرى من قبيل الأمور التكنولوجية المتعلقة بالبرنامج النووي السلمي وأخيراً المسبار أميد وسيلحقه أول قمر صناعي إيراني ، وسلاح الصواريخ ومصانع الطائرات والدبابات والأجهزة الألكترونية ومصانع السيارات والقطارات ... فهي تتقاسم الأدوار مع أميركا في المنطقة لابصورة تحالف ولكن بصورة التخام سياسي }
ظننت حينها وأنا أقرأ ذلك أن وزير الإعلام الفارسي هو الذي يكتب وليس مواطناً يقول أنه عراقياً حيث ينتقل في مقاله بعد ذلك ليشبع الدول العربية إستهزاءاً وسباً وشتيمة .. والمقال موجود لمن يريد المزيد .
مقاله في 30/11/2008 ، يحمل عنوان : ( الإتفاقية الأمنية ، الشيعة يدخلون التاريخ ، والبعث يخرج الى مزابله ) ..، وهو يشير الى الإتفاقية مع ( الشيطان الأكبر ) !! ويمجدها .. والمقال موجود أيضاً لمن أراد المزيد من سب للعراقيين على لسان العوادي .
قبل هذين المقالين ، ظهر على شاشة إحدى الفضائيات ، والتي أطلق عليها هو نفسه في مقاله أعلاه الفضائيات المرتزقة !! ويبدو أنه نسي أنها إستضافته وصرح في حينه من على شاشتها وهو يدعو الى تقسيم العراق ، وقيام إقليم الجنوب بما يلي :
{ سيكون هذا الإقليم أغنى من دبي .. وسيأتي بقية العراقيين من الغرب والشمال والوسط ليقبلوا الأقدام كي يجدوا لهم عملا في إقليم الجنوب } !!
لاحظوا شوارعية وهبوط التعبير ، ولاحظوا لغة الإحتقار لأهل العراق ..!!
لم نسمع حتى من عبد العزيز وإبنه عمار تصريحا بهذه الصراحة ..
ألا تعساً للأقلام المأجورة .

وفي 29/1/2009 ، أي قبل يومين من إنتخابات المحافظات الأخيرة ، نشر مقاله المعنون (لهذه الأسباب تستهدف القائمة 290 ، ولن تُهزم )
القائمة 290 ، هي قائمة المجلس الأعلى أو ماتسمى ( قائمة شهيد المحراب ) ..
لقد هزم أبناء الجنوب والوسط من الشيعة العرب أنفسهم القائمة 290 .. وسكت وصمت بعدها العوادي ليظهر لنا من جديد قبل أيام بمقال تمجيدي بسراق مصرف الزوية وقاتلي الحراس الأبرياء وتمجيد رئيس هؤلاء القتلة الذين يعملون في حراسته والذين نقلوا الأموال المسروقة الى مقر جريدته !!
وتدافعت أقلام سماسرة السياسة ، لتمجد بالعوادي وما يقوله هذا ( المنصف ) ، وكأنهم يظنون أننا قد نسينا المقالات التي ذكرتها أعلاه ، ومن هو كاتبها ..!
لا أيها السماسرة بالقلم .. فذاكرة العراقيين أقوى مما تظنون .
وتذكرة أخيرة لهم من باب ذكّر فلعل الذكرى تنفع ، أن باسم العوادي ، أقر في محاورة على الأنترنيت مع السيد اللامي الذي كان يحاوره .. أنه ، أي باسم ، كان جندياً هرب الى إيران عن طريق الأهوار .. وقد أكد محاوره ان باسم لاعلاقة له بالسادة العواودة ، وأن إسمه وأصله معروف
أليست هذه هي السمسرة السياسية بعينها ..؟؟

دولة القانون .. وما أدراك ما دولة القانون وقائمة دولة القانون .. وإئتلافها الجديد المصون ..!!؟
بعد العواصف السياسية داخل إئتلاف الخونة ، والتي رافقت العواصف الترابية بما حملته من ذرات كيمياوية سامة جاء بها جيش الإحتلال الذي جاء بهم الى السلطة .. شعرَ رئيس السلطة  أنه لامناص له من إعادة التقارب مع المجلس الحكيمي ومحاولة إستمالة جماعة الصدر وغيرهم ، بعد أن عاد بخفي حنين من زيارته ( الرسمية ) الى السيد مسعود البارزاني ، وقبلها تركيا ، وقبلها إيران ، وقبلها أوربا وأميركا ، وقبلها بعض الدول العربية ..!
ولاندري كيف ستستقيم عبارة ( قائمة دولة القانون ) في الإنتخابات القادمة ، مع أحزاب وكتل تمتلك الميليشيات المسلحة  والتي هي بحد ذاتها خروج على القانون .. وكيف يتفق ذلك وما قاله أمام عشائر الجنوب قبل أيام ضمن ( حملته الإنتخابية ) مِن أن بعض أطراف الإئتلاف تعرقل عمل حكومته في إنجاز المشاريع الكبيرة وضرب مثلاً على ذلك بموضوع مشروع الكهرباء !؟ والكل يعلم أن مَن قصدهم هم أنفسهم مَن يريد أن يتحالف معهم من جديد !!
هل أنه لم يجد أمامه إلا الحلفاء القدامى ..؟
أم هل أنه لايستطيع أن يتخلى عن طائفيته لحساب الوطنية العراقية ..؟
وهل يعتقد أن ابناء الشيعة العرب وبقية العراقيين مغفلون ليستطيع أن يكسب أصواتهم  .. وهل يلدغ العاقل من جحر مرتين ..؟
أقول ذلك ولا علم لي بما في جعبة الأمريكان ومَن يريدونه رئيساً للحكومة القادمة .. ولا ماذا سوف تخبئ لنا صناديق الإقتراع  ونزاهة لجان الإنتخابات هذه المرة ..؟؟
مجرد أسئلة أضعها أمامه لتظهر لنا محك المصداقية في القول والفعل ، لاكما فعَلَ في قضية سرقة مصرف الزوية وهو على أبواب الإنتخابات ..
دولة القانون يجب أن تكون بمستوى هذه التسمية .. وإلا فإننا سنكرر ونعيد ونقول :
أليس كل ذلك هو السمسرة السياسية بعينها ..؟
14/08/09

No comments:

Post a Comment