Thursday 17 May 2012

التحالف الأمريكي ـ الإيراني .. هل بدأ يطفو على السطح ..؟





لقد نشرت شخصياً وعلى هذه الصحيفة عدة مقالات يرجع تاريخها الى ثلاث سنوات وأكثر ، وفي كل مرة كنت أتحدث عن عدم تصديق الظواهر من الأحداث والمتمثلة بالتصريحات والخطب النارية عن وجود خلاف أستراتيجي أمريكي ـ إيراني .. وفي كل مرة ، كانت مقالاتي تقابل بالنقد وبالهجوم على ماأطرحه من أفكار أسميتها أحياناً ( التحالفات الخفية ) .. ( زواج المتعة بين النظامين ) .. ( كشف السؤات ) .. والى غير ذلك .

كان أكثر مايؤلمني ليس تلك الرسائل الهجومية التي أتلقاها والتي كتب بعضها بلغة غير لائقة ، بل ماكنت ألمسه من إستنكار لما أكتب من قبل شخصيات يسارية وتقدمية يُفترض أنها تحمل هموم بلدها العراق وليس مصالح إيران مع روسيا أو الصين ، وتوهمهم ، وهم محترفي سياسة وفكر ، أن إيران وبسبب ذلك في حالة حرب مع أميركا !!  وقد وصل بعض الإستنكار حدود مقاطعتي كما كانت تقاطع البضائع الإسرائيلية أيام الصحوة القومية العربية ، والتي ، وللتاريخ فقط نتذكر الآن ، كيف كان موقفهم المخزي من تلك الصحوة والأنظمة العربية التي تبنتها ، على الرغم من وقوف تلك الأنظمة والزعامات مع الإتحاد السوفياتي آنذاك !!

ودارت عجلة الزمن قليلاً ، ولمّا تستكمل بعد دورتها الكاملة .. فإذا الذي كان مستوراً بالأمس قد أصبح مكشوفاً ، حتى ورقة التوت بدأت تتآكل ، وإذا الذي كان يتصوره البعض موقفاً صلداً كصواريخ شهاب وشتم محمود أحمدي نجاد لأميركا وإسرائيل بخطب مجلجلة ، قد أضحى هشاً وسرعان ماسيتحول الى هشيم تذروه الرياح قبل أن يأتي عليه الزَبد فيذهب معه جُفاء ..

البعض ، يحلل ذلك الى تحول في الموقف والسياسة الأمريكية بعد أن إعتلى باراك أوباما صهوة البيت الأبيض وذهب جورج بوش مسبب المشاكل ليتقاعد في تكساس  ويفوت هؤلاء جميعاً ، أن أميركا ليست دولة يحكمها شخص ، كما هي دولنا العربية ودول العالم الثالث ، بل هي دولة مؤسسات .. وهي زعيمة الرأسمالية العالمية ، وقائدة العالم الغربي ، وأن المؤسسات ( بلوبياتها ) وقواها الضاغطة ومصالحها هي التي تحدد سياسة البيت الأبيض ، وأن الفرق بين الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي هناك ، كالفرق بين شعاري الحزبين المتناوبين على إدارة البيت الأبيض .. وهما شعاري الحمار والفيل !! وأن العالم المحكوم من قبل أميركا أو المتعاون معها أو المغلوب على أمره سيان لااختلاف يفرقهم .. وكعراقي أقول أن قنابل وصواريخ جورج هيربرت بوش ( الأب ) الجمهوري ، وبيل كلينتون الديمقراطي ، وجورج دبليو بوش ( الأبن ) .. سقطت على العراق .. كما سقطت على غير العراق ..!

هكذا نوع من التحليل السياسي ، والنظر الى أوباما المنقذ بدل بوش المجرم .. هو ، ومع إحترامي لأصحابه ، تحليل ساذج .
وموقف أوباما من العراق غير موقف بوش .. ساذج أيضاً
وموقف أوباما من فلسطين غير موقف بوش .. ساذج أيضاً
المواقف ربما تبدو أنها قد بدأت تتبدل ، على الأقل على مستوى التصريحات .. ولكنه في واقع الحال تغيير قد حان وقته من قبل المؤسسات الأمريكية الحاكمة ، لابل قد أجبرت عليه من خلال الأحداث هنا وهناك ، وتم أيضاً توقيته مع قدوم الرئيس الجديد !

إيران .. هي أحد خيوط لعبة التغيرات هذه .. فهل حان الوقت لإعلان ماتم إخفاءه منذ 1988 ..؟ وخروجها خاسرة من حربها مع العراق ..؟
وهل ستعترف الإدارة الأمريكية الجديدة بالجميل الإيراني الذي أعلنه محمد أبطحي مدير مكتب الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي قبل وقت ليس ببعيد عندما ذكّر أمريكا بأنه لولا المساعدة الإيرانية لها لما تمكنت من إحتلال أفغانستان والعراق ..!؟
وهل ستصبح إيران لاعباً أساسيا في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة فيما يسمى بخارطة الشرق الأوسط الجديد ..؟؟

No comments:

Post a Comment