Tuesday 22 May 2012

بعد العراق .. هل تسير سوريا على طريق ( الفوضى الخلاّقة ) .!..


كان آخر ماأنهيت به مقالي الأخير الذي نُشر بتاريخ 17/2 ، تحت عنوان : السيناريو السوري كما أتصوره ، هو العبارات التالية

أخيرا وليس آخرا ، ماهو مطلوب في السيناريو السوري ، ولغرض إطالة أمد الصراع الداخلي على الساحة السورية وإبقاء القصة بدون نهاية .. بدأ موضوع التدخل الإقليمي عن طريق ميليشيات ( إسلامية ) مقاتلة تحت سمع ونظر الغرب والدول العربية .
إيران وميليشيا " فيلق القدس " والإرهابيين الذيم يدخلون سوريا بصفة زوار دينيين وذلك عن طريق العراق ( المحتل أميركيا وإيرانيا ) والتي تشير بعض التقارير الى أن أعدادهم تجاوزت 15 ألف مقاتل ( شيعي !! ) وُضعت تحت تصرفهم كافة أنواع الدعم من قبل إيران وحكومتها الثانية في العراق ..
أليس ذلك غريبا وهو يحدث بعلم الدوائر الغربية والإسرائيلية المعادية لنظام طهران (!!! ) ؟؟
على الجانب الآخر ، تلعب دولة أخرى مجاورة ورقة مماثلة إستكمالا للسيناريو المخطط له ، حيث أشارت التقارير الى أن مقاتلين ( سنّة !! ) من الشركس والشيشان وصلوا فعلا الى أراضي تلك الدولة وذلك لغرض عبورهم الى الأراضي السورية ( للجهاد ) مع ( إخوانهم ) السوريين ..!!
وأذا ما أضفنا الى ذلك حزب الله في الغرب من سوريا .. والقاعدة الى الجنوب منها .. و (قاعدة ) العراق كما يطلقون على أنفسهم في الشرق السوري .. يمكننا أن نتصور حجم الصراع الدموي المقبل لتحويل سوريا الى أفغانستان أو عراق جديد الى أمد لايعلمه إلا الله .
معلومات تناقلتها بعض أجهزة الإعلام وقد ضمنتها مقالي السابق .
اليوم وأنا أتابع بعض مابدأت بعض صحافة الغرب تروج له وخصوصا أميركا ، بدأت أرى في الأفق التركيز على أن الساحة السورية عبارة عن ساحة صراع بين مجاميع مسلحة من ( الإرهابيين ) السنة والشيعة .. هذا مايمكن أن أفهمه بالإيحاء على أن في سوريا لاتوجد ثورة شعبية ضد نظام إنفرادي فاسد يحكم بالحديد والنار بل أن هناك حرب طائفية بين سنّة متطرفين ( وقد تم وضع إسم " القاعدة " الموسومة بالإرهاب كأحد أبرز مكوناتهم ) وبين شيعة متطرفين (فيلق القدس) يلقون الدعم من إيران والعراق شرقا ومن حزب الله غربا .
هذا يعني أن النظام السوري ، كما يحاولون إظهاره ، لا يقتل شعب أعزل من المدنيين ، بل يضرب (إرهابيين) جاءوا من وراء الحدود .. يعني إعطاء الضوء الأخضر لنظام الأسد في وقت تسكت وتناور وتحاول بعض الأنظمة العربية من خلال جامعة حكامها في القاهرة تكريس ذلك .. وتفعل الشيئ نفسه الأمم المتحدة بقرارات هلامية غير ملزمة .
بكلمة أوضح يعني تكريس الدور الإيراني وتابعه النظام العراقي في الأزمة وإعطائهم المبرر لما يفعلون .. وأيضا تكريس دور دول جوار أخرى كتركيا والخليج في الرد على ذلك وإظهاره على أنه من من منطلق الدفاع عن ( الطائفة ) السنّية في سوريا !!
الغريب هنا أن ما تتناوله الصحافة الغربية ، والتي سأذكر لكم بعض المقتطفات منها ، تتحدث عن " القاعدة " وتكاد تصمت في الحديث عن " فيلق القدس " الإيراني على سبيل المثال . وإذا ماتحدث بعضها عن ذلك فليس بأكثر من إشارات مبهمة .
وأعيد وأتساءل للمرة العاشرة .. كيف يتسنى للميليشيات المتطرفة الشيعية والمساعدات اللوجستية من الوصول الى سوريا إلا من خلال العراق ، والذي أعلنت بعض تنظيماته الطائفية أيضا وبصراحة أنها سترسل مقاتلين الى سوريا ..؟ والعراق يخضع لإحتلال أميركي .. وإيران وسوريا تحت حصار دولي تتزعمه أميركا ..؟؟
اليكم بعض المقتطفات مما نشر يوم 21 / 2 فقط :
Brisbane Times
( القاعدة تترك العراق للقتال ضد الأسد : لقد قلّت هجمات القاعدة في العراق لدرجة تصل الى 50% خلال الأشهر الأخيرة ، ويعتقد أن الكثير من أعضاء القاعدة قد تركوا العراق الى سوريا للقتال ضد نظام بشار الأسد )
Philadelphia Inquirer
( تركت عناصر من القاعدة العراق للإلتحاق بالمقاتلين في سوريا ضد نظام بشار الأسد . ذلك قد إنعكس بفائدة على العراق كما صرح أحد المسؤوليين حيث إنخفض مستوى العنف في بعض المناطق في العراق والقريبة من سوريا )
USA Today
( صرح مايك روجرز رئيس لجنة الأمن في الكونغرس ، أن إنسحاب القوات الأمريكية من العراق قلل من ملاحقة عناصر القاعدة هناك مما أتاح لها الفرصة لكي توسع أنشطتها والإنتقال أيضا الى سوريا للقتال هناك ضد النظام السوري )
وما نُشر في صحف أخرى مثل : سياتل تايمز ، ديلي تلغراف البريطانية ، ديلي ستار البريطانية ، فانكوفر صان الكندية .. لايخرج عن نفس المعنى مع التركيز على أن مقاتلي القاعدة قد دخلوا الى سوريا من محافظات نينوى والأنبار ( يعني المحافظات المصنّفة لدى النظام العراقي بالمحافظات " السنية " )
هذه الصحف ، مع أن معظمها صحف صغيرة نسبيا ، وغيرها كذلك في الإعلام الغربي ، كانت حتى وقت قريب ، أي قبل خروج معظم القوات الأميركية من العراق ، تشير الى أن هناك أجنحة من القاعدة في العراق تعمل بإمرة إيران !! وما تطرقت اليه هذه الصحف أتوقع ، وكما عوّدنا الإعلام الغربي ، أن تتناوله كبريات الصحف ووسائل الإعلام هنا قريبا .
أعود الى ماكتبته خلال الأسابيع والأيام الماضية ، لكي أخلص الى نتيجة واحدة لا أستطيع أن أجد غيرها من ملامح مايجري على الأرض السورية حاليا .. وهي أن السيناريو المعتمد لدى دوائر صناع القرار السياسي في واشنطن ولندن وتل أبيب يريد أن تستمر الفوضى في سوريا على غرار مايجري في العراق . وهي بذلك ستقوم بتحقيق هدفين رئيسيين :
الأول ، إفراغ الثورة السورية من محتواها النضالي ومحاولة إضعافها وتشتيت أهدافها تماما كما حاولوا مع المقاومة الوطنية العراقية . وثانيا ، إبقاء حالة من الفوضى على الأرض العربية في حالة سقوط النظام وهو مانراه اليوم في ليبيا وتونس ومصر واليمن التي سقطت أنظمتها .. وفي بلدان أخرى والتي لاتزال أنظمتها الحالية تمسك بزمام الأمور فيها ولكنها تواجه إضطرابات وخلق مشاكل داخلية فيها .
لقد صنعوا لنا مصطلح الربيع العربي وخلقوا قيادات عميلة لتسرق ثورات وانتفاضات الشعوب لنرى بعدها أن هذا الربيع قد تحول الى إنتكاسة وردّة تصب في مجرى مصالح الغرب .
إنه الإقتصاد الذي يسيّر السياسة العالمية ومصالحها ويحدد حالتي الإحتلال المباشر لبعض الدول والفوضى في بعضها الآخر . وإذا مازلنا نذكر مصطلح الفوضى الخلاّقة creative chaos الذي حمله لنا في العراق دونالد رامسفيلد ، فقد آن الأوان لنعرف أن كلمة الخلاّقة تنصب على الإقتصاد وإمتصاص ثروات الشعوب سواء عن طريق الحروب أو تغيير أنظمة الحكم البالية بأخرى ذات قناع وطني .
في عام 1776 ( لاحظ السنة ) وتحديدا في 1/5/1776 ، تأسست في مقاطعة بافاريا في ألمانيا جمعية سرية إسمها Illuminati ( اليوميناتي ) وهي كلمة لاتينية الأصل أو مايعني بترجمة عربية نصا " المضيئة " وهو لايعكس في الحقيقة شيئا كثيرا عن أنشطة وأهداف هذه الجمعية التي لاتزال قائمة لحد اليوم في أوربا وأميركا . التسمية جاءت عند تأسيسها من أدبيات ماكان يسمى Night of the Templar وذلك بين عامي 1119 ـ 1314 تحت رعاية الكنيسة أو مايسمى جيش الكنيسة خلال الحروب الصليبية . ولا تزال هذه التسمية Church Army موجودة لحد الآن لجمعيات في بريطانيا خصوصا . لقد تبنت هذه المنظمة السرية نظرية المؤامرة أوConspiracy Theory وهو ماتبنته بقوة الإدارات الأميركية والغربية واتخذته ذريعة لما حدث في 11 سبتمبر في نيويورك على سبيل المثال وعمليات " الإرهاب " في أماكن أخرى من العالم .
الجمعية هذه تؤمن بشعار : New World Order اي النظام العالمي الجديد وتتخذ رمزا لها على شكل (مثلث هرمي تتوسطه عين) ، وغالبا مانجده يظهر ضمن أفلام هوليوود .
السؤال هو لماذا " المضيئة " ؟ إنه الإقتصاد والمال من خلال السياسة والخطط السياسية ، حيث تفخر الجمعية اليوم وبعد اكثر من قرنين من الزمن مضت على تأسيسها أن ما يملكه ( الرجل الأبيض ، والمقصود هنا الدول الكبرى حكومات وأفراد ) وهم 2% من نفوس العالم من ثروات أو ثروات يقوم بتسخيرها لمصالحه ، تعادل مالدى 98% من نفوس العالم .
فهل أن سوء حظ المنطقة العربية جعلها تمتلك الكثير من هذه الثروات المسخرة لخدمة الغرب .. وأنها تمتلك حكاما عملاء ينفذون ذلك ..؟؟

No comments:

Post a Comment