Tuesday 22 May 2012

أفواه عميلة تبصق أقلاما جاهلة

لن أكتب مقالا هذه المرة بما هو متعارف عليه بالأسلوب التقليدي من صياغة في كتابة المقال ، ذلك لأني كتبت حول ماأود الكتابة فيه الكثير من المقالات .
أود هنا أن أشير فقط وبنقاط محددة الى جملة مواضيع إنتقيتها من رسائل تصل الى بريدي على الأنترنيت .. وأقول إنتقيتها لأنها كثيرة ومتعددة .. مملة ومتكررة .. مشبوهة وضحلة . بدأت أرسلها الى ( السبام ) أو أقوم بخذفها قبل قراءتها ـ وليت مرسليها أو بعضهم يقرأ هذه السطور ـ ذلك لأنني قد إطلعت عليها وعلى أمثالها من قبل وعرفت ماتخفي سطورها من سموم وتفريق بين المسلمين والإسلام كمساجد ضرار .
أرجو أن لا أضطر في مقال قادم الى نشر جدول بأسماء وعناوين ومرسلي هذه الرسائل وفضح أساليبهم سيما وأن البعض منهم لم يستجب حتى لدعاوى طلبي بحذف إسمي من قوائمهم البريدية مما يدلل على فقر فكري وهشاشة ثقافية وأصابع خفية تقف وراء هذه الحملات التشويهية .
أنقل اليكم بعض النماذج مما وصلني ويصلني يوميا ، وأعتقد أن العديد من قرائي الأفاضل يصلهم مايصلني ويعرفون أسماء هذه المواقع وأسماء الأشخاص الذين يرسلونها أو على الأقل أسماؤهم المستعارة كالأقنعة التي تحمل من الدلالات ماتحمل .!
ــ شيخ دين يعيش في قطر في ظل نعمة الحكام وقناتهم الفضائية التي يصدر من على منبرها فتاوى فتنة وإرهاب لصالح ( جماعته ) وخدمة لسياسة الدولة الخليجية التي يعيش ويعتاش على أراضيها والتي تلعب اليوم دورا مميزا في الأحداث المظلمة للمنطقة !!
بالمناسبة فإن آخر خبرقرأته عنه يقول : ( أن سلطات الأمن بالقاهرة ألقت القبض على الخادمة رغده سعيد إبنة بواب العمارة التي فيها شقة الشيخ الواقعة في شارع حسن الإمام بمدينة نصر بعد أن سرقت منها مبلغ " نقدي " مقداره 36 ألف يورو " فقط لاغير " !!! ) البلاغ حول السرقة تلقاه اللواء سامي لطفي نائب مدير الإدارة لمباحث القاهرة بعد إحالة الموضوع للتحقيق من قبل اللواء محسن مراد مساعد أول وزير الداخلية المصري لأمن القاهرة . ولا نريد هنا التوسع في خبر آخر قبل فترة وجيزة يتعلق بطلاقه لزوجته الجزائرية التي تصغره 58 عاما وبطريقة ملتوية بعيدة كل البعد عن الشرع القرآني .. وهو الفقيه العالم !!
ــ شيخ آخر معروف منظّرّ لمنهاج حكومته الخليجية الديني يقف في خطبة الجمعة الماضية ليحكي لنا قصة عن ملائكة السماء على خيول بيضاء يقاتلون الى جانب ثوار سوريا .. وكأننا في بدر أو حُنين .. ولا حول ولا قوة إلا بالله .
ــ قمت بحساب أكثر من ثلاثين موقع وشخص ينشطون بإرسال عشرات الرسائل يوميا على البريد الألكتروني ، وربما أكون أنا واحد من المئات او ربما الالاف الذين يرسلون لهم . الغريب أن أي من هؤلاء لم أكن أعرفه ، وأي من مضامين هذه الرسائل لم تكن تصل قبل عام على سبيل المثال .. وإنما بدأت مع بدء ( الربيع ) العربي !! . رسائل هؤلاء تتوزع مابين متطرفين من السنّة والشيعة تنفث السموم بأساليب رخيصة للتفرقة بين المسلمين وإضعاف الإسلام . هذا يقول فاطمة وذاك يقول عائشة .. هذا يقول عمر وذاك يقول علي .. وكأن أولئك الذين يتطرقون اليهم رضي الله عنهم أجمعين لم يكونوا إلا تلاميذ مخلصين بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سواء من كان منهم من أهل البيت أو من الصحابة وكلهم قد بُشّروا برضوان الله تعالى .
ــ مواقع أخرى بدأت تنشر صورا وتعليقات سمجة وقبيحة تتناول حتى حركات الصلاة بين المذهبين مابين تكتف أو إسبال اليدين !! وتصوروا أنهم ينشرون الى جانب تعليقاتهم صور لأصنام أثرية من العهود الآشورية والبابلية والفرعونية فيها من يضع يديه على صدره وفيها من تكون يداه الى جانبيه . لقد نسى أحد الطرفين أن من يتبع مذهب المالكية وهم من أهل السنّة يسبلون أيديهم .. في حين نسي الطرف الآخر أن ماثبت نقلا عن أهل البيت والصحابة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد صلى هكذا وهكذا .. أقول قد نسوا ، ولعمري هم لم ينسوا بل هو عمى القلوب التي في الصدور .
ــ مما ذكرت في الفقرتين أعلاه أتساءل : ( مّن يمّول هذه المواقع والأشخاص وقد قرأنا أن بعض المواقع قد ثبت فنيا أنها من داخل إسرائيل ..!! . ولماذا هذا التوقيت العجيب مع إشتعال أطراف الوطن العربي بحرارة " الربيع " ؟؟ )
ــ اليكم مثالا آخر ينطبق عليه ما انطبق على سابقيه. مواقع وأشخاص يدعون الإسلام ويكتبون بإسمه ينشر مايسفّه به الكتاب المقدس لدى المسيحيين وبالمقابل مقالات بنفس الضحالة تتعمد تشويه القرآن الكريم وتتعرض بالسخرية لعادات إسلامية كالحجاب مثلا . ولا أدري لماذا التركيز على المسيحيين وليس اليهود مثلا ..!!؟؟
ــ أما مواقع المتشيعيين لإيران ، وليس أهل المذهب الشيعي العلوي ، فحدث ولا حرج عما ينشرون .. أحد شيوخهم خرج مؤخرا بنظرية فذة : ( أنه بسبب السقيفة ، ويقصد سقيفة بني ساعدة ، قبل أكثر من 1430 عاما والتي إنعقدت فيها شورى المسلمين بعد وفاة النبي ، بسببها جاء الآن بوش واوباما ونتنياهو الى هذه الأمة !!! )
ــ هل تريدون المزيد ، وربما الأخطر على الإطلاق ، بدأت هذه المواقع والأشخاص بإطلاق تسمية الدين الشيعي والدين السنّي في أدبياتها ( دينكم وديننا ) .. هكذا وكأنهم يريدون الربط بالتسمية بين سورة الكافرون ( لكم دينكم وليَ دين ) .. أي تكفير المقابل ، لأن المقصود بالآية هم الكافرون وليس طائفة من المسلمين .. فتصوروا المنزلق الخطير الذي يجرون اليه الأمة فيجعلون من الدين أديانا .. وأي عقول شيطانية تقف وراء ذلك وتوجه أقلام هؤلاء ..؟؟
لا أستطيع أنا ولا أي عاقل إعتبار كل ذلك من قبيل الصدفة محتوىً وتوقيتاً .. أو أنها مجرد سجالات ونقاشات دينية وتاريخية ومذهبية بحتة ..
إنها عمليات تسييس الإسلام من خلال مواقع أحزابه وأفواه بعض مّن يُسَمَون علمائه وأدوات إعلامهم من الأقلام المأجورة .
إنها عدة إذكاء الفتنة بتوقيت منتقى بالتزامن مع ماسمي ( بالربيع العربي )
فلماذا الآن .. ومن المستفيد ..؟؟

No comments:

Post a Comment