Monday 21 May 2012

عام الحصــاد




اليوم الأول من عام 2012 .
يقول البعض أنه اليوم الأول لما تبقى من أعمارنا .. وهذا صحيح
ويقول البعض الآخر أنه اليوم الأول في المستقبل .. وهذا صحيح أيضاً

تناول قلم عشتار المبدع ذلك بتذكر الماضي بعيون المستقبل أو إستقراء المستقبل بعيون الحاضر  فأطلعتنا على صورة بانورامية لما بعد قرنين من الزمن .
وتناول سعد الكناني العام الجديد بعيون فلكية كما تفعل القنوات الفضائية وأبدع الوصف .

نهضت من نومي هذا الصباح مبكرا على غير العادة في أيام العطلات على الرغم من أنني كنت في الليلة السابقة والتي يدعونها في دول العالم : " ليلة رأس السنة " ساهرا أمام شاشة التلفزيون فقط ، وأقسم على ذلك ، حيث لم أخرج للإحتفال في الليل اللندني الصاخب .. كنت أتنقل بين محطات التلفزة الفضائية وغير الفضائية لأرى الإحتفالات والألعاب النارية .. ومنها  " مليون دينار في الساعة " على قناة الشرقية ..! وحيث نقلت لي بعض الصور ليل بغداد يلفه الظلام بعد أن عشعش فيه الظلم على يد اللئام في مأدبة الأيتام .

تناولت إفطاري وشربت فنجان قهوتي دون أن أنسى السيكاره ونحن نعيش عصر الدخان .. وجلست أمام حاسوبي بكل محبة وود  كما يجلس الحبيب قبالة حبيبته وبدأت أتنقل بين المواقع والسطور .. نعم إنه الأول من العام الجديد 2012 .  

وكما هو الإدمان على القهوة والفنجان .. بدأت أصابعي تتحرك على " الكي بورد " ، وقررت أن يكون : عام الحصاد ، هو العنوان .

لماذا عام الحصاد ..؟ لقد خطر لي هذا السؤال . السبب هو كما يقول المنطق أن موسم الحصاد دائما يلي موسم الزرع ونثر البذور في الأرض . لقد تم ذلك فعلا في تقديري في منطقتنا العربية الخصبة حتى في صحاريها وكانت البداية من العراق الأخصب على الإطلاق .

وحيث أن أساليب الزراعة الحديثة تعتمد على التكنولوجيا وتختلف علميا من أرض الى أرض ومن بلد الى آخر كما تذكر منظمة " الناتو " لنثر البذور المنضبة ، وجمعية " الأمم المتحدة " لتطوير الزراعة الديموقراطية في بلدان ماوراء البحار ، وأخيرا وقبل أن نودع عام 2011 إنضمت اليهما بعضوية شرف هيئة " الجامعة العربية " لإنبات الفسائل الجديدة تحت إشراف مباشر من خبرائها المعتمدين في أساليب الزراعة الصحراوية في دول الخليج حيث التمويل المالي يعتبر مهما لهكذا نوع من الزراعة الصعبة .

من أجل كل ذلك ، كان لابد من نزع الأشجار القديمة التي لم تعد صالحة ، قبل نثر البذور الجديدة والتي قد تمت معاملتها ولسنوات في مختبرات أميركية حديثة ومتطورة تخضع مباشرة لإشراف أعلى الهيئات العلمية في مجالات القلع والإنبات ، " السي آي أي " و " البنتاغون " .

ولأن هذه البذور سيتم إنباتها في منطقة عربية تدين غالبية سكانها بالدين الإسلامي ، فقد حرص القائمون على إعدادها أن تكون بذور " حلال " مثل الذبح وفق الطريقة الإسلامية في الدول الغربية لاسيما وأن تجربة زرع بذور (إسلامية) سابقا ..كانت قد أعدت في نفس المختبرات.. قد سجلت نجاحا منقطع النظير في المنطقة ومنها على سبيل المثال غابات الطائفية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، وأشجار السلفية في الجزيرة العربية ، ومنهما تم تصديرها الى مختلف الدول الإسلامية العربية منها وغير العربية مع حملات دعاية وتسويق رائعة تبنتها أحزاب ومنظمات معروفة.  

أما وقد عرفنا لماذا عام الحصاد .. فتعالوا نستعرض الموسم الزراعي لعام 2011 والذي بدأ قبل حوالي عام ، اي في فصل الشتاء الماضي ، ولكن من باب : " تفاءلوا بالخير تجدوه " فقد أطلق عليه ( الربيع العربي ) لأن خبراء الزراعة الدوليين كانوا يعلمون أن الموسم سيستغرق الربيع والصيف وصولا الى الخريف والشتاء القادم ..!
ولكن على الرغم من ذلك فقد تم الإتفاق على ترويج تسمية ( الربيع العربي ) لأن كلمة الربيع تبعث الإنشراح والتفاؤل في القلب .. وهل هناك أجمل من كلمة " ربيع " لإنبات جديد ..!!

بعد دور ( المختبرات ) العالمية ، وإتمام إنجاز تصنيع البذور ( الإسلامية ) المستخلصة من جيل جديد من الإنتاج والذي يعود الى مجموعة أو ( جماعة ) عريقة ، وتم تسليمها الى زراع ماهرين مع التعهد لهم بأن طائرات منظمة " الناتو " لنثرالمبيدات ستقوم بمساعدتهم تقنيا ..!
ولكن المشكلة كانت تكمن في الحصول على اليد العاملة والتي يجب أن تجهل كافة التفاصيل في طرق وأماكن إعداد البذور ولسنوات ووضعها تحت إشراف هؤلاء الزراع أو ( القادة ) الجدد لكي تقوم بحرث الأرض وتهيئتها وإذا إقتضى الأمر إروائها بدمائهم وهو ماحدث فعلا .. فكانت هذه اليد العاملة شباب وطني مخلص قد تعرض للظلم وسدت بوجهه فرص الحياة وشحة الرزق وطغيان الفقر والجوع وتم إذلاله في وطنه الذي ينهب أمام عينيه من قبل الحاكم وأسرته ومعيته، ومَن أفضل من هؤلاء للتحريك واستخدامهم كالوقود للقادة الجدد والأنظمة الجديدة ومنطقة جديدة تحت خرائط سياسية وجغرافية أعدت بعناية .

تم إختيار الأراضي بعناية ايضا ووفق دراسات بعد أن تمت سرقة العراق بواسطة أعتى قوة عسكرية وباستخدام كافة الوسائل من حروب استنزاف الى وسائل حصار وتجويع الى ضرب بالأسلحة بالسلاح النووي المنضب والكيمياويات ، ثم تسليمه الى حثالات وقتله ولصوص .. ووضعه تحت الوصاية الإيرانية بإتفاقات مسبقة .

الإختيار كان من جهات الوطن العربي الأربع الشمال الأفريقي والجنوب اليمني والشرق البحريني والغرب السوداني وأخيرا الشمال الشرقي السوري ..
الآن وبعد قرابة السنة .. أرى أن موسم الحصاد قد اقترب .. وأرى رؤوسا جديدة قد حان قطافها.. وأعاصير بدأت غيومها تتجمع وتتلبد .

وإذا تساءلنا ، ماذا سيكون الحصاد .؟ فأعتقد بعد كل الذي رأيناه ونراه من خيرات الربيع العربي فإن الجواب لن يكون صعبا .
أنظمة بيد أحزاب إسلامية سنّية متطرفة قد رأينا بركاتها من خلال عمالتها بعد إحتلال العراق ولحد اليوم تماما مثل الأحزاب الإسلامية الشيعية .
نظام سياسي إسلامي يضلل الكثيرين بأنه يمثل الشيعة يقبع على طول الشرق العربي .. وأحزاب إسلامية شيعية متطرفة تتحرك في كل مفاصل الأرض العربية .
بيع السلاح مقابل النفط العربي .. وإغماض الأعين عن تطوير القدرات العسكرية المخيفة للطرف الآخر اللهم إلا من جعجعات بلا طحين .
إطلاق الحملات الإعلامية التمهيدية وتمويلها من قبل الطرفين ومَن يقف وراءهما متمثلة بالفضائيات والصحافة والمواقع الألكترونية والأقلام المأجورة . 

وحين ينزل المطر الأميركي على المنطقة في عام 2012 بعد الزرع الأميركي عام 2011 .. سنرى الصراع على خيرات الزرع لتقسيمها بعد حصادها .. سنة متطرفة ضد شيعة متطرفة .. وسنة متطرفة ضد سنة معتدلة .. شيعة متطرفة ضد شيعة معتدلة .. أديان ضد أديان .. وقوميات ضد قوميات ..!

وانتظروا موسم حصاد 2012
وفي أمان الله


      

No comments:

Post a Comment