Tuesday 22 May 2012

نوري المالكي يدخل النفق التخبط بين الأحرار والأنصار




كنت قد اخترت عنوانا آخر لهذا الموضوع على الرغم من معرفتنا أن رئيس الحكومة يعيش وضعا أعقد بكثير من كلمة التخبط التي إخترتها ـ ولا شماتة ـ  وأن ماكان يوماً وراء الأكمة قد بدأ يظهر في الأفق ، وأن العد التنازلي يدور بأسرع مما كنا نتصور على الرغم من تماسك أعصاب الثعلب عزت الشابندر وهدوء عباراته في مقابلاته التلفزيزنية ، ولكنني قررت إستبدال العنوان في اللحظات الأخيرة قبل دفع هذه السطور للنشر .
أعلم أن هناك الكثيرين من الأصدقاء والمتابعين لكتاباتي سيسألني هنا ماذا كان عنوان الموضوع ؟ ولكي أريحهم أقول لقد كان العنوان : ( نوري يدخل البوري ) وقد غيرتها الى النفق على الرغم من قناعتنا أنه : مالجرحٍ بميتٍ إيلامِ .!

نوري المالكي وكلما رأيته من على شاشات التلفزة واستمعت الى تصريحاته وقرارته خصوصا فيما يتعلق بالهبة الجماهيرية وهدير حناجر الشباب والشيوخ والنساء والأطفال في ساحات تحرير العراق ، تتمثل أمامي صورة طبق الأصل من حسني مبارك وبن علي والقذافي وبشار وجميع أفراد قافلة الجلادين والمكابرين والكذابين ممن تم تنصيبهم في غفلة من الزمن سيوفا على رقاب العباد من الشعوب المغلوبة على أمرها ، أو الأصح التي كانت مغلوبة على أمرها ..
كلهم يتحدث عن الديمقراطية وحرية الإنسان وحرية الكلمة .. وكلهم قد ركبهم الهوى وعشق الكراسي والزج بالحرية وطلابها في سجون لايعرف لها إسم ولامكان .

آخر قرارته ، وهي قرارات كالتي كان قد إتخذها أولئك قبل سقوطهم ، هو تحشيد تظاهرات الأنصار للرئيس للوقوف بوجه تظاهرات من أسموهم المخربين والإرهابيين . ولاندري هل كانت قرارات المالكي الأخيرة في جمعة القرار والرحيل بهذا الخصوص لتفرق عن قرارات مَن سبقوه ؟
إنها نفس القرارات التي سقطت تحت أقدام شباب الثورة في ميدان التحرير بالقاهره بعد أن تصدى بلطجية النظام لهم .. ضربوهم بالرصاص وحاولوا تفريقهم وقتلهم دعسا تحت حوافر الخيل والإبل ! وقد نسي نوري المالكي أن تلك التظاهرات التي كان يطلق عليها إعلام المكابرين بتظاهرات تأييد الرئيس وتظاهرات أنصار الرئيس ، كانت في واقع الأمر ، الورقة الأخيرة التي لعبها أولئك قبل أن يلفظوا أنفاسهم الأخيرة ..!

اليوم وقد قرر المالكي لعب هذه الورقة الهزيلة أسقط عنه ورقة التوت وبانت سؤته لحلفائه قبل أعدائه ولعصابات الإحتلال قبل الشعب المظلوم .. وأعطى للجميع المؤشر على إفلاسه وأن يوم الحساب قادم لامحالة .

أرسل حافلات النقل والدولارات ووجبات الطعام لمجاميع من الإنتهازيين والنفعيين ، ونقلهم من بابل وكربلاء والنجف الى ساحة التحرير في قلب بغداد ليتظاهروا تأييدا للرئيس باعتبارهم الأنصار .. ويالبؤس الرئيس .. إذا شاهدنا على شاشات التلفزة وفي نفس اليوم تظاهرات ومن أبناء نفس المحافظات في بابل وكربلاء والنجف تهتف ضده أمام بنايات مجالس المحافظات وتطالبه بالرحيل .

قبلها بدأ يهدد بانه سيشكل حكومة أغلبية أي حكومة حزب دعوة المالكي .. وأقول حزب دعوته لأن مَن عمل معه في السابق وحمله الى كرسي الرئاسة يعلمون أنه قد سرقهم بعد أن خدعهم .. بعضهم قد صرّح بذلك علنا .. وبعضهم الآخر يحاول جاهدا أن يظهر أمام الإعلام أن عصابات المؤامرة لايزالون متماسكين وانهم في ( إئتلاف ) !!

وقبل ذلك بفترة وجيزة قام بإخراج مسرحية النقل التلفزيوني الحي لجلسة مجلس حكومته ، وليته لم يفعل لأنه قد أحال من نفسه ومن أركان هذه الحكومة الى قراقوزات أمام العالم ، وكان يسعى من وراء ذلك أن يغطي على عيوب وتقصير وزرائه .. فجاءت المسرحية شبيهة بمسرحيات عادل إمام أو المسلسات التلفزيونية التركية أو الأفلام الهندية !!

كل ذلك كان على مدى أيام قبل يوم الجمعة الماضي .. وإطلاقه سراح المخطوفين الأحرار الأربعة من ساحة التحرير وفضحهم امام العالم لذراعه الفاسد كذاب بغداد قاسم عطيوي ..! والقصة معروفة .

لا أرى في كل ذلك إلا شيئ واحد ، أن نوري المالكي بدأ يشعر أنه قد تم دفعه الى داخل القفص وأنه هالكي لامحالة !!
وكأي مكابر .. أصابه العمى ، فلا يستطيع التمييز بين الأحرار الذين يقفون في ساحات العراق وأمام سفاراته في عواصم العالم .. وبين الأنصار الذين يتم تخويفهم أو إغرائهم وجمعهم بحافلات لتهتف له.

أرى أننا وقريبا سنرى جمعة يمنحها الأحرار إسم : جمعة لارحمة .
نعم لارحمة لمن باع العراق
ولا رحمة لمن جوّع شعب العراق
ولارحمة لمن يصطف الى جانب الجزارين وخونة الأمة

وما النصر إلا من عند الله

 


No comments:

Post a Comment