Thursday 17 May 2012

هل مقاومة إسرائيل مشروعة .. ومقاومة أميركا وإسرائيل مرفوضة ؟ سؤال لحسن نصر الله !




أقام الدنيا ولم يقعدها بخطاباته النارية ..!
فتح بخططه جنوب لبنان أمام إسرائيل لكي تدمر قراه وتهجّر المدنيين العزّل بعد أن خرّبت بيوتهم ومزارعهم من أجل جثث جنود إسرائيليين ..!
هو يكلمنا عن الأخوة الإسلامية ويسكت عن ذبح المسلمين في العراق ، ثم يقف أمام الفقيه الفارسي خامنئي حانياً قامته وكأنه في صلاة ليقبل يده التي تقطر من دماء أبرياء العراق ، بل وحتى أحرار وأبرياء إيران ..!
يأتي الرجالُ الى تقبيلِ راحتهِ          وكلُّ راحتهِ رجسٌ وأوضارُ
يكلمنا عن المقاومة للعدو الإسرائيلي ، ويقبع في جحره يتابع أخبار ذبح المسلمين والعرب في غزة منتظراً غبار المعركة لكي ينقشع عن المجازر ليعود الينا بخطبة عصماء أخرى يهدد فيها بضرب تل أبيب بالصواريخ .. تماماً كما يفعل نجاد ..!
يسمي نفسه سيد المقاومة ضد إسرائيل وأميركا ، وينسى أن في العراق المحتل من إسرائيل وأميركا مقاومة مسلحة ضدهما .. وليته وقف عند حد السكوت وإعطاء الأذن الطرشاء .. بل طعن بتلك المقاومة ومد يده الى مَن يحاربها من عملاء أميركا وإسرائيل ، أي مد يده للجنود الأمريكان غباءاً أو قصداً .. ونحن نعلم أنه ليس غبياً ..!
ثم يقف ليلعن بعد ذلك هذه الدولة العربية أو تلك لعلاقاتهم مع العدو الأمريكي والإسرائيلي ..!
يدرب ميليشيات طائفية عراقية في الجنوب اللبناني وبالذات من جيش المهدي الصدري ، ويرسل لهم مقاتلين من حزبه الى العراق لتدريبهم على أعمال القتل والدمار للعرب والمسلمين والمقاومين الشرفاء وحرق الأخضر واليابس .. ثم ليعلن لنا أنه يقاوم الإحتلال ..!
ثم تأتي اللحظة التي أسقطت ورقة التوت وأبقت العمامة السوداء .. عندما نَفقَ المجرم عبد العزيز الطباطبائي الأصفهاني الحكيم .!
ويالهولها مِن كارثةٍ حلت بأمة الإسلام ودنيا العروبة ووطنيي وأحرار العالم ، بغياب من تلطخت يداه بدماء الأسرى العراقيين في أقفاص الأسر في إيران ، ثم دماء أبناء العراق بعد الإحتلال على يد عصابات بدر التي كان المقبور يرأسها مع شقيقه المقبور الآخر محمد باقر الحكيم ..!! 

تعالوا نقرأ معاً رسالة التعزية والنعي التي أرسلها حسن نصر الله الى عمار الحكيم ، قبل أن نقرأ مابين سطورها :
( أود أن أعبر لكم عن مشاعري ومشاعر إخوانكم في حزب الله وتأثرنا البالغ برحيل الأخ الكبير العلامة السيد عبد العزيز الحكيم عن هذه الدنيا الى جوار آبائه وأجداده الميامين بعد حياة حافلة بالعلم والعمل والدعوة الى الله والتبليغ والهجرة والجهاد والنضال والصبر والتضحيات الجسام في سبيل الإسلام من أجل إنقاذ الشعب العراقي المظلوم وإعزازه ورفع شأنه ...)

في هذه السطور من الرسالة إدانة ، بل إدانات لحسن نصر الله .. فالحمد لله الذي كشف لنا بموت الحكيم سبر أغوار فكر وآيديولوجية نصر الله .
ومن هنا نبدأ :
أولاً : إن رئيس أي مقاومة مسلحة لمحتل أجنبي يحتل وطنه كما هو الحال في إحتلال جنوب لبنان من قبل إسرائيل واحتلال العراق من قبل أميركا ، وهذا على سبيل المثال لا الحصر ، ينعي ويمجد رفاق السلاح الذين يسقطون وهم يدافعون عن شرف وطنهم وشعبهم .. أو ينعي شخصية قيادية سياسية أو فكرية عملت من موقعها على مقاومة المحتل ودعم  رفاق السلاح .
في حالة نعي حسن نصر الله لعبد العزيز الحكيم ، نسفَ ( سيد المقاومة ) اللبنانية هذه الحقيقة حيث ينعى ويمجد الحكيم تمجيد الأنبياء ، والمنعي ذاك قد قضى كل حياته يعمل مع الأجنبي ضد وطنه سواء عندما كان هذا الأجنبي في حرب مع ( وطنه ) كما هو الحال مع إيران ، أو كان هذا الأجنبي محتلاً ( لوطنه ) كما هو الحال مع الأمريكان .
فالمنعي والحالة هذه لايخرج عن أحدى هاتين الحقيقتين :
ـ  إما أنه لاينتمي الى هذه الأرض التي نسميها الوطن العراقي .
ـ  أو أنه خائن قام بخيانة وطنه ( في حالة إنتمائه اليه ) ومهّد لموضع رجل للمحتل الأجنبي على ترابه .
ثانياً :  لقد وضع ( سيد المقاومة ) مقاتلي حزب الله جميعاً الى جانب هذا الذي نعاه حينما قال (ومشاعر إخوانكم في حزب الله ) .. أي جعل تنظيم حزب الله يحزن ويتأثر لموت رجل تعاون مع أميركا وإيران بل وإسرائيل نفسها من أجل إحتلال ( وطنه ) العراق . وهذا أيضاً لايخرج عن إحدى الحقيقتين :
ـ  إما أنه يثبت لنا أن حزب الله هو مجرد تنظيم طائفي يأتمر بولاية فقيه إيران فأسقط عنه صفة الوطنية اللبنانية .
ـ  أو أن هذا الحزب هو أيضاً عميل متعاون مع أميركا وحلفائها ، وهو مايحاول أن ينكره في كافة خطبه وتصريحاته ، فقام بذلك في تضليل واستغفال كوادره التي تحمل السلاح عن وطنية لتحرير جنوب وطنها المحتل .
وعلينا هنا ، وهذه الحقيقة نضعها أمام حزب الله ، أن نتذكر زيارة عبد العزيز الحكيم الى هنري كيسنجر الصهيوني في واشنطن واجتماعه به أمام عدسات الصحافة .. ومن منا يجهل من هو كيسنجر ، ثم ماهو موقعه الرسمي في الحكومة الأمريكية لكي يجتمع الحكيم معه وهو في زيارة رسمية للولايات المتحدة الأمريكية ..؟؟ سؤال أجدني كمن يريد ان يضع أمامه عشرات علامات الإستفهام ..!  
ثالثاً :  يدعو حسن نصر الله الى وحدة لبنان . وأعتقد أنه يراوغ في ذلك ويكذب لسبب بسيط ، وهو أن مَن ينعي ويمتدح ماهو إلا أحد أكبر دعاة تقسيم العراق بحجة الفيدرالية ، أي عبد العزيز الحكيم ، والحالة هذه لايمكن أن يكون حاملاً لفكر وحدة الأرض اللبنانية . هذا من جهة ومن الجهة الثانية يبدو أن نصر الله قد بارك دعوة الحكيم حينما كان الأخيرعلى رأس مجلس الحكم العراقي تحت حكم بول بريمر في أحد أشهر عام 2003 ، حين دعا المقبور الى تعويض إيران 100 مليار دولار عن خسارتها في حربها مع العراق . فأي منطق هذا .. واي إنتماء للوطن .. يمكن أن يمثله الحكيم بالنسبة للعراق والعراقيين .. وفي أي قاموس يعتبر من يطالب بدفع أموال شعبه للأجنبي أي كان هذا الأجنبي ، هو وطني يستحق كل هذا الإطراء والتمجيد الملائكي من حسن نصر الله .
الحقيقة هي أن الطائفية الصفوية الفارسية هي القاسم المشترك الأعظم بين الناعي والمنعي ..!
والحقيقة أنه يضع العصي في الدواليب لمنع تشكيل حكومة وحدة لبنانية إلا أن تعطى له وزارات سيادية معينة وأن تطلق يده ، أي يد إيران ، في الشأن الداخلي اللبناني .
رابعاً :  حسن نصر الله يدعو ومن خلال خطبه الحماسية التي ، ومع الأسف ، يتأثر بها بعض العرب والمسلمين بما عُرف عنهم من أحكام عاطفية غير عقلانية ، الى إسقاط أنظمة عربية ويعتبر ذلك جهاد ونضال ( لإنقاذ الشعوب ) وحتى لو إقتضى الأمر التعاون مع أميركا وإسرائيل من أجل ذلك كما هو في الحالة العراقية والتي يمجد بكلمته أحد أكبر من عمل على إدخال أميركا الى العراق ودخل مع مليشياته مع دباباتها وهو عبد العزيز الحكيم .. فهو إذن يمكن أن يطبق هذه الآيديولوجية على بلده لبنان أو أي بلد عربي آخر .. المهم أن تكون إيران هي المستفيد الأول .. فهو هنا يمثل قمة الطائفية .. وشتان بين الطائفية والوطنية .
خامساً :  حالة أخرى أفرزها حسن نصر الله في نعيه للحكيم دون أن يشعر ، فلقد كان يتكلم بانفعالات عقله الباطن ليسقط في زلات اللسان ، وهو مايعمل على تجنبه في خطبه في ساحات بيروت وبذكاء . لقد جعل من الحكيم مقاوماً بطلاً وسيداً للمقاومة وهو ومن منظور علم النفس كمن يتحدث عن شخصيته بشكل غير مباشر .. وبذلك فقد طبع نفسه كالحكيم تماماً بالعمالة للأجنبي وبالذات أميركا وإسرائيل وإيران ، فكان موت الحكيم بمثابة الضوء الكاشف لعقلية وخطط ومنهاجية حسن نصر الله على الرغم من أن كافة خطبه في ساحات بيروت تهاجم الخيانة والعمالة للأجنبي مشيراً بذلك الى زعامات سياسية لبنانية وعربية ..!

حسن نصر الله ، بالنتيجة وببساطة ، حليف إستراتيجي لأئمة الخيانة في العراق المحتل من قبل الأجنبي ، وقد أثبت ذلك من حيث يدري أو لايدري !  وإلا لو أنه كان يحمل قيم المقاوم الحقيقي للمحتل لعرف أن في العراق وبكافة طوائفه مقاومة لذلك المحتل ولوقف الى جانبها للفوز بإحدى الحسنيين ، وهو الشيخ المعمم ، الشهادة أو النصر . ولكن الذي حدث ويحدث فعلاً ، أنه وقف ويقف مع أعداء هذه المقاومة وعلى رأسهم أميركا وإسرائيل مرضاة لطائفية مقيتة يحملها رجال إيران في العراق ، وقد أثبت ذلك ليس بالأقوال فقط بل بالأفعال .

لقد كشف لنا عبد العزيز الحكيم في حياته معنى العمالة وخيانة الوطن .. وكشف نصر الله في موت الحكيم كيف تتحول الخيانة الى شرف وطني ودفاع عن شعب مظلوم .

واقرأوا مرة ثانية رسالة تعزيته لعمار الحكيم ..!!
11/09/09
    

No comments:

Post a Comment