Thursday 17 May 2012

فشلتَ حتى الآن في أن تكون رجل دولة .. فهل ستفشل في أن تكون رجلاً ؟




بغداد تحترق ونيرونها يعزف على قيثارته ..
تقطعت أوتارها من عزفه النشاز ، وانشرخت اسطوانة تصريحاته وكلامه الذي يتقاطع 180 درجة مع أفعاله في الدهاليز المظلمة ، حتى بات النكتة العراقية الأولى وأضحوكة الشعب العراقي لابل أضحوكة العالم .. يعني بالمختصر المفيد وبلغتنا العراقية البسيطة ( قشمر ) من الطراز الأول !!

قرابة أربع سنوات مضت ، وهو يريد أن يقنعنا بمعسول كلامه أنه صاحب دولة القانون وهو ونحن نعلم أنْ لو قُدّر للعراق أن يكون دولة قانون لسقط أصلاً وجود الإحتلال ولزالت حكومات الإحتلال .
يقنعنا أنه الوطني العراقي  الذي يقف ضد الطائفية وهو ونحن كذلك نعلم أن الطائفية هي شريان الحياة الذي يريده المحتل ولذلك إختار للعراق حكومات طائفية وعنصرية من الطراز الأول .
يقنعنا أنه القائد العام للقوات المسلحة الذي يسعى الى فرض القانون ومحاربة الميليشيات المجرمة التي تعيث في الأرض فساداً وهو ونحن كذلك نعلم أنه لاسلطة له البتة على أية مليشيا ، لابل وأن وجود الميليشيات هو جزء من إستراتيجية إلغاء دور دولة القانون وكما يريد ويخطط المحتل .
يقنعنا أنه رئيس الحكومة وأنه صاحب سلطة وكلمة مطاعة في وزارات ومؤسسات الدولة التي يرأس حكومتها وكأي رئيس دولة في العالم ، وهو ونحن كذلك نعلم أنه لاسلطة فعلية له من موقعه كرئيس حكومة على معظم الوزارات في حكومته لأنها تتلقى أوامرها من أحزابها بعد أن تمت عملية توزيعها حسب نظام  ( الكوته ) مابين الطوائف والأحزاب والقوميات ومنذ اليوم الأول لإنشائها في ظل الإحتلال ، وأن وزرائها ، بل ومسؤوليها يعملون تحت إمرة مستشارين أمريكان .!

يخرج ليحدثنا ( وبمرارة ) عن أولئك الذين يضعون العراقيل أمامه من أجل تنفيذ برامجه (الإصلاحية ) وتوفير الخدمات العامة ،وهم من داخل الحكومة والبرلمان والإئتلاف الحاكم .. ثم وفي اليوم التالي يقوم بالدعوة الى تشكيل الإئتلاف الطائفي لخوض الإنتخابات ، ويتصل بالقيادات التي تحدث عنها ( بمرارة ) قبل 24 ساعة !!   

يحدثنا عن الجيش والشرطة ، أي قوى الأمن الخارجي والداخلي العراقية ، ويقوم بطعنها وتشتيت فاعليتها إن وجدت ، ويصرف كل إهتمامه الى مايسمى قوات أمن بغداد ، ودعم الطائفي الخائن قاسم عطا ، وتحييد أنشطة وزير الداخلية ، ووضع وزير الدفاع على الرف .. وهو ونحن كذلك نعلم أن قوات حفظ الامن هذه ماهي إلا عصابات من الميليشيات تقاد فعلياً من قبل ضباط فيلق القدس الفارسي وتأتمر بتعليماتهم وتنضوي تحت عصابات بدر وغيرها .. وحادث مصرف الزوية المخزي والمفضوح لايزال ماثل أمامنا ، وحمايته الشخصية للمجرمين الذين قاموا بالعملية أصبحت واضحة ومكشوفة !!

يقوم بزياراته الرسمية الى هذه الدولة أو تلك .. وجميعها وبعد هذه السنوات المرّة من وجوده على رأس السلطة ، بما فيها زياراته لطهران ، كعبة حكام العراق الجدد ، قد إنتهت بالفشل السياسي ورافقتها تصرفات مخزية على الصعيد الدبلوماسي ..!!

لم يستطع ، وهو رئيس الحكومة ، من أن يمد جسراً واحداً الى مكونات الشعب العراقي الرئيسية وهم العرب السنة والشيعة على حد سواء وأحزابهم وعشائرهم ، أو الكرد وقيادة إقليم كردستان .. أو حماية كافة الأقليات الأخرى من مكونات الشعب العراقي .. بل عمل على العكس في إذكاء حالات التصادم فيما بينهم ، ولايخفى أن ذلك كان نتيجة متوقعة :
إما لما يتمتع به ( دولته ) من غباء وقصور في الرؤيا ، أو لتنفيذ رغبة أميركا وإيران .. وكلاهما أمران أحلاهما مر . وأي مرارة وهي لا زالت تجر معها الويلات على العراق وشعب العراق بطوائفه وقومياته ، مستثنىً من ذلك من يدين بالولاء لعمائم قم .

تجري أنهار دماء الأبرياء في شوارع بغداد الحزينة في يوم الأربعاء الأسود 19 /8 .. وهو ونحن أيضاً نعلم ، من هو الذي كان يقف وراء تلك المجازر الوحشية ولماذا ، في وقت يعمل فيه ويتشبث في محاولة تثبيت سلطته من خلال حملته للإنتخابات القادمة .. والغريب فعلاً  أنه عشية ذلك اليوم يقف ليحدثنا عن ( محاولات البعض لوأد  " نجاحات وإنجازات " حكومته !! ) وقد نسي أنه كان قد دعاهم للإنضمام الى إئتلاف جديد قبل أيام  ..!!
وحين يتحدث الشارع العراقي مستنكراً دور خطة حماية أمن بغداد وقوات حمايتها في هذه المجزرة البشعة.. ، يصدر تعليماته ( السامية )  الى الدفاع والداخلية بعدم توجيه التهم الى المكصوصي قاسم عطا ..!! وكأن ماحدث من أرواح بريئة زهقت وما رافقها مِن خراب وتدمير لايعنيه ولايحمّله المسؤولية كرئيس حكومة .. وكل مايعنيه هو أن لاتمس شعرة واحدة من شعرات المجلس الطائفي الأعلى .!

لقد فشلت حكومة نوري المالكي ، وفشل نوري المالكي شخصياً ، كما فشل كل الطائفيين في الحكومة التي سبقت حكومته ، أي حكومة الجعفري .. وما سبقها من أعوان المحتل ، خونة الأمة والشعب وذابحيه وجزاريه من ميليشياتهم في دولة أصبحت أشبه ماتكون بدولة عصابات ومرتزقة ولصوص وسيفشل كل مَن سيأتي تحت المظلة الأمريكية والطائفية الفارسية .

الحبر البنفسجي الذي لطّخ أصابع الناخبين له ولمن سبقه ، لطّخ في الحقيقة شرف العراق والعراقيين والعراقيات .. وسيلطّخهم مرة أخرى إن هم فعلوا ذلك في كانون الثاني القادم ، وسيبقى يلطخهم مادام هنالك إحتلال على أرض العراق ، وما دامت هناك أحزاب طائفية وعنصرية تحكم العراق بإسم الوطنية وبرداء الدين .. فالجميع شركاء جريمة واحدة وإن إختلفت مسمياتهم وبرامجهم ودعواتهم .. كلهم كذب في كذب .. وذَنَب الكلب لن يستقيم أبداً ..!!!

فهل بعد كل هذه السنوات من الذل والجوع وفقدان الأمن والتدمير والقتل والتهجير وفقدان أبسط الخدمات ومقومات الحياة .. هل سيعود شعبنا ليضع إصبعه في الحبر البنفسجي من أجل أن يبقى حماة الطائفية والإجرام واللصوص في مقاعدهم الوثيرة ..؟ 
سؤال آن للعراقيين أن يسألوه لأنفسهم ..
آن لشعب الحضارات وقيَم العشائر والبطولات أن يقول ( لا ) لإئتلاف الطائفية المجرمة وقبل فوات الأوان .

لقد فشلتَ رجل دولة .. فكن رجلاً ولو لمرة واحدة بالعمل وليس فقط بالكلام ، وإلا فانسحب قبل أن تنسحل وأقرأ التاريخ إن عرفتَ كيف تقرأ كما يقرأ الرجال .
   21/08/09

No comments:

Post a Comment