Friday 18 May 2012

مصيبتنا الحقيقية اليوم هي : الهواية والتجارة السياسية



تصل الى بريدي كل يوم العشرات من الرسائل مابين مقالات وبحوث أو ترويج لمقالات منشورة أو تعقيبات على ماأنشر أو ماينشره غيري .. ولاأشك أنني واحد من رعيل كبير ممن يتسلمون مثل هذه الرسائل كل يوم .

الموضوع في حقيقته ممتع لمن يستهويه القلم أو القراءة .. وهو أيضاً مفيد لنشر الأفكار بين عدد كبير من المتابعين ، وأيضا لسماع وجهات نظر الآخرين . بمعنى نعطي ونأخذ ، نعلم ونتعلم وهكذا .

وفي ظل الأزمة والألم اليومي الذي يعيشه وطننا وشعبنا في العراق ، تتحرك المشاعر وتنتفض القيّم في الصدور ، فنكتب ونناقش ونحلل ونعمل كل على قدر طاقته وإمكاناته سواء كنا في الغربة بعيدين عن تراب الوطن كارهين مُكرَهين أو كنا نعيش المعاناة على الأرض العراقية الحبيبة .

كل ذلك مفهوم .. وكله سعي مشكور ، ولكن عندما تغلب العاطفة العقل ، والهواية للمهنية ، والتجارة بإسم السياسة للمبادئ الوطنية .. تتشابك الصورة وتتشوه في ذهن القراء لتتحول الى إبتزاز فكري غير منظور ، وهنا تكمن مصيبة المصائب وتنكشف الخاصرة الضعيفة أمام الأعداء والمتربصين لضربها بسهولة وتضعف إن لم نقل تضيع الكلمة الحرة المخلصة .

مادعاني الى الخوض في هذا الموضوع الشائك والذي سوف لن يتقبله البعض كما سيثير غضب البعض الآخر ، هو الأزمة التي تعيشها الوطنية العراقية مابين تجار السياسة والمتصيدين للفرص على حساب المبادئ ، وبين هواة القلم الذين ، ومن حيث يعلمون أو لايعلمون ، يرفعون هذا وينزلون ذاك .
لقد عدت الى بريدي وكذلك الى أرشيف مقالاتي على مدى خمس سنوات مضت والتي قاربت خمسمائة مقالاً وبحثا وترجمة ووجدت الكثير مما ذكرت ، وقد أثبتت الأيام والسنون صحة بعض تقديراتي وكَشَفَت سؤات الكثيرين ممن كان البعض يطبل ويزمر لما يكتبونه أو يصرحون به سواء السياسيين منهم أم الكتّاب ..!
الأمَرّ من ذلك كله ، أن البعض منهم لايزال يروّج لما يكتبون أو يصرحون به على الرغم من أنهم قد سقطت عنهم ورقة التوت وانكشفوا بشكل مخزٍ لكل ذي عقل .. ولاأدري هل أن ذلك عصبية مقصودة ، أم غباء محسوب على هواية القلم وسذاجة مايخطه ..؟

سياسي .. طبّلوا له كثيرا ورفعوه درجات على سلم البطولات .. وحينما قلنا لهم أنه أحد الذين لفطوا مبالغ مالية كان يفترض أن تذهب الى المقاومة .. هبوا في وجهنا .. البعض قال لي أنه سنياً والآخر قال أنه بعثيا فكيف أتقول عليه !!  وهو في واقع الحال ، لاهذا ولاذاك .. فهو مجرد إنتهازيا دخل الى العراق مع الإحتلال .. وغضبوا وسكتنا .. ثم أثبت الأحداث بعد ذلك أنه غدر بقائمته الإنتخابية ، واجتمع بأحد رجالات المالكي ، وكتب رسالة بخط يده الى مايسمى هيئة المساءلة والعدالة يعلن فيها براءته من البعث ويغسل يديه من الوطنية ويساوم بإسم القائمة الإنتخابية التي عمل تحت مظلتها على منصب وزاري تحت قيادة نوري المالكي .. والأدهى ، أن البعض من أولئك الذين ردّوا على ماكتبنا لايزالون يدافعون عنه ويأملون من ورائه خيرا ..!!

كاتب سياسي آخر ووجه تلفزيوني ونبرات صوت كلها حماسة وثورية ضد أعوان الإحتلال وخدمهِ في بغداد .. إذا بمقالاته تتلقفها أيدي مروّجي المقالات لتوزعها علينا .. وآخر تلك المقالات ما نشره اليوم 10/12 ووصلني من قبل إحدى الناشطات الوطنيات ، والتي لاأشك بوطنيتها وعملها الدؤوب إطلاقا والله شاهدي على ذلك ، ولكنها بتعاميمها لكل مايكتب الناس الوطنيين والمجاهدين الى جانب مايكتب مثل هذا قد أضاعت الخيط والعصفور كما يقال .
يقول في مقاله الأخير ، منتقدا السياسي الذي تحدثت عنه ويطلق على العميل أحمد الجلبي إسم
" مهندس مشروع الإجتثاث " ويقصد إجتثاث البعث .. ويصلنا التعميم فأقول أنه لابد لمن قال عنا أننا شعب لايقرأ قد كان محقا ..!

لقد عمل هذا الكاتب السياسي تحت إمرة أحمد الجلبي نفسه في جريدة الأخير " المؤتمر " قبل الإحتلال في مقرها في لندن / بارك رويال .
إحدى مقالاته على صفحة مقالات من الجريدة المذكورة في عددها 344 بتاريخ 10 نيسان 2003 أي بعد يوم واحد من سقوط بغداد ، كان بعنوان : ( الدفاع عن صدام حرام .. وقتله حلال وواجب وطني وإنساني ) ويتهكم فيه على أركان النظام الوطني السابق ، بل حتى على عوائلهم من نساء وأبناء وبنات ، ويختتم مقاله بالقول : ( لماذا اختفوا وتواروا عن الأنظار في الوقت الذي يطالب اباؤهم من العراقيين التقدم لطلب الشهادة من أجل أن يبقى " القائد الضرورة " سالماً وصاحب أجمل صورة . ليموتوا هم أولا وبعد ذلك لكل حادث حديث .. )
هذا كان عنوان مقاله .. وتلك كانت عبارات من المقال

أذكّر أختنا وغيرها بذلك .. وأقول كفاكم غفلة وغفوة .. تحجبون مانكتب من الترويج وقد عشنا وسنموت وطنيين مخلصين غير مساومين ولا مداهنين ولا إنتهازيين .. ثم تروجون لهذا وغيره ، وما ذكرته من تاريخه ماهو إلا مثل واحد وغير ذلك كثير .. فهل حقا أننا  قصيري الذاكرة .. أم قليلي المعرفة .. ام أننا لانقرأ .. وبعد ذلك نريد مجرد أن نكتب وأن نروّج لما نقرأ ..؟؟  

صاحب موقع صحفي يستقطب أنظار القراء بمقال ( قنبلة ) على وزن تقارير السي آي أي ، والكي جي بي ، والموساد .. يتضمن تسجيل لمكالمة هاتفية قام بها مراسل موقعه في مدينة عراقية صغيرة .. يقراؤه الآلاف حسب الرقم المتصاعد في أعلى المقال .. ونحن وهو يعلم علاقاته الحميمة بمن كتب عنهم وسجّل لهم محادثتهم التلفونية .. وقد لايعرف أنني أنا مَن سجل له مكالمته التلفونية معي عندما أشاد بمقالاتي الوطنية وتعهد لي بنشرها على الصفحة الرئيسية لموقعه ثم قام برميها في سلة المهملات ولم ينشر أيا منها ..!! فهو إذن كاذب ليس إلا ..!!
وموقعه هو الذي يتعرض بين آونة وأخرى الى قرصنة من قبل حزب الله وأعوانه الصدريين في العراق ... من بين كافة المواقع الوطنية الأصيلة .. وياعجبي ..!!

أكتب وأنا عراقي وليس أمامي على الورق إلا وطني المحترق .. وأمي الثكلى .. وأختي الأرملة وإبني اليتيم .. وشعبي الجائع المضطهد ..
أكتب وأنا العربي .. لأشيد بالوطني الكردي والأقلام الحرة في شمالنا الحبيب أو في المهجر .
أكتب وأنا المسلم .. لأشيد بالكاتب المسيحي الوطني المقاتل.
أكتب وأنا السني .. لأشيد بالكاتب الشيعي الوطني المناضل .
وأكتب وأنا الشيعي .. لأشيد بالكاتب السني المحاصر والمضطهد .

هذا أنا .. وذاك سجل مقالاتي
وهؤلاء هم .. وذاك غبائهم وتغابيهم وتاريخهم .
وأرفض التجارة السياسية وهواية الكتابة على الهوى
وأرفض أن تتحول الوطنية الى سمسرة وبضاعة بائرة في دكاكين السياسة

10/12/10

No comments:

Post a Comment