Monday 21 May 2012

والمــؤامرة مسـتمرة



ثلاث لخبطات إعلامية توقفت عندها الأسبوع الماضي وهذا الأسبوع ، وكنت قد بدأت بكتابة مقالي الأخير تحت عنوان " المؤامرة " والذي تم نشره قبل عدة أيام على المواقع الصحفية الوطنية لذلك فقد آثرت أن أكمل الموضوع بمقالي هذا : والمؤامرة مستمرة .. لأنها مستمرة فعلاً ، وخطورتها أكبر مما قد يتصوره البعض لاسيما وأنها في توقيتها الحالي قد دخلت مرحلة التمهيد الإعلامي والتواتر في التصريحات واسلوب عرض الخبر واستمرار التضليل الشعبي تحت شعارات وعناوين وطنية براقة .. وهي المرحلة التي عادة ماتسبق عمليات التنفيذ

اللخبطة الأولى : مصدرها قناة الشرقية الفضائية
اللخبطة الثانية : تصريح صالح المطلك
اللخبطة الثالثة : مقال وتصريح عدنان الدليمي

والبقية تأتي .. وسنأتي عليها إن شاء الله . واتحدى الثلاثة ، وكلهم من المخضرمين وبحمد الله الذي لايحمد على مكروه سواه ، في عالم البهلوانية السياسية والممارسات المخابراتية .. أتحداهم أن يردوا فالغسيل القذر جاهز للنشر .. وسينشر .. وما سيقرأونه هنا ماهو إلا " المقبلات " أو كما نقول في بالعراقي " زلاطة " !!!

من الملفت للنظر حقاً ، أن اللخبطات الإعلامية الثلاث تتزامن بشكل عجيب مع تصريح عمرو بن موسى في أربيل حيث لم يذكر ولو لمرة واحدة أو من باب الخطأ كلمة إقليم كردستان أو كردستان العراق وهو مايردده على مسامعنا عتاة الإنفصاليين في القيادة الكردية ، مع علمنا أن إستخدام هذا المصطلح من قبل اعلام الحزبين الكرديين هو مجرد مرحلي وتكتيكي ..!
أما الأستاذ موسى فقد ذكر ولأكثر من مرة في مؤتمره الصحفي مع مسعود البارزاني كلمة ( كردستان ) فقط في معرض إعرابه عن سعادته وعن نجاح مباحثاته وشكره (للسيد الرئيس) ـ يقصد السيد البارزاني ـ على مبادرته في ( توحيد ) الصف العراقي وتشكيل الحكومة العراقية (!!!) .
شخص سياسي ودبلوماسي مخضرم ووزير خارجية سابق وأمين عام الجامعة العربية حاليا ماكانت لتفوته إختيار عبارات تصاريحه أمام الصحافة وأهمية دقة الإختيار في العرف السياسي والدبلوماسي بحيث أضفى على ( إقليم ) كردستان ( العراقي ) مايوحي بصفة الدولة المستقلة ، فكرر كلمة كردستان وحدها ، ولأكثر من مرة !! كما لو أنه يتكلم عن باكستان أو أفغانستان أو أي ستان أخرى موجودة على خارطة العالم كدولة مستقلة ..!! في وقت يشير فيه هوشيار زيباري في نفس المؤتمر الصحفي الى أن العراق ليس كالسودان منوهاً بذلك الى محاولات فصل الجنوب السوداني !
هذه واحدة .. والأخرى ، الزيارة الميمونة لرئيس الوزراء الكويتي الشيخ ناصر آل الصباح الى بغداد !!

نعود الى اللخبطات الإعلامية ..
صياغة خبر وردَ على الشريط الإخباري لقناة الشرقية الفضائية كان ملفت للنظر .. يقول الخبر :
( إجتمع القادة الثلاثة المالكي والجعفري وعلاوي ...!! ) . إستخدام كلمة القادة لهؤلاء وللمرة الأولى ومن قناة الشرقية بالذات ، بادرة جديدة مثيرة للإهتمام .
حين عدت الى موقع الفضائية على الشبكة العنكبوتية ، كان الخبر منشورا كما يلي : ( تم عقد إجتماع بين كل من المالكي والجعفري وعلاوي ..!! )
لعل من سوء حظي أن يكون الإعلام أحد إهتماماتي وممارساتي الحياتية . وإذا ماسألتموني لماذا فسأقول لكم : أن في هذا الخبر جانبين مهمين وذكيين يدلان لاشك على مهنية مالك القناة وخلفيته الصحفية والإعلامية وتعاملاته مع جهات مختلفة على مدى أكثر من ربع قرن من الزمن مابين الملحق الصحفي في لندن في بداية ثمانينات القرن الماضي ، مدير عام الإذاعة والتلفزيون ، ومدير عام وكالة ألأنباء العراقية ، ومستشار صحفي للمرحوم عدي صدام حسين .. وبين تركه للعراق والعمل مع صحيفة الشرق الأوسط السعودية في التسعينات ومنها الى لندن مجددا لتأسيس صحيفة الزمان (المعارضة ) في بناية قام بشرائها في منطقة ( هانكر لين ) المرتفعة السعر وجعلها مكاتب الصحيفة ليعمل فيها العشرات من الكوادر وبرواتب عالية لاشك .
الجانبان المهمان المشار اليهما هما إطلاق تسمية القادة ولأول مرة ومن هذه القناة خاصةً على العملاء نوري المالكي ، ابراهيم الجعفري وأياد علاوي وإبراز خبر إتفاقهم وحل المشاكل العالقة بينهم . هذا جانب .. أما الجانب الآخر ، فمن المعروف بداهة أن مشاهدي الخبر على شاشة الفضائية هم من العراقيين خصوصا في دول المهجر او في الداخل ..!! في حين أن الخبر نفسه والمنشور على موقع القناة وكأي موقع آخر ينحصر قراؤه بعدد قليل نسبيا يتمثل بالنخبة المثقفة أو المهنية كالكتّاب والصحفيين أو الباحثين ، وهم قلة قياسا بجمهور مشاهدي القناة وأغلبهم من الناس العاديين والبسطاء الذين إستقطبتهم القناة على مدى سنوات خصوصا في مواقفها الظاهرية المعادية لحكومات الإحتلال وشخوصها وكذلك من خلال مشاريعها ( الخيرية ) لمساعدة الشعب العراقي المسكين !!!
أليست هي الفضائية التي تؤيد السنّة ..؟؟ أليس صاحبها من النظام السابق وعمل مع عدي ..؟؟ هذا مايبثه دائما إعلام الطغمة الطائفية .. ولكن هل هذه هي الحقيقة فعلاً ..؟؟
هذا الإختلاف في طريقة صياغة الخبر لم يأتِ إعتباطا ويُعد مؤشراً أن هناك وراء الأكمة ماوراءها مما كنا نجهله وقد بدأ التمهيد لإظهاره بهدوء وسلاسة ، وأن الفضائيات التلفزيونية التي كسبت ثقة الشارع آن لها أن تلعب دورها للمرحلة القادمة .. والأيام والشهور القادمة كفيلة بإثبات وجهة نظري المتواضعة

الثانية ، كانت من نصيب صالح المطلك ! على أساس أنه بعثي سابق تم إجتثاثه .. ومعارض عنيد حملَ حياته على كفه في مقارعة المالكي من عمان ودمشق وعواصم عربية أخرى ! ثم قيادي في حركة الوفاق ومتحالف مع القائمة العراقية لصاحبها أياد علاوي خلال الإنتخابات ! وبعد ذلك منشق ظاهريا عن القائمة ولكنه كان في نفس الوقت مفاوضا جيدا من تحت الطاولة مع نوري المالكي ! 
ثم ليعلن براءته من حزب البعث ! ثم ليكون نائباً لرئيس الحكومة نوري المالكي !!!
هذا كله أصبح واضحا للعراقيين .. ولكن مالفت نظري هو تصريحه عشية زيارة عمرو آل موسى وشيخ آل الصباح الى بغداد الأسيرة . يقول المطلك ما يلي ( بثورية ) قومية يريد أن يثقفنا بها  :
( العراق من دون الأمة العربية سيكون بلدا ضعيفا ، والأمة العربية بدون العراق لن تكون أمة ) وأكد في لقائه مع عمرو موسى على ضرورة المشاركة العربية المكثفة في القمة القادمة في بغداد !!
كلام جميل ياسيد صالح ، ولكن العراق كان بلدا قويا مستقلا مؤمناً بانتمائه العربي القومي ولم يفرط في ذلك على الرغم من المواقف السلبية والعدائية التي أتخذتها ضده بعض الدول العربية .. فأين كنت أنت ياسيد صالح وماذا كنت تفعل ولحساب من كنت تعمل لضرب العراق ؟
الآن عرفت أن الأمة العربية بدون العراق لن تكون أمة ..! أليست هذه الحقيقة هي التي كانت على قمة جدول المخطط التآمري الأميركي ـ الإيراني ـ الصهيوني وهم يستعدون لغزو العراق ؟ أليس ذلك ماكان وراء ضرب العراق تمهيدا لتقطيع الأمة العربية ؟ أم أنت تجهل ذلك أيها السياسي المخضرم ..!؟ فماذا فعلت وأنت تعلم .. وماهي المواقف التي إتخذتها ؟ ثم لمن بعتَ نفسك ..؟ ثم مَن هو الذي سرق أموال المقاومة العراقية ..؟ أسئلة ستواجهها يوما أن كتب لك أن تبقى على قيد الحياة .
الآن تريد من الدول العربية أن تقف وتدعم عراق الطائفية الإيرانية والإحتلال الأميركي .. لاتقلق فما أظنهم إلا فاعلون ..!!

وثالثة الأثافي .. عدنان الدليمي الذي كان ولايزال يرفع راية مايسمى بالتوافق لاوفقه أو وفقهم الله .. لعب دوره بإتقان ليوحي للسذج أنه حامي حمى أهل السنّة ، وكنتيجة لتصرفاته الرعناء وتصرفات إبنه الذي كان يصول ويجول في حي العدل في بغداد ، قدم الأبرياء من السنّة الذين لاناقة لهم ولا جمل فيما كان يجري ، قدمهم للذبح وعرّض بيوتهم ومساجدهم للتدمير . تلك كانت لعبته ودوره القذر في البداية ، وكصاحبه صالح المطلق الذي طلّق الجبهة ، نسي أنه قدم مع البساطيل الأميركية والحثالات الفارسية ينادي بعراق جديد ويتبوأ مقعده في مجلس الحكم .. تبوأ مقعده من النار بإذن الله .
الآن بدأت صفحته التآمرية الجديدة وانكشف دوره مع طائفيي تقسيم العراق فبدأ يدعو الى فيدرالية السنّة ويحاول مد الجسور مغ العميل الآخر اسامة النجيفي الذي كوفئ برئاسة البرلمان العراقي ليحصد من الدولارات مايشاء .
حاله حال بقية العملاء سنّة وشيعة وأكراد وبقية الشياطين عبارة عن مفاصل تتحرك في ماكنة مشروع بايدن الصهيوني لتقسيم العراق وبالتعاون والتنسيق مع إيران وتحت المظلة العربية التي يحملها عمرو آل موسى نيابة عنهم .

ملاحظة أخيرة ، لاأعتقد أنها قد فاتت القارئ الفاضل ، تلك هي توقيت عودة مقتدى الصدر من إيران لأداء دوره المنتظر وبتزامن غريب مع تحركات هؤلاء وتصريحاتهم وأنشطتهم الإعلامية
مقتدى المطلوب للقضاء العراقي المهزلة .. يتلقى الترحيب بزيارة ودية جمعته مع المالكي والجعفري والحكيم .. ويزور السيستاني .. ولم ينسَ طارق الهاشمي بأن يبعث ( لسماحته ) برسالة ...!!
والخبر بالمناسبة ورد في نشرات أخبار قناة الشرقية قبل غيرها .!
لبئس المولى ولبئس العشير

ونحن على موعد مع خيوط جديدة من المؤامرة .








No comments:

Post a Comment